البيض ينتحــــــــــــــــــــر في ( ميونخ ) !!

[شعيفانوفيتش]

أعترف أنني لم أشعر بالإحراج من قبل على أحد ضيوف اللقاءات التلفزيونية كما شعرت به يوم أمس على السيد علي سالم البيض رئيس ما يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية" فالرجل الذي جاء ليستفيد من الفسحة الإعلامية الفضائية التي أتاحتها له هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية BBC عبر قناتها الناطقة باللغة العربية بعد غياب طويل عن عدسات المصورين طيلة الخمسة عشر سنة الماضية باستثناء المقابلة اليتيمة على قناة الحرة في مايو أيار الماضي , وجد نفسه محصوراً في الزاوية ومضطراً للدفاع عن نفسه وتثبيت صورته التي اهتزت ببضعة أسئلة فقط وضعها المقدم حسن معوض المعروف برغبته الدائمة في استفزاز ضيوفه حتى لو كانت أسئلته الاستفزازية غبية و لا تعبر سوى عن ضحالة معرفته بخلفية الضيف الماثل أمامه في مرات كثيرة ..


الإجابات الهزيلة كانت انتحاراً سياسياً للسيد علي سالم البيض الذي وجد نفسه في اللقاء مضطراً أيضاً لإثبات شرعيته المفقودة أولاً أمام رفاق دربه المشتتين في الخارج سواء من خرجوا في 86 أو من خرجوا برفقته في 94.. وثانياً أمام العالم الخارجي الذي لم يعترف بما تم الإعلان عنه في 21 مايو أيار 1994 حتى لو لم يُدِنه.. لكن عدم الاعتراف بالدولة المعلنة حينها .. والاعتراف بمافرضته نتائج الحرب لاحقاً هو الذي أوجد أمام البيض هذه المعضلة الكبيرة التي يعلم يقيناً الآن أنها معركته الحاسمة التي قد تقذف به بعيداً فيما لو لم يحسمها لصالحه ..


معركة الشرعية المفقودة تنظيمياً في الداخل وسياسياً في الخارج هي التي دفعت وتدفع بالبيض للتمسك بما يسمى "مجلس قيادة الثورة" واستعماله ورقة ضغط أمام رفاق دربه في الخارج ممن يتباحثون على ضفاف النيل حول "التغيير لتفادي التشطير" و تحت راية "مجلس التضامن" بزعامة الشيخ حميد الأحمر الذي تلتقي به هذه القيادات ومع غيره من قيادات "التغيير" دائماً في حين ترفض اللقاء بقيادات "التشطير" دائماً أيضاً .


في الصميم أثبت أن البيض لم يتمكن حتى هذه اللحظة من عقد لقاء واحد ولو سراً مع بقايا "الديناصورات الإشتراكية" في الخارج .. ولهذا تلعثم وظهر مرتبكاً عند سؤال معوض له بهذا الخصوص .. وبدلاً من قول الحقيقة كما هي بدون رتوش ولا مساحيق تجميل لجأ للمراوغة والتلاعب بالألفاظ لإخراج نفسه من هذا "المزنق" مع أن الفرصة كانت مواتية جداً ليكسب احترام الناس له بقول الحقيقة كما هي ويسقط الأقنعة عن وجوه المتلونين ممن يكيدون له ما كاد أتباعهم لعميد الثورة الجنوبية حسن باعوم من قبله .. ولن يفهم البيض أبداً أنهم لن يلتقوا به حتى يستلم ورقة مكتوباً على ظهرها "لا لقاء حتى المؤتمر الوطني" تماماً كالتي تلقاها باعوم ,, هذا فيما لو كان هناك مؤتمر وطني أصلاً .. كما أن هذه الورقة لن تأتي إلا بعد أن يستلم جواباً شفهياً عبر أحد مبعوثيه إليهم يخبروه في هذه الرسالة الشفهية أنهم لن يكونوا في حركة يرأسها البيض تماماً كالجواب الذي تلقاه باعوم من قبله .. وفي نهاية المطاف لن يجد البيض نفسه رئيساً شرعياً برضاهم إلا بعد أن يروه على فراش "الموت" مثلما فعل أتباعهم في الداخل مع عميد الثورة الجنوبية حسن أحمد باعوم ..


إصرار السيد علي سالم البيض على تدمير الكيانات النضالية وصهرها في كيان واحد ولو بطريقة "الدحبشة" لأجل احتكار الشرعية الثورية في الداخل للكيان الجديد ومن ثم احتكار الشرعية التفاوضية في الخارج بيده واستعمالها كورقة ضغط في "معارك الديناصورات" القادمة سيصطدم بواقع الحال الذي ترتبط فيه قيادات "التغيير" بروابط قوية سواءً فكرياً أو قبلياً مع القيادات الفعلية لما يسمى "مجلس قيادة الثورة" الذي يتكون من حكومتين إحداهما حكومة "ظل" وهي الحكومة الفعلية للمجلس وترتبط بارتباطات فكرية وقبلية وثيقة بقيادات ورموز مشروع دمشق القاهرة .

يخطيء علي سالم البيض إذا اعتقد أن زلة لسانه بحديثه المبتور عن تغيير اسم وهوية الجنوب وجملته القصيرة التي أشار فيها إلى مساهمته في هذه العملية سيمر مرور الكرام بدون أن يستفز هذا بقايا القوى الظلامية من مافيات الزعامة وعصابات الكراسي .. وليستعد علي سالم البيض لماهو قادم إذا أصر على عدم التراجع عن هذه "الزلة" .. وليعلم أن من يريد استعمالهم "ورقة ضغط" في معارك الديناصورات سيستعملونه "ورقة كلينكس" يرمونها بعد استنفاذ الغرض منها .. ولن تكون أوامره التي لا تعرف الآن كلمة "لا" ذات قيمة عندما تنطلق صفارة بدء الجولة الأولى من "معركة الديناصورات" وسيرى بنفسه أعجوبة الاصطفافات المقيتة وسيعجز مدير مكتبه عن مواجهة مكتب سكرتير الحزب بعدن . . هذا إذا افترضنا غياب التنسيق بين الاثنين .. ولن يجد البيض أحداً حوله ممن يمتهنون أنفسهم الآن ليقنعوه بأنهم البطانة الأكثر احتقاراً لأنفسهم .. فهؤلاء هم أول من يقفز عن السفينة بمجرد تسرب المياه إليها ولا يساهمون مطلقاً في عمليات الإنقاذ فالوقت أهم في استغلاله للوصول إلى أقرب سفينة ممكنة .. ولو على حساب المباديء المفقودة أصلاً !!






فيديو المقابلة :







الفيلم الأول :

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الفيلم الثاني :


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الفيلم الثالث:

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



الفيلم الرابع :

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الفيلم الخامس :

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]