يا قادة العٍراك أعيدوا النظر في الحراك...!

[southerner]

يا قادة العٍراك أعيدوا النظر في الحراك..!

قلنا مراراً وتكراراً ومن قبل إنطلاقة الحراك أن على هذا الجيل مسؤلية وطنية وأخلاقية كبرى تجاه هذا الوطن المسلوب...
بدأ ت الناس تحرج إلى الشارع وبدأ الحراك وكانت بشارة خير إنطلاق النضال نحو الاستقلال وإعادة الدولة والهوية وظهرت كيانات وتعددت أسمائها وبدأ جدار الخوف يتهدم أمام الواقع الجديد الذي يرسمه أبناء الجنوب , لكن سرعان ما بدأ الحراك ينحو منحناً آخر , ليس بفعل الشعب الجنوبي الذي يدفع من دمه ثمن هذا النضال , ولكن من قبل (عناصر) تنتمي للهيئات الموجودة على الساحة تلبس رداء الوطنية زوراً وكذباً و (لغاية في نفس يعقوب).

إستناداً إلى هذا الواقع المر والمزري على قادة النضال السلمي (الشرفاء) إعادة النظر في المنحنى الذي يسير عليه النضال السلمي , فبرغم إتفاق هذه الهيئات على هدف الاستقلال نلاحظ التعدد الغير مفهوم في الهيئات ومسمياتها دون اي مبرر.

قد يقول قائل أن التعدد هذا في ضل الحراك هو ظاهرة صحية . وأقول أن الظاهرة الصحية تكون عندما لايوكن هناك (خصام) و (قطيعة) ليس من أجل شيء وإنما من أجل حجز أماكن وكراسي , وكأنه سيجلس على كرسي مكتب وزير... وكأن المسأله لاتهمهم... وكأن المسئلة ليست مسألة وطن . فكيف يكون لدينا حراك سلمي مع الأعداء و عٍراك سلمي – والله أعلم في المستقبل – مع الأخوه؟

فلا معنا لتعدد الهيئات و (تنابزها بالألقاب) في ضل هذا الوضع الذي نعيشه , وأقولها بصراحة ويحنق من حنق ... البعض يركب موجة الحراك من أجل (الغاية التي في نفس يعقوب) التي ذكرتها سابقاً , فهم يستلمون أموالاً من الخارج والداخل على أساس دعم الحراك وهي تذهب إلى بطونهم وللــ(قات والعزائم والذبائح) وأهل الجرحى والشهداء ينذبحوا... فكفى بفضيحة والد الشهيد البطل / عمر عبدالعزيز دليلاً على أن الحراك ليس على طريقه الصحيح , أليس من المخزي أن هذه الهيئات التي (تدعي الوطنية) وأنا (محركة الجماهير) تركت وألد الشهيد عمر عبدالعزيز وحيداً يدفع ضريبة تقديمه أبنه للحق , دون أن يقدم له فلس واحد وكان الرجل ينام على (كرتون) في برد عاصمة دولة الإحتلال , دون مد يد أي نوع من أنواع المساعدة , والفضيحة الكبرى أن من يدعي أنه (في خط الدفاع الأول عن الجنوب وشعبه) كان يتصل بوالد الشهيد كل يومين أو ثلاثة أيام ليطالبه بمبالغ مالية كبيرة وهو يعلم أن والد الشهيد رجل فقير وحتى راتبه المقدر بعشرين ألف ريال والذي كان يعيله وأسرته قد قطعته حكومة الإحتلال لأنه تمسك بقول أن ابنه هو (شهيد الجنوب).

كل هذا لم يقال على (سبأنيوز) ولا على (قناة اليمن الفضائية) وإنما على قناة عدن والتي كانت بمثابة (صفعة) لكل الهيئات بلا إستثناء والذي يكشف أن هناك أناس يتخذوا من القضية الجنوبية قضية كسب مادي لاغير ... ويتبث أن هناك خللاً في الحراك لن أقول (قد) ولكن سيؤثر على ديمومة الحراك وبايرجع الناس إلي واقفين في المنطقة الرمادية بيقولوا "كلهم مافيهمش خير" كما قالوا من قبل... فأين النخاوة والشهامة والمبادئ؟

فعلى من تسمي أنفسها بــ(القيادات) أعادة النظر في القاعدة التي وضعت تحت الحراك السلمي والطريق الذي يسير فيه قبل أن يعيد الشعب النظر في السير خلفكم.
فالشعب الجنوبي ليس مجموعة خرفان تقولوا لهم روحوا سووا مهرجان يروحوا يجروا زي الخرفان... بدون حتى تطمينهم بمستقبلهم سؤاءَ القريب في حالة الإعتقال أو الجرح أو الإستشهاد, والبعيد في كيفية النظام والحكم في المستقبل وإن كان سيشهد صراعات كالماضية لأن الحاضر يبشرنا بهذا.

علينا أن نعيد النظر في الحراك الآن من قٍبل هذا الجيل الذي يتحمل مسؤلية تاريخية , إما إذا أستمرينا على هذا الحال والمنوال , فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبقينا تحت رزح هذا الإحتلال حتى يخلف الله قوماً وجيلاً وقيادات غير هذه القيادات... قيادات تحس أن لها (وطن) لا (بطن) , والله من وراء القصد.