نحن لا نستحق دولة مستقلة ....

[الشـــامخ]

لست بحاجة الى التذكير ، بخيرة الرجال الذين فقدناهم منذ 30 نوفمبر 1967م وحتى 13 يناير 1986م ، ثم منذ 22 مايو 1990 وحتى اليوم ، لأنني اجزم انكم تعرفون ذلك حق المعرفة .

كانت الوحدة أمل للغالبية العظمى ، ان لم اقل الكل ، حتى وان تنكر البعض لذلك اليوم ، لكن اخطاء السياسيين حولت الامر من رغبة في البناء والاصلاح الى حربٍ خفية يسع كل طرف الى الالتفاف على الطرف الثاني ، فكانت حرب 1994م وكان الوضع الذي يزداد سوءً يوماً عن يوم .

خرجت الجماهير في مناطق الجنوب التي تم اقصائها عن مواقع السلطة والثروة ، الا من بعض الموظفين لدى الطرف المنتصر في الحرب ، خرجت للانتفاض على الظلم والاستبداد الذي حل بهم .

ولأن عقلية التآمر ما زالت هي الحاكمة ، فقد تعاملت مع هذه الحركة او الحراك بشيئ من التصغير ، واهمة ان قبضتها الحديدية على كل مفاصل الدولة من خلال جهوية المؤسسة العسكرية كفيل بسحق اي تمرد .

وهنا تغافلت السلطة عن حقيقة واحدة وهي انه لو ان عملية الابادة التامة ممكنه لأي شعب لما ترددت اسرائيل عن ابادة الشعب الفلسطيني ، ولذلك يكون من الغباء الاستقواء بالمؤسسة العسكرية في مواجهة الشعب .

وبالعودة الى جوهر موضوعنا ، فأنني ارى اننا لا نستحق قيام دولة مستقلة في الجنوب ، بعد ان رأيت هنا مقالاتٍ ، ومقالاتٍ مضادة بكل ما رافق ذلك من تأييدات لهذا الطرف او ذاك بين الاخوة الاعداء وصلت حد استعداد البعض للتصفية الجسدية ليس لعضو بل لرمز ندعوه رئيس دولة هو الرئيس علي سالم البيض ، وآخر يريد قطع يد آخر لانه رأى عليها خاتمٌ يحمل علم الجنوب السابق ، ومهاترات وخلافات لا حصر لها بين اخوة جميعهم ينشدون قيام دولة مستقلة في الجنوب .

فباللهِ عليكم اذا كنا نتحاور بهذا الشكل وكل منا في دولة ، فكيف ان اجتمعنا في قاعة واحدة .

اخشى ان 13 يناير 1986م ستكون بالنسبة للتاريخ القادم المجهول ، كما كانت 26 يونيو 1978 بالنسبة الى 13 يناير 1986م .