*مأساة .."محمد فضل"جواس طالبٌ ومقاوم أُوقِف عن الدراسة بكلية الطب بعد أيامٍ من نجاحه

[جنوبي الانتماء و الهوية]

*مأساة .."محمد فضل"جواس طالبٌ ومقاوم أُوقِف عن الدراسة بكلية الطب بعد أيامٍ من نجاحه بالمفاضلة وقبوله*

تقرير / وهيب الحاجب

حينما يقتلُ الفساد والمحسوبيةُ طموحَ أبنائنا وينسفُ العبثُ واللامسؤولية والرشوة تطلعاتِ طلابنا وتَئِدُ المحاباةُ والمجاملة جهودَ فلذات أكبادنا فاعلموا أن مؤسساتِنا التعليمية في الجنوب لا تزال تَئِنُّ في قبضة احتلالٍ همجي أبطاله ثلةٌ من أكاديميي الجنوب الذين تتلمذوا على يد الفاسدين في منظومة الاحتلال الذي غادر الجنوب غير مأسوفٍ عليه ، واعلموا أن هناك إرثاً لعيناً خلّفه ذلك الاحتلال مازال يسيطرُ ويتحكم بمقدراتنا ويعبثُ بمستقبل شباب الجنوب .

الطالبُ محمد فضل محمد راجح واحدٌ من شبابِ الجنوب وأحدُ أبناء محافظة أبين الطموحين الذين طالهم ذلك الإرثُ اللعين الذي يعصفُ بجامعةِ عدن وكليةِ الطب تحديداً ؛ إذ تقدّم لمفاضلةٍ مباشرة مع مجموعة من طلاب المحافظة للالتحاق بالدراسة في كلية الطب البشري بعدن وحصل بجدارهٍ على المركز الأول ليُقبل في الكلية ويبدأ دراسته بشكلٍ طبيعي ، فاستمرَّ على مقاعد الدراسة لمدة ثمانية عشر يوماً قضاها بالكد والمثابرة والاجتهاد كعادته غير أن أيادي الفساد وعقلياتِ الإفساد ومكامنِ الأحقاد حالتْ دون أن يواصلَ محمدٌ بقاءَه في كلية الطب التي طالما حلِم بها سنواتٍ طوال وكدَّ واجتهد وسهر الليالي وبذل الغالي والنفيس آملاً في تحقيق طموحه بدراسة الطب ، حيثُ اتخذتْ إدارةُ الكلية قراراً بإيقافه عن الدراسة بذريعةِ أنه كان قد تقدّم لامتحان قبول في كلية الطب بحضرموت ، وجاء القرار كتحدٍ سافرٍ لطموحات الطالب وتطلعاته ومخالفاً لكل الأنظمة واللوائح والقوانين ومنافياً للأخلاق والقيم والانسانية ؛ إذ قتل ذلك القرار الأعجوج أحلاماً وطموحاتٍ سكنتْ نفسَ محمدٍ سنوات طوال وترعرتْ معه منذُ أن التحق بالدراسة في مراحلها الأولى ولطالما حلم واجتهد وبذل وسهر لأن يكون طبيباً !

محمدٌ واحدٌ من شباب المقاومة الجنوبية الذين حملوا السلاح والتحقوا بجبهاتِ القتال للدفاع عن عدن أبان الغزو الحوثي ، وواحدٌ من الشباب الذين تركوا مقاعدَ الدراسةِ بالمعاهد الخاصة ليلتحقوا بجبهات القتال ، حيثُ كان محمداً يتنقّلُ من معهدٍ إلى آخرَ لدراسة اللغة الإنجليزية ومن مركز تعليمي إلى آخر لدراسة المناهج التعليمه ويترددُ دوماً على مراكز التقوية تحضيرا واستعددا لدراسة الطب فحصل على شهاداتٍ عدة من معاهدَ متخصصةٍ بهذا الغرض حتى قرعت الحربُ طبولَها فالتحق برفاق السلاح إلى جبهات القتال للذود عن عدن وطَرْدِ المحتل أملاً بمستقبل شريف خالٍ من اللصوص والفاسدين ويضمنُ للطامحين مستقبلهم ويساعدهم على تحقيقِ أحلامهم لكنه وهو وزملاؤه من رفاق السلاح والقلم لم يكونوا يعلمون أن لصوصاً من مخلفات الاحتلال لازالوا يتربصون بهم وينتظرونهم في المكان الذي حلموا أن يحققوا به أحلامهم ويبنوا فيه مستقبلهم .

أُوقِف محمد فضل (وهو من أبناء مديرية رصد يافع) عن دراسةِ الطب بطريقة تعسفية وبأسلوب مجحف لم يراعِ سنواتِ الجهد والاجتهاد والسهر والأرق والكدّ والبذل فوق ظروفه المتواضعة لكن طموحَه مازال حياً وآماله لا تزال مشعّةً نحو البقاء على مقاعد الدراسة ، مُطالباً عمادة الكلية ورئاسة الجامعة بالتراجع عن ذلك القرار مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيطرقُ كلَّ الأبواب وسيوصل قضيته إلى كافة الجهات المختصة وإلى قيادات المقاومة والحزام الأمني وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة لعل وعسى أن يجدَ مَنْ ينصفه ويرفع عنه تعدي الظالمين ويحميه من عبث الفاسدين .
*✍وهيب الحاجب*