القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#11
|
||||
|
||||
معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرون
لطفي جعفر أمان ( 1347 - 1391 هـ) ( 1928 - 1971 م) سيرة الشاعر: لطفي جعفر أمان. ولد في مدينة عدن، وعاش زمنًا في الخرطوم، وتوفي في القاهرة. قضى حياته في اليمن ومصر والسودان. برزت مواهبه في الرسم والخط، وتلقى العلم إبان تعليمه الابتدائي والمتوسط في عدن، ثم انتقل إلى السودان لمواصلة دراسته، فعاش في غربة كانت دواوين: علي محمود طه، والتيجاني يوسف بشير، وأبي القاسم الشابي، وإلياس أبوشبكة - أنيسه ورفيق صباه. اجتاز المرحلة الثانوية، فالتحق بكلية غردون بالخرطوم (فترة الأربعينيات) وحصل على دبلوم في الآداب، ثم تاقت نفسه لمواصلة العلم، فسافر إلى لندن ليحصل على دبلوم معهد التربية العالي (1955). شغل وظائف عدة: محاضرًا في مركز تدريب المعلمين - مفتش مدارس - ضابط معارف - مسؤولاً عن المطبوعات والنشر - مديرًا في التربية والتعليم، ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم. أسهم في تحرير «مجلة المعلم» وقد نشر فيها العديد من القصائد والمقالات الأدبية والتربوية، وفي أوقات إضافية عمل مذيعًا في «محطة عدن للإذاعة» منذ تأسيسها، قدَّم من خلالها أحاديث وبرامج أدبية وتربوية. كان واحدًا من المجددين في الأغنية العدنية، تغنى بأشعاره عدد من الفنانين، كما مارس الرسم. الإنتاج الشعري: - صدرت له الدواوين التالية: «بقايا نغم» - مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948، و«ليالي» - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحكية اليمنية)، و«كانت لنا أيام» - المكتب التجاري - بيروت 1962، و«ليل إلى متى؟» - المكتب التجاري - بيروت 1964، و«إليكم يا إخوتي» - المكتب التجاري - بيروت 1969، و«الدرب الأخضر» - المكتب التجاري - بيروت 1970. الأعمال الأخرى: - له مقالات نشرت في دوريات عصره منها: «بلا حجاب»: مجلة المستقبل - العدد الثالث - مارس 1949. شاعر رومانسي الطابع، تُعبِّر قصائده عن غربة الإنسان، وآلام النفس البشرية وترددها بين الشك واليقين، صقلت الغربة نفسه وتجربته الشعرية فكان لها أثرها الواضح في نتاجه وخاصة ديوانه الأول «بقايا نغم» الذي يعد الخطوة الأولى في رحلة التجديد التي قطعها الشاعر مؤثرًا بها في الشعر اليمني المعاصر، تجاوز تجديده الموضوع إلى اللغة والصورة، والتشكيل الفني للقصيدة، وكان لذلك كله أثره الواضح في ذيوع شعره وانتشاره عبر الغناء. حصل على الجائزة الأولى لمسابقة هيئة الإذاعة البريطانية -3 عن قصيدته «غزو الفضاء» عام 1965. منح الرئيس اليمني علي ناصر اسمه وسام الآداب والفنون (1984). منح الرئيس علي عبدالله صالح اسمه وسام الآداب والفنون (1996). مصادر الدراسة: 1 - عبدالعزيز المقالح: الشعر بين الرؤية والتشكيل - دار طلاس - دمشق 1985. 2 - علوي عبدالله طاهر: لطفي جعفر أمان: دراسة وتاريخ - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن 1981. 3 - نجمي عبدالمجيد: ذاكرة للزمن المفقود، قراءات في شعر لطفي جعفر أمان - مركز عبادي للدراسات والنشر - صنعاء 1994. 4 - الدوريات: عبدالله باذيب: في الغربال - بقايا نغم للطفي جعفر أمان - مجلة المستقبل - عدن - يناير 1949. عناوين القصائد: المثل العليا.. تنتحر! كانت لنا أيام أهكذا؟ من قصيدة: خطبة لم تتم! المثل العليا.. تنتحر! جَثَتْ تَستـرِقُّ قـلـوبَ الـــــــــــــــتِّلالِ ___________________________________ وتسفحُ أدمعَهـا فـي الـتــــــــــــــرابْ ___________________________________ وتعـوي وتُدمـي تسفُّ الهجـــــــــــــــيرَ ___________________________________ وتَنزع مـجنـونةً للســــــــــــــــــراب ___________________________________ وتصرخ فـي فجّة الـبـائسـيـــــــــــــنَ: ___________________________________ لقـد طـال يـا ربُّ هـــــــــــذا العذاب! ___________________________________ فأصغت لهـا كُلُّ ســــــــــــــــــــوسنةٍ ___________________________________ قضت مـثلهـا فـي ربـيع الشبـــــــــــاب ___________________________________ جـراحُ العبـير عـلى كأسهـــــــــــــــا ___________________________________ ـــــــــــــــــــــمُضرَّجةٌ وحشةً وا ___________________________________ وأحـلامُ عـالـمهـا فـــــــــــــي الثرى ___________________________________ تـراتـيلُ تُزجـي الصدى فـــــــــــي خَراب ___________________________________ وصـاحت بـهـا: يـا ابنةَ الخـالـديــــــنَ ___________________________________ مـنـالُ الخلـود برهْنِ الصِّعـــــــــــــاب ___________________________________ بنـا مـثلُ مـا بِكِ مــــــــــــــــن ضجَّةٍ ___________________________________ وفـيـنـا كـمـا فـيكِ هـذا الـمـصــــــاب ___________________________________ عبَرنـا الـحـيـاةَ وقـلنـا لهــــــــــا: ___________________________________ لنـا الـمـثُلُ الطـاهـراتُ الثـيــــــــاب ___________________________________ فلـمـا زهـونـا بـهــــــــــــــــا عِفَّةً ___________________________________ تـردَّتْ بنـا فـي سَحـيـق الـتَّبــــــــــاب ___________________________________ فقـامت تلـمّ بقـايـــــــــــــــا القُوى ___________________________________ عـلى هـيكلٍ مُضمحِلّ الإهــــــــــــــــاب ___________________________________ وتسحـب آمـالَهـا النـازفــــــــــــــاتِ ___________________________________ وتقـلع خطـوَتَهـا بـاغتصـــــــــــــــاب ___________________________________ إلى أن محـاهـا شَفـيفُ الفَضــــــــــــاءِ ___________________________________ وأغوَت هُداهـا الفَيـافـي الرِّحــــــــــاب ___________________________________ تَسـاقطُ ثـورتُهـا فـي الرمـــــــــــــادِ ___________________________________ وتعـشـو بصـيرتُهـا فـي الضبـــــــــــاب ___________________________________ وقـدْ نضبَ الكـونُ فـي نـبْضِهـــــــــــــا ___________________________________ وغاض الجـمـالُ بقفْرٍ يَبــــــــــــــــاب ___________________________________ تُسـائِل عـن ذاتِهـا فـي القبـــــــــــورِ ___________________________________ فتهتف ديـدانُهـا بــــــــــــــــالجَواب ___________________________________ ومـن حـولهـا كُلُّ مـا حـولهـــــــــــــا ___________________________________ ضـيـاعٌ ضَيـاعٌ وصـمتُ غِيـــــــــــــــاب! ___________________________________ كانت لنا أيام لا تَسَلني عن الهوى عن رُؤى الأمس بالصِّبا صَدَح الفجرُ وانطوى لحنُه والسَّنا خبا فأنا اليومَ حيرةٌ تَنشُد الأمسَ في غَدي! في غَدي؟! أيُّ مَطلبِ أنشدُ الوهمَ بالمحالْ كيف أصبو له وبي صَدمةُ الواقع العُضال حيث لا حِسَّ لا صدى غير أمسي بلا غد! لم يزل في دمي ربيعْ دافقُ العطر بالشبابْ غير أني كمن يَضيعْ ظمأً يلعق السرابْ تاه بي شَكُّ حاضِري راجفُ العُمر من غَدي عبرت كلُّها سُدى «خمسةٌ» من يد الزمنْ فتلفّتُّ في المدى أرقُب البعثَ في كَفنْ أرقب الأمس والهوى في خيالٍ من الغدِ! اتركيها يا طفلتي وامسحي الدمع بالعَزاءْ هذه الدمية التي حُطِّمتْ أصبحت هباءْ كلُّ ما مرَّ وانقضى ليس يَحيا مع الغدِ! لمَ في الحلم نلتقي؟ في جنانٍ من الأملْ ثمّ في الحاضر الشقي في فراغٍ من المللْ ترسم الريحُ حلمنا صورة الوهم في الغدِ يا رفيقيَّ في الحياةْ يا شُعوري وأدمعي أعبرُ الأرضَ ذِكرياتْ ليتَ ما كُنتما معي لأُغنِّي لحاضري لا لأمسٍ ولا غدِ! لأغنّي لحاضري وهو يهتز في دمي لا أُبالي بِغابرٍ أو بآتٍ مُطلسَمِ لذَّتي حين أنتشي مُهمَل الأمس والغدِ! إنما أنتما أنا في وجودي المبدَّدِ فامضيا واطويا الدُّنا كالخيال المجرَّدِ يحسب الناس أننا لم نكن بعدُ كالغدِ يذهب اليومُ من يدي مثل أمسي كأنما لم أعش بعدُ مَولدي أو أنا عشتُ إنما بين أمسي وحاضري مثل أسطورة الغدِ!
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
أهكذا؟ تركْتَني؟ أنا؟ أنا؟ انظُرْ إلى عينيَّ أمّا أنني أنظرُ في عينيك؟ لا سأنحني أقول في ضراعتي: حرمتَني من حُبنا من كلِّ ما عاهَدْتَني بسعدِنا من كل آمالي التي هنَّيتَني بفرحها في قُربِنا أهكذا؟ أهكذا؟ تنسى الهوى ما بيننا؟ خذْ دَمعتي في راحتيكْ خذ نَظرتي في ناظريكْ خذ لَوعتي تهفو إليكْ خذني أنا - كُلِّي أنا - مُلكًا لديكْ من بعدِ هذا ما تُريدْ؟ قُل لي بربك ما تُريدْ؟ لو كان قلبكَ من حديد كانت تُذوّبه دُموعي ويهزّ قسوتَه ولوعي فَيَلينُ لي ويضمّني ويشدُّني مُلكًا لديكْ! من قصيدة: خطبة لم تتم! أنتَ ولا أحدٌ سواكْ أنتَ الذي قلبي هواك وبكل آمالي حواك أنت ولا أحد سواك أنت الذي قلبي تفَتَّح زَهرةً في راحتيكْ تَسقى رَبيعًا خالدًا من ناظريك تُعطيك كلَّ عَبيرها وجمالِها كُلَّ الدُّنى الخضراءِ من آمالها أنت ولا أحدٌ سواك أنت الذي من قبل عيني أن تَراك ما كنتُ أدري الحبَّ غيرَ حكايةٍ حسناء تُروى أو قصةٍ مَرئية في شاشةٍ تهتزُّ نجوى أو خلجةٍ مجهولةٍ في عُمقِ أسراري تَلوّى حتى هويتك أنت وحدكْ ولقيتُ كلَّ الحب عندكْ ووجدتُ نفسي هكذا أهوى وأهوى وخَطبتَني فملأتَ إحساسًا بأعماقي أُغنّي بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني أشعرتَني أن الحياة تضمّني وتهزّني في نشوة الفرح الهَني يا سعدَ قلبي يومَ أنتَ خطبتَني! أنتَ الذي ولَّهتني وغَمرتَني بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني! وكما يمرّ الحلم ورديّاً وتطويه الحقيقه بردائها الممقوت تطوي في مآسيها شُروقَه انهارَ حبي كلّه في الموعدِ بجنين أفراحي الذي لم يُولدِ بكنوز آمالي الثمينه رَفضوكَ أهلي!! يا مآقي الحزنِ صُبّيها سَخينه صُبّي على قَبري الذي وُسَّدتُه نَفسي الطَّعينه أنا لن أكونَ بغير حبكَ غيرَ من عَنَستْ حَزينه أمنيةً منفيّةً يهدي الخيالُ لها حنينَه أو فرحةً مخنوقةً كَسروا جَناحيها سَجينه ماذا أكون بغير حُبكَ غيرَ من عنست حزينه أبدًا حزينه!! ثم التقينا يا ليتنا لـمَّا التقينا ذُبنا عِناقًا وانْطَفَينا وانتهينا لا ومضةٌ في ناظرينا لا رعشةٌ في راحتينا لا همسةٌ لا شيءَ صَمْتٌ كالحٌ يجثو علينا يا ليتنا لما التقينا ما التقينا! رفضوك أهلي رفضوك أهلي؟ يا لَقسوتهم علينا! ورحلتُ عنكَ لا لكيْ أنساكَ هل أنساك أنتَ؟ لا لا أتذكر يومَ قلتَ: مهما افترقنا سيظل حبي خالدًا مهما افترقنا وتعانقَت منَّا الشِّفاهْ وتحرَّقت آهٌ بآهْ من بعد ما عاهدتَني ووعدتَنَي أن الرسائل بيننا ستظل تَحفظُ حبنا! ومضيتُ ألتهم الدروبَ دروبَ عاطفتي الشريده ويجوع في قلبي الفراغُ حزينةً وَلْهى وحيده وأنا أشمّكَ في فضائي وأُحِسّ روحكَ في دمائي في كل جارحةٍ وخَلْجه والليلُ يحملني كموجه تاهت وذابت في فراغي وانطفائي! وأنا أرى بالرغم ما في القلب من خَفقٍ ونَبضِ تابوتَ عمري فوق ظهر الليل للمجهول يمضي شهرٌ يَمرُّ ويليه شهرُ ورسائلُ الحب التي عاهدتَني بوفائها ووعدتَني ما ضاء منها - في ظلام البُعدِ - سَطرُ
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
يا بلادي
الشاعر الكبير لطفي امان اقفزي من قمة الطود لأعلى الشهب وادفعي في موكب النور مطايا السحب وستقلي كوكبا يزهو بأسنى موكب فلقد مزقت عن نفسي كثيف الحجب ولقد حطمت أصنام الدجى المنتحب وهوى البرج على أوهامه والكذب وانبرت بي في المدى أجنحة من لهب تزرع الأضواء في جفن الليالي المتعب وتنيل الجدب من شؤبوبها المنسكب ***** يا بلادي لم اعد أسطورة في الكتب لم اعد من ألف (ليلة) ليلة من عجب لم اعد أنقاض مجد في ضمير الحقب لم اعد ادفن دمعي في رغام الغيهب لم اعد طيف خيال بالرؤى مختضب أو أنينا راعف الجرح بصدر مجدب أو نشيدا مخجلا يضحك منه الأجنبي أشرق المسعى فللنور شذى من مطلبي والسنا يغمر أفقي وطريقي الذهبي ***** يا بلادي .. يا نداء هادرا يعصف بي يا بلادي .. يا ثرى جدي وابني وأبي يا رحيبا من وجودي .. لوجود أرحب يا كنوزا لا تساويها كنوز الذهب اقفزي من ذروة الطود لأعلى الشهب اقفزي .. فالمجد بسام السنا عن كثب اقفزي .. فالمجد ما دان لمن لم يثب **** يا بلادي كلما أبصرت (شمسان) الأبي شاهقا في كبرياء حرة لم تغلبي صحت يا للمجد في أسمى معالي الرتب
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
ومن روائعه الشعريه: ((أمي )) أجل هذه التي أنحدرت من الشرق القديم اليوم تصرخ في الشبيبه حين جار على الديار المجرمون الكافرون بغير أسلحة الدمار المغرقون حقولنا الخضراء في وحل ونار أمي تزمزم كارياح العار لو وطني يباح وتهب بي : قتلوا أباك أسروا أخاك ! الثار يا ولدي .. أفق الثار ليس له سواك !!
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
ومن قصائده الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”: “في جفونك مرود السحر استوى يا مكحل بالهوى شوف ما سويت بالقلب التوى وهوى من عيونك .. ألخ وأغنية “قالت لي” قالت لي ليش في الهوى *** تبكي وتتألم قلت اللي حب أنكوى *** بالنار وأتوسم ....الخ وأغنية “في الليل”: في الليل والدنيـــا*** نايمة بلا أحــلام*** إلا انشغـال قلبي قلبي اللي بك يحيا *** *** ويصورك أنغــام *** تنساب مـن حبي ....الخ وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي” قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بي من علمــك تهوى *** وتكثر الشكــــوى علشان يزيد حبي! بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني والنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثاني وعاده يسألنا من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى علشان يزيد حبي! ….. الخ جميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”. أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها: * “نجوى الليل” ياليـل نجومـك عيون *** في كل عين دمعة يشهد علينا السكون *** السهد واللـــوعـــة وتمد نورها الحنـون *** العطف والسلـوى حتى النجوم تهــوى *** ياليــــل وتتذكــــر مثلي أنا وتسهر ياليل! …الخ * “ما شي كماك” من جمالك من دلالك من بهاك كل من شافك يقول ما شي كماك كل ما في السحر من فتنة حواك ورمى كل القلوب صرعى هواك وأنا ما حب حد شريكي في هواك ..الخ * وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك” ألومك وأعاتبك *** لأني أحبك أحبك وليش بس تزعل *** تقول لي خدعتـــك وحلفاني يبطـــل *** وعمري ما خنتـك وأحلــف بحبــــي *** وقلبي يصونـــك وبرضـــه تقول لي *** بأني أخـــونــــك بأني خدعتـــــك *** وعمري ما خنتك وأرجع أعاتبــــك*** لأني أحبـــــــــك أحبك ..الخ الفنان الكبير أبوبكر سالم والشاعرالكبير لطفي جعفر أمان
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
يامزهري الحزين من يرعش الحنين الى ملاعب الصبا وحبنا الدفين هناك حيث رفرفت على جناح لهونا اعذب ساعات السنين يا مزهري الحزين الذكريات الذكريات تعيدني في مركب الاحلام للحياة لنشوة الضياء في مواسم الزهور يستل من شفاهها الرحيق والعطور وبعد هذا كله في صحوة الحقيقه ينتفض الواقع في دقيقه يهزني ويشد اوتاري الى اباري العميقه يشدها يجذب منها ثورتي العريقه ويغرق الاوهام من مشاعري الرقيقه ويخلق الانسان مني وثبة وقدره عواصفا وثوره هنا هنا اذ زمجرت رياحنا الحمراء تقتلع القصور من منابت الثراء وتزرع الضياء وتغدق الغداء والكساء والدواء على الذين امنوا بانهم احياء وخيرة الاحياء في الحقل في المصنع وفي كل بناء يا مزهري الحزين يا مزهري الضعيف ما عاد شعبي ينسج الاوهام في لحن سخيف عن قيس ليلى روميو جوليت اسماء كثيره دبت دبيب النحل في اسفارنا المثيره دبت بنا بحمولة الافيون في سفن خطيره كي توهم الدنيا بأننا امة الوهم الحقيره لكننا يا مزهري المحزون يا ضعيف نبني نحيلك انت من وترا حريريا رهيف مستضعف باك الى وثب الى ضرب عنيف كي يشهد المستعمرون باننا حقا نخيف لا ان نخاف او ان نموت مع الضعاف اسمع اذا مني ووقع لحن قصتي الجديد وابعث به في مركب الشمس العتيده للخلود اسمع انا من قبل قرن او يزيد قرن وربع القرن بل اكثر من عمري المديد كانت بلادي هذه ملكي انا ملكي انا خيراتها مني ومن خيراتها احيا انا كانت وما زالت وهذه قصتي فانصت لنا في ليلة مسعوره موتوره الظلماء اوفت الى شواطئ مراكب الاعداء يقودها هنس انجليزي حقير يقرصن البحر شهى وجيفه من الضمير هذا الحقير ارسى هنا ومد عينيه الينا في اشتهاء ونسج المزاعم النكراء في دهاء مدعيا ان جدودي هاجموا سفائنه ونهبوا خزائنه واننا بكلمه غريبه قراصنه تصوروا نحن اذا قراصنه وهكذا انداح له الغزو الى اقصى الحدود ودنس البلاد بالجنود والنقود وبذر القلاقل وفرق القبائل ولملم الدجى على اطرافه يصول يمد من اطماعه مخالب المغول لكننا على المدى منذ احتلال ارضنا كنا يدا يدا تصافح الرفيق في الكفاح لا العدا وقطعة الرغيف والمبدا الشريف زدان كانا كافيين للبقاء فنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاء هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء لا نعرف الدموع الا وان نحيلها دماء تعلوا على ضفافها بواسق الاباء وكلما مرت بنا اعومنا الطويله نغرس من ثورتنا بذورنا الاصيله في كل جيل صاعد يؤمن بالضياء بالارض بالمعول بالسلاح بالبناء ومن هنا تصلبت عقيدة السلاح ونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاح نعرفه ونرضع الاطفال من للكفاح ونصنع الرصاص من مرارة الالم وننتشي نرتقب الفجر الجديد في شمم حتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عم ترمي على سيمائنا ظلالها وتبتسم وانتفض الزمان دقت الساعه الاخيره فاندفعت جموعنا غفيره غفيره تهز معجزاتها في روعة المسيره وجلجلت ثورتنا تهيب بالابطال الزحف يا رجال الزحف والنضال فكلنا حريه تحن للقتال وهكذا تفجر البركان في ردفان ورددت هديره الجبال في شمسان وانطلقت ثورتنا ماردة النيران تضئ من شرارها حرية الاوطان وتقصف العروش في معاقل الطغيان وتدفع الجياع في مسيرة الانسان يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان وهكذا تبددا عهد من الطغيان لن يجددا وحلقت على المدى ثورتنا تهتف فينا ابدا يا عيدنا المخلدا غرد فان الكون من حولي طليقا غردا غرد على الافنان في ملاعب الجنان الشعب لن يستعبدا قد نال حريته بالدم والنيران وقتل القرصان.
__________________
|
#17
|
|||
|
|||
تحية من كل زغط في عدن والف رحمة على شاعرنا الهمام فارس الكلمة العدنية لطفي جعفر امان ولا أنسى ان اشكرك اخي ابو صالح من حضرموت العطاء والطيب على تفاعلك مع الموضوع واضافاتاك المنقاه وفي انتظار تفاعل كل من ينتمي ل عدن او يحبها ويحترم أعلامها وأبناءها دمت بود |
#18
|
|||
|
|||
رائعة: (أخي)..(كبلوني)..وغل (لسانيا)..و(أتهموني)..! ب[أني]..(تعاليت) في (عفتي)..و(وزعت روحي).. على (تربتي)..! ل[أني]..(أقدس)..(حريتي).. بحق (الوطن)..هذا (القسم).. بحق (الوطن)..هذا (القسم).. (أخي) قد (نذرت)..(كفاح العنيد)..لهذا (الوطن).. إلى أن (أرى) : (أخوتي) في (السجون)..و(هم)..(طلقاء).. يقولون ما (مات)..حتى (أنتقم)..حتى (أنتقم)..حتى (أنتقم).. كلمات الشاعر (العدني) الكبير الراحل (لطفي جعفر أمان) رحمه الله |
#19
|
|||
|
|||
لم ينطفئ وهج ثورة 14 اكتوبر التي اندلعت شرارتها عام 1963م ولم يهدأ بال الشعب إلا بانتزاع وثيقة الاستقلال ، وجلاء آخر جندي بريطاني عن أرض الوطن الحبيب.. حينها فقط هدأ هدير الشعب ووضعت حرب التحرير أوزارها ، ونعم الشعب بخلو أرض الوطن من أحذية الاستعمار وقبعاته وتوقفت لعلعة الرصاص ، وتغنى الشعراء بالنصر العظيم الذي تحقق لثورة 14 اكتوبر وبالثمرة التي جناها الشعب ، وهو أن يرى وطنه ولأول مرة صباحاً جديداً.. صباحاً زرع البهجة والفرحة في وجوه الجميع ، ورسم البسمة في ثغورهم صباحاً ليس ككل الصباحات التي اعتادها .. وتوافد الناس من كل حدب وصوب معبرين عن فرحتهم بالاستقلال الوطني. ومن البديهي أن يكون الشعراء أقدر الناس على التعبير عن ذلك. والشعراء الذين تغنوا بيوم الاستقلال والذين عبروا عن فرحتهم بالكلمة الشاعرة كثيرون لكنّ هناك شاعراً ارتبط به منذ قيام ثورة 14 اكتوبر.. نقتتطف هنا بعض أشعاره التي عبر فيها عن فرحته بالاستقلال مروراً بما سبقه من ارهاصات وتفاعلات أدت إلى الاعتراف بالقضية العادلة لشعبنا في نيل الاستقلال الوطني .. وكان الثلاثون من نوفمبر عام 67م يوماً من أروع الأيام. والشاعر لطفي جعفر أمان شاعر الوطن والإنسان ـ شاعر الثورة والاستقلال ، كان أروع من عبر عن هذه الفرحة التي صاغها شعراً يكاد يطير مرفرفاً بجناحيه ، حيث قال: على أرضنا بعد طول الكفاح تجلى الصباح لأول مره وطار الفضاء طليقاً رحيباً باجنحة النور ينساب ثره وقبلت الشمس سمر الجباه وقد عقدوا النصر من بعد ثوره وغنى لنا مهرجان الزمان بأعياد ثورتنا المستقره واقبل يزهو ربيع الخلود وموكب ثورتنا الضخم اثره تزين اكليله ألف زهرة وينشر من دمنا الحر عطره ويرسم فوق اللواء الخفوق حروفاً تضيء.. لأول مره بلادي حرة وهكذا عبر الشاعر لطفي جعفر أمان عن فرحته بيوم الاستقلال.. لقد حشد شاعرنا أكبر عدد من الكلمات التي ما أن تجتمع في موضع واحد إلا وترسم مشاعر الفرحة والعرس والحرية والانطلاق والرحابة.. ولله در الشاعر الذي ألف بين هذه الكلمات وأعاد صياغتها ، وأطل بها شعراً بديعاً عانق بها بين روحه والوطن وهو مستقل. ألم يرد على صاحب السيجار.. المستعمر حين سأله من أنت ؟ تصوروا أن مستعمراً يوجه سؤالاً إلى رج في وطنه ، وهو المستعمر الغاصب ، ويقول له : من أنت ؟ يقولها باحتقار وكأنه في بلده وليس مغتصباً . وفي هذا يقول لطفي في قصيدة «من أنت؟» ووجهها إلى صاحب السيجار.. المستعمر: تقول : من أنت ؟ وترنو باحتقار وتنفث البصقة من سيجار وتمتطي نظرتك الحمقاء أوهام الفخار مهلاً.. ستدري من أنا ؟ أنا الذي رفعت في خضمنا الشراع فاقلعت سفينتي ماردة القلاع تحطم الأمواج.. والأمواج منها كالتلاع صريعة الصراع فيغرق الماضي الذي مزق عمري في الضياع لوكنت تدري من أنا ؟! ويقول في المقطع التالي رداً على سؤال من أنت؟ بكل عزيمة واصرار وإرادة واباء : أنا الذي لملمت من سمائنا الغيوم وأشعلت مجامري محاجر النجو وأطلعت شمسي نهاراً في شذى النور يعوم وعرشت على المدى مخضلة مروجنا تغازل الشمس.. تمد للمواسم اليدا لو كنت تدري من أنا ؟! كلمات تنطلق كالرصاص تلك التي اطلقها الشاعر لطفي أمان في وجه المستعمر الذي لم يكفه أنه جاء من آخر العالم محتلاً ومغتصباً لأرضنا ومكبلاً حرياتنا ، ولم يبق سوى أن يحتقر صاحب الأرض بقوله من أنت ؟.. ويستطرد الشاعر في هذا الشأن قائلاً : أنا جراح لم تزل تخضب الطريق تعيش في انتفاض يومي.. وغدي المشوق وكل عرق.. من دمي يموّه الشروق أنا الذي على جراحي أمتي تفيق لوكنت تدري من أنا ؟! ويستطرد قائلاً : أنا انبعاث يتمطى من قبور الأعصر مزمجراً كالقدر يمزق السدوف في انطلاقه المدمر ويزرع الضياء في احداق فجري الأخضر إلى أن يقول في آخر القصيدة موجهاً سؤاله إلى صاحب السيجار .. المستعمر: وأنت.. يابصقة أرضي.. من تكون ؟ قل لنا ! الاستقلال الوطني الذي ناله شعبنا بقوة السلاح اسماه شاعرنا العيد الأكبر ، ففي قصيدته أو أغنيته التي اسماها في موكب الثورة قدم لها في ديوانه «اليكم يا اخوتي» بما يلي: «أغنية العيد الأكبر بمناسبة الذكرى الثانية لاستقلال بلادي الثائرة في 30 نوفمبر 67م والتي قال فيها: يامزهري الحزين من يرعش الحنين؟ إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين هناك.. حيث رفرفت على جناح لهونا أعذب ساعات السنين وبعد أن يحكي في أغنيته هذه اغنية الشعب قصة الاحتلال وماصاحبتها من أعذار ومبررات وأهية للاحتلال وماجابهها من مقاومة وثورة تكللت بالنصر المؤزر ، يقول الشاعر مستدركاً: لكننا على المدى منذ احتلال أرضنا كنا يدا.. يداً تصافح الرفيق في الكفاح.. لا العد وقطعة الرغيف والمبدأ الشريف زادان كانا كافيين للبقاء فنحن شعب لاينال الضيم منا مايشاء هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء لانعرف الدموع إلا أن نحيلها دماء ويتحقق الاستقلال لشعبنا وانتصرت ثورته المسلحة وارغمت الاستعمار على الجلاء بعد اربع سنوات من الثورة والكفاح ذاق فيه المستعمر ويلات الثورة.... وقال فيها: وهكذا تبددا عهد من الطغيان لن يجددا وحلقت على المدى ثورتنا.. تهتف فينا أبدا: ياعيدنا المخلدا غرد.. فإن الكون من حولي طليقاً غردا غرد على الافنان في ملاعب الجنان: الشعب لن يستعبدا قد نال حريته بالدم والنيران وقتل القرصان وبذلك يكون الشاعر لطفي جعفر أمان قد ارتبط اسمه وشعره بالاستقلال المجيد ، واستحق بحق أن يكون شاعر الاستقلال الأول منذ أن أعلن عن ثورة 14 اكتوبر 63م وحتى جلاء الاستعمار عن أرض الوطن. |
#20
|
|||
|
|||
لطفي أمان بين الصوفية والرومانسية د. شهاب غانم كان أول ديوان شعري معاصر ينشر في عدن بل اليمن هو ديوان (الوتر المغمور) لعلي محمد لقمان (1918-1979) عن مطابع فتاة الجزيرة التي كان يملكها رجل النهضة المحامي محمد علي لقمان والد علي لقمان وكان صدوره في عام 1944 وكان ديوانا تغلب عليه القصائد الرومانسية ثم أصدر بعده عام 1945 ديوانا أكثر كلاسيكية بعنوان (أشجان في الليل). وفي عام 1946 أصدر محمد عبده غانم (1912-1994) ديوانه (على الشاطئ المسحور) الذي غلبت عليه القصائد الرومانسية وكان غانم قد سبق تلميذه على لقمان الذي يصغره بست سنوات في نشر كثير من قصائد ديوانه على صفحات* صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت قد بدأت في أول يوم من 1940 كصحيفة أسبوعية. وكان غانم يطلع لقمان على قصائده المخطوطة كما يطلع لقمان أستاذه وصهره غانم على قصائده المخطوطة. وفي عام 1948 عاد لطفي جعفر أمان (1928-1971) من السودان وهو في نحو العشرين من العمر بعد أن حصل على شهادة الدبلوم من كلية غردون ونشر ديوانه الأول (بقايا نغم) في نفس الدار التي نشرت الدواوين المذكورة. وكان قد طلب من محمد عبده غانم كتابة مقدمة للديوان التي يقول عنها د. أحمد* علي الهمداني في كتابه (عدن من الريادة الزمنية إلى الريادة الإبداعية) الصادر في عدن عام 2007: "ونستطيع أن نقول في شيء من الثقة والاطمئنان أن المقدمة النقدية التي كتبها الأستاذ محمد عبده غانم لديوان لطفي جعفر أمان (بقايا نغم) الصادر عن دار فتاة الجزيرة بعدن عام 1948م تشكل نموذجا نقدياً جاداً في الأربعينيات" ولكن الشاعر الناقد هلال ناجي في كتابه (شعراء اليمن المعاصرون) الصادر ببيروت عام 1966 يقول: "الأستاذ محمد عبده غانم كاتب مقدمة ديوان بقايا نغم يرى: (أن أول ما يلفت النظر في هذا الشعر نزعته الصوفية أو اتجاهه الروحي فالشاعر على حد قوله ليس من ماء وطين بل هو روح ليس يفنيها الزمن. وأن غاية ما يصبو إليه الصوفي أن يتخلص من قيود الجسم ليستحيل روحاً خالدة باقية بقاء الأبد باتحادها مع القوة الأزلية التي لا تزول..) وليس لهذه الظاهرة، في نظرنا، علاقة بالتصوف وأنما هي من مظاهر الرومانسية.." فإذا كان هلال ناجي على حق فكيف يمكن أن يغيب عن غانم مثل ذلك وهو خريج في الآداب وشاعر كتب الكثير من القصائد الرومانسية في تلك الحقبة بل يقول الناقد الكبير الشاعرالدكتور عبد العزيز المقالح في مقدمة الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور غانم " انه ( أي غانما ) - بدون شك مؤسس المدرسة الرومانسية في شعر اليمن المعاصر اذا لم يكن في كل اليمن ففي جنوبه على الاقل .. ". والحقيقة أن غانما قد لا حظ الازدواجية عند لطفي فتساءل : " ولست أدري إلى أي حد يؤمن الشاعر بالصوفية... أما الموضوع الذي يتناوله الشاعر العابد كما يسمي نفسه فهو الحب أولاً وأخيراً... والعجيب في أمر هذا الحب أن يكون عند الشاعر معنى وجوده المادي والروحي في آن واحد .. ولذلك نجده يتحدث تارة عن الحب العذري وأخرى عن الحب الآثم ولست أدري أصدق الشاعر حين يقول: فلست العاشق المفتون إلا بالهوى العذري أم حين يقول: *لم يدع كرمة من الإثم إلا عصرتها الآثام في كأساته ولكني أميل إلى الاعتقاد بأن هذا الإثم كثير على شاب لم يكد يتخطى العقد الثاني من عمره وأن ليالي الخمر واللهيب التي يحدثنا عنها ليست في الواقع إلا صدى لألحان علي محمود طه* والياس أبي شبكة وأضرابهما.." وقد أشار غانم إلى تأثر لطفي بالشاعر السوداني الرومانسي الصوفي التيجاني يوسف بشير الذي رحل في شبابه عام 1936 قبل وصول لطفي إلى السودان بسنوات، وفي ديوان بقايا نغم قصيدة مهداة إليه. ولكن لطفي صادق أيضا عدداً من شعراء السودان. يقول د. نزار غانم في كتابه (جسر الوجدان بين اليمن والسودان) المنشور في صنعاء عام 1994 أن صديق لطفي الحميم والذي كان لطفي يكرر في حواراته أنه كان قدوته الشعرية هو الطبيب السوداني محمد عثمان الجرتلي الذي شاركه حياة البؤس والصعلكة وتبادلا القصائد بل زار لطفي في عدن في الستينيات. كما تعرف لطفي على شعراء وأدباء السودان أمثال محمد مهدي المجذوب وإدريس جماع والبروفسير عبدالله الطيب. وفي مقال لغانم نشر في صحيفة الشرق الأوسط في الثمانينيات تحت عنوان لطفي جعفر أمان ضمن سلسلة مقالات تحت عنوان (شعراء يمنيون عاصرتهم) وقد أعدت أنا نشر المقال ضمن كتاب غانم (دراسات في الشعر واللغة) الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم بدبي عام 1999 بعد رحيل والدي رحمه الله، يوضح غانم: "ولكن هلال ناجي وإن كان قد وافقني في بعض ما ذهبت إليه من ذكر أسماء الشعراء الذين كان لهم أثر في شعر لطفي إلا أنه ناقشني الحساب فيما قلته في مقدمتي عن نزعة لطفي الصوفية ذاهبا إلى أن ما زعمت من نزعة صوفية في شعر لطفي لم يكن إلا مظهرا من مظاهر الطريقة الرومانسية. بيد أنني مازلت متمسكا برأيي في أن هناك نزعة صوفية وراء بعض أشعار لطفي". ثم يذكر غانم عددا من النماذج الشعرية من قصائد الديوان ليؤكد وجهة نظره مثل قوله: ونمرح بين أيادي الإله ونسبح في قيضه العلوي وقوله : فمن لي هنا في خبايا السماء بقلب يطوقني بالرجاء وقوله: هنا عالم الله في قدسه هنا العالم العلوي المصون ويقول غانم: "وإذا قيل وكيف ينزع إلى التصوف شاعر تغنى بالمرأة والخمرة في الكثير من قصائده .. شاعر رسام يرسم على غلاف ديوانه الأول فتاة عارية وعودا وكأسا يموج بالراح وديوان شعر مفتوح ويهدي هذا الديوان إلى معشوقته المسيحية ..قلنا إن الشاعر إنسان قبل كل شيء وهو كإنسان قد يجمع في نفسه بين المتناقضات فتغلبه على شعره فإذا هو صوفي تارة وإباحي أخرى، ومع ذلك فيما نجده من شعر لطفي المتصوف لا يجعله صوفيا خالصا ولكنه يكشف عن نزعة في نفسه إلى التصوف". أما رأيي الشخصي فهو أن لطفي كشاب مراهق يدرس في مجتمع تنتشر فيه الصوفية ولكن لا يخلو من شرب الخمر بين الطبقة المتعلمة كانت تتجاذبه مثالية الفتى المراهق من جانب وإغراءات المتعة من جانب آخر فظهر هذا التجاذب في شعره. ولكن تلك النزعة الروحانية في شعر لطفي ضعفت في دواوينه اللاحقة وإن لم تختف تماما ويكفي أن نقرأ قصيدته (الطريق إلى الله) في ديوانه الثاني (الدرب الأخضر) لندرك ذلك. وأذكر أن لطفي عندما أعد ديوانه الثاني للنشر في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بعث بالمسودة لوالدي ليكتب له مقدمة قائلا أن غانم كان من شجعه وكتب مقدمة ديوانه الأول ولا يرى من هو أحق وأقدر منه بكتابة مقدمة ديوانه الجديد. ولكن والدي كتب له رسالة ذكر له فيها أنه – أي لطفي- قد أصبح أستاذا بارزا لمئات الطلبة وليس فتى بقايا نغم الذي كان يمكن أن يعذر لبعض تجاوزاته في التعابير المتعلقة بقيم الدين والمجتمع* فيما يكتبه بسبب غضارة عمره، ويقترح عليه إعادة النظر في بعض الأبيات لأنه قدوة لتلاميذه المعجبين به. وقد قرأت تلك المسودة في كراسة مدرسية سميكة بخط أستاذي لطفي المتميز كما قرأت رسالة والدي وأخبرته أن رسالته لن تعجب لطفي. ولكن والدي قال ربما، ولكن واجبه كمسؤول عن التربية والتعليم أن يقدم له النصيحة التي يعتقدها كما لا يمكنه أن يتجاهل مصلحة المجتمع بذريعة حرية الفن. وكان من سوء حظي أن أحمل رسالة والدي شخصيا إلى أستاذي الذي رحب بي في منزله وقرأ الرسالة وحاول ألا يبدي عدم فرحه بها وإن لم يخف ذلك علي. وفي الواقع نشر لطفي ديوانه الثاني (الدرب الأخضر)* بعد ذلك عن طريق دار المعارف بالقاهرة عام 1962 بدون مقدمة ولا أدري إن كان قد أجرى على المسودة أية تعديلات. وديوان بقايا نغم يحوي 33 قصيدة كلها من الشعر البيتي ما عدا قصيدة خطيئة غريب التي تحوي مقاطع اشبه بشعر التفعيلة. ويحوي الديوان ما يشبه مسرحية من فصل واحد في خمس صفحات بعنوان حائر في السماء وابطال المسرحية الخيال والسحب والروح والحور والشاعر ..إلخ. القسم الأخير من الديوان تحت عنوان نبأة الطير عبارة عن ست قصائد مناسبات من الشعر التقليدي شكلا وضمونا. ويقول الدكتور عبدالعزيز المقالح في كتابه (من البيت إلى القصيدة) المنشور في بيروت عام 1983: "ابتدأ لطفي جعفر أمان في كتابة الشعر وهو شاب حدث لم يتجاوز العشرين من عمره، وكانت محاولاته الأولى تختلف في بعض الملامح عن الشعر السائد في اليمن حتى المتجدد منه، صحيح أن قصائده لم تكن تختلف كثيرا عن قصائد الآخرين من أنصار التجديد الشعري المحدود والذين يجنحون إلى استخدام مظام المقاطع المتعددة البحور بدلا من الخضوع للأشكال التقليدية في بنية القصيدة البيتية والقائمة على وحدة البحر ووحدة القافية. وكان ذلك الاختيار موقفا تجديدياً واتجاها نحو البناء المتطور للقصيدة، وقد بدأ معالم ذلك التطور الشعري في اليمن الدكتور محمد عبه غانم. ولم يكن لطفي جعفر أمان في محاولاته الأولى متقدما على شعراء آخرين أمثال لقمان والشامي والحضراني في اختيار المفردات الموحية وفي اختيار أسلوب التناول الرومانسي، ولكنه كان متقدما عليهم في شيئ آخر، وكانت قصائده أو بعضها تختلف عن قصائد هؤلاء جميعا بما يمكن تسميته بالإرهاص المستشرف أو المبشر بالجديد الشعري.." . أما الجزء الأول من ديوان (بقايا نغم) ففي بعض قصائده القليلة شيء من الروحانية* مثل (الصوفي المعذب) المهداة للتيجاني و(حائر في السماء) ولكن معظم قصائدة تحفل بذكر الخمر والكؤوس والأقداح وتتنتشر هذه الألفاظ في عدد كبير من صفحات الديوان. يقول في قصيدة في الكوخ: لا تلمني إذا ارتشفت الحميا وشفاه الملاح منها تغار هن أشهى إلي من ريق الخمر وأحلى كأس علي تدار غير أن الزمان أودى بقلبي صائب من خطوبه جبار وسبتي الحياة باللألأ الزائف حتى أودت بي الأخطار وفي قصيدة حواء، وهي قصيدة موجودة في الطبعة الأصلية من الديوان ولكن لسبب ما لم يعد نشرها في الأعمال الشعرية الكاملة، يقول وهو يبدو كمن يغرق هموم علاقته بالمرأة في الصهباء كما يعبر عن الصراع الداخلي في نفسه بين الشك والإيمان والفضيلة والشهوات: لوحت لي ببسمة تخلس النور وتذكي نار التلهف فيّا ثم ولّت وفي يدي كأسها المر فحطمته على شفتيا.. وصورة تحطيم الشاعر الكأس على شفتيه سبقه إليها الأخطل الصغير بشارة الخوري في قصيدته الشهيرة (الهوى والشباب) حيث يقول: لم يكن لي غد فأفرغت كأسي ثم حطمتها على شفتيّا **** ثم يقول لطفي في قصيدته نفسها وهو يتأرجح بين الشك واليقين: قال هذي – وحرك الكأس – سلواي إذا الحزن هاج بي وعزائي.. كل طهر دنسته في هواها آه من عفتي ومن حواء أوغلت بي الظنون في عالم الشك وآمنت إنما في رياء ورأيت الحياة فوارة الغي تلظى بشهوة هوجاء **** ورأيت الإيمان نورا حبيسا في قلوب نزيهة بيضاء **** ثم آمنت.. ثم أسلمت للشك.. وعربدت في هوى الآراء **** أما في قصيدة البولندية الحسناء فنرى تأثر لطفي بعلي محمود طه خصوصاً في قصيدته الشهيرة (القمر العاشق). يقول لطفي: مقامك في سماء الله لا في هذه الأرض يزينك من هوى عيسى صليب طاهر الومض على نهدين مسحورين في صدرهما البض وأنت مفاتن عريت لنور القمر الفضي إلى مخدعك العطري دنياه ودنياك أخاف أخاف يا حسناء إن أخنى وأدماك أما علي محمود طه فيقول في (القمر العاشق): إذا ما طاف بالشرفة ضوء القمر المضنى فضمي جسمك العاري وصوني ذلك الحسنا وفي نهديك طلسمان في حلهما افتنا أغار أغار إن قبل هذا الثغر أو ثنّى فردي الشرفة الحمراء دون المخدع الأسنى فالوزن نفسه والصور والألفاظ متقاربة في بعض الأبيات. ويلاحظ افتتان لطفي بالصليب الذي يصفه بالطاهر. ومثل هذه الصورة نجدها في قصائد أخرى من الديوان. فإهداء الديوان يبدأ كما يلي في أبيات تفعيلية هي من الأبيات التفعيلية الأولى في شعر لطفي والشعر اليمني: إليك يا ابنة عيسى إنت يامن يفيض في صدرك البض جلال الصليب نورا عليا لك مني هذا الذي بين كفيك خفوق بحبك المفقود.. وأول قصيدة في الديوان بعنوان (ذات الصليب) ومنها: إيه إيفون والملاحة تفتر بريقا كهالة البدر فيك نعم هذا الصليب في صدرك البض وجل المسيح في عينيك وذوات الصليب في قصائد الديوان كما يذكر د. نزار غانم في كتابه جسر الوجدان بين اليمن والسودان المنشور في صنعاء عام 1994 هن إيفون وهيدا البولندية النصرانية البيضاء في بيئة من السمراوات وكانت كما يبدو ابنة أحد المدرسين في الكلية ، كما كانت هناك السودانية القبطية نعمات. ولكن ما كل هذا الإعجاب بالصليب! صحيح إننا أمرنا بإجلال عيسى المسيح عليه السلام ولكن القرآن الكريم يقول لنا في سورة النساء الآية 157 (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُم..).ْ ومما يجدر بنا أن نذكره هنا هو أن لطفي بعد عودته إلى عدن عام 1948 كتب عددا من مقالات النقد الاجتماعي في صحيفة فتاة الجزيرة تحت باب سماه (ما قل ودل) كما ذكر عبدالفتاح الحكيمي في كتابه (النقد الأدبي والمعارك القلمية في اليمن 1932-1955) الصادر بصنعاء عام 1998 وتناول لطفي في بعض تلك المقالات مظاهر الفساد الأخلاقي في عدن في تلك الفترة مثل شرب الخمر والزنا إلخ .. وقد أصدر لطفي بعد ذلك عددا من الدواوين منها الدرب الأخضر، وكانت لنا أيام، وليل إلى متى؟ وموكب الثورة، وإلى الفدائيين في فلسطين، وإليكم يا إخوتي، وديوان أغاني باللهجة العدنية بعنوان ليالي وهناك أغنيات شهيرة من كلماته. وعمل في حقل التربية والتعليم حتى وفاته رحمه الله في سن الثالثة والأربعين ورثاه عدد كبير من شعراء وأدباء اليمن والوطن العربي . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 10:22 AM.