اغسل قلبك ايها الجنوبي ولو مره واحده

[جبل هيل]

في نهايه الستينات وحتى بدايه السبعينات كانت مجله دراسات عربيه تصدر في بيروت وكانت تمثل قمه وصفوه الابداع للكتاب والمفكرين العرب حيت وصفت حينه انها مثلت قمه الابداع للعقل العربي في طرح وتشخيص ووضع معالجات عمليه لمواجع الامه وليس لقضاياها كما تسمى دائما.

في احدى مقالات المجله شدني وبقوه سطر واحد من كل المقاله للمفكر والكاتب والشاعر العربي ميخائيل نعيمه عندما قال:

ألمرء يحتاج الى غسل وجهه كل يوم اربع الى خمس مرات فلماذا لم نغسل قلوبنا ولو مره واحده في الحياه.

صارت هذه الحكمه مصدر الهام وزاد مستمر من خلالها تعلمت اشياء كثيره كانت تمثل مفاتيح رئسه في مواجه كل اصناف الاشكاليات الحياتيه بكل مسمياتها الامر الذي وللامانه جعلني بل ودفعني للكتابه على شكل نداء لكل ابناء الجنوب الحبيب ان يتجراؤ في نسيان كل مخلفات الماضي وتركاته الثقيله والعمل على الارتقاء المسؤول الى مستوى قضيتنا المركزيه وهي كيفيه رص الصفوف والوقوف جنبا الى جنب بهدف خلق اصطفاف جنوبي واسع يجسد الحامل الرئس لقضيه شعبنا حتى يتم تحقيق الهدف الرئس وهي اقامه الدوله الجنوبيه الموحده على ترابه الوطني وسياده النظام والقانون اي دوله المؤسسات التي هي تمثل الوعاء الجنوبي لكل الناس دون تمييز في لون او جنس اومذهب او دين كما كانت الجنوب على مدى الازمنه في التاريخ.

لهذا وعند تصفحي للمواقع اجد انه وللاسف ان اغلب الشباب يدخلوا احيانا في قضايا ثانويه تهدر الوقت والجهد وتشتت الناس وتخلق ضغينه لو سمح الله نحن في غناء عنها.
الاختلاف في وجهه النظر ضاهره صحيه لكن بموضوعيتها وليس بقشورها.

لهذا من هذا المنطلق ادعوا كل الشباب الى احداث ثوره حقيقيه في كل المنتديات لمعالجه الشأن الجنوبي هذه الايام والاستفاده من الحراك السياسي والشعبي الواسع الذي يعتمل على الارض يوميا ويمثل بالنسبه لنا مستمسكات ودلائل ماديه تعطينا الحق كل الحق للمطالبه بحقوقنا بل بتجسيد ذلك على الارض واستغلال كل الامكانات والوسائل لتأجيج الحراك الجماهيري عبر شد منظمات المجتمع المدني الى جانب القوى الحيه الجنوبيه ويتصدرها تاج الذي اضحى ودون مبالغه رقما صعبا يهز وجد الجماهير الجنوبيه واحدى القوى الرئسه ان لم تكن التي استطاعت ان تحرك المياه الاسنه ومنها تدحرجت كره الثلج الجنوبيه لتستقر وباذنه تعالى وهو القادر الخالق, على كل شبر في ارضنا الحبيبه.
لقد برهنت الاحداث والتجارب من اننا اليوم اكثر من اي وقت مضى من ان نخلق في انفسنا الثقه بانفسنا وان نرمم كل ماعلقت في نفوسنا من شوائب وان نولج الى جوهر الشان الجنوبي ولم يتاتى هذا الاعبر حكمه ميخائيل نعيمه رحمه الله في ان نجبر انفسنا نحن الجنوبيين الى غسل قلوبنا ولو لمره واحده وما لقاءات جمعيه ردفان في عدن ولقاء الحبيلين وحبيل جبر والضالع وابين ومؤخرا شبوه ,رغم كل القيود والممارسات الضغينه للمحتل الشمالي, الا حقائق عمليه على الارض برهنت من ان ابناء الجنوب قادرين في كل زمان زمكان من صناعه الفعل الجنوبي الهادف لتخليص شعبهم من ويلات الاحتلال.

لقد انزاح جدر الخوف من حول شعبنا الجنوبي وباتت قضيه الجنوب واضحه وحقيقه ساطعه كالشمس وصارت عنوان رئس في نفسيه كل جنوبي حيث ان الحديث حولها كان يمثل خروجا عن ثوابت الاحتلال واليوم صارت القضيه الجنوبيه عنوان فخر ووسام على كل الصدور وكان لتاج فيها البصمه الرئسه عندما تصدر للحدث ولاول مره وقف وجها لوجه امام العقل مخاطبا شعبنا بلغه العقل والمنطق لابلغه العاطفه التي كانت القشه الرئسه في كسر ظهر البعير كما يقال في المثل.

ان الاوان لنسموفوق كل شئ وان نبحر نحو الجنوب. اما قطر الجنوب الذي انطلق الى الهدف النبيل وهو الارض وقبله الانسان , لا كما رفع المحتلون شعارهم العنصري الصهيوني الخبيث عندما قالوا لقد جئنا الجنوب لنحتله من اجل الارض والثروه اما الانسان الجنوبي ليس همنا وهي تتمثل في كل السياسات التي اتبعها المحتل من تهميش وتركين وتسريح وتهجير في امصار الشتات هذا ما اكده رئس الاحتلال بعد حرب صيف 94 المشؤومه في عدن عندما قال:
كانوا اجدادكم يركبوا الحمير والجمال ولملذا لاتحذوا حذوهم وهو الذي ينهب النفط والثروه وقال ايضا :
عليكم ان تهاجروا فلقد هاجر اجدادكم من قبلكم هو بذلك يريد الارض من دون الانسان.
االنصر حتما قادم ولنا في الغد عبر.

الجنوب جسد واحد

اشتد الالم في خصرها

وزحف الشقاء الى نهدها
وتشحب الزمن في وجنتيها
وهاجرالنوم مضاجعها الى النوى
حتى وصل السيل الزباء

سجد شمسان تحت اقدام عدن

متضرعا ومناديا
الله اكبر ياعدن

ورفع التلال دراعه داعيا
الله اكبر ياعدن
صدح الادان من عسقلان
مجاوبا مسجد ابان
نحو الخساف والعيدروس
تناغم الكل كالجسد

صلى الجميع مع حقات والخليج
وبقى القطيع هو الامام
وشدى البخور في الزعفران
وتلى الغدير ايتين
من حاسد ادا حسد
وفي حبلها جيد من مسد

عندما الغول غزواعدن في الغسق
تنهد ردفان مع جحاف مرتين
لا ماء ولا كلا
وفي الخفاء مجابرا
استل الحسيني
بنسمه الياسمين
معطرا الوجنتين
وبقت جعار رغم الحصار
تشدوا انظارها الى الفنار
وعاضدتها زنجبار الى الخيار
وبقت حضرموت توته
تنسج حرير التواصل مع عدن
تاره ترثي ذاتها
وتاره تبكي عدن
في نواح على ماجرى
من التتار في الجنوب
هو الجنوب هو جسد
هو الوطن.. ذاك الوريد
في العضد
يظل الصاريه
يحمل هويتنا الى الابد
ارض الجنوب العربي

بقلم المهندس/مخدوع العاطفي