إذلال اليمنيين الجنوبيين 14عام بما يعرف بالوحدة اليمنية الاجبارية

[hadramout]

كان الجنوبيون الشرفاء
في بداية اعلان الوحدة وقبل الغزو الغاشم على جنوبنا نطبل مع المطبلين لهذه الوحدة

ولشئ جديد ربما تشرق شمسنا التي غيبتها كثرة الحروب الاهلية بين الرفاق في الاشتراكي

مما اضعف البلاد وهجـّر العباد الى الخارج ..

وخرج الرفيق سالم البيض براية بيضاء يبحث عن شريك وساعد يرفع من شأن البلاد خاصة

بعد ان عمد الرفاق قادة الدولة إلى حل خلافاتهم بالمدافع الرشاشة أثناء اجتماع اللجنة المركزية للحزب

الاشتراكي في 1986 حيث كانت نهاية المجازر الجنوبية الاشتراكية والتي راح ضحيتها عشرات

الآلاف من القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين وقدرت الخسائر الاقتصاديه بما يزيد عن 4 مليار دولار ..


مما انهك البنية التحتية للجنوب و اضعف الجيش الجنوبي وفر العديد منهم الىخارج الوطن وكانت

هذه الحروب ادت الى ضعف في صفوف الجيش وتدمير اقتصاد البلاد ..


ومما جعلها غير مستعدة لصد العدوان الشمالي على الاراضي الجنوبيه ..


وعندما قصد الرفيق علي سالم البيض سيادة المشير على صالح كان فعلا ينوي تلك الوحدة ولكن

بقصد الوحدة اليمنية التي كانت هاجس كل اليمنيين في الشمال والجنوب ..

والتي وضعت شروطها وتم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق ..


ولكن الاخ المشير لم يفي بتلك الشروط والعهود وقام بعمل مسرحية تبادل الجيوش ..

حيث زج بجيش الجنوب داخل المستنقعات الشمالية وذلك لنية مبيته في نفس الرئيس ..


عموما كل هذه الاحتيالات التي تمت لاخذ الجنوب بالقوة وتحت ستار الوحدة ..

اثرت على نفسية الجنوبيين وجعل نظرتهم تختلف تماما عما كانت عليه قبيل الوحدة ..


وذهبت مقولة :

أن الجو الذي يسود العلاقة بين شطري اليمن جو أخوي سادته روح التفاهم والثقة المتبادلة

وعزز هذا الجو بين القيادتين الأجواء السلمية والحوادث الديمقراطية والأجواء الجماهيرية ..


ذهبت ادراج الرياح والى غير رجعة ..


المغبونون بهذه الوحدة من العالم الخارجي كثر حيث :

قال ياسرعرفات فور اعلان الوحدة :

إنها ليست وحدة.. إنها لحمة.. إنها إعادت اللحمة.. أنتم تكتبون اليوم التاريخ بأحرف من نور ونار..

ولا تكتبونه لليمن وفلسطين بل لهذه الأمة العربية.. وتمحون معاهدة سايكس ( بيكو ) ..


كما باركتها الولايات المتحدة واشادت بالانجاز اليمني ...

كذلك الفرح العارم في الدول العربية وامطار اليمن برسائل التهاني والتمجيد ..


وكتب فيها المديح وكثر الهرج والمرج واختلط الناعق بالمزمر وقرعت طبول الاحتفالات

بهذا الانجاز اليمني الباهر ..


ولكن كل هذا كان في سنة الولادة لتلك الوحدة وهو 22/05/1990

والتي كانت ظاهرة للعالم بأن اليمنيين يعيشون الثورة الكبرى الآن وقد تحقق الحلم اليماني ..


حيث كان يؤمّل أن تلعب الوحدة دورا أساسيا في تغيير صورة البلاد المزرية إلى وضع أحسن حال..

وذلك بتوافر بعض العوامل الموضوعية منها حجم السكان وضم الأراضي الزراعية إلى بعضها..

وفوق هذا العمل المشترك البحث والتنقيب عن النفط والمعادن الأخرى..

وكذلك بناء قاعدة صناعية وتطوير البنى التحتية مثل ميناء عدن ..


ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه ..


فأطماع القيادة الشمالية على الاستيلاء على منابع النفط في الجنوب هي السبب في فرض الحرب على الجنوب

بغض النظر عن زعم توحيد الشطرين وماهو إلا ذر الرماد على عيون الشعب والذي عرف النظام من اين تؤكل

الكتف فوضع شعار نعم للوحدة ولا للانفصال لكي يزيد من حماس الشعب ويتولى هو تقسيم الثروات بين قياداته ..

خاصة بعد الحديث عن وجود احتياطات نفطيه كبيرة في الجنوب كتلك التي قدرتها وزارة بن حسينون

وزير النفط السابق .. بمليار و 700 مليون برميل في حقل مسيلة لوحده ..

ناهيك عن التغني بين الشماليين آنذاك بأن اليمن الجنوبي ارض بلا شعب واليمن الشمالي شعب بلا ارض ..

فكيف يتم ذلك .. سوى بإحتلال الجنوب وكسر مقدراة شعبه ووضعهم تحت الاقامة الجبريه

من خلال نشر المدرعات والجيوش داخل المحافظات الجنوبية ..

اذا نستخلص مما جاء أعلاه بأن هناك سببان رئيسيان لاحتلال جمهورية اليمن الديمقراطية

الشعبية هما :

1 ـ النفــط
2 ـ المساحه


وعندما اخترقت الرشاوي ضعاف النفوس من الجنوبيين وخان من خان وبدأ الطعن في الخفاء

واستشرت الخيانات لمساعدة الشمال في سقوط المحافظات الجنوبية لأجل حفنة من المال

واتضح لهم انه مزورا ..


وما ان تم الاعلان في صنعاء بالنصر في هذه المعركة على الجنوبيين حتى بدأت الغطرسة

الشمالية على ابناء الجنوب ..



حيث جري التمييز ضد ابناء الجنوب في احتلال المناصب مثل السلك الدبلوماسي ووظائف الادارات العليا..

كما قامت الحكومة بتسريح اعداد كبيرة من انباء الجنوب من الجيش وذلك لعدم ثقتها فيهم ..

الجيش الجنوبي الذي قال عنه الرفيق علي سالم البيض في مقابلة معه قال :

كل حزن على الجيش الجنوبي حيث تلقى ابناءه افضل التدريبات

كذلك تم سحب قطع الاراضي من ايدي الجنوبيين في عدن واعطيت للشماليين ..


ومن المضحك انه حتى الرياضة لم تسلم من الوصم بالانفصاليه ..

حيث في تصفيات كأس العالم للناشئين تم اتهام احد لاعبي منتخب الناشيين الجنوبيين بالانفصالية والولاء

للجنوب لانه اهدر هدفا متعمدا ..

واصبح الشمالي يمشي في الجنوب مختالا فخورا وكأنه سيد هذه البلاد وعمت الفوضى

الجنوب واصبح القتل يوميا اما على ارض مسلوبه بغير وجه حق او محاولة

سرقة الاموال من اصحابها عيانا جهارا ..


وبهذا اصبحت ثروات اليمن الجنوبي وشعبه غنيمة حرب ...


وحتى اليوم والشماليين يذلوننا بهذه الوحده ..

حتى اليوم والشماليين يستفزوننا بهذه الوحده ..

وكثير من المواقف حصلت بين شمالي وجنوبي حيث تجد الشماليين يستفزون الجنوبيين بأننا نحن من اخذ

بلادكم ونحن السادة وانتم العبيد ... واننا من حررناكم وانظروا كيف اصبحتم اليوم وبعد الاشتراكي

فقد طورناكم وعملت حكومتنا الطرق والمدارس والمستشفيات .... الخ


هذه هي لغة الوحدة لدى جمهور الشماليين ...


وكل الجنوبيين يسمعون هذه الاسطوانات منذ سقوط جمهورية الشرف ..

جمهورية اليمن الديمقراطية .. الشعبية ...


لو سلمنا بأن المذبحة التي وقعت في يناير 1986 بين الرفاق في الاشتراكي ..

قد قامت بتصفية كاملة لجميع من اغرق البلاد في أتون الحروب الاهلية ..


وتسبب في تشتيت الشعب الجنوبي وذهاب ايراداته للجيب الصنعاني

الخاص ..


و آمنا بأن تلك الحقبة ذهبت وولت بفكرها الاشتراكي الماركسي خاصة

ان المصدر الرئيسي قد انهار وهو الاتحاد السوفيتي ..


الا يمكن للجنوب إعادة سيادته بحاكم منتخب جديد وليس من القادة السابقين

حتى لا يخايل للبعض ان الفكر الاشتراكي سيعود من جديد ..

خاصة أن تعداد سكانه الملائم لمساحته ومنابع النفط الموجوده لديه في بعض المناطق

وامتلاكه لمجموعة من التجار ورجال الاعمال الجنوبيين خاصة المهاجرين سيساهم

في الاستقرار الاقتصادي مع عودة المستثمرين من الخارج واقامة دولة جديدة بحلة جديده

يتحقق من خلالها إعادة الكرامة والمكانه لكل يمني جنوبي ذاق المر على مر العصور

بالحروب والدمار والفرار ليرتمي في احضان الغربة .. حاملا معه هاجس الرجعه

الى ارض الوطن الذي متصوره في مخليته .. لا يشاركه احد فيه ولا يسمع عبارات

ترجعه الى عهد الاستعمار الانجليزي ..


واصبح اليمني الجنوبي بين مطرقة الغربة وسندان الاحتلال الشمالي ..


لذا نطالب بإعادة سيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خاصة بعد ان وصلنا

مع الشماليين الى طريق مسدود واللاعودة لطاولة المفاوضات بعد مرور زمن

ليس باليسير على هذه الوحدة المزعومة واتضح جليا لكل الجنوبيين الشرفاء

نتائج المؤمرات التي كانت تحاك لهم ولوطنهم تحت ذريعة توحيد الشطرين

وبائت بالفشل على ايدي الزعماء الجنوبيين السابقين لما كانوا يتمتعون به

من نظرة مستقبلية جلية عما يدور في العقل الشمالي من تدبيرات واهيه

لتغطيتها بالوحدة اليمنية الاجبارية
ولكن النصر قرييب جدآ