القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
من حوش ألجهادي الفضلى إلى حظيرة الاشتراكي الخبجي تعددت المسرحيات والمخرج واحد
بقلم: الدكتور ابو نصير
قال الحكيم سقراط "انك لا تستطيع أن تقطع النهر مرتين “ قصد بذلك أن الزمن لا يعود إلى الوراء في مغزا فلسفيا عميقا لمعنى الحياة وحركة التاريخ والتطور والزمن في مسيرتهم الثابتة دوما إلى الأمام وهي حقيقة ثابتة لكن الحقيقة دائما نسبية كما تقول الفلسفة أيضا. التاريخ يعيد نفسه ولو بشكل آخر هكذا أكدت لنا وقائع الأحداث المتتالية التي نعيشها في خضم صراعنا المرير مع أشرس عدو وأسوأ استعمار متخلف على الإطلاق.. أتخيل حجم المهمة التي كانت ملقاة على عاتق الوطنيين الجنوبيين في نضالهم ضد الاستعمار البريطاني مقارنة بالمهمة التي تنتصب أمام شعب الجنوب اليوم لإنجاز نفس المهمة والوصول إلى نفس الهدف ألا وهو التحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال. كانت الظروف قد تهيأت لثوار الجنوب في منتصف القرن الماضي حين كانت حركات التحرر العربية والعالمية تعيشان مجدهما في ظل الدعم القوي للمنظومة الاشتراكي وحركة عدم الانحياز اللذان ساندا الشعوب المستعمرة في التحرر والإنعتاق من الاستعمار والتخلف. كانت مصر بمدها القومي المتعاظم قد شكلت قاعدة صلبة للشعوب العربية الأفريقية وثورة الجنوب هي واحدة من تلك التي استفادت من ذلك الدعم المادي والعسكري السخي والذي شكل سندا قويا للحراك السياسي الذي كان الجنوب يعج به وخاصة في العاصمة عدن. اندلعت المواجهات المتفرقة والمحصورة هنا وهناك وشكلت إذاعة صوت العرب بما لها من مهابة عظيمة لدى المستمع العربي منبرا إعلاميا للثورة في الجنوب ناهيك عن إذاعة تعز التي كانت تتواجد بالقرب من مقر قيادة الجيش العربي الذي جاء للدفاع عن الجمهورية العربية اليمنية الذي أطبق على عنقها حصار فلول الملكية بقوة. حينها كان عدد الفدائيين في الجبهات التي فتحت باب المواجهة المسلحة مع التواجد الاستعماري الإنكليزي معدود ويكاد لا يتجاوز المائة فدائي في بعضها وكانت الجماهير تسند الفدائيين بالمال والغذاء والإيواء إضافة إلى المخصصات المالية التي كان يحصل عليه كل فدائي متفرغ بالإضافة إلى التدريب والتسليح المتواصل والمنظم. الثورة التي أججت المشاعر الوطنية استطاعت أن تتحول من ثورة يقودها عدد من الفدائيين إلى ثورة تشترك فيها القطاعات الشعبية المختلفة في الأضرابات والمسيرات وغيرها. كل هذا أجبر الحكومة البريطانية على سحب قواتها وأن ترحل من الجنوب التي كانت عدن تحتضن ثاني أكبر قاعدة عسكرية بريطانية خارج أراضيها وتأوي مركز قيادة القوات العسكرية البريطانية في الشرق الأوسط. وبإحصاء بسيط لعدد الشهداء الجنوبيين الذين سقطوا برصاص القوات البريطانية فان عددهم أقل بكثير من الذين ذهبوا للدفاع عن الجمهورية اليمنية وسقطوا في معركة نقيل يسلح الشهيرة ناهيك عن الأعداد الكبيرة التي سقطت في المواجهات المسلحة التي اندلعت قبيل الاستقلال بين الجبهة القومية وجبهة. عندما نقارن الثورة التحررية ضد الاحتلال اليمني اليوم بالثورة التحررية ضد الاستعمار البريطاني بالأمس نكتشف الفرق الشاسع فثورة اليوم هي أشمل وأعمق رغم افتقارها لكل أشكال الدعم العربي والأجنبي بالإضافة إلى طوق الحصار الإعلامي المضروب حولها والأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين. الفرق هائل بكل المقاييس فالثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني اندلعت بإسناد تام من القوات العربية المتواجدة حينها في اليمن التي لعبت الدور الحاسم في انطلاقتها بغض النظر عما كان يجري من حراك سياسي سلمي لم يتعد مدينة عدن لكن الثورة اليوم قد نضجت كل ظروفها الموضوعية والذاتية فغدت أكبر من أن يحتويها النظام أو أي أطراف إقليمية أو دولية. النظام اليمني يحصل على دعم استثنائي دولي لأسباب سياسية متعلقة بدعم اللوبي اليهودي المتغلغل في اليمن والذي استطاع أن يوصل عدد من القيادات إلى مراكز القرار في الجمهورية العربية وفي قيادات الحزب الاشتراكي اليمني أثناء حكمه للجنوب ولذا فإنه قد تمكن من الصمود أطول فترة ممكنه أمام كل العواصف والمحن المميتة إلا أن عوامل التآكل الداخلي للنظام أيضا لا تستطيع معه أي قوة أن تجدده أو تحافظ عليه مدة أكثر فقد اقترب من نهايته وحتفه مهما كان العامل الخارجي مساندا له. هكذا نجد تفسيرا لسباب تعثر وسقوط كل المشاريع الموجهة لاحتواء الثورة التحررية في الجنوب التي تسندها سلطات الاحتلال اليمني وتسوقها عبر أحزاب اللقاء المشترك اليمنية كمشاريع فيدرالية الأقاليم والحكم المحلي الواسع الصلاحيات والتغيير وغيرها والتي تتحرك في لحظات اقتراب السيف من عنق النظام اليمني وتهب تلك المشاريع في المقام الأول لنجدته والدفاع عنه. لقد تعدد الأساليب المواجهة بين النظام اليمني والمقاومة الجنوبية فمن استخدام اللقاء المشترك ككتلة موحدة تقوم بمهمة التطبيع والتشريع للاحتلال عبر بوابة المشاركة في الإنتحابات الصورية وقطع الطريق أمام قيام أي معارضة جنوبية حقة حتى استهلكت تلك الأحزاب وانكشف أمرها بعد فشلها في تحقيق أي تقدم يذكر كفرض إصلاحات معينة أو تحقيق مكاسب للجماهير التي تمثلها بل وعجزت كليا في توقيف التراجع المستمر للهامش الديمقراطي الشكلي الذي فرضته عملية ما تسمى بالوحدة ناهيك عن عجز النظام اليمني و جميع القوى المساندة له في توقيف التدهور الشامل في بنية النظام السياسية والاقتصادية التي تنذر بالسقوط المدوي الوشيك. انتقل النظام في تبني تكتيك جديد يقضي بإحياء دور الحزب الاشتراكي اليمني الذي يعتقد أن له شعبية في الجنوبية وأنه يقدر على القيام بدور المعارضة لأسباب كثيرة أهمها خلفيته الجنوبية والخبرات التي أكتسبها في مسيرة التآمر على شعب الجنوب خلال فترة حكمه له. مدّت السلطات اليمنية الحزب اٌشتراكي اليمني بمبالغ ضخمة وفقا لاتفاق الحديدة الذي جمع أمين عام الاشتراكي وأمين عام الإصلاح بالرئيس اليمني قبل عامين تقريبا, وأسندت مهام أمنية كبيرة للاشتراكي تمثلت بالقيام بالتسهيل لأعمال الاغتيالات لنشطاء الحراك الجنوبي ورصدهم وتهديدهم والاستعانة بقوات الاحتلال لتنفيذ مهامهم وقد نفذوا حتى اللحظة أكثر من 15 عملية اغتيال لنشطاء تم تحديدهم في قوائم خاصة تم اختيار أوقات التظاهر والأتنتفاضات لتنفيذ معظمها. وقد حدد الحزب الاشتراكي إلى جانب أعمال الاغتيالات لخلق الرعب في نفوس النشطاء السياسيين أيضا الاعتقالات للعناصر النوعية وعزلها عن ساحة النضال وممارسة شتى الأساليب للضغط عليهم وثنيهم عن ممارسة نشاطاتهم إن لم يتمكنوا من شرائهم. كذلك تم تشكيل مليشيات ما تسمى بلجان الدفاع عن الوحدة التي تخطط للمواجهات المسلحة مع الحراك الجنوبي وتفجير الحرب الأهلية إن لزم الأمر, يضاف إلى تلك الأساليب أيضا مخطط شراء الذمم وبذل المال لذلك وخاصة العناصر القيادية. وقد شهدت العامين الماضي نموذج لهذا الكسب تمثل في منح وظائف لعدد من الجنوبيين لإسكاتهم واستخدامهم أما في التجسس على الجنوبيين أو في مواجهتهم ويأتي الأسلوب الأخر وهو الأهم فهو ليس موجها لكسب أفرادا أو ضربهم بل موجها لتفريخ مكونات الحراك وتفكيكها. تفريخ المكونات والكيانات هو الأسلوب الأهم والأخطر الذي يقوم بتنفيذه الحزب الاشتراكي بتمويل من السلطة نفسها. لقد حددت السلطة التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) والمجلس الوطني الأعلى للتحرير الذي يرأسه باعوم وإتحاد شباب الجنوب كثلاثة مكونات يجب ضربها. عجزت السلطات عن جمع معلومات كافية عن نشاط تاج وبنيته التنظيمية في الساحة الجنوبية التي وجدت أنها في مواجهة أشباح واستطاع التاجييون التمويه على أنشطتهم بشكل جيد لاستفادتهم من البيئة الاستقلالية وترديد نفس الشعارات من قبل العديد من المكونات والأفراد أحيانا بشكل تلقائي وعفوي بالإضافة إلى فشل السلطة والحزب الاشتراكي في ضرب نشاط تاج في الخارج رغم أنه عمله مكشوفا إلا أن الحزب الاشتراكي أخفق في تحقيق أي مكاسب ذات أهمية ومثلت فشل الهيئة التي تشكلت في بريطانيا لهذا الغرض نموذج لعدم قدرة الحزب على مواجهة تاج رغم افتقار تاج للإمكانيات المادية التي توفرها السلطة للحزب الاشتراكي بسخاء. أتجه الحزب الاشتراكي إلى التركيز صوب الداخل وقام بأول تجربة في تأسيس لجان الفعاليات السياسية في مواجهة الحراك الجنوبي الذي كانت تتزعمه جمعيات المتقاعدين العسكريين وملتقيات التصالح والتسامح. وعلى الرغم من فشل هيئات الفعاليات السياسية إلا أن الحزب الاشتراكي تمكن من ضرب وتفكيك جمعيات المتقاعدين العسكريين من خلال الزج بعدد من القيادات الأشتراكييين الذي ضربوا الجمعيات من داخلها وقد مثل اجتماع الحصين في الضالع الانقلابي على رئيسها ناصر النوبة في 24 فبراير 2008 أخر مسمار في نعش الجمعيات الذي قاده عبده ألمعطري الناطق الرسمي الحالي لمجلس قيادة الثورة ومن خلف الستار يقف القيادي الاشتراكي يحي غالب الذي حضر كوسيط لفض الاشتباك بين المجتمعين وفقا لخطة أعدت بإحكام داخل سكرتارية الحزب في عدن بقيادة زعيم المشترك في الجنوب السياسي المخضرم علي منصر محمد. ويأتي تأسيس حركة نجاح كخطوة لاحقة أستهدفت مواجهة المجلس الوطني الأعلى الذي مازال طريا وقد أشرف على إنشائها ثلاثة أعضاء مكتب سياسي بشكل مباشر حيث كان علي منصر يدير اللقاء التأسيسي للحركة الذي عقد في ضواحي مدينة الضالع بينما كانا عبدالواحد المرادي ومحمد سعيد عبدالله الشرجبي يتواجدان في بيت أحد قادة الاشتراكي داخل مدينة الضالع يشرفان على سير تشكيل الاجتماع بتكيلف رسمي من المكتب السياسي ورئيس جهاز الأمن القومي. ذلك الاجتماع الذي حضروا له على أنه مؤتمر وطني لكل القوى الجنوبية رغم أن الحاضرون لم يكونوا مندوبين بل مجرد ضيوف تم استدعائهم من بعض المناطق باختيار مزاجي بحت. وفي الاجتماع أقترح علي منصر عضو المكتب السياسي للاشتراكي أن يكون رئيس هيئة الضالع صلاح الشنفرة هو الرئيس الممثل للمحافظة المضيفة على أن يتم تدوير المنصب بعد كل ستة اشهر وهو مالم يتم العمل به فيما بعد بل أن الاختيار تم على الشنفرة كان بقرار اشتراكي مدروس لمعرفتهم بشخصية الشنفرة التي تفتقر إلى أي وعي سياسي ولسيطرة ناصر الخبجي الاشتراكي الموالي ل علي منصر عليه وتوجيهه وهو ما يؤمن للاشتراكي قيادة منظمة نجاح بسهولة ويسر. وقد لوحظ البذخ الكبير في الصرف والإنفاق على فعاليات الاجتماع والضيافة بما يوحي بأن هناك جهة داعمه كبيرة وأن الانتشار الكبير للمسلحين الذين قاموا بحماية الفعالية يشير إلى إن السلطة قد غضت الطرف عن تلك الفعالية ظاهريا وفي الحقيقة أننا نستتنج بأن السلطة كانت تدعم هذا العمل بالتنسيق مع الحزب الاشتراكي الذي مول أنشطة نجاح فيما بعد بسخاء وقدم لها التسهيلات في مقراته وحشد أعضائه لفعالياتها المختلفة. كانت السلطة قد أفشلت أول محاولة لتأسيس المجلس الوطني في نهاية مارس 200ه في عدن بشنها حملة اعتقالات لعدد كبير من المندوبين الذي توافدوا من مختلف المحافظات بقيادة باعوم وزجت بهم في السجون ولم يفرح عن أغلبهم إلا بعد ستة إلى سبعة اشهر تقريبا حينها أدركت تلك المجاميع أن السلطات لن تسمح لهم في عقد اجتماع من هذا النوع فلجأوا إلى منطقة العسكرية في يافع في نوفمبر 2008م بعد خروجهم من المعتقلات بضغط شعبي توجهوا إلى جبال يافع الحصينة مستفيدين من الحماية القبلية لهم ناهيك عن أن منطقة العسكرية أضحت منطقة يصعب على السلطات دخولها. زاد نشاط المجلس وأنتشر في جميع المحافظات بقوة وأصبحت منطقة العسكرية مركزا للمقاومة شبه المسلحة لقادة المجلس خلت من أي وجود للسلطات اليمنية. وعندما لم تفلح حركة نجاح والحزب الاشتراكي اليمني في وقف انتشار المجلس الوطني وتزايد قوته في الساحة لجأوا إلى تكتيك جديد يدعون فيه إلى توحيد الصف الجنوبي كشعار ظاهري وعلى الواقع يعملون دون كلل على تمزيق ومحاربة المجلس الوطني وحزب تاج في الداخل والخارج من خلال شراء الذمم وبث الإشاعات وشن الحرب النفسية على قياداتهم وفرض الحصار الإعلامي والمالي يرافقها ما تقوم به سلطات الاحتلال من أعمال الإرهاب من قتل وملاحقات وسجن مستمر. لم تفلح كل المحاولات المختلفة لسلطات الاحتلال اليمني ووكلائها في الجنوب في وقف الزحف الجنوبي نحو الاستقلال فتدارست الأمر على أعلى مستوى وقررت اعتماد تكتيك الفوضى الخلاقة التي بدأت بتطبيقها في محافظة أبين وخاصة في زنجبار من خلال إطلاق اليد للعناصر الجهادية التي يقودها طارق الفضلي وخالد عبدالنبي في إقلاق الأمن وإرهاب المواطنين وملاحقة العناصر النشطة في مدينة زنجبار بالذات. تم التخطيط لإغتيال عدد من العناصر القيادية في الحراك وخلق فتنة قبلية بين قبائل الفضلي وقبائل يافع. فشل المخطط بسبب يقظة الجنوبيين الذين أظهروا أن لديهم وعيا كاملا بمخططات السلطة ولم تعد تنطلي عليهم اللعبة على الجيل الذي يقود الثورة الثانية واثبتوا أنهم يختلفون بشكل كلي عن الجيل الذي قاد الثورة الأولى ضد الاستعمار البريطاني الذي أستطاع العنصر اليمني اختراقهم وضربهم ببعض حتى قضى على العناصر الصلبة والمثقفة منهم ولم يبق إلا على القلة ممن تميزوا بالسلبية والانتهازية أو السذاجة حيث يمكن استخدامهم وتجنيدهم دون عناء في مواجهة الجنوب كما هو عليه اليوم. أختلف التكتيك اليمني في مواجهة الجنوبيين من منطقة إلى أخرى فقد نجحوا في اختراق محافظة شبوة وزرع الفتنة فيها وتحويلها إلى مسرح للقتال الأهلي الدامي بين القبائل وهو ما أخّر انضمامها إلى مسيرة الثورة وفي أبين جندت المجاميع الجهادية التي يقودها خالد عبدالنبي وكذلك طارق الفضلي في ترويع وملاحقة نشطاء الحراك والحد من تحركهم. وفي ردفان والضالع ويافع حاولت السلطات اجتياحها وتوجيه ضربة عسكرية لها مرتين نهاية مارس 2008 ونهاية أبريل 2009م وفي نفس الوقت تنشيط دور الحزب الاشتراكي اليمني الذي يعتقد أن تواجده مازال مؤثرا في تلك المناطق المعروفة بتغلغل الاشتراكيين فيها. هكذا تكشف المخطط الذي يسير في ثلاثة أنساق متوازية تمثل في استخدام حزب الإصلاح والعناصر الجهادية منها باتجاه أبين واستخدام المجاميع التي عرفوا بالفتاحتين باتجاه الضالع ردفان يافع والنسق الضالع وهو الذراع الأمني والعسكري المتمثل بالحملات العسكرية أو من خلال مليشيات ما تسمى بلجان الدفاع عن الوحدة أو قوى الأمن دائمة التواجد في مختلف المحافظات كلها جميعا تسير بخط متوازي لضرب الحراك وإفراغه من مضمونه الاستقلالي التحرري. أخفقت كل تكتيكات السلطات اليمنية في وقف نمو الحراك المتصاعد فاهتدت مؤخرا إلى الأسلوب القديم الجديد المتمثل في شق الصفوف وخلق الفرقة من خلال الدس ببعض العناصر إلى واجهة الحراك أو من خلال تفريخ مكونات الحراك وتحويل الصراع من حالة المواجهة مع الاحتلال إلى المواجهة مع بعضها وعملوا على تأهيل ألجهادي طارق الفضلي ليقوم بدور الزعيم الجنوبي الذي يرفع الشعار الراديكالية المتناسبة مع مزاج وميول الشارع الجنوبي العاطفي الهائج. دون مقدمات ظهر طارق الفضلي ليعلن بين عشية وضحاها القطيعة مع السلطات وإعلان الحرب ضدها حتى تحول إلى ابرز الزعماء الميدانين في الجنوب بعد أن تمكنت السلطات من تحييد ناصر النوبة وفرض الحصار الأمني على تحركات باعوم ومحاولة اغتياله. حضي الفضلي بتعاطف وتأييد الكثير من الجنوبيين ساعده في ذلك وجود الفراغ القيادي الذي خلقته السلطات لتأتي به كزعيم منقذ تسنده في ذلك الإمكانيات التي تم اعتمادها بصرفيات ومخصصات مائة وأربعون جندي يتم استلامها من لواء العمالقة المرابط في أبين بالإضافة إلى الدعم المالي السخي إلي يتلقاه وتحول قصره إلى مقر للقيادة حيث تصنع القرارات وتنطلق المشاريع. على الجانب الأخر تم التركيز على الدكتور ناصر الخبجي كزعيم سياسي يتم تلميعه ودعمه ليقوم بمهمة السيطرة على مناطق ردفان الضالع يافع والشعيب وفرضه كقائد سياسي للمنطقة. وعلى الرغم من أن الخبجي جاء متأخرا إلى الساحة إلا أن الإمكانيات المادية الهائلة التي سخرت له وأسلوبه الانتهازي والمراوغ في خداع من حوله جعله يحضا بشعبية مكنته من إزاحة عدد من المنافسين في الساحة كالشنفرة والعميد طماح وغيرهم. سار المخطط المزدوج الذي ينفذه اللقاء المشترك والتي تقف السلطات من ورائه بشكل متعثر فمجلس قيادة الثورة الذي أعلنه الفضلي في محاولة لضرب المكونات الاستقلالية التي كادت أن تحكم الطوق حول حركة نجاح الاشتراكية فقد أعلن دمجه قسرا لكل مكونات الحراك وتوجيه كل وسائل الإعلام نحوه وفي نفس الوقت تنفيذ خطة اعتقالات لعناصر المجلس الوطني في محاولة لشل مقاومته وتفكيكه متزامنا مع محاولة إبهات دور ونشاط تاج في الخارج وتوجيه سلسلة من الملاحقات لعناصره وتطويقهم جميعا ماليا وإعلاميا وأمنيا. لقد أغفلت السلطات دور اتحاد الشباب الذي بدأت عناصر تتفولذ في الميدان وتأخذ مكانها بقوه وخاصة في مناطق الضالع وردفان الذي افشل تحركات الحزب الاشتراكي اليمني ومجلس قيادة الثورة وتوجيه ضربات موجعة لمركز قيادتهم في ردفان حيث كانت احتفالات 13 و14 أكتوبر قد أوصلت الصراع حد الانفجار بدأ حينه العد التنازلي لهيمنة الخبجي وعناصر الحزب وهو ما دفع بالخبجي إلى بذل محاولتين فاشلتين لضرب إتحاد الشباب وتذويبه في إطار مجلس قيادة الثورة. وصل مخطط إنقاذ النظام مرحلته النهائية حيث بدأت التحركات الخارجية تتسارع فتم أحياء اللقاءات الفاشلة التي عقدت خلال العامين المنصرمين في ألإمارات ودمشق والقاهرة وتم التحشييد لكل القوى في الداخل والخارج حيث بدأت بمحاولة إلغاء وتكسير كل المكونات التي تتبنى برنامج تحرير الجنوب في الداخل وإحلالها بمجلس قيادة الثورة وإطلاق مشروع ما يسمى بالحوار الوطني الذين عقدوا سلسلة لقاءات في القاهرة والأردن وبيروت بالإضافة إلى سلسلة لقاءات مختلفة مع عدد من العناصر الجنوبية في أوروبا والقاهرة والولايات المتحدة والجزيرة العربية ولوحظ أن السلطات اليمنية دخلت بشكل مباشر وواضح في إدارة هذه الأنشطة. لعبت الحرب الحوثية دورا سلبيا خطيرا في تحريك الملف الجنوبي وحلحلته حيث تم استغلال تصريحات الرئيس البيض المؤيدة لحزب الله وإيران باتجاه تأليب الدول الإقليمية لصالح النظام اليمني خوفا من الدور الشيعي الإيراني كما تم تهويل دور طارق الفضلي والعناصر الجهادية للإيحاء بأنهم من يقود الحراك الجنوبي وأنهم جزءا منه لتخويف الرأي العام الإقليمي أيضا بأن القاعدة هي التي ستستولي على السلطة في حالة انفصال الجنوب وان دولة أصولية شبيهة بدولة طالبان تشق طريقها في الجنوب ستتحول إلى بؤرة لتصدير الإرهاب والعنف في المنطقة كلها. هكذا جاء الدور الإقليمي داعما لمشروع إنقاذ نظام علي عبدالله صالح بعد فشل الحوارات التي كان مخطط لها أن تعقد مؤتمرا في بيروت نهاية نوفمبر الماضي فأستبدل بلقاء النمسا الذي ضم عدد من قيادة الحزب الاشتراكي المني بالإضافة إلى علي سالم البيض واقر المشروع بصيغته النهائية بأن يتم العمل مع اللقاء المشترك والقوى الوطنية في اليمن لتشكيل كتلة موحدة للإصلاح والذي أعلن عن بعض تفاصيله طارق الفضلي من زنجبار وتحفظوا على الملحقات السرية التي لن تقبل بها جماهير الجنوبيين واعتماد مبدأ الغش والتظليل كتكتيك رئيس في تمرير المشروع. تتواصل اللقاءات خلال هذا الأسبوع بين عدد من ممثلي الحزب الاشتراكي الجنوبيين في الخارج وانظم لهم عدد من ممثلي اللقاء المشترك والسلطة لوضع اللمسات الأخيرة للمشروع قبل أن ينتقل إلى القاهرة لتقديمه إلى الجامعة العربية لتبنيه ودفن القضية الجنوبية وإلى الأبد. إلى أي مدى يستطيع هذا المخطط تحقيق الأهداف المرسومة له في إنقاذ النظام وخنق الحراك الجنوبي هذا ما ستجيب عليه الأيام القليلة القادمة فقد اقترب المشروع من مراحله الأخيرة فأما أن تنطلي اللعبة على الحراكيين الجنوبيين ويتم تمريرها من قبل الحزب الاشتراكي وقياداته السابقة عبر الخداع والكذب وأما وأن ينكشف المخطط ويثير ردود فعل قوية في الشارع الجنوبي ثم يتحرك بقوة لإفشال المخطط وتعريته وإسقاطه وهذا سيفتح أبواب الاحتمالات أمام تغيير الموقف الإقليمي في دعم مطالب الجنوبيين والتدخل لحلحلة الوضع الذي يقلقهم كثيرا ولم يعد ممكنا السكوت عنه من قبلهم قبل فوات الأوان. |
#2
|
|||
|
|||
تحليل اكاديمي رائع ويعتبر بمثابة مرجعيه لأبناء الجنوب المخلصين الذي يفترض ان يستيقضوا لما يدور في الساحه فالجنوب لا يريد عودة الشكل الشمولي او اي نهج متشدد الى اقصى اليمين او اليسار |
#3
|
|||
|
|||
شكرا لكاتب المقال الدكتور ابونصير , وللاسف الشديد فأنني بدأت اميل الى الاعتقاد بان
الاغلبية من الذين يمارسون العمل السياسي في الجنوب العربي وخصوصا البارزين منهم او من يوصفون بالقادة هم مرتزقة وقد اتخذوا من العمل السياسي وسيلة للارتزاق , واننا كشعب لانزال شعب قبلي ومناطقي وادعاؤنا بان مجتمعنا الجنوبي مجتمع مدني ادعاء غير واقعي وغير دقيق بل انه ادعاء مبني على النرجسية المفرطة . اتمنى ان اكون مخطئا في اعتقادي |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:36 PM.