وصمة عار

[أبو شيخ الحضرمي]

وصمة عار
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد العزيز الماجد المتفرد بالوحدانية المتمجد بالمجد، الذي لا تبلغه صفات العبيد وليس له منازع ولا نديد، وهو المبدي المعيد الفعال لما يريد لم يزل بصفاته أولاً قدير، ولا يزال عالماً خبير، استوفى الأشياء علمه، ونفذت فيها إرادته، خلق الأشياء بقدرته ودبّرها بمشيئته وقهرها بجبروته وذللّها بعزته فذلَّ لعظمته المتكبرون واستكان لعز ربوبيته المتعظمون وذُللت له الرقاب وهو الواحد القهار يخضع له المتعززون ويدين له طوعاً وكرهاً له العالمون نحمده كما حمد نفسه وكما هو أهله ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بوحدانيته.
ونشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله إلى خلقه بالنور الساطع والسراج اللامع فبلّغ رسالته وقاتل أهل العناد حتى انقاد الناس للحق.
وبعد:
فقد أصدر المؤتمر الإسلامي فتوى بأن قتلى ثورة تونس شهداء مع أنا فيهم العلماني ومن لا يصلي ولا يصوم.
ثم جاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأصدر بياناً برئاسة القرضاوي أيد فيها الثورة المصرية واعتبر من قتل فيها شهداء بدون انضباط ولا ضوابط مع أنا فيها النصراني والعلماني ومن لا يصلي ولا يصوم.
وهذا العواء يعتبر كل من جُرح في ثورة مصر سيأتي يوم القيامة ورائحة ذمه مسك.
والآخر عمرو خالد ظهر في القنوات الفضائية متحمساً ومؤيداً لثورة مصر.
وجاء الزنداني يحرم ضرب المتظاهرين في الشمال بالهراوات فضلاً عن الضرب بالرصاص. لماذا؟؟ لأن من حقهم التعبير عن آرائهم. لماذا؟؟ لأنهم شماليون.
إني والله أعجب مما اسمعُ وأرى فإني أرى هوىً مُتبع واستخدام للدين فيما يوافق الهوى والمزاج والمناطقية والحزبية وأرى لعب بمصير الشعوب، عليهم من الله ما يستحقون.
فالمؤتمر الإسلامي هذا قد أصدر بياناً يؤيد فيه وحدة اليمن ونبذ العنف عندما ثار الجنوب مطالباً بفك الارتباط بعدما ضحى الجنوبيون بدولتهم وثروتهم وشعبهم في سبيل الوحدة المزعومة فتعرضوا لكل أنواع الظلم والاضطهاد والفساد. ولكن للأسف لم يجدوا إلا الجحود من الجميع جزاءً بما ضحوا. أفلا يدين المؤتمر الإسلامي ما يتعرض له أبناء الجنوب من قتل وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان وأحقية مطالبهم.
والقرضاوي الذي كان يدندن في القنوات وبالذات الجزيرة في الشريعة والحياة بعدم جواز الخروج على الحكام إلا أن أتوا بكفر بواح وأكد على التمسك وتثبيت الوحدة وتأييدها أثناء أحداث الجنوب ونبذ المظاهرات السلمية وسماها عنف. فما الذي تغير هنا! هل لأنها مصر والمسألة مناطقية؟ أم لأنه حسني مبارك العدو التقليدي لجماعة الأخوان المسلمين؟ أم هل حسني مبارك كافر؟
وهذا عمرو خالد الذي جلبه الرئيس اليمني – المحترف في استغلال المغفلين السذّج ممن ينتسبوا إلى الفقه والعلم – جلبهُ إلى حضرموت وبالذات عاصمتها المكلا وألقى خطاباً في رئاسة جامعة حضرموت يحثُ على الوحدة والتآخي ووصف المسيرات السلمية بالعنف والفوضى والتخريب. ماذا تغير يا عمرو؟
وهذا عبد المجيد الزنداني – عليه من الله ما يستحق هو ومشايخ الشمال اليمني العنصريين – يفتي بحرمة ضرب المتظاهرين في صنعاء وتعز بالعُصِي فضلاً عن الرصاص. أين كان هذا الكلام والعالم جميعاً يسمع ويشاهد قتلى وجرحى بالرصاص الحي في عدن وحضرموت ولحج وأبين.
أين كان وردفان والضالع والحبيلين تضرب بالمدافع وكافة الأسلحة الثقيلة؟ هل يا عبد المجيد تُحلُّ ذلك؟ أقول: نعم يُحلّ ذلك وهذا امتداد عن الاستحلال القلبي لقتل أبناء الجنوب منذُ عام 94م.
أين أنتم أيها المؤتمر الإسلامي؟ أين أنتم يا اتحاد علماء المسلمين؟
هل قتل أبناء الجنوب حلال؟ ألا تتجشمون العناء لتصدروا بياناً وفتوى بحرمة دماء أبناء الجنوب وعدالة مطالبهم؟
أم إن صمتكم يعتبر جواباً بأننا شيوعيون حلال الدم كما يفتي بذلك مشايخ الشمال وعلى رأسهم الزنداني والديلمي والزهراني والحوباني وغيرهم؟
لقد سمعت القرضاوي يجّيش الآيات والأحاديث في أحقية ثورة مصر وظلم النظام الحاكم وطبق أحاديث كثيرة على هذه الثورة: (من قُتل دون ماله، نفسه، مظلمته، فهو شهيد)
هل هذا ينطبق على الشباب الثائر الطاهر فقط حسب تعبير القرضاوي ولا ينطبق علينا نحن أبناء الجنوب وذلك لأفكار أخوانيه مسبّقة ضد الجنوب حيث يعتبرنا من بقايا المعسكر الشرقي والحرب الباردة؟
والله لا أرى إلا تأمراً واضحاً فاضحاً باسم الشريعة – وهي منهم براء – تأمراً يُحرق فيه جيل ومستقبل شعب مسلم.
أين هم من قول الله تعالى: (وإذا قلتم فاعذلوا) – (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثماً قلبه) – (ولا يجرمنكم شنئان قوماً على ألا تعدلوا).
إن هذه الآيات ميزان للسموات والأرض ولا أرى من ينسب إلى العلم والفقه ممن يتكلمون في أحداث الشعوب الحالية إلا وهم أبعد الناس عن تطبيقها فيما يخص قضيتنا.
وها هي الجزيرة في كثير من الأحيان تغالط وتزيف الحقائق وتصف مظاهرات الجنوب تارة أنها للأحوال المعيشية (سابقاً)، وتارة أخرى أنها لإسقاط النظام، وتكرر هذه الأيام هذه العبارة كثيراً.
وتتجاهل الجزيرة ما يجري في حضرموت من قتل للمتظاهرين واستخدام للرصاص الحي وبالذات عاصمتها المكلا.
وسمعنا الجزيرة تثير هالة حول ما يسمى بالبلاطجة في الشمال وخصوصاً صنعاء فماذا عن بلاطجة الجيش والأمن اليمني في الجنوب.
الجزيرة ترسل فريق مراسلين إلى تعز فلماذا لا ترسل فريقاً لتغطية الأحداث في حضرموت؟
الجزيرة تقلل من عدد القتلى في عدن من (24 إلى 2) ثم (4).
الجزيرة غطت أحداث مصر بالثانية وتونس وليبيا بالساعة ولا نجدها تغطي قضية الجنوب ولو بنسبة الربع.
يبدوا أن الأوامر لم تصدر بعد من المرشد الأعلى للإخوان المسلمين في القاهرة لمدير الجزيرة الأخواني وضاح خنفر، وذلك إرضاءً من قِبَل مرشد الأخوان في مصر لإخوان اليمن (حزب الإصلاح).
جزى الله خيراً هيئة كبار العلماء بالسعودية عندما ردت على حزب الإصلاح الإخواني وفقهاء الزيدية عندما كفروا الجنوب في حرب 94م استخداماً للدين لإغراضهم الدنيوية فهلا تكرمت الهيئة بكلمة حق حول الجنوب.
فأني أنادي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة كبار العلماء بإصدار فتوى (حق وعدل) حول إزهاق الأرواح والقتل العنصري الذي يحصل منذُ زمن في أبناء الجنوب وإلا والله فأني سأجدُ نفسي مضطراً للإفصاح عما كنتُ كاتمه من علم حول الحكم الحقيقي لواقع حالنا بالبراهين القرآنية والأدلة الحديثية وأقوال أئمة وفقهاء الشريعة الربانيين وسأفتح باب قد لا ينغلق وستكونون مسئولون – إن كنتم تخافون الله عز وجل – عما سيحصل بعدها.
وأتوجه لمن ينتسبُ إلى الفقه في أرض الجنوب وبالذات إلى فقهاء الشافعية في حضرموت أن تنطقوا بالحق فيما يتعلق بزهق أرواح أبنائكم وضرب بعض مناطقكم بالمدافع، عليكم على الأقل أن تعلنوا بحرمة ذلك وتعلنوا أن هناك تمييز عنصري في التعامل بين متظاهري الشمال والجنوب وقد ظهر ذلك جلياً في القنوات الإعلامية.

والله الموفق إلى سبيل الرشاد

أبو الأشبال الحضرمي
الأحد 20 فبراير 2011م
حضرموت
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

يرجى إلى من يهمه الأمر نقله إلى جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية

[حضرمي وافتخر]

بارك الله فيك اخي العزيز سيتم نشره

[أبو شيخ الحضرمي]

حياك الله أخي وشكرا على مرورك وجزاك الله خير لنشر هذه الرسالة.