حين يأتي القدر طائعا

[ابو عهد الشعيبي]

حين يتحول إحتقان النفس جراء ماتعانيه من قهر بداخل الجسد إلى قوة دافعة للعطاء والبذل
تصبح مواجهة الأمر المتسبب بمعاناتها في إطار المحسوم إيجاباً لها مهما تعاقبت ضربات الوجع وأشتدت وطئته عليها ، ومهما تداخلت موجات الباطل ببعضها كعائق أمام حلمها في النهوض والحياة الكريمة التي تتوق إليها لابد وأن تنتصر في نهاية المطاف .. فقط الثبات والصبر والنضر بتأمل للاشياء والضروف بشكل ملائم ، والفرز السليم للمهام وفق أهميتها وأوليتها في إطارها العريض ، والتعاطي النوعي مع الإمكانيات المتاحه لخدمة الهدف المرجو انجازه ، والأخذ في المسلمات الواقعة كأصول على الطبيعة والتأقلم معها نسبياً واستغلال ما تتيح من مسالك مهيئة للعمل المراد له النجاح بوجودها ، والقراءة المتأنية للحيثيات والجذورالتي يُبنى عليه الحلم كمشروع ، والمعطيات المستجدة بين الحين والآخر وما تفرزه من الوان يمكن تسخيرها لرسم علامات الطريق وحدودها وأبعادها ولفاتها ..
فأمام عزم الإرادة التي تحرك قوى الجسد والفكر نحو الهدف تتقلص الهوه بين الصعوبة المفترضه نسبياً كتقدير في طبيعة الأشياء عند مواجهتها ومابين الحقيقة التي هي عليها في الواقع ..
وما يجعل الهدف مهما كان بعيدا قابل للتحقق هو إستلهام كل ذلك وفق منظور لابد له ايضاُ أن يوفر مع كل التقديرات فرص المناورة والمرونه والبدائل الممكن الأستعانه بها في ضل حاجه قد تتطلب تغيير الألية والوسيلة ، مع كل ذلك لا يمكن أن تُصنف الغاية إليه مستحيلة مادام وقرار صنع الوصول قد نُسج في مصنع الغريزة الأدمية المرتوية بالدم والألم ..
ووعياً وإدراكا السير بعزم الإرادة يجعل من النفس مترس صلب أمام زلازل المعاناة وممارسات الإذلال وأباطيل الطغاة وفي حين لا ضعف يأتي القدر طائعا ..

رعد
صنعاء