القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
أخبار الخليج البحرينية: الوحدة اليمنية تواجه عاصفة الجنوب (2)
الوحدة اليمنية تواجه عاصفة الجنوب (2)
عبدالله خليفة لقد كانت الصراعات السياسية والاجتماعية التي تجري في شمال اليمن تجري بأدواتِ حياة الشمال ومستوى وعيه الذي لا يتعدى الوعي الديني المحافظ، وأدواته غالباً الارهاب، لكن الأمر مختلف في جنوب اليمن حيث تمت هناك تجربة ثورية كبيرة وعميقة، ووُجِدت نقابات وحركات القوميين العرب وجبهة التحرير، وتتوج ذلك كله في الحزب الاشتراكي اليمني الذي هو وريث هذه التجربة كلها. ولهذا فإن عملية الانفصال التي تمت سابقاً بأدوات المغامرة السياسية سواءً كانت في الحزب الاشتراكي أم في السلطة ككل، كانت قد غيبت هذا الميراث النضالي وقفزت فوق إرادة الناس. ورغم أن قرار الانفصال تم من خلال قيادة الحزب الاشتراكي، وهو أمرٌ غير محدد بدقة في الواقع، نظراً لأن عمليات الشمال العسكرية بدأت منذ 4 مايو 1994 وإعلان الانفصال تم في 31 من الشهر نفسه، كما أن الحزب الاشتراكي واصل العمل السلمي داخل اليمن، مؤكداً الثوابت الوطنية الديمقراطية ورفض الانفصال والتمسك بالوحدة التي أعلنت في 22 مايو .1990 لكن كان رفض الانفصال من الجانبين لم يتوجه لمعالجة أسباب الخلل وهو انفراد حزب واحد بالسلطة، مما راكم فيما بعد العداوات. لكن ابعاد الحزب الاشتراكي عن السلطة الوحدوية التي أسسها، كان قد جذر الأخطاء، ولهذا نجده في السنوات الأخيرة يتخذ موقف الهجوم، فهو يندد بما يحدث بقوة خلال السنتين الأخيرتين خاصة، مُصعداً اللهجة الانتقادية للقيادة اليمنية لما يذكره من وقائع قمعية رهيبة ضد أعضائه ورموزه إضافة إلى نهج حزب المؤتمر المغاير لما هو مطلوب وطنيا، كما جاء في بيان اللجنة المركزية للحزب: "ان تهميش المشروع الديمقراطي وتسويق خيارات مناهضة له فتحا آفاقا للصراعات والحروب الداخلية والعنف وهي المناخات التي لا تستطيع السلطة أن تعيش إلا في ظلها، مشيراً إلى أن خيارات السلطة تصب في اتجاه تكريس الانقسام الوطني في بنية سياسية واجتماعية رخوة، ومشروع اقتصادي عاجز عن إنتاج أي قدر أو مستوى من روابط الاندماج بين مصالح أبناء المجتمع، إن خيارات كهذه تتناقض موضوعيا مع شروط التكامل والاندماج الاجتماعي والتلاحم الوطني"، من اجتماع اللجنة المركزية السابق الذكر. ثمة كلمات مجردة غامضة هنا مثل: "تهميش المشروع الوطني"، والأحرى هنا الحديث بوضوح، فمشاركة الحزب الاشتراكي في قمة السلطة كانت هي أساس حماية هذا المشروع الوحدوي، ومن دونها يغرق حزب المؤتمر بين قوى التخلف والمحافظة والحروب الطائفية، حيث هو الممسك بزمام السلطة والمسئولية الوطنية الاجتماعية، وإذا استمر في نهجه الراهن فمن المؤكد انه لن يخسر السلطة فقط بل سيشيع جملة من الحروب الكارثية. ولكن بدلاً من ذلك للأسف انزلق حزب المؤتمر إلى القمع والهجوم على جمهور المعترضين، كما تعرض أعضاء الحزب الاشتراكي للقتل والسجن وتعرضت مقاره ورموزه للتحطيم. "قيمت اللجنة المركزية سير الحركة الاحتجاجية على مستوى البلاد وعلى وجه الخصوص في المحافظات الجنوبية وما شهدته من تصاعد معبرة عن إدانتها لما لجأت إليه السلطات من اعتداءات على المواطنين العزل بهدف ضرب هذه الحركة السلمية الرائعة وإطلاق العنان للحملات الأمنية والعسكرية التي أدت إلى سقوط أكثر من 11 شهيداً وأكثر من 35 جريحاً، فضلا عن نشر الوحدات العسكرية واستحداث المزيد من نقاط التفتيش، وشن حملات الاعتقال ضد الناشطين السياسيين وأصحاب الرأي المنخرطين في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية". ومن الجوانب الدالة على طبيعة الصراع على الأرض مسألة قيام كبار المسئولين في الشمال بتملك الأراضي الواسعة في مختلف أرجاء البلد بشكل واسع وخاصة في الجنوب، مما فجر الصراع الاجتماعي بقوة، وقد اعترف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالقضية وفسرها بشكل آخر: "نعم وزعنا أراضي للجمعيات السكنية، للقوات المسلحة، للمنظمات، وزعنا أراضي دولة الآن، هذه أراضي البلد، أراضي الدولة لا احد يمتلكها إلا الملكية الخاصة طبقا للدستور وللقانون"، وأضاف "لدي إحصائيات موجودة وسأوجه مكتب عدن وأبين ولحج الآن إلى أن يخرجوا لكم الكشوفات أين الأراضي ولمن وُزعت ومن الذي نهبها، كل واحد لا يشعر بعيب نفسه ينظر إلى عيوب الآخرين، ولكن لا يفكر في عيبه وفي سلوكه وفي تصرفاته، ينهب الأراضي ويشل ممتلكات الناس وأراضي الناس ويوجه اتهامات للآخرين وينظر إلى عيوبهم ويتجاهل عيوبه". هكذا إذًا فقد تحسس الجنوبيون ليس فقط من عدم قدرة دولة الوحدة على تطوير حياتهم المعيشية بل توغلها في التهام الأراضي والمنافع العامة، وهو ما مثل لهم خطا أحمر لم يعودوا قادرين على السكوت عن تجاوزه، ولا عجب هنا من استمرار ظاهرة الاحتجاجات السلمية المنددة بالتجاوزات لكن مطلب الانفصال دخل بقوة في هذه الظاهرة السياسية، سواء عبر شعارات المتظاهرين أو في كتاباتهم في المواقع المختلفة، فغدا الهجوم على دولة الوحدة بارزاً، وظهرت كلمات مثل "جنوبيون" و"شماليون"، و"الاحتلال الشمالي" و"ارحلوا عن بلادنا أيها الاخوة الشماليون". يبدو أن بعض القوى السياسية تدفع الجمهور ليصرخ بمثل هذه الشعارات ربما لتضغط على السلطة لتغيير مواقفها، خاصة أن الجماهير العزل لا تستطيع أن تحقق مثل هذا الهدف، بعد أن عجز عنه بعض القوى المسلحة التي وافقت على الانفصال سابقاً. كما أن تغيير موعد الانتخابات وتأجيلها يشيران إلى جملة من القضايا المركبة في هذا الوضع المعقد، فهل يريد بعض الأحزاب تسوية الوضع السياسي قبل الانتخابات، أم أنها تريد تعزيز مواقعها داخل البرلمان لفرض صيغة تغيير سلمية في أعلى سلطة منتخبة؟ عموماً، إن مصير الوحدة معلق في أيدي الحزبين: حزب المؤتمر والحزب الاشتراكي بصفة خاصة، فهما المؤسسان، وهما الخصمان البارزان الآن كذلك، والمرجو أن يصلا إلى تسوية تحفظ لليمن وحدته وتطوره. لكن هل يحدث ذلك؟ التعديل الأخير تم بواسطة النمر اليافعي ; 05-09-2009 الساعة 08:12 AM سبب آخر: نعديل العنوان |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:30 AM.