مصادر يمنية مطلعة تؤكد وجود اتصالات بين السلطة ونائب الرئيس السابق علي البيض

[الحدي]

المستقبل البنانيه- الاربعاء 13 أيار 2009



صنعاء ـ صادق عبدو




قالت مصادر يمنية مطلعة إن اتصالات سرية أجرتها السلطات في صنعاء عن طريق وسيط محلي مع نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي يقيم في الوقت الحاضر في النمسا بعد سنوات أمضاها في سلطنة عمان، وكان ممنوعاً عليه ممارسة أي نشاط سياسي معارض للنظام في صنعاء .
وأوضحت المصادر لـ"المستقبل" أن مضمون هذه الاتصالات لا يزال طي الكتمان، كما أنه لم يعرف موقف القيادي البيض من هذه الاتصالات التي ستتناول على الأرجح تهدئة الأوضاع في الجنوب في ظل التأثير الكبير للرجل على الحركات السياسية الجنوبية التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة باتجاه المطالبة باستقلال الجنوب عن دولة الوحدة التي أعلنت في الثاني والعشرين من أيار (مايو) العام 1990 .
وكانت مصادر مقربة من أسرة البيض أشارت إلى أن الأخير وجه رسالة إلى الرئيس علي عبدالله صالح حذره فيها من مخاطر ثقافة الكراهية التي تنتشر بين اليمنيين في الوقت الحاضر .
وبحسب المصادر ذاتها فإن البيض وجه رسالة مؤخرا للرئيس علي عبدالله صالح اقترح عليه فيها التنبه إلى مخاطر ثقافة الكراهية التي تنتشر بين اليمنيين والتي لم يعرف اليمن لها مثيلا منذ ما قبل الثورات وما قبل الوحدة .
ووفقا للمصادر، فإن البيض قال للرئيس صالح إن "مؤسسات الدولة وإعلامها أكثر تأثيرا في انتشار أو مكافحة هذه الثقافة التي تهددنا كلنا واني انتقدت انشغال الحكم بالمعارضين في الخارج مع أنهم أصبحوا بعيدين عن المشكلات التي تنتج لأسباب مختلفة داخل اليمن وليس خارجه" أهمها قصور وأخطاء في أداء مؤسسات السلطة"، كما نصح صالح بـ"حل التوتر الدائم في العلاقة بين الرئيس وأحزاب المعارضة".
وأشارت المصادر إلى أن "البيض تمنى ألا يعرف اليمن أي حروب أخرى"، وأنه لهذا الغرض "طالب السلطة بالإهتمام بمواطنيها في الجنوب والشمال والشرق والغرب على السواء" وبأن "تخفف من الاعتماد على الإجراءات الأمنية والعسكرية التي لم تحم أي إنجاز لنا طوال التاريخ القديم والمعاصر ".
وأكدت المصادر أن البيض نصح الرئيس صالح بـ" التفكير بالمشكلات دون استدعاء ظروف تجربة حرب 94 "، مشيراً إلى أن "الوحدة اليمنية إنجاز لليمن والمنطقة وتستحق أن تحمى باستيعاب شكوى المواطنين وليس الدخول معهم في معارك ومطاردات" .
ونفت المصادر ذاتها أن يكون لعلي سالم البيض أي تواصل بينه وهيئات الحراك الجنوبي، قائلة إنه "لن يعود إلى ميدان السياسة"، لأنه صار لها رموزها الجدد وأن نصيحته للرئيس صالح تأتي من منطلق حبه لليمن وتقديرا للظروف التي تمر بها البلاد .
غير أن مصادر رسمية نفت مثل هذه المعلومات، قائلة إنه لم يحدث أن اتصل البيض بالرئيس صالح .
على صعيد آخر، علمت "المستقبل" أن رموزاً من المعارضة الجنوبية موجودة في الوقت الحاضر في العاصمة المصرية القاهرة في إطار سعي مصري خليجي لجمعها مع ممثلين للسلطة لإيجاد مخرج للأزمة التي يعيشها اليمن هذه الأيام، وتفاعلت خلال الأسبوعين الماضيين على شكل مواجهات مسلحة في مناطق جنوبية عدة .
وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن شخصيات معارضة موجودة في الخارج ستحضر لقاءات القاهرة، من أبرزها الرئيس السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس وعبد الرحمن الجفري بالإضافة إلى شخصيات سياسية وعسكرية عدة .
لكن مصادر قريبة من الحزب الحاكم أشارت إلى أن الجفري موجود في القاهرة للالتقاء بالشخصيات السياسية الجنوبية المعارضة، مشيرة إلى أن ذلك التحرك يأتي بضوء أخضر من قبل النظام في صنعاء .
إلى ذلك انتقد الحزب الإشتراكي اليمني قيام دورية تابعة لقوات الأمن المركزي باستفزاز الأمين العام للحزب ياسين سعيد نعمان عن طريق اعتراض السيارة التي كانت تقله وتوجيه عدد من الجنود أسلحتهم نحو سيارته أثناء تواجده بداخلها .
واعتبر رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحزب محمد غالب أحمد ذلك "عملاً استفزازياً غير مقبول ولا يمكن تفسيره إلا بالعمل المتعمد وخصوصا ان ياسين سعيد نعمان شخصية معروفة والحادث ليس الأول من نوعه"، مشيراً إلى أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه خلال أسبوعين، مطالباً السلطة بـ" تفسير مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تكررت وبدت متعمدة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد".