نامت .. ثم نادت .. ومن ثم ندمت ... !

[مقهى الدروازه]

في صيف 94 ابان الحرب التي اندلعت بين الشمال والجنوب والتي انتهت بتاريخ 7 / 7 يوم احتلال الجنوب من قبل قوات مايعرف حينها بالقوات الشرعيه جرت شائعه تم الترويج لها بطريقه منظمه مفاد تلك الشائعه عن وجود انباء تفيد بان فخامة الرئيس علي سالم البيض تتجه النيه لديه لفصل حضرموت واقامة كيان دوله قائمه بذاتها في حضرموت ...
تلك الشائعه كان الهدف منها تشتيت الفكر ومحاوله لاضعاف المعنويات لدى ابناء الجنوب فمن غير المعقول ان يقف ابناء عدن والضالع وابين وشبوه والمهره في الدفاع عن بلدتهم الجنوبيه بينما قائدهم يعد العده لاعلان فصل حضرموت عن بقية المدن الجنوبيه ...
روجت الشائعه حسب ما اسلفنا بطريقه منظمه وبداء عنصر الشك ينتاب العديد من الجنوبيين فذهب الرئيس البيض الى حضرموت اولا في وهج اندلاع الحرب ليؤكد لابناء المحافظه ان ذلك الامر مستبعد ولايدخل ضمن الاجنده الجنوبيه فتم استغلال وجود البيض في حضرموت وتم تحوير الهدف من وجوده في حضرموت للتاكيد على عزم البيض فصل حضرموت والدليل تخليه عن عدن والمكوث في حضرموت ...
واستمرت الحرب حينها وانتهت بما نحن عليه الان من احتلال الشمال للجنوب ...

الان وبعد الاحداث الاخيره من ثوره تعم اليمن بشطريه الشمالي للرحيل والجنوبي للتحرير وفي تغيير كامل لما كان الوضع عليه سابقا من حيث انتشار الفضائيات والمحلليين ووسائل الاتصال من شبكة هواتف وانترنت نلاحظ بروز نفس الامر من حيث الهدف في 94 من تشتيت للفكر ومحاوله لاضعاف المعنويات لدينا عن طريق الشائعه فنرى الجميع يكاد يجمع ان الثوره وحدة الاهداف جميعها فالجميع اصبح يتحدث عن اسقاط النظام هو الهدف المنشود لابناء الجنوب ويتكرر السيناريوا معنا فعندما نستمع لصوت جنوبي ينادي باسقاط النظام فاننا نثور ونكيل الاتهام لديه وكانه اقترف ذنبا بحق ابناء الجنوب ونضع انفسنا في دائرة شك غير مبرره ولايقتصر الامر لذلك بل ايضا يصل الامر بنا عند مشاهدة القنوات الفضائيه من الجزيره وغيرها عندما تدعي ان ابناء الجنوب مع اسقاط النظام فاننا نسارع ايضا لردة فعل ونتهمها بعدم المصداقيه وان مراسيلها اصلاحيون وشماليون ولكن لماذا كل هذا ... !

شعب قدم اكثر من 650 شهيد في سبيل نيل الاستقلال
شعب بداء الثوره قبل اربع سنوات ويزيد قبل ان تعرف
الشعوب العربيه ثورة التغيير التي تجتاحها
شعب باكمله يخرج رافعا علم بلده وسط المدن في ظل سيطرة النظام ولم يابى لشيئ سوى ايمانه بقضيته
شعب التف حول قائده ورفعت صوره وازيلت صور علي صالح قبل ان تتم ازالتها من ميدان التغيير في صنعاء
شعب خرج بتظاهرات مليونيه في ابين والضالع وغطت جبال بتلك الافواج الجنوبيه قبل ان تعرف تعز مانسمع
الان عن مظاهراتهم المليونيه ...

هذاالشعب الجنوبي بعد ان قدم كل ذلك واقعا ملموسا هل يهاب من صوت خافت هنا اوهناك
الا يكفي الدرس القاسي سنة 94 ؟ من ترويج لشائعات استطاعتة بخبثها النيل من وطن باسره ؟

دعونا لاتلتف ولانعطي اية اهميه سواء لوسيله اعلاميه او لمتحدث وغيرهم ودعوا الواقع هو الفيصل
القادم لمسار حراكنا النضالي ونناقش بجديه تامه العمل لوضع النقاط فوق الحروف والية العمل المناط
بنا مابعد سقوط الطاغيه وفرض شعار التحرير بواقع عملي ميداني نحن من قمنا بوضع اللبنه الاولى له
ونحن الاجدر لعودة الجنوب وليست الجزيره اواصوات جنوبيه نامت قبل الثوره على النظام ونادت مع قيام الثوره لشعار اسقاط النظام
وندمت هو لسان حالها بعد التحرير الاتي لامحال بعد رحيل النظام ...

والله من وراء القصد