القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
كوكتيل واحدية الثورة...سمك.. لبن.. تمر هندي/عبده النقيب
كوكتيل واحدية الثورة...سمك.. لبن.. تمر هندي
قراءة جديدة في تاريخ الثورة في الجنوب هلت علينا الذكرى الثالثة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م يوم إعلان بدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن بقيادة الجبهة القومية التي تبنت حينها أول عملية مواجهة عسكرية بين مجموعة من ثوار ردفان بقيادة الشيخ راجح بنى غالب لبوزة وقوات الاستعمار البريطاني أسفرت عن استشهاد لبوزة والإيذان بقص الشريط لمرحلة النضال المسلح ضد الوجود البريطاني في بلادنا الجنوب. كانت الجبهة القومية قد أعلن عن تشكيلها من عدد من التنظيمات والتشكيلات التي التقت في رؤيتها الموحدة لتبنى نهج العمل العسكري على خلاف كثير من التنظيمات والقوى الوطنية الجنوبية التي كانت ترى في عدم وجود جدوى العمل العسكري خاصة وأن اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بتصفية الاستعمار كانت قد أصدرت قرارها وأصبح خروج بريطانيا من جنوب اليمن مسألة وقت ليس إلا. ما يهمنا اليوم وفي هذه اللحظة بالذات هو أننا نقف أمام مؤامرة شيطانية خبيثة تتعرض لها هذه الثورة من قبل المحتلون الهمج لأرضنا. إن ما تتعرض له هذه الثورة المباركة من تشويه ومحو هو جزء من مخطط كبير يستهدف تشويه وتصفية تاريخ الجنوب القديم والحديث ويفضي إلى تكريس عملية الاستيلاء على أرض الجنوب ونهب ثرواته والتخلص من أهله بشتى الطرق. إن ما نراه اليوم من تجاهل متعمد لهذه الثورة الشعبية المباركة ليس مفاجأ فهم يسعون بكل السبل للنيل من تاريخ هذه الثورة وبترها عن شعب الجنوب ونضالا ته المتواصلة طوال فترة وجود المحتلين الإنجليز لبلادنا. ما يحز في النفس أن تمر علينا هذه الذكرى وقد خسر الجنوب ثمرة ذلك النضال الذي أمتد لعقود قبل إعلان الكفاح المسلح فتحول الجنوب إلى أرض محتلة للقوات العسكرية اليمنية الشمالية ونرى الكثير من أدعياء النضال وممن كانوا يتشدقون به اليوم وقد غرسوا رؤوسهم في رمال العار والهزيمة يتنصلون عن تاريخهم ويخشون حتى من الحديث عنه.. لقد أتعبني البحث في الصحف والمواقع في هذه المناسبة عن شئ يشفي غليلي لعلي أرى من بقى ممن يقولون الحق ولا يخشون لومة لائم فلم أرى شئ إلا ذلك الخطاب المريض لزعيم قوات الاحتلال الذي لا يقول فيه شئ غير التأكيد على أن ثورة الجنوب هي نتاج لانقلاب 26 سبتمبر وامتدادا له وان الجنوب جزء من الشمال بل أنه أقام فعالية هزيلة بهذه المناسبة عبرت عن أن هناك مخطط يهدف إلى عدم الحديث عن ثورة أكتوبر حتى يصبح الحديث عنه كالحديث عن الجنوب شئ محرم وتهمة كافية تؤدي بصاحبها إلى مصير مجهول. أدرك أن الكثير من الأبطال والمناضلين من أبناء الجنوب لا يجدون متنفسا يعبرون فيه عما بداخلهم وعن مشاعرهم وعن تاريخهم وثورتهم فقد غيّب هؤلاء المناضلين بطرق شتى فمن القتل والإرهاب إلى التجويع وتكميم الأفواه لمن رفضوا المغريات التي قبل بها البعض من ذوي الضمائر الميتة والرخيصة وهم ذلكم النفر الذي يقتات على حساب الجنوب وشعب الجنوب وثورة الجنوب فحنفيات الغزاة المحتلون تضخ إلى كروش وجيوب هؤلاء بعض من ثروات الجنوب المنهوبة فتحول ذلكم النفر إلى عبيد لا يجرؤون حتى عن الكتابة عن الثورة التي ينسبون أنفسهم لها وإن كتبوا فهم يكتبون بما يتوافق وصالح قوات الاحتلال وأهداف الاستعمار اليمني الشمالي وخططه المستقبلية.. لم أرى في موقع الاشتراكي نت شيء يذكر ولم أرى في صحيفة الثوري إلا إعلانيين لهائل سعيد أنعم يهني بها الحاكم بهذه المناسبة. تابعنا خلال الخمس السنوات الماضية الحملات المسعورة التي يقودها رأس النظام فيما يسمى بكتابة تاريخ الثورة اليمنية والذي يهدف كما تكشفت النوايا إلى تزييف تاريخ الجنوب ومصادرته على طريق تصفية القضية الجنوبية برمتها..قرأنا الكتابات المأجورة للبعض وهم يؤكدون دون دليل ويرددون دون خجل مصطلح واحدية الثورة سبتمبر أكتوبر نوفمبر مايو بطريقة عجيبة لا تستند إلى حجة أو برهان نقتنع به. إن هذا المصطلح هو عبارة عن كوكتيل مصنوع من السمك واللبن والتمر الهندي لا نستسيغ شربه أو هضمه. إنهم باعتدائهم لصارخ على تاريخنا قد ولدوا لدينا ردة فعل معاكسة جعلت من أبناء الجنوب يحتفلون بعيد ثورتهم من خلال إضرام النيران في إطارات السيارات التي حولت الجبال والبيوت إلى شعلة من اللهب طوال ليلة الثورة.وكان لسلوك رئيس دولة الاحتلال المستفز ليلة عيد الثورة من خلال إقامته لشعائر ومراسيم الاستقبال في قصره في مدينة تعز للمهنئين والمطبلين منفردا بالتهنئة له دون غيره ولم يشرك فيها أحد من الجنوب كما خلت وسائل الحاكم من استضافة لأي مناضل من الجنوب ولم تقم بتغطية هذه المناسبة كما تستحقها كان لهذا وذاك وقع سئ في نفوسنا فزاد من غيضنا وغيرتنا ورفع مستوى عينا وإدراكنا بحجم تلك المؤامرة الدنيئة التي تحاك ضد الجنوب. قبل أن أتطرق لنقطة هامة تتعلق بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة فإني أؤكد هنا أني لا أؤرخ للثورة وإنما أذكر نظام صنعاء والقوات العسكرية التابعة له والتي تحتل الجنوب منذو أكثر من إثنىعشر عاما أننا لن نتخلى ولن ننسى تاريخنا, فتاريخنا هو وجودنا على تراب الجنوب الممتد لالآف السنين متغلغل في أعماقنا تورثه الأجيال إلى أبد الدهر ونقول للغزاة أنكم لن تفعلوا شيئا غير أنكم تزيدونا إصرارا وتضرمون لدينا نار الغيرة على تاريخنا ليس إلا. إن مالفت انتباهي وأنتم ترددون مصطلح واحدية الثورة أنكم قد عجزتم عن تقديم أي براهين أو أدلة تؤكد ما تدعون به وأنكم بهذا تدينون أنفسكم بأفواهكم فلتعلموا أن كتابة التاريخ ليس سردا لمقالات إنشائية وترديد للشعارات المغلفة بالوطنية شعرا ونثرا فهذا في عرف المؤرخين لوحدة دليل وتأكيد على أن المدعي لا يملك الحجة. كان يكفي أن توردوا لنا أسما واحدا من الفدائيين الذي جاءوا من الشمال لمناصرة الثورة في الجنوب ونلفت عنايتكم إلى عدم الخلط بين من هم من أصول شمالية مقيمين في عدن وأصبجواسكانا فيها -وهي بالمناسبة المدينة الجنوبية الوحيدة التي قدموا إليها بحثا عن العمل ولقمة العيش فأصبحوا سكانا فيها مشاركين في كل شئ دون تمييز وليس كما تعاملون الجنوبيين في صنعاء- وبين من قدموا من الشمال كمشاركين في الثورة كما تدعون.فلا يوجد احد من الصف الثاني يمكن أن نذكره كمشارك في ثورة الرابع عشر من أكتوبر إلا إذا كنا قد نسينا فذكرونا باسمه ونعدكم بأننا سنتدارك الأمر وكل الشماليين المتواجدين في عدن كانوا معارضين للإمام وحكمة كالزبيري والنعمان أما الصف الأول وهم مواطنو عدن من الأصول الشمالية وجميعهم بالمناسبة من المناطق الشافعية المرتبطة تاريخيا بالجنوب كالبيضاء وتعز ورداع وقعطبه فقد شاركوا في الثورة والسلطة والمواطنة المتكاملة وهذا أبلغ رد على دعاويكم واتهامكم للجنوبيين بالانفصالية في الوقت الذي ظل كل أبناء الجنوب الذي ذهبوا على صنعاء للدفاع عن الجمهورية معزولين ولم يشرك من احد في السلطة بل أن بطائق الهوية التي صرفت لهم كان يكتب عليها عبارة ( جنوبي مقيم )وظل الوضع عل هذا الحال حتى يوم 22 مايو 1990م يا ترى من هو الانفصالي إذا !!.كنت أود أن أسمع منكم وأنتم تذكرون لنا حجم مشاركتكم في العمل الفدائي وفي التنظيمات السياسية والعسكرية التي قادت العمل الفدائي في الجنوب أن توردوا لنا أسما واحدا فقط أليست بلدكم أيضا ولماذا استضفتم الفدائيين القادمون من الجنوب والذي كانت تدربهم وتجهزهم القوات المصرية المتواجدة عندكم حينها بكثافة لحماية الجمهورية وإنجاح الانقلاب الذي قام مجموعة من الضباط والجنود الأحرار ضد الإمام وحكمه.. إني هنا لا استهين بنخوتكم وشجاعتكم أو وطنيتكم لكننا هنا أمام تاريخ لا تصمد معه الملاحم الشعرية و الأغاني الثورية لكنه يحتاج إلى وقائع ملموسة وبراهين غير قابلة للدحض.. فمن الحقائق التي نعرفها جميعا أن انقلاب سبتمبر- وأرجو أن لا تتبرموا من ترديدي لكلمة انقلاب فهذا ليس رأي أنا بل هو رأي لمؤرخين محايدين أتفق معهم دون أي مجاملة فالتاريخ يحتاج إلى دقة وموضوعية ولتفرق بين الانقلاب والثورة ف 26 سبتمبر هو اقرب إلى الانقلاب منه إلى الثورة- والجمهورية الوليدة التي أعلنت عنها كانت في وضع أكثر من حرج وهي بأمس الحاجة للمساعدة وإلا لما صمدت أمام الثورة العارمة التي قاومت الانقلاب استدعت معه تدخل عبدالناصر ليس في تقديم الدعم العسكري وبناء وتدريب جيش جمهوري فقط بل وإلى إرسال جيش جرار بمختلف تشكيلاته وصل عدده إلى سبعون ألف مقاتل وتدخل سلاح الجو المصري بكل ثقله بل وبذل الرئيس عبدالناصر كل جهوده السياسية والدبلوماسية على كل المستويات لحماية هذه الجمهورية وتسخير الأموال لها أيضا مما جعل من تلك الكلفة الباهضة التي أنهكت الميزانية المصرية والتدخل المصري العسكري والسياسي سببا رئيسا في هزيمة يونيو 1967 م التي منيت بها مصر والعرب في حرب الأيام الستة مع إسرائيل. ومن الحقائق التي نحب أن نوردها أن الجمهورية الوليدة كانت في محنة شديدة لا تستطيع معها الدفاع عن نفسها فما بالكم لو تحدثنا عن دعمها للثورة في الجنوب وكما ذكرتم في أكثر من مكان أن أعدادا وفرقا قد تدفقت من جنوب اليمن للمشاركة في الدفاع عن الجمهورية وانقلاب سبتمبر قاتلوا في كل الجبهات وما أكثرها وخاصة أثناء الليل, ولمجرد أن سحبت مصر قواتها للظروف التي يعرفها الجميع حوصرت صنعاء وحوصرت الجمهورية وعادت القوات الملكية والأمامية التي خرجت من النافذة عادت من أوسع الأبواب لتشارك في السلطة بل ولتقوم بتصفية الانقلابيين والمشاركين في الدفاع عن الجمهورية من أبناء المناطق الشافعية وخاصة منطقة تعز التي دفعت الثمن باهظا وما زالت حتى اليوم. ومن الحقائق التي نود التأكيد عليها هي أن مدينة تعز كانت مقرا للجيش العربي المصري وهنا ك كان يشرف الضباط المصريين على تدريب الفدائيين الجنوبيين وعلى إعداد الخطط بل وأنهم عينوا ضباطا مصريين يشرفون بشكل مباشر على جبهات القتال ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن. كانت مصر تتبنى عمليات الدعم والتمويل والتدريب والتغطية الإعلامية التي قامت بذلك الدور إذاعة صوت العرب بالإضافة إلى لنشاط الدبلوماسي والسياسي المكثف لمساندة ثورة الرابع عشر من أكتوبر. كان لاستخدام ثورا الجنوب أراضي الجمهورية العربية اليمنية دور مهم لكنة بأي حال لا يعبر مطلقا عن أن ثورة الجنوب هي امتداد لانقلاب سبتمبر لأنه لو قسنا الأمور على هذا النحو لكانت ثورة 23 يوليو في مصر هي الأجدر بالانتماء فقد كانت فعلا سندا قويا لانقلاب سبتمبر وعاملا مهما في نجاح ثورة الجنوب. لم تكن الجمهورية ولم يكن إتقلاب سبتمبر في محنة فقط بل إن أثرا لم نقتفيه في خطط ووثائق الانقلاب وقادة الانقلاب الضباط الأحرار ما يشير إلى ما تدعون به اليوم, فقد كانت مبادئ وأهداف انقلاب سبتمبر منقولة نقلا ميكانيكا عن مبادئ وأهداف ثورة 23 يوليو في مصر وقد خلت كل الوثائق من أي حديث عن الوحدة اليمنية أو واحدية الثورة بما في ذلك أهم وثيقة تقدم بها الأحرار الدستوريين للإمام قبل سقوطه كمشروع لإصلاح نظام الحكم.. ولم يشترك أي جنوبي في أي تشكيلة للضباط الأحرار بل ولم نرى أحد من المقاتلين الجنوبيين ومااكثرهم وقد شارك في السلطة أو في صفوف المؤسسات العسكرية على الرغم مما أبلوه في معارك الدفاع عن الجمهورية وأثناء فك حصار السبعين الذي تعرضت له صنعاء ولا أخفي القول وهذه شهادة للتاريخ أن الذين شاركوا في الدفاع عن الجمهورية بعد انقلاب سبتمبر صاروا أكثر المتحفظين على أي خطوات وحدوية نتيجة لما ذاقوه من سوء المعاملة أثناء مشاركتهم في معارك الدفاع عن الجمهورية ولمعرفتهم الجيدة بالأوضاع التي تعيشها صنعاء ونظام الحكم هناك. كان جنوب اليمن حينها يسمى بالجنوب العربي وتم إدخال كلمة اليمن إلى وثائق الجبهة القومية تحت تأثير المد القومي الناصري وحركة القوميين العرب كمشروع سياسي يطمح إليه عبدالناصر والقوميون ويسعون إلى تحقيقه في الساحة العربية كلها لكنه ليس كافيا أيضا للحديث عن واحدية الثورة فهذا عبثا وتجاهل للحقائق التاريخية حتى وإن كان الإمام قد قدم لثور الجنوب قبلها الدعم والمساندة في انتفاضاتهم ضد الاستعمار البريطاني وحتى وإن لجأ المعارضون لحكم الإمام من اليمنيين الشماليين إلى عدن وانطلقوا منها لكن كل ذلك ليس مبررا للحديث عن واحدية الثورة. إن الحديث عن واحدية الثورة هو حديث فيه ظلم واعتداء على تاريخ الجنوب فالتاريخ لا يحتمل إقحام السياسة في تفسيره فثورة الرابع عشر من أكتوبر هي امتداد حي لنضال شعب الجنوب طوال عقود من الزمن سبقت مرحلة إعلان الكفاح المسلح تحت قيادة تنظيم يملك رؤية وبرنامج سياسي تمثل في الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل, وكون الجنوبيون حينها هبوا للدفاع عن الجمهورية وعن انقلاب سبتمبر لا يعط مبرر للحديث عن واحدية الثورة فقد تدافع الفدائيون العرب أيضا للقتال في فلسطين ولبنان وغيرها مثلما جاء المقاتلون العرب من مصر لمساندة الجمهورية في اليمن وهذا جزءا من انتماءنا القومي والعروبي الذي نؤمن به بقوة.. إن الحديث اليوم عن تاريخ ثورة الرابع عشر من أكتوبر بموضوعية لا يقلل من شأن الدعم والأهمية التي مثلتها الجمهورية العربية اليمنية بالنسبة للثورة في الجنوب لذا فإننا نود أن نضع النقط على الحروف وأن ننصف تاريخنا لأن ما أقدم عليه الجنوبيون من تضحية وتنازل عن تاريخهم في سبيل القضية الوطنية هو خطأ فادح أوقع الجنوب اليوم في هذه المحنة التي تنم على أن من كانوا يسعون إلى تحقيق الوحدة بين شعبي اليمن قد أخطأوا في التقدير وقد فقد صواب الرؤية وظلوا الطريق للوصول إلى ذلك الهدف. دعونا نتكلم اليوم بموضوعية دون تسفيه أو تكفير للرأي باسم المقدس وباسم الوطنية فنحن أحوج ما نكون إلى فهم ومعرفة الطريق الصحيح للوصول إلى ذلك الهدف بدلا عن التعسف للتاريخ ومصادرة حق الجنوبيين واحتلال أرضهم باسم الوحدة وواحدية الثورة فهذا التعسف قد ولد نتائج عكسية وسلبية وخيمة على المشروع الوحدوي نفسه فبدلا من أن يقربنا ويضعنا في الطريق للوصول إلى ذلك الهدف فإنه اليوم قد أحدث الفرقة والتنافر الإجنماعي والنفسي الخطير فالقوة العسكرية وحدها ليست كافية لتحقيق هذا المشروع إذا لم يوجد معا حامل اجتماعي واقتصادي يسندها. قد لا يعجب البعض ما أقوله اليوم لكني أقول هذا بتجرد رغما مما أعانية كجنوبي من ويلات القوات العسكرية اليمنية الشمالية لبلادنا فإن المشروع الوطني الوحدوي لن يتحقق عن طريق ابتلاع الجنوب ولن يتحقق عن طريق خلق الحجج وتبرير ممارسات الاحتلال المنافية للقيم والإخلاق والسكوت عنها فإنه ذلك يبعدنا ولا يقربنا والكل يعرف أننا لو كنا قد أجرينا استفتاء على الوحدة قبل الوحدة لما وجد جنوبي واحدا معارض لها لكننا اليوم لو أجرينا هذا الإستفتاء للأسف فلن تجد جنوبي واحد يقبل بهذه الوحدة حتى عبدالقادر باجمال الذي يدعوه برئيس الحكومة لايتردد أبدا في كل جلساته الخاصة في التبرم من الوحدة على هذه الطريقة ومن الحنين لدولة الجنوب. وليعلم الجميع أن للجنوبيين حق في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم المستقلة وفقا للشرعية الدولية وأنهم بممارساتهم هذه يدفعون بالجنوب كرها إلى تلك الطريق. إن تضحيتنا نحن الجنوبيين بتاريخنا ودولتنا وثورتنا في سبيل هدف سياسي قد أوقعنا في شر أعمالنا ولم يحقق لنا الهدف الذي ننشده وهو الوحدة بل أنه قد أوقعنا في شرك الاحتلال وأبعدنا عن الوحدة مسافات كبيرة. إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة لتاريخنا وتفسيره دون تعصب لنرى كيف وقعنا في هذا المأزق الخطير. في تقديري إن الخطأ الجسيم الذي أوقعنا في هذا المأزق هو حديثنا عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م بمعزل عن نضالات شعبنا في الجنوب ومقاومته للاستعمار بشتى الطرق, لذا فقد كان البحث عن أسباب أخرى ننسب لها الفضل في قيام الثورة هو نتيجة لتجاهلنا لتاريخنا دون مبرر. إن الانتفاضات الشعبية المسلحة التي عمت مناطق الجنوب قبل قيام ثورة أكتوبر بعقود كانت أكثر حدة وعنفا فتعرضت الكثير من القرى للحملات العسكرية البريطانية والتدمير وسقط الكثير من الشهداء ولازالت أثار القصف العدواني البريطاني ماثلا حتى يومنا هذا. صحيح إن تلك الانتفاضات المسلحة كانت دون تنظيم ودون هدف موحد وهذا هو سبب فشلها لكنها كانت قد أفرزت شعور وطني معادي للاستعمار وأحدثت تراكما أدى لظهور العمل السياسي المنظم فقد ظهرت التنظيمات السياسية الوطنية وظهر العمل النقابي حتى صارت الجنوب خميرة مهيأة لنجاح أي عمل معادي للاستعمار. لا يمكننا أن نعزل نجاح الكفاح المسلح في الجنوب والتفاف الشعب بكل فئاته إلى انقلاب 26 سبتمبر أو حتى إلى ثورة 23 يوليو فهذا فيه إجحاف كبير بحق تاريخنا المجيد. إن نجاح الجبهة القومية في تبنيها للكفاح المسلح لا يمكن أن نعزله عن ذلك التراكم النضالي التي أحدثته الانتفاضات الشعبية المسلحة والغير منظمة وكذا عن دور الأحزاب السياسية التي سبقت قيام الجبهة القومية وخاصة رابطة أبناء الجنوب العربي وكذلك دور النقايات والحركة الطلابية والكثير من القوى الوطنية الأخرى من سلاطين ومشائخ كل هذه مجتمعة كانت قد مهدت الأرض وهيأت الأجواء لنجاح الكفاح المسلح الذي تبنته الجبهة القومية وسارع الشعب في الالتفاف حولها. إن تبني الجبهة القومية للكفاح المسلح دون غيرها ولاحقا جبهة التحرير لا يعطينا الحق في أن ننكر الدور الذي قامت به القوى الوطنية الأخرى التي لم تتبنى الكفاح المسلح فقد كان لكلا دوره والكفاح المسلح هو أحد أشكال العمل التي وجدت حينها لكنه لا يستبعد دور الأشكال الأخرى القائمة آنذاك وكلها مجتمعة ساهمت في تحقيق الاستقلال بنسب متفاوتة بالإضافة إلى العوامل القومية الإقليمية والدولية التي وجدت في تلك المرحلة كالمد الناصري وثورة أكتوبر الاشتراكية وحركات التحرر المعادية للاستعمار كل هذه العوامل كانت قد ساعدت في إنجاح وانتشار العمل المسلح في الجنوب وتفوقه على غيره من إشكال النضال السياسية الأخرى وتبقى الانتفاضات القبلية المسلحة التي سبقت قيام الثورة وتأثيرها هي العامل الأكبر في نجاح الجبهة القومية والدلالة على ذلك انه حين تعرضت الجبهة القومية للحصار والمقاطعة من قبل القوات العربية المصرية المتواجدة في تعز وحينها كانت قد تعرضت قيادات الجبهة القومية للاعتقال في مصر اعتمدت الجبهة القومية وجناحها العسكري على جماهير الجنوب وتغلغلت في صفوف الجيش والأمن وتمكنت من الاستمرار والتصعيد دون أي دعم خارجي بل ومواجهة الضغوط الخارجية التي تعرضت لها وحسم العركة لصالحها والإنفراد باستلام الاستقلال الوطني يوم 30 نوفمبر 1967م. إن استبعاد نضالات القوى الوطنية الأخرى على الساحة الجنوبية وإنكار وعزل مرحلة الكفاح المسلح عن المراحل النضالية التي سبقتها وربطها بانقلاب 26 سبتمبر هي أسباب أساسية أدت إلى انتكاسة الثورة في الجنوب ووقوعه في قبضة الاحتلال اليمني الشمالي لذا فنحن اليوم بحاجة إلى مراجعة أمينة وموضوعية لتاريخنا فلن نخرج من عثرتنا وكبوتنا هذه دون المراجعة ودون الالتفاف إلى الخلف للتفتيش عن السبب. إننا اليوم مستهدفون في تاريخنا بعد أن تم الانقضاض على ثورتنا ووطنا ولذا فنحن ندعو كل أبناء الجنوب إلى المساهمة في هذا العمل والحفاظ على الوثائق المتعلقة بتاريخ الثورة والجنوب حتى يحين الوقت لأن ننصف التاريخ من عبثنا نحن ومن عبث المحتلين الغزاة ويأتي اليوم الذي نرى فيه جمهوريتنا وقد تخلصت من هذا الوضع البغيض وتحقق لها استقلالها المجيد. عبده النقيب [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] التعديل الأخير تم بواسطة abu khaled ; 09-27-2008 الساعة 12:53 AM |
#2
|
||||
|
||||
في ذكرى انقلاب سبتمبر .. يُرفَع ويثبت .. |
#3
|
||||
|
||||
بعد أيام قليلة تطل علينا الذكرى الأربعين لانقلاب 26 سبتمبر 1962 وبعيدا عن الدجل السياسي وثقافة تخوين أناس قد مضوا أو الانتقاص من قدرهم بتحميلهم تبعات ما آل إليه حال اليمن من تخلف خيّم عليها كما خيم على كثير من بلداننا العربية بل وعلى أكثرها ثراء فان انقلاب سبتمبر لم يكن ثورة بالمعنى الصحيح للثورة تماما كانقلاب يوليو 1952 ولو بحثنا في قواميس اللغة ومفرداتها عن تسمية أخرى له نرى استحقاقه وبجدارة لمسمى الانقلاب الأبيض والدموي في آن واحد ضمن إطار البيت الزيدي في شمال اليمن ، ففي ظل تعاظم المد القومي على اثر الثورة الناصرية في اليمن التي قادها من يسمون بالضباط الأحرار في مصر استعرت حالات العداء بين من اعتمدوا الإسلام في العرش السعودي كخط يسيّسون به الائتلاف القسري القائم على أنقاض دول كيانات عدة في شبه الجزيرة العربية ودعاة إحياء العصبية القومية كما سماها ابن خلدون وفسرها على أنها أكبر بكثير من الرابطة الدينية أصبحت اليمن بين عشية وضحاها مكانا ملائما للصراع بين الناصريين وأعداءهم الداعين الى لحمة دينية تحت زعامتهم تسقط ما سواها من محاولات تقارب غدت اليمن مكانا طبيعيا لذلك الصراع كونه يقع على مقربة من عرش سعود بن عبد العزيز والتغيير فيه لصالح الفكر الناصري سيضع الأخير بين مطرقة مصر وسندان اليمن ونسبة لوجود خلافات داخلية تكتنف اليمن ترفض استئثار الإمام بمقدراته المعتمدة على الجباية مهما بدى حجمها ضئيلا إلا أن الخروج عليه تكرر أكثر من مرة إن كان في شخص الثلايا أو العلفي واللقيه كأشهر من تصدوا للإمامة لا رغبة في استئصالها وانما للضغط عليها باتجاه مشاركتها في الهبر كما اعتاد علي عبد الله صالح أن يسميه مؤخرا وبذلك كانت المحاولات الانقلابية ضد الإمامة في أغلب مراحلها محاولة لتسوية البيت من الداخل وتوسيع رقعة المستفيدين من أتباع الزيدية ووجد ضباط اليمن بزعامة السلال فرصتهم سانحة لاعلان الثورة على الحكم الامامي واستطاعت السعودية شق وحدة الصف الداخلي في الوسط الزيدي ذاته بتبني بروز ما سمى بالملكيين المؤيدين للإمام والجمهوريين المؤيدين للحركة الجديدة وما أعقبها من تدخل مصري لم يكن بقصد حماية الثورة اليمنية في ثوبها الفضفاض الذي حاول قادتها بواسطتها استمالة المارقين ومساومتهم على توسيع رقعة الحكم وهذا ما حصل فعلا بعد الانسحاب المصري على اثر التقارب السعودي المصري جراء حرب يونيو 1967 وانخراط الملكيين من غير العائلة الإمامة في دولة الجمهورية الوليدة . لقد أوهمنا ردحا طويلا من الزمن أن انقلاب سبتمبر ثورة وليس انقلابا لتوسيع قاعدة المنتفعين بالحكم سواء كان ملكيا أو جمهوريا وكون أنه جرى السير على خطى الثورة المصرية كان لابد من اقتناص هفوات الإمام واقامة المتاحف وتوثيق كل أخطاء الحكم الامامي وصورت المذابح المنفذة بحق المارقين في أرشيف أعطى اسم المناضلين لكل من قطعت رأسه في ساحة من ساحات تنفيذ الإعدام وصورا وكأنهم قتلى ثورة ضد حكم الإمامة علما أننا بالمقابل نستطيع أن نصور من نفذت في حقهم أحكام الإعدام في السعودية من تجار المخدارت أو القتلة أو السياسيين من أفراد الأسرة المالكة أو من خارجها إن وجدنا صورا لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم كدليل إدانة يشير الى همجية الحكم في حين أن همجيته وقبح أحكامه وان ادعى أنه يستمدها من الشريعة الإسلامية إلا إنها جزء من إرهاب الجماهير تماما كما مارسها الإمام ضد شعبه لتويعه وتسهيل انقياده له وتمارسه أنظمة عربية عدة بما فيها النظام الجمهوريى الديمقراطي وبذلك غدى انقلاب سبتمبر ثورة قسرية تحمل أسباب قيامها حكم الأئمة في اليمن مع أننا نعي وندرك تماما أن غياب شخص الإمام لم يكن حلا ناجعا في وجود استئثار أوسع بالسلطة باسم الثورة في الوسط الزيدي انحسر مؤقتا طيلة فترة استلام القاضي عبد الرحمن الارياني لحكم اليمن وشهدت البلاد في عهده الاستقرار وترسيخ مكانة أبناء الشوافع حتى قام إبراهيم الحمدي بانقلابه محاولا التغيير في البنية الأساسية للنظام الاجتماعي وكان مصيره الاغتيال وتشويه السمعه وعاود الاستئثار الزيدي الواسع بالحكم دورته ثانية مرورا بأحمد الغشمي وانتهاء بعلي عبدالله صالح الذي أحكم قبضته الحديدية على البلاد منذ ثلاثة عقود تقريبا . لم تعترف حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب اليمن بثورة الشمال كثورة وان كان الظاهر يشير الى أنهم يعتبرونها الثورة الأم ويحتفلون بذكراها السنوية رأوا فيها وهذا ما تشير إليه أدبياتهم أنها تفتقد الى مقومات الثورة التي يفترض فيها أن تكون نابعة من صفوف الجماهير لا من أوساط العسكر لأن التغيير إن قامت به الجماهير يكون شاملا وكاملا في حين أن ثورات العسكر سرعان ما تتلاشى وتكون فاسدة أكثر من النظم التي سبقتها فهاهو نظام حسني مبارك ( وريت ثورة يوليو ) ونظام معمر القذافي ونظام سياد بري المقبور جاؤوا جميعا كثوار متحررين وهم في حقيقتهم يطمحون الى تحقيق مكاسب لقطاع عريض من أتباعهم ولا يزال معمر القذافي يتلاعب بمقدرات الشعب الليبي ويهدرها في أعمال العنف وممارسته بسياساته المتذبذبه ولا نستبعد أن جرى انقلاب ضده أن يزال وجود ثورة الفاتح من سبتمبر نهائيا كما زال وجود ثورة أكتوبر لسياد بري وأصبحت أثرا بعد عين لاختلافها كليا ولأنه لم يستغلها في تحميل الملك السنوسي تخلف الشعب الليبي كما فعلت مصر واليمن بتحميلهما الأنظمة الملكية السابقة سبب الهزائم العسكرية في فلسطين بالنسبة للأولى وسبب تخلف الشعب اليمني بالنسبة للأخيرة . نخلص الى نتيجة مفادها أن ثورة سبتمبر لاقت زخما إعلاميا في الوسط الزيدي وكانت انقلابا داخل ذلك البيت لتوسيع أعداد المنتفعين على نسق آخر غير النسق الامامي مع وجود من رفضوا توزيع الأدوار وقاوموا الانقلاب بالتحالف مع السعودية ولو حملت مسمى الثورة الشعبية العارمة كثورة 14 اكتوبر في جنوب الوطن لانقرض عهد القبيلة ولأصبحت اليمن في مصاف الدول الأكثر تقدما . هنيئا لعلي عبدالله صالح بثورة الوهم ونأمل سماع الجديد في خطابه السياسي القادم . المتشرد 3 - 9 - 2002 |
#4
|
|||
|
|||
اهلا وسهلا اخوى الغالى ابو خالد ورمضان كريم وخواتم مباركة والله مشتاق لك يا اصيل وتحياتى لاخوى عبدالناصر الغالى وكل عام والجميع بخير ويدا بيد نحو التحرير تحياتىىىىىىىىى
|
#5
|
|||
|
|||
الانقلاب الشمالي على الامام لم يكن يوم ثورة بل كان انقلاب عسكري نتيجة تضارب المصالح بين الدولة الزيدية ولو كانت ثورة لما نفي كل القاده الشوافع ومنع كثير منهم عن العمل السياسي في المملكة الزيدية لذا هم يسمونها الثورة الام ونحن نقول لهم لو كانت ثورة لماذ قتلتم 35000 الف جندي مصر الذينا جاو لانقاذ الثورة الحقيقية
لا تستقربون انساب كل شي للشمال لانهم يريدون طمس كل ما هوا جنوبي لذا تراهم ينسبون كل شيء لهم وما مسألة أنساب ثورة الجنوب لهم باعظم من قتل الجنوبيين الابريأ بدم بارد وحماية القتلة ونهب ثروات الجنوب التي استولو علية باعظم من نسب ثورة الجنوب اليهم لا يمكن تغير التاريخ لان التاريخ سظل ساطع لكن ما حصل للجنوبيين على ايديهم وما يحصل هوا اعظم من ذلك |
#6
|
|||
|
|||
كلام جميل من رجل كبير بحجم الجنوب شكرا عزيزي فضل النفيب اقصد ( فضل العميد ) واقول لاخوفف على الجنوب طالما هناك رجال اشداء حريصين على بلادهم وعلى استعداد لتقديم الغالي والنفيس من اجل ذلك وفضية الجنوب اصبحت اليوم تشكل كابوسا مزعجا لنظام الاحتلال وانا على يقين ان هذا النظام يبحث اليوم على اسهل الطرق للهروب من ارض الجنوب وباسرع وقت وبااقل الخسائر وشكرا مرة اخرى لابطال الجنوب في كل مكان .
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 09:37 PM.