سمعت أبين على الأمواج تتنهد.. قصة المحافظة التي خذلها (الجميع)

[المقاوم الجنوبي]

سمعت أبين على الأمواج تتنهد.. قصة المحافظة التي خذلها (الجميع)


الأربعاء 03 أغسطس 2016 11:52 صباحاً
كتب/ جمال محمد حسين
أبين ياجرح الزمان أبين ياغدر الخلان.

أبين يا أنين إنسان يادمار طال المكان.

أبين يألم يا أحزان أبين يا أعز الأوطان.

أبين يالعبة الأقدار يا ظلم من صناع القرار.

أبين يامجد ياحضارة يا أم أنجبت الأحرار.



هجرتها السلطة المحلية منذ عدة سنين لتستقر في شقق وفلل عدن ويبدوا أنهم مؤمنين ومنطلقين من الأثر الذي يقول عن أبين (شل خيرها واسكن غيرها) لقد طبقت السلطة المحلية هذا القول وسكنت عدن وجاءت السلطة الجديدة وسارت على هذا النهج تاركين المحافظة مهجورة ومن فيها يعاني حتى وصلت لما وصلت له اليوم من تردي للخدمات الضرورية والتي بسببها يعاني السكان نعم لم يتبقى لنا في أبين اليوم غير المعاناة وضنك العيش من تردي الأوضاع الخدمية وغياب السلطة وعدم شعورها بمعاناة المواطنين لعدم معايشتها للواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن اليوم.



في أبين لقد أصبح المواطن الغلبان والمغلوب على أمره يعاني الأمرين من تردي الأوضاع و الخدمية الأساسية الضرورية من كهرباء وماء وصحة ونظافة وعدم إنتظام لصرف معاشات الموظفين حيث يعانوا اليوم من ذلك ويواجهون عند صرفها اليوم كثيرا من المعاناة والتعذيب والإذلال لهم في الحصول على أبسط حقوقهم أبين تعاني اليوم من ظلم ونكران وجحود وإهمال ومن أقرب الناس لها أبين ماتزال جراحها تنزف دما من العام2011م ولازالت إلى اليوم فماتزال منازلها ومرافقها مدمره.

معاناة لاتنتهي



وماتزال معاناة جرحى الحرب لعامي 2011و2015م مستمرة جراح وإعاقة وأيتام وأرامل وقصص وحكايات تدمي القلب وتكدر الخاطر وآلامها الجسدية والنفسية مستمرة لم تجد من يداويها ويخفف ألمها ويرفع عنها ولو بعض من هذه الأحزان والآلام بل تزداد معاناتها يوم تلو الآخر وعام تلو العام همشتها القيادة السياسية والحكومة ولم تقدر أهميتها وموقعها الجغرافي الهام الذي يعتبر من أهم المواقع أهمية وخطورة لو تم إهماله فأبين قلب المحافظات الجنوبية النابض فمن الشرق تقع شبوة وحضرموت ومن الغرب عدن ولحج ومن الشمال تقع مكيراس والبيضاء أبين بوابة مهم للغاية لو يدرك ويعي الساسة أهمية وخطورة موقعها إن كانوا شطار ويفهمون في الجغرافيا والا لما تركوها مهملة مدمرة ومسرحا لصراع القوى السياسية المتناحرة والضحية سكان هذه المحافظة الذي يشكل الفقر أكبر نسبة فيها اليوم بسبب السلطات التي تناوبت على كرسي هذه المحافظة في السنوات الأخيرة وتحديدا من بعد عام1986م حيث شهدة المحافظة بعد هذا العام تراجعا كبيرا في إقتصادها ومشاريعها وايراداتها وإزدادت الأحوال أكثر سوء بعد عام 1990م .

تراجع الخدمات

شهدت المحافظة تراجعا فضيعا في مستوى الخدمات والمشاريع الخدمية فلم نشهد بناء بل تخريب ودمار لمشاريع السنوات الماضية تم تدمير ساحة الشهداء وعدد من المرافق والمدارس ووصل هذا الدمار ذروته في حرب صيف1994م. واستمر مسلسل التهميش والإهمال نسمع عن مشاريع ضخمة تعتمد وما ينفذ منها الا جزء بسيط وبعضها يتعثر في بدايته وان تم انجازها لاتدخل العين مقارنة بالمليارات التي أعتمدت لها تحولت اغلب المشاريع إلى ترقيعية فكل عام او عامين يتم اعتماد لها مبالغ كبيرة يتم التلاعب بها وترقيع بعضها مشاريع بعضها للأسف على الورق ومصيرها مجهول ويتم ذلك للأسف بمباركة بعض المسؤولين فيها إلى متى يستمر هذا الوضع والظلم لهذه المحافظة والسكان فيها أبين اليوم مستوى الخدمات فيها لايلبي إحتيجات السكان فالكهرباء تعمل فيها ساعتين كل 8ساعات والماء يصل يوم وعدة أيام مقطوع وبعض الأماكن لايصلها وأصبح وصوله الى أغلب المناطق بصعوبة لضعفه ويعتمد أكثر من 90%من السكان على الدينمات لشفط الماء ووصوله الى منازلهم وهم في الدور الأول .

العطش يقتلها

هي مشكلة أن تكون أبين العائمة على حوض مائي وتعاني من أزمة مياه وهناك أكثر من 30بئر موزعة بين مديريتي زنجبار وخنفر وفي جانب الصحة كذلك المعاناة أكبر اغلب المديريات تعاني من تدني الخدمات الصحية ونقص الكادر الصحي المتخصص وعدم توفر الدواء في مستشفياتها ومراكزها الصحية بالرغم من الدعم السخي الذي تقدمه المنظمات الدولية العاملة في الجانب الصحي اغلب الأدوية يشتريها المريض من الصيدليات التجارية الخاصة وكميات من الادوية تختفي من مخازن الصحة ومن مستودعات المستشفيات فور وصولها ويتلف بعضها في المستودعات والمريض لايجد حبة دواء فمن أين ستنزل علينا الرحمة والخير وفي جانب التربية والتعليم فحدث ولا حرج ازدحام في فصول الدراسة وعدم التزام عدد كبير من المدرسين بالتدريس واعتماد البديل او المتطوع ليغطي بدلا عن المدرس الأساسي مقابل مبلغ زهيد من المال يخصم من راتب هذا المعلم او المعلمة ومن التزم بالتدريس منهم لايؤدي عمله بأمانة وضمير الا من رحم ربي منهم لهذا إنتشرت الأمية بين طلابنا وعدم القدرة على القراءة والكتابة وهم في اخر مراحل الإعدادية بل وفي الثانوية أيضا تعليم هش وغش وجيل لانعلم كيف سنأمن عليهم ونثق فيهم عندما نرى منهم الطبيب والمهندس والمحامي وهم نجحوا بالغش ولامستوى لديهم يشرف فهل ستأمن على نفسك أن تتعالج عند طبيب مثلا من هذا الجيل؟! وكل هذه الأمور ليس في أبين فقط وإنما في بقية المحافظات كذلك تعاني نفس المعاناة وربما معاناتنا في أبين أكثر قليلا ونقهر كثيرا على شبابنا الذين سلكوا طرقا أخرى أكثر خطورة ورهبة بسبب الوضع الإقتصادي العام وظروف الأسرة الإقتصادية من فقر وبطالة وربما وفقدان رب الأسرة او كليهما لهذا حدث هذا الخلل النسيج الإجتماعي فلانستغرب مما نعاني اليوم طالما الأسرة لاتقوم بواجبها إتجاه أبنائها والمدرسة .

لاتعليم

كذلك تعطلت فيها مادة التربية وتعليم الأخلاق التي تسبق التعليم وكذلك المسجد لم يعد ذلك المسجد الذي يوجه وينصح ويرشد ويعلم الأطفال القراءة والتجويد وتلاوة القران ويوجه رسالته السامية لنصح المجتمع ونقد السلبيات الموجوده فيه من باب الترهيب والترغيب فالذكرى تنفع المؤمنين لانستغرب من واقعنا اليوم ومعاناتنا إذا تعطلت كل هذه الأركان المهمة في مجتمعنا ولم تقم بدورها على أكمل وجه وعلينا محاسبة أنفسنا وتغيير ماطرئ فيها من تغيير سلبي دخيل على عاداتنا وتقاليدنا واحدث في مجتمعنا مسخ ونسخ وتقبلناه للأسف بصمت وغير حياتنا بالكامل ونحن مستسلمين له بل ورضي به بعضنا واستهواه ووصل حالنا إلى ما وصل إليه اليوم ولا ننسى أيضا دور السلطة والحكومة وما أصابهما من وهن وهم عامل مساعد لكثير من هذه المتغيرات التي نعاني منها اليوم وماتزال معاناة أبين كبيرة وجرحها ينزف ويتوسع جراحه يوم تلو اليوم وشهر تلو الآخر وعام تلو العام أما آن لهذه الهموم أن تنزاح عن كاهلنا وللجراح أن تلتأم وللمعاناة أن تنتهي مرت أجمل سنوات هذا العمر القصير والحال نفس الحال بل أشد معاناة فرحماك ربي ولطفك بنا فمن لنا غيرك نلجأ إليه ونبث لك مافي صدورنا من هم وغم وحزن فأصلح حالنا وارح بالنا وارفع عنا الضر وأغفر لنا إنك على كل شي قدير.