الائتلاف الشعبي القبلي الاسلامي-(اشقاء)-

[نبيل العوذلي]

الحمدلله القائل((({قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران، 3 : 64).
ونشهد ان لااله الله وحده لاشريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم-
وبعد
بالنظر الى المقدمات التالية للواقع اليمني شمالا وجنوبا باعتبارالمتفق عليه عند العرب ان ما يمن من الكعبة يسمى يمنا وما كان على شمالها سمي شاما...مع الاعتبار لموجبات الفرق بين الشمال اليمني والجنوب اليمني الكونية –جغرافيا وثقافيا واجتماعيا- وموجبات الجمع بين الشمال اليمني والجنوب اليمني- جغرافيا وثقافيا واجتماعيا-
المقدمة الاولى

ان الحل الذي يريده ان يقدمه لنا الاخوة في شمال اليمن والمتمثل بثورة ال البيت الزيدي بصعدة لايعد الحل الاكمل اذ انه قد اختلط عليه في عجينته الصفوية والرافضية وهو ما لايتفق مع المذهب الزيدي الذي حكم به ائمة اهل البيت الزيدي رحمهم الله شمال اليمن ...
المقدمة الثانية
ان الحل الذي يريد ان يقدمه اخوتي وابائي الجنوبيين في ثورة الحراك الجنوبي لم يسلم هو ايضا في عجينته من
اولا
القرمطة الماركسية والتي كشفت ولله الحمد حواراتنا في موقع صوت الجنوب للحوار وشباب الجنوب عدن وموقع الضالع بوابة الجنوب ان اجندة المشروع القرمطي الماركسي القديم لم تضمحل بعد في اذهان الكثير ..ولايزالوا مصرين على العودة بنا من نفس النقطة التي بدأنا منها ..بل ووجه الاشتراك بين هذا المشروع والمشروع الذي في صعدة سواء اكان هناك رابط او لم يكن هو العداء للسنه باسم العداء للوهابية ..وتقديم موالاة ايران عن موالاة السعودية وقد اثبتت الاحداث السابقة ونتائجها ان أي مشروع يتضمن تقديم موالاة ايران على السعودية في جزيرة العرب لايمثل سوى الحد السفيه والناقص للحكمة كما بينا في سلسلة مواضيع كتبناها في موقع صوت الجنوب للحوار وموقع الساحات السعودية-sahatksa- وموقع الضالع بوابة الجنوب وموقع شباب الجنوب عدن موقع حوار..
ثانيا
الآرية للجنوب العربي
والتي تتضمن اننا لسنا يمنيين ابدا ولكننا عرب من الجنوب العربي وتريد ان تصل بنتائج تقتضي طرد اليمنيين الشماليين الذي صار لتواجدهم في الجنوب اكثر من خمسين عام
المقدمة الثالثة
ان التشريع الذي يقرره الحزب الحاكم بنمطية الثقافة والاخلاق في يمن اليوم لايعد الحد المعتبرالمعروف لثقافة ودين واخلاق اليمن ...والسكوت عن هذا التقرير الذي يتقرر يوما عن يوم في سلوك الشعب اليمني على نحو المسارقة والتدريج الخفي بحيث يتم استحلاله قلبيا في الرشوة والسحت واكل اموال الناس بالباطل والابتزاز والتسيب الوظيفي والاداري والاختلاس..بل هو لفترات طالما رفضها ونبذها اهل اليمن في ثوراتهم كما يكشف كتاب فرجة الهموم تاريخ اليمن للعلامة الواسعي..
المقدمة الرابعة
ان المعارضة التي ننشدها لانستطيع ان نحصرها على الجنوب فقط فقد ظهر من اهل البر والصلاح من مشايخ قبائل ومفكرين وعلماء في الشمال ما يمكننا بل ويضطرنا للمراهنة على ضرورة تأسيس بنيان تحالف جديد اسميته ولله الحمد

الائتلاف الشعبي القبلي الاسلامي-(اشقاء)-

الائتلاف
يقول تعالى((((لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله

ألف بينهم))[)))
يقول النبي صلى الله عليه وسلم--الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. حديث صحيح كما في الصحيحين وغيرهما،

الشعبي القبلي
قال تعالى(((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير((( ."


الاسلامي

قال تعالى
(((ان الدين عند الله الاسلام)))


وقد لاحظنا ان هناك من يريد اقرار موجبات الشعوبيه على حساب موجبات القبليه وهناك من يريد اقرار موجبات القبلية على حساب موجبات الشعوبية..وهو سبب الخلاف كثيرا

فمن السفاهة ان تجعل لمدينة عدن قبلة الشعوبية شيخ مشايخ ..وتجعل لصنعاء قبلة القبلية زعيم شعبي

اعرف ان كلامي هذا سيلاقي معارضة شديده ولكنني قد اكون مخطىء في رؤيتي واحب ان اتبين وجه الخطأ بالمناقشة والحوار

[نبيل العوذلي]

أورد الإمام مسلم في صحيحه ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ‏مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ ‏ ‏الْأَرْزِ ‏ ‏لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ


مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى

والشاهد من دلالات التلازم لهذين الحديثين ان الفرق بين المؤمن والمنافق الفاجر هو
التصلب والتشدد امام رياح التغيير الكونية الحتمية وعدم الاعتبار لموجبات التجدد والمحو والاثبات والنسخ والانساء
قال تعالى
(((وكل يوم هو في شأن)))
(((ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها)))
(((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))

ذلك ان التمسك برؤية محددة والتشدد لها دون الاعتبار لرياح التغيير الحتمية الموجبة لتمايلك معها ومسايرتها رويدا رويدا مع الثبات على المحكمات والقواعد الجذرية التي هي بمحل الجذر للشجرة يجعلك تنكسر حتما ....لان عدم الاهتزاز ومسايرة المستجدات الواقعية يجعلك متصلبا متشددا تكسرك حتما

ان الاسلام في خطابه يميز بين الخطاب قبل الفتح والخطاب بعد الفتح وبين ما ينبغي كتمه من الحق لحين ظهور القدرة على اقراره وبين ما يجب كتمه من الحق للعجز عن احقاقه..ويميز بين المفاسد والمصالح ويفاضل بين بين خير الخيرين وشر الشرين

ولكننا نجد اليوم من لم يعتبر بالتجارب السابقة لما تشددوا للاراء والرؤى السياسية المحددة حتى انفكت عرى الوحدة بين الجنوبيين وصار الواحد يفرح بهزيمة اخيه وان كان المنتصر عليه عدو لهما الاثنين

اننا وكما كشفت نقاشاتنا في مواضيعنا الاخيره خصوصا
1- مطلقا ليس اخلافنا مع الشمال على اساس صراع القرامطة الجنوبيين مع الائمة الزيدية
2- الحضارم ترمومتر اهل الجنوب لصلاح بيئة ما من فسادها
3- على ماذا نعادي اخوة الشمال مادام ان ايران اقرب لقضيتنا من السعودية
4- الضالع تتعامل مع القضية الجنوبية بحقيقتها الموضوعية البسيطة
وذلك في موقعي الضالع بوابة الجنوب وصوت الجنوب للحوار

فكشفت عن ثمة نوايا دفينه لم تتخلص من الموروث السابق وتريد ان تعيدنا الى نفس النقطة ...ولعل هذا ما ادركه الكثير من الاخوة الجنوبيين الذين اطلعوا على الحوار والنقاش

ونحن اليوم لانستطيع ان ننكر ذلك الدور النضالي الذي يقوده العديد من الاخوة في الشمال ضد فساد السلطة وعنادها ....بل ان الحكمة تقتضي في ميزان العقلاء
تكثير سواد المعارضين لعدوك ولو من نفس بيته وما بالك اذا كان من هؤلاء الشرفاء من اهل الشمال ممن قد يكونوا اقرب الى الجنوبيين في بعض المواقف من بعض الجنوبيين الذين يريدون اعادة مجد قرمطتهم الماركسية الضالة لنبوءات القادم الجديد –علي بن الفضل القرمطي—

لقد برهنت الايام ان كل من يتمسك برؤية محددة ويتصلب لها يحصر نفسه في قوقعات ضيقة ..ولعل في تجربة تنظيم القاعدة خير شاهد ..فلما اصر على نمطية محددة ولايعتبر للرؤى الاخرى معتبرا رؤيته انها تمثل الحد الاكمل والممثل الوحيد والافضل لمسلمي الارض وترجمة هذه الرؤية فقط ولاغير بالبندقية والعبوة الناسفة فقط ...حصر نفسه واتباعه اما بالجبال او بغرف تحت الارض او بالتخفي .....الخ

ولعل هناك وجه مشابهة بين بعض اصحابنا الجنوبيين وبين رؤية الاخوة في تنظيم القاعدة بانهم يرون ان رؤيتهم الحد الاكمل والافضل والاوحد للقضية الجنوبية وللجنوبيين ويعتبرون كل من يخالفها او حتى يحب ان يطرح رأي اخر مرتدا وعميلا للشماليين يجب محاكمته ...تماما مثلما حصل لكل الاصوات التي كانت تطالب بالاعتدال وتحسين العلاقة مع دول الجوار ....فوصلنا بذلك التشدد والتصلب الى نتيجة نندم حظنا العاثر عليها

[نبيل العوذلي]

بل ان الدلائل الظاهرة على الساحة اليمنية تفضي الى ضرورة الاعتبار بما تقدم
فالشماليين اليوم غير متفقين مع التهيئة التي يقودها الرئيس لجعل اليمن ملكيه لابنه احمد علي وما يقوم به الشيخين حميد وحسين الاحمر خير دليل على رفض جعل اليمن ملكية تحت مظلة ديمقراطية المؤتمر الشعبي العام بالتدليس ..والتنسيق مع مثل هكذا توجه ضروري...
والزيود بدأوا يتداركوا الخطأ الذي اودى بهم في قوقعة الحصار عن المناصرة في صعدة الا وهو التمسك بصفوية الرفض ..وعاين كبرائهم ماكان عليه الائمة وخصوصا الامامين يحي واحمد حميدالدين رضي الله عنهما من التبرء من الروافض وسب الخلفاء والصحابة ومن يقرأ ببساطة كتاب فرجة الهموم والحزن للعلامة الواسعي في رسالتي الامام يحي واحمد رضي الله عنهما يجد تبرأهما صراحة من الروافض والخوارج ..بل يجد امرا غريبا وهو قوة العلاقة والاحترام بينهما وبين مؤسس المملكة العربية السعودية عبدالعزيز ال سعود رحمه الله..ويستغرب حزن وغضب جلالة الملك عبدالعزيز ال سعود على حادثة اغتيال الامام يحي حميد الدين رحمه الله وعدم تعامله مع وفد عبدالله الوزير رحمه الله الذي اشرف على تدبير حادثة الاغتيال للامام رحمه الله وهو ما يكشف من ان السعودية كانت تحترم علم وامامة الائمة من ال البيت في اليمن ...ولكن ايران الفارسية لبست على الزيود واقنعتهم ان الرفض والتشيع بسب الصحابة كان دين الائمة من احفاد الامام زيد علي رضي الله عنه

لقد تدارك عقلاء وفقهاء الزيدية هذا الخطا..ويسعون للعودة لان مذهبهم الاصل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يجدونه اليوم من منكرات عظيمة في البلاد تتعارض مع دينهم الي ورثوه من الائمة
اذا الحوثيين على قدوم بتصحيح قد يتحالفوا مع هذه التوجه الذي يقوده المشايخ الاجلاء حسين حميد
ومن الطبيعي ومما تفرضه الالزامية انهم لايعارضون من انفصال الجنوب مستقلا عن الشمال في ظل القادم الذي يبدوا ان حتميته صارت واقعة لفشل الدولة المتتالي....ونحن لانعارض تحررهم من الحزب الحاكم الذي يشكون فساده....
ان الفرضية التي يطرحها بعض الاخوة الجنوبيين باطلاق ثابت وهو ان الشمالي غير وطني وغير متفاعل مع حاجة الواقع الموجبة للتغيير ليست صحيحة ....ويبدوا لي ان هؤلاء يظنون ان الذي انقلب على الامام يحي جنوبي وان الذي انقلب على الامام احمد ايضا جنوبي وان الذي انقلب على السلال جنوبي وعلى الغشمي جنوبي....

يجب ان نعرف كيف نتعامل مع فرص الخير التي يمدها لنا بعض الاخوة في الشمال وان نثق بانفسنا ولانتصرف بنسوية الموقف ان نفر من اللقاء والتنسيق مع كل من يخدم قضيتنا