لماذا غاب حراك العقول ؟

[متفكر]

لماذا غاب حراك العقول ؟
ما أسفرت عنه واقعة استشهاد على صالح الحدي من تداعيات منها محاصرة منزل الشيخ الفضلي وما أشيع حينها عن مفاوضات وصلح بين الشيخ والسلطة أسفرت عن إنزال الأعلام والصور من على منزل الشيخ طارق .. فساد الهرج والمرج والتخوين والتبرير والنفي والتأكيد ...الخ حول ذلك الحدث وتداعياته حتى كادت المواقع والمنتديات الجنوبية تنحصر مواضيعها وأخبارها في ذلك الحدث ... وهنا يبرز سؤال محير : هل هذا الحدث بهذا القدر والأهمية والخطورة حتى يحدث كل هذه التداعيات والإرباك ؟؟
بطبيعة الحال الجواب بالنفي ، فحدث مثل هذا متصور ومتوقع لدى الجميع وما أحدثه من إرباك وتخبط مهين للحراك وقادته مرده إلى ما نبَّه إليه العقلاء وبحت لأجله أصوات المخلصين منذ انطلاقة الحراك الجنوبي بشأن ضرورة الانتقال بالحراك من العمل الفردي والارتجالي إلى العمل المؤسسي المنظم ولكن ظلت مسيرة الحراك تتجه بخطئ حثيثة صوب شخصنة الحراك وربطه بمجهودات واجتهادات أفراد أو رموز أو مناضلين كما يقال ؟
والمعلوم أن الفرد مهما بلغت قدراته العلمية والعملية وتأثيره الجماهيري لا يمكن أن يحقق لوحده مصير شعب بأكمله ولا يمكنه أن يلبي طموحات وأمال مختلف فئات شعبه . لذلك
فمن يلقون اليوم باللوم على الشيخ طارق لتقصيره أو تراخيه في نجدة الحدي وخضوعه لضغوط السلطة بإنزال الراية التي ما كان ينبغي أن تنزل ــ حسب قولهم ــ وعقد صلح مع السلطة منفرداً .. فمن يثير ذلك اليوم هو مخطئ بل ويرتكب ذنباً وإثماً بحق الشيخ الفضلي الذي عمل بما قدَّره في حدود استطاعته كفرد وما رآه مخرجاً لازمة لو حدثت فلا يمكن تدارك عواقبها .. ولم ينطلق في كل ذلك كمؤسسة أو هيئة لها أدواتها وإمكانيتها وفروعها بل انطلق في تقديراته تلك كفرد يقيم في مبنى محاصر من كل اتجاه ومهدد بقصفه بالطيران ما لم يقبل بإنزال العلم و... ولمثل هذه المواقف والأحداث تتجلى أهمية وضرورة الاستجابة للدعوات المتكررة بشأن الانتقال بالحراك إلى العمل المؤسسي المنظم .. فهل تتصورون أنه لو كانت السلطة تدرك بأن هناك إطار تنظيمي يقود الحراك سيستنفر كل قواه ويحرك كل مفاصله وفروعه في عموم محافظات ومديريات ومدن الجنوب في حال تعرض احد أطرافه أو فروعه أو قيادته للخطر أو الأذى ، لو كانت السلطة تدرك مثل ذلك ، هل كانت ستقدم على قتل الحدي ومحاصرة الفضلي والضغط عليه لإنزال الأعلام والصور وعقب ذلك انتقلت لضرب الضالع ؟؟ الإجابة قطعاً لا يمكن أن تقدم على مثل ذلك ، إذن فهل آن الأوان للعقول أن تتحرك بعد أن تحرك شعب الجنوب كجسد واحد ، هل آن الأوان لاختبار العقل الجنوبي واستثماره في إدارة مسيرة شعبه النضالية هل اكتفت القيادة الحالية بخيباتها واخفاقاتها حتى اليوم أم أنها تصر على التشبث بالمنصات حتى تهوي معها على رؤس الجماهير التي حملتها الى تلك المنصات ؟؟ هل من مدكر هل من متدبر قبل فوات الاوان ؟؟ الوضع أكثر من خطير ..