((( تاج .. حراك وما بعده حراك )))

[بوعمر]

تاج .. حراك وما بعده حراك








مقدمة :
صبراً آل تاج فموعدكم .. الاستقلال






يقال في المثل العربي ( رب ضارة نافعة ) ، هذا ما نجم عن بعد نشر تهنئة المناضل حسن باعوم ونفيها بساعات قليلة ، لتتوارد الفكرة في عمومها والتي كان كل يلقي إلينا بقبس لعلنا إلى شيء نهتدي ، وما اهتدينا إلا بعد أن تضاربت الأقوال عن باعوم وهو في بلاد الصين لا يعلم ما يجري بين فرقاء الوطن من تجاذب حاصل ...

*** *** ***

بعد أن خرج الرئيس علي سالم البيض من اعتكاف الخمسة عشر عاماً ركضت حركة تاج إليه لتضع نفسها كاملة شاملة بين يدي القيادة السياسية ، ويومها نشرت صور فخامة الرئيس بين أعضاء حركة تاج التي شهدت فيما بعد استقالات صفق لها المتربصين وعلى رأسهم رأس حربة نظام صنعاء ( نبأ نيوز ) ، ولن نخفي سراً إن ما حظيت به حركة تاج عند الأعداء كان دافعاً لنا لتمترس خلف حركة تاج والشد من أزرها بقدر الممكن المستطاع ...

غير أن الفهم العميق لحالة حركة تاج وتقديم ذاتها للقيادة السياسية الأعلى كانت بادرة ولاشك تنم عن عمل وطني رفيع في توقيت تاريخي دقيق يشهد استقطابات وتجاذبات شديدة لكل طرف من أطراف وطننا الجنوبي العربي ، هذه البادرة الحسنة تعد سقفاً عالياً وإن تواضعت إمكانيات حركة تاج إلا أنها تبقى جد عالية ...

من الواضح جداً أن حركة تاج تعيش اليوم حالة يعيشها كثيرين من أبناء الجنوب العربي ، يحدوهم أمل في صناعة دولة جديدة ، دولة لا تمت للماضي ، لكن الماضي يبقي قيوده اللعينة بأيديهم ، فالسير مع القيادة السياسية يعني إعادة جمهورية اليمن الديمقراطية ، على أساس القرارات الدولية وحتى واقعية التفكير السياسية تقتضي السير في هكذا اتجاه على قاعدة ( مكرهاً أخاك لا بطل ) ...

حركة تاج التي تمكنت بعد جهد مضنٍ أن تكون واحدة من أذرعة القضية الجنوبية العربية هي بحاجة ملحة اليوم أن تحظى بمفهوم الشراكة في هذا الوطن ، وحتى ما ذهبت إليه القيادة السياسية بتسميات مجلس قيادة الثورة السلمية وعزمها عقد مؤتمر على ضوءه سيتم ترتيب أمور المكونات السياسية المعلنة هي مجرد مراهقة سياسية لا تمت لواقع السياسة أو حتى المرحلة الإعتبارية للحراك الجنوبي العربي في الوطن وخارج الوطن ...

من الخطأ الفادح أن تعلن القيادة السياسية تمسكها بمجلس قيادة الثورة السلمي ، ونؤكد على الخطأ الفادح هنا لأن منهجية الحراك السلمي تقتضي تناغماً بين الشعب وبين القيادة السياسية دونما استجلاب مصطلحات بالية لا تمت للقضية الجنوبية العربية ، لأن ما يجري ليس ثورة إنما هو تصحيح للتاريخ الذي أقر رأس القيادة السياسية في مقابلة قناة bbc البريطانية أن منهجية ما بعد 30 نوفمبر 1967م كانت منهجية خاطئة جملةً وتفصيلا ...

إذن ما دامت القيادة السياسية تقر بخطيئتها التي كانت هي جزء منها فلماذا تصر على تكرار الخطأ بعدم الإنصات إلى الآخرين ، حركة تاج إنما هي تعبر عن شريحة من الشرائح الوطنية بل إننا ندعو حركة تاج أن تتقدم بمشروع سياسي سيكون لها السبق فيه لأنه سيجمع الوطن كل الوطن في إطاره وسيتم مخاطبة المعنيين به لاحقاً ، وستجد القيادة السياسية بما فيها رموز الحراك السلمي في داخل الوطن مجبرين للانطواء تحت مظلة حركة تاج ...

مجدداً ليس الوطن الجنوبي العربي قضية هزيلة يلهو بها من أراد أن يلهو ، لابد وأن تتخذ المقررات الحاسمة خاصة تجاه مصدري البيانات الكاذبة بالمقاطعة أولاً وبدعوتهم للتخلي عن منهجية التخبط السائرين فيها ، على كل المواقع الجنوبية العربية في الإنترنت وغيرها مسئولية تاريخية وعلى كل أن يتحمل مسئولياته كاملة غير منقوصة ...

إلى .. التاجيين

قد وفيتم لوطنكم يوم وليتم وجوهكم شطر القيادة السياسية العليا ، فإن هي ترددت أو أغوت ، فيلزمكم الصبر على الصبر ، ولين الجانب ، والدعوة بالحسنى ، ولمن أجتهد فأصاب أجرين ومن أخطأ فله أجر اجتهاده ...