حضرموت والجنوب الحضرمي . مقال لأحمد سالم بلفقيه

[أبو محمد]

‫بسم الله الرحمن الرحيم
مقال للقيادي في الحراك الجنوبي السلمي
أحمد سالم بلفقيه
السبت 5 مايو 2012م
تريم / حضرموت
حضرموت والجنوب الحضرمي
المقصود بحضرموت اليوم هي حضرموت المحافظة والتي هي امتداد متطابق للمحافظة الخامسة مع التعديلات الإدارية للمديريات التي كانت مراكز والتي تحولت في عهد الاستعمار اليمني إلي مديريات وحضرموت ليست المحافظة الحالية .
إن حضرموت المعلومة والمذكورة من خلال المصادر هي في التالي وقد كررنا هذا الموضوع مرات بأشكال متعددة ولكن لامانع من تكراره لغرض الفائدة :ـ
1- حضرموت الصغرى وحدودها من شعب النبي هود حتى العقاد ويليها منطقة الكسر التي كانت همة حضرموت التي منها تكسر وتهزم حضرموت أعدائها ومنها تنكسر وتنهزم .
2- حضرموت الوسطى وحدودها من ظفار حتى بئر علي أو إلي حبان وتشمل كل منطقة الربع الخالي وصحراء صيهد .
3- حضرموت الكبرى وحدودها من عدن باب المندب حتى منطقة الإمارات العربية ومنهم من يستثنى عمان الباطنة والتي يغلب على أهلها المذهب الأباظي وهم فرقة من فرق الخوارج الخمس والخوارج هم من خرج على الإمام علي في معركة صفين..ومنهم من يقول أن حضرموت الكبرى هي فقط من باب المندب حتى ظفار وتشمل صحراء الربع الخالي وهناك من الخرائط القديمة ما يثبت ذلك في المصادر الكثيرة والمتعددة .
4- حضرموت التي كانت تشمل السلطنتين القعيطي والكثيري وهي تشمل حوالي 80% من الصحراء التابعة لمحافظة المهرة ماعدا فقط الشريط الساحلي للمهرة التابع للسلطان بن عفرير اليافعي الأصل من ناحية الأب وهو مهريا من الأم وتشمل محافظة حضرموت كلها وجزء من محافظة شبوة الساحل التابع للقعيطي ومن الداخل منها ما كان يتبع السلطنة القعيطية وآخر تابع للكثيري .
5- حضرموت الجغرافية وهي الأرض الحمراء التي ذكرت في كثير المصادر ومنها وصف ذكر في كتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب حين وصف مكان قبر النبي هود عليه السلام وفيها ذكر الأرض الحمراء وهي وصف لجبالنا الحمراء المكونة للهضبة وتسقط الهضبة في الناحية الغربية بمدينة عتق وتتناثر الجبال الحمراء بصعيد شبوة وآخر جبل لها في المحفد وكان به آريل التلفزيون وبه بئر ماء حفرت حديثا تنتمي مياهها لخزان حضرموت الجوفي وفي المحفد تقطن قبائل كندة(آل باكازم) .
6- حضرموت الثقافية وهو المنهج المدرسي والسلوك الحضاري النابع من موروثنا الحضاري المشع الذي به تم قبولنا وفضلونا به عن غيرنا من الأمم وبه سدنا بين شعوب العالم سواء في شرق أفريقيا أم في جنوب وشرق آسيا وكتبنا عنه في الماضي وسنكتب عنه لاحقا ونحن نعلم أن الأقليات هي من مكامن الضعف بين الشعوب ولكن الحضارم هم عكس ذلك فهم القوة التي يحاربون بها المستعمر وهم همة تلك الأمم ففي ماليزيا كانوا في طليعة جيوش الثورة وفي أندونيسيا كانوا ضد المستعمر الهولندي وفي طليعة الشعب قادة وأفراد وفي الهند كذلك كانت بريطانيا تحسب لهم ألف حساب وهم جنود عاملون ومليشيا محاربة للمستعمر البريطاني وقد قال البريطانيون حرفيا أنهم يخافون المرتزقة الحضارم بجيوش الهند كونهم مقاتلين جيدون ليلا وكذا نهارا فكان البريطاني يستعيض بقوة النيران مع بروز أول خيط ضوء ويطلب وجود القائد البريطاني بين جنوده حتى يغير الخطط كلما تطلب ذلك كما يمد الحضارم الهمة والشجاعة للهنود مما يجعلهم مدافعين أشداء تحت أمرة الحضارم المهاجرين بالهند ويدخل ضمنهم اليافعي فهو حضرمي بكل مؤسسات الحضارم الفاعلة بالمهجر سواء بالهند أو بشرق آسيا فاليافعي يقال له حضرميا .
7- حضرموت الأحقاف وهو ما ذكرت به في القرآن والمقصود بالأحقاف وهو جمع لحقف .. والحقف لدينا هو توصيف لبعض الأقواز الرملية الثابتة(الكثبان)وليس المتغيرة من الرمل فيقال ذلك الحقف ويورد الحقف في لهجة كندة هو ذلك الطبقة في مقطع من الجبل للهضبة الحضرمية ويقال له الرقة ولازال يستخدمه قبائل الحموم وهم من كندة ويرجح أن يكونوا من السكون كما هو معلوم أن الصيعر سكان الصحراء هم من الصدف(كندة) .
أن مسمى الجنوب العربي الذي هو أصلا مسمى ذا أصلا حضرميا فقد كان الأعلام في الماضي يكتبون مثلا من تريم حضرموت جنوب بلاد العرب (أي الجنوب العربي)إلي الأعلام بالخارج وهو موثق بالرسائل بمكتباتنا منذ أكثر من مائتين وثلاثمائة عام مضى .
أن حضرموت لم تكن يوما من ضمن سلطنات الاتحاد (الجنوب العربي)المكونة للجنوب العربي ولم يكن أحدا من رعاياها عضوا في حكومة الإتحاد لسلطنات الجنوب العربي ولكن لامانع من أن تترك من ضمن خيارات التسمية ولكن مع الاعتبار أن الكثير من الحضارم اليوم لديهم حساسية مفرطة من التاريخ الجنوبي منه ما هو متصل بتاريخ صراع اليمن الديمقراطي وما آل أليه هذا الصراع الذي كان من نتائجه هذه الوحدة التي تحولت لهزيمة ومن ثم لاحتلال أن صرخات مسموعة للحضارم ربما تتحول ألي دويا عاليا من الداخل والخارج يقولون بالعودة لما قبل حضرموت الجمهورية(اليمن الديمقراطي)ونحن نحذر ونستبق الأمور حيث ساد الفكر الثوري الاشتراكي وقدمت حضرموت في عهده الكثير من التضحيات لثقافة الفكر الواحد ودكتاتوريته واليوم تطلب حضرموت عدم الوصاية وعدالة الشراكة مع كل الجنوبيين فحضرموت كبيرة بحجمها ومساحتها وصراعها الثقافي مع المحتل فهناك هوية واحدة هي الهوية الحضرمية وتحارب حضرموت في صراعها مع اليمني مدافعة عن هويتها الحضرمية فعكس الحضرمة هي اليمننة ولا يوجد ما بينهما وحضرموت تحتاج شركاء لا أوصياء ومن يريد أن يكون معها فأهلا وسهلا والعبرة للمتقين .

بقلم :
أحمد سالم بلفقيه