القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
||||
|
||||
اللَّغز الذي لم يفهمه الغرب محمد حيدرة مسدوس
عدن نيوز - صحيفة الوسط اليمنيه - 2-9-2006
اللَّغز الذي لم يفهمه الغرب محمد حيدرة مسدوس* الخميس 31 أغسطس 2006 هناك لغز عربي لم يفهمه الغرب، وهذا اللَّغز هو الذي جعل السياسة الغربية في تناقض دائم مع البلدان العربية ومنها اليمن، ويتحدد هذا اللَّغز في المنطلقات الفكرية للسياسة العربية بما فيها سياسة اليمن. حيث أن المنطلقات الفكرية للسياسة العربية هي منطلقات مثالية وليست منطلقات مادية كما هي عليه المنطلقات الفكرية للسياسة الغربية.. والمنطلقات الفكرية المثالية تنتج بالضرورة عقلاً سياسياً إرادوياً قائماً على العاطفة، والعقل السياسي الإرادوي القائم على العاطفة هو غير علمي بالضرورة أيضاً، لأنه ينطلق من الذات الإرادوية وليس من الواقع الموضوعي الملموس كما هو عليه العقل السياسي الغربي. ولهذا فإن النظرة الغربية للقضايا المحلية والإقليمية والدولية تختلف (180) درجة عن نظرة العرب إليها. وبالتالي فإنه يستحيل التوافق بين الجانبين إلا باكتشاف هذا اللغز ومعرفته وإيجاد الحل المناسب له. ويمكن توضيح بعض من تجليات هذا اللغز في التالي: 1- انه بسبب المنطلقات الفكرية الإرادوية للعقل السياسي العربي، فإنه يعتقد بأن العقل في خدمة الفعل، أي أن العقل في خدمة اليد، بينما العقل السياسي الغربي على عكس ذلك، وبجملة أخرى فإن القوة عند الغرب هي في خدمة الفكرة، بينما هي عند العرب العكس دون إدراك. فعلى سبيل المثال كان مبدأ حركة القوميين العرب يقول (نفَّذ ثم ناقش)، وهذا يعني بأن العقل تابع للفعل، أي أن العقل لا حق وليس سابقاً للفعل، وعندنا في اليمن تم إعلان الوحدة بطريقة إرادوية دون الاستفتاء عليها من قبل الشعب، وبعد إعلانها تم الاستفتاء على دستورها، وبعد الاستفتاء على دستورها جرى اسقاطه بالحرب. وحالياً تنظر صنعاء إلى المشكلة بنظرة إرادوية متناقضة، فمن جهة تعترف بالوحدة، ومن جهة أخرى ترفض مفهومها الجغرافي وتقول ليس هناك جنوب، وهذا في حد ذاته نكران للوحدة وعدم اعتراف بها، كما أن كل القوى السياسية اليمنية تبحث عن الحلول في وعيها وليس في الواقع الموضوعي الملموس الذي يقول بأن الحرب أرجعتنا إلى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس، وأنه ليس هناك أي حل غير إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة.. وهذا المطلب يستند على الواقع وعلى مرجعيات شرعية ودولية، بينما المشاريع البديلة وفي مقدمتها مشروع اللقاء المشترك لا تستند على أية مرجعية تلزم السلطة بقبولها. 2- انه بسبب المنطلقات الفكرية الإرادوية للعقل السياسي العربي، فإنه يقيس الواقع على مقاس السياسة ويعتقد بأنه كيفما تكون السياسة يكون الواقع وليس العكس كما هو عليه العقل السياسي الغربي، فالعقل السياسي الغربي يرى بأن السياسة هي انعكاس للواقع، وأنه كيفما يكون الواقع تكون السياسة باتجاه إصلاحه وأن الواقع الموضوعي الملموس هو مدرسة السياسة، بينما العقل السياسي العربي يرى بان الواقع انعكاس للسياسة وأن السياسة هي مدرسة الواقع، فعلى سبيل المثال عندنا في اليمن الجنوبية سابقا كان الشهيد عبدالفتاح إسماعيل -رحمه الله- يعتقد بأنه كيفما تكون السياسة يكون الواقع، ولذلك طرح فكرة وحدة الأداة السياسية للوحدة اليمنية وعلى أساسها تم توحيد فصائل اليسار في الشمال وشكلوا حزب الوحدة الشعبية (حوشي سابقا) الذي انضم إلى الحزب الاشتراكي اليمني، ولكن الواقع دحض هذه الفكرة وجاء بعكسها، حيث جاء إعلان الوحدة خارج وحدة الأداة السياسية وبمعزل عنها، واذكر أن الشهيد جار الله عمر -رحمه الله- قد بعث برسالة تهنئة باسم حزب الوحدة الشعبية إلى كل من الأخ علي سالم البيض والأخ علي عبدالله صالح بمناسبة إعلان الوحدة، وهكذا يتضح بأن الأزمة في العالم العربي أزمة فكرية قبل أي شيء آخر، وأنه لابد من ثورة فكرية في العالم العربي. 3- انه بسبب المنطلقات الفكرية الإرادوية للعقل السياسي العربي فإن الحركات القومية العربية قد ظهرت خارج واقعها الموضوعي الملموسي، وخارج المصالح المتعارضة لبلدانها. فعلى سبيل المثال كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أكثر أخلاصاً للقومية العربية وكان أدهى الساسة العرب وأكثرهم فهما، ولكنه بسبب منطلقاته الفكرية الارادوية لم يدرك التعارض الموجود في الواقع الموضوعي بين مصالح البلدان العربية إلا في حرب حزيران عام 1967م عندما اجتاحت الدبابات الإسرائيلية صحراء سيناء باتجاه القاهرة. حيث كانت مصلحة القضية القومية (فلسطين) تتطلب استمرار الحرب، وكانت مصلحة مصر تتطلب إيقافها، فاضطر عبدالناصر إلى الهبوط بافكاره القومية المحلقة في الهواء إلى الواقع الموضوعي الملموس الذي حكمها وقبل بالهدنة مع إسرائيل استجابة لمصلحة مصر.. كما أن ياسر عرفات كان يعتقد بأن عروبة فلسطين تعطيه الحق في أن يجعل من الأردن قاعدة انطلاق عسكرية لتحرير فلسطين، بينما مصلحة الشعب الأردني تتعارض مع ذلك، وهذا ما أدى إلى أحداث ايلول عام 1967م بين الفلسطينيين والجيش الأردني في عمان، وهناك مثال آخر في حزب البعث الذي وصل إلى السلطة في كل من سوريا والعراق وعجز أن يوحد بينهما، لأن البعثيين المنحدرين من العراق وجدوا أنفسهم عراقيين قبل أن يكونوا سوريين، ولأن البعثيين المنحدرين من سوريا وجدوا أنفسهم سوريين قبل أن يكونوا عراقيين، فانقسم حزب البعث إلى بعث سوري وبعث عراقي بحكم الواقع الموضوعي الملموس، وعندنا في الحزب الاشتراكي بعد حرب 1994م عرف الجنوبيون بأنهم جنوبيون قبل أن يكونوا شماليين، وظهر الشماليون بأنهم شماليون قبل أن يكونوا جنوبيين منذ البداية. أما عندنا في اليمن ككل فإن القوى السياسية المنحدرة من الشمال تعتقد بأن يمنية الجنوب تعطيهم الحق في استباحة الجنوب والسيطرة على أرضه وثروته وحرمان أهلها منها إلى درجة أن أحدهم قال إن الجنوب هو أرض يمنية، ولكن الساكنين عليها قد لا يكونون يمنيين وبإمكانهم العيش فيها أو مغادرتها، فهم بسبب منطلقاتهم الفكرية الإرادوية لم يدركوا بان يمنية الجنوب هي مثل يمنية الشمال بالضبط، وأن اليمن الجنوبية كانت دولة ذات سيادة مثل دولة اليمن الشمالية وأفضل منها بشهادة العالم، وانه ليس هناك فارق بينهما إلا بزيادة الأرض والثروة في الجنوب وقلتها في الشمال مع زيادة السكان فقط ولا غير.. 4- أنه بسبب المنطلقات الفكرية الإرادوية للعقل السياسي العربي، فإنه مازال حتى الآن متمسكاً بالفكر القومي الذي قد تجاوزه الزمن منذ أن تم تجاوز السوق القومية بالسوق العالمية، فلم يعد الفكر القومي وارداً موضوعياً من ذلك الحين، لأن الفكر القومي هو ملازم للسوق القومية وينتهي بنهايتها بالضرورة، أما دعوة صنعاء إلى اتحاد عربي فهي هروب إلى الأمام من استحقاقات الوحدة اليمنية المعطلة بالحرب.. ولو نظرنا حالياً إلى المتحاورين حول الانتخابات وحول السلطة القادمة سنجدهم من لون شطري واحد، وعندما يتحاورون لم ينظروا إلى أنفسهم من أي شطر هم منحدرون. 5- أنه بسبب المنطلقات الفكرية الارادويه للعقل السياسي العربي، فإن مفهومه للديمقراطية ليس مفهوماً واحداً وإنما هو مفهومان، فالسلطة تفهم الديمقراطية بأنها قول بلا فعل، وبالذات في اليمن، وقد جربناها في مسيرة سلمية لم يوجد فيها حامل سلاح، قام بها الأخ حسن أحمد باعوم في حضرموت عام 1998م، ومسيرات المواطنين العزل في مدينة مودية ومدينة عدن ومدينة الضالع وغيرها من المناطق الجنوبية، وشفنا كيف أطلقت النيران عليها من قبل السلطة وسقط فيها العديد من القتلى والجرحى، لأن السلطة تفهم الديمقراطية بأنها قول بلا فعل، أما المعارضة فإنها تفهم الديمقراطية بأنها تغيير النظام السياسي بتغيير الحكام. وهذا الفهم الخاطئ للديمقراطية هو ما أدى إلى الحرب الأهلية في الجزائر، وما سوف يؤدي إلى حرب أهلية في فلسطين ما لم تدرك حماس بأن الديمقراطية تعني تغيير الحكام وليس تغيير النظام، حيث أن تغيير النظام الذي على أساسه جاءت حماس إلى السلطة ومنحها شرعية الحكم يسقط شرعية وصولها إلى السلطة ويفتح المجال للحرب الأهلية كتحصيل حاصل لذلك. صحيح أن حماس منتخبة من قبل الشعب الفلسطينين، ولكنه انتخبها لسلوكها الخالي من الفساد وليس لسياستها الخالية من السلام، وأسقط فتح على سلوكها الفاسد وليس على سياستها الصائبة، وفوق ذلك لا يوجد هناك مبرر موضوعي لوجود معارضة فلسطينية قبل وجود الدولة، وسوف يدفع الفلسطينيون ثمن هذه المخالفة بكل تأكيد. 6- أنه بسبب المنطلقات الفكرية الارادوية للعقل السياسي العربي فإنه يعتقد بان الحكام هم النظام وبان النظام هو الحكام، ولم يدرك العقل السياسي العربي بان الحكم شيء، وبان النظام السياسي شيئ آخر، فالحكام يتم تغييرهم عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع، وبتغييرهم يتم تغيير سياساتهم وليس تغيير النظام السياسي، لأن تغيير النظام السياسي لا يتم إلا عبر تغيير الدستور والنظام السياسي هو سابق وليس لاحقاً للديمقراطية، أي أن النظام السياسي لابد وأن يكون محل إجماع وطني قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، لأنه لا يجوز لأي طرف سياسي بأن يفصل النظام السياسي على مقاسه ويدعو الآخرين إلى صناديق الاقتراع وفقاً للنظام الذي فصَّله على مقاسه. ولهذا وطالما وأن الأنظمة العربية -ومنها اليمن- هي أنظمة مركزية ومفصَّلة على مقاس الحكام، فإنه لابد من إصلاحها دستورياً، ومن ثم يتم الذهاب إلى صناديق الاقتراع للمنافسة بين الأحزاب على إدارتها. أما مشاركة المعارضة في الانتخابات قبل إصلاح النظام السياسي فإنها تمنح الشرعية للحكام ذاتهم وتزيدهم أكثر قوة وتحول دون إصلاح النظام السياسي بالضرورة، وهذا ما هو جار حالياً عندنا في اليمن برضا المعارضة هروباً من قضية الجنوب، فبحكم المنطلقات الفكرية الارادوية للسلطة واللقاء المشترك، فإنهم يعتقدون بان استخدام قيادة الحزب الاشتراكي والدفع بها للسير خارج وثائق الحزب وتبرير هذا السير الخاطئ بالتفسير الخاطئ لوثائق الحزب من قبلها سيؤدي إلى دفن القضية الجنوبية، ولم يدركوا جميعاً -بما فيهم قيادة الحزب ذاتها- بان القضية هي قائمة بقوة الواقع خارجاً عن إرادة الجميع، حتى ولو اشتركنا جميعنا في خيانتها، وبالتالي فإن ما يقوم به جمعيهم بمن فيهم قيادة الحزب ذاتها هو يخلق ظروف حق تقرير المصير حتى وإن جاؤوا بمرشح للرئاسة من الجنوب لدفن القضية. 7- أنه بسبب المنطلقات الفكرية الارادوية للعقل السياسي العربي، فإن السياسة العربية تقوم على مبدأ القوة تجاه شعوبها وتجاه تفسيرها للأوضاع الإقليمية والدولية، متجاهلة بذلك القوانين الموضوعية والحتميات التي تجسد إرادة الله في الطبيعة والمجتمع، حيث أن قوة الإنسان وارادته لا تساوي شيئاً أمام قوة الله التي تتجسد في القوانين الموضوعية والحتميات، ولو كانت قوة الإنسان وإرادته قادرة على كبح الحتميات وإلغائها، لكان الإنسان قد حمى نفسه من حتمية الموت، فإرادة الإنسان لا يمكن لها أن تكون مجدية إلا حينما تنسجم مع القوانين الموضوعية ومع الحتميات، وهكذا يتضح بأن الفكر السياسي العربي -وهو فكر أدبي ارادوي- لا علاقة له بالعلمية، وأن هذا الفكر لم يفعل سوى ضياع الوقت. فعلى سبيل المثال عندنا حالياً في الحزب الاشتراكي، هناك اصرار على السير في الخطأ بسبب التفكير الذاتي الارادوي الخالي من الحقيقة، فرغم واقعية وحتمية ما يطرحه تيار إصلاح مسار الوحدة، إلا أن تيار الأغلبية في قيادة الحزب يعتقد بأن اغلبيته العددية قادرة على دحر الواقع، وقادرة على دحر حتميته ودفن القضية الجنوبية. 8- أنه بسبب المنطلقات الفكرية الارادوية للعقل السياسي العربي، فإن القادة العرب قد عبثوا كثيراً بالواقع، وقد ساعدهم في ذلك الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة، حيث كان الغرب الرأسمالي يغض النظر عن الحكام الفاسدين المولين له في سبيل مواجهة الشرق الاشتراكي. وبحكم أن هذه المعادلة قد انتهت بنهاية الحرب الباردة، فإن الغرب الآن قد أصبح يرفض الحكام الفاسدين والدكتاتوريين ويعمل على تغييرهم عبر الديمقراطية كما فعل في البلدان الاشتراكية السابقة، إلا أنه لم يدرك بأن الفساد قد جعل من الحكام العرب وعساكرهم طبقة غنية تملك ثروة البلاد وتملك السلطة والسلاح وقادرة بمفردها على انجاح الانتخابات وفوز مرشحيها بأصوات العسكر في الأجهزة العسكرية والأمنية دون الحاجة حتى لغيرهم من الناخبين. فهم يقومون بحصر كافة الدوائر الانتخابية قبل البدء في الانتخابات ويقومون بتوفير العدد الكافي من أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية لكل دائرة لإنجاح مرشحهم فيها، وبالتالي فإن ظروف التغيير في البلدان العربية تختلف عن ظروف التغيير في البلدان الاشتراكية السابقة، فعسكر البلدان الاشتراكية السابقة لم يملكوا ثروة بلدانهم كما يملكها عساكر البلدان العربية، ولم يملكوا غير مرتباتهم الشهرية كما كان عندنا في الجنوب سابقاً، ثم أن عسكر البلدان الاشتراكية السابقة موالون لوظائفهم وليسوا موالين للحكام كما هو حاصل في البلدان العربية. * عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني |
#2
|
|||
|
|||
شاكر لك الاخ اسد الجنوب على هذا الموضوع الجيد.......... اتمنى من اهل الفكر والمعرفة ان يتاملون في كل نقطة طرحها مسدوس و ان يعلقون عيها بموضوعية بعيد عن الحساسيات الشخصية............ موضوع بحاجة لتامل و التحليل بما طرحة ابن الجنوب (( ابن قبيلة اهل الحسني)) ....... لك التحية يامسدوس و ندعوك ان لاتبخل علينا بافكارك
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:12 PM.