من القاهره في الحرب والسياسه‏! بقلم‏:‏ د‏.‏ عبدالمنعم سعيد / رئيس ادارة الاهرام

[نهربناء]

الصفحه الاولي

44861 ‏السنه 133-العدد 2009 اكتوبر 3 ‏14 من شوال 1430 ه السبت

من القاهره
في الحرب والسياسه‏!‏
بقلم‏:‏ د‏.‏ عبدالمنعم سعيد / رئيس ادارة الاهرام





قرات كثيرا في كتب التاريخ‏,‏ وجذب اهتمامي تلك التفسيرات المتعدده لاسباب هزيمه سكان البلد الاصليين في الولايات المتحده الامريكيه الذين عرفوا بالهنود الحمر وانكماشهم الي مساحات من الاراضي الخاصه‏,‏ من قبل الغزاه والمستوطنين القادمين من دول اوروبيه متعدده‏.‏ كانت قائمه الاسباب طويله‏,‏ وكان فيها ما كان معروفا من انقسام القبائل المحليه وتواضع قدراتها التكنولوجيه وفقرها وخرافاتها‏,‏ مقارنه بالحضاره الغربيه التي كانت قد بدات في دخول مرحله العنفوان التاريخي بعد الوصول الي العالم الجديد‏.‏

ولكن سببا واحدا منها لفت نظري بشده وقام علي السلوكيات العسكريه للقبائل المحليه في ساعات المواجهه‏,‏ حيث داب المستوطنون الاوروبيون علي القيام بما اعتادوا عليه في اوروبا وهو بناء القلاع والمعسكرات التي يعيشون فيها ويراقبون المجتمع المعادي خارجها‏.‏ وكان الطبيعي للسكان المحليين الذين لايعرفون الا نوعيه الحرب المفتوحه القيام بعمليات الحصار لهذه القلاع والمعسكرات علها تستسلم من الجوع والخوف‏.‏ ولكن ما جري فعلا في الواقع انه في اثناء فتره الحصار والانتظار كانت تمر اسراب من الوعول البريه‏,‏ فما كان علي القوات القائمه بالحصار الا ان تترك اماكنها جريا وراء الغنيمه‏,‏ فيكون في الامر فرصه للمحاصرين لتلقي المون والذخائر والاتصال بالقلاع الاخري لتلقي المدد والانقاذ‏.‏

الغرض من القصه واضح للغايه وهو ان الخروج عن الاهداف الاصليه لاغراض شتي مهما كان مغريا يكون في كثير من الاحيان سببا في ضياع الهدف الاصلي الذي ربما تتوقف عليه حياه الجماعه ومصيرها‏.

‏
------------------------------------------

نحن في الجنوب يجب ان ننظر الى الهدف الاصلي وهوى كيف نطرد الاحتلال فقط لكي لانضيع وننكمش مثل الهنود الحمر .
العدو يعمل ليل نهار من اجل حرفنا عن قاعدة التصالح والتسامح وزرع الخلافات التي لايستوعبها البعض عن حسن نيه وبتالي يصبح يدافع عنها بكل قوه متناسين الهدف الاصلي الذي نجمع عليه .
وايضآ لانسمح لاي شخص او جماعه يحاول الانحراف والسيطره ولكن بطريقه تحفظ توحدنا الجنوبي وعلى مبداء التصالح والتسامح .

نهربناء.
٢٤-١٠-٢٠٠٩