القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
||||
|
||||
هواجس ياسين: أزمة قيادة أم أزمة حزب .. بقلم / عبده النقيب
هواجس ياسين: أزمة قيادة أم أزمة حزب
أخبار الساعة – خاص -عبده النقيب كثرت في الآونة الأخيرة تلك المقابلات وتلك التحليلات النظرية التي يقدهما أمين عام الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان مترافقة مع التطورات المأساوية للأوضاع في الجنوب, يحاول من خلالها ياسين بلورة الرؤى والمعالجات لهذه الأزمة المستفحلة التي تزداد حدتها يوما عن يوم ويزداد الفعل والوعي الجنوبي معها زخما وعنفوانا. المتتبع لتصريحات ومتابعات الدكتور ياسين منذ عودته من مقر إقامته في الإمارات العربية المتحدة يلحظ أن كل الرؤى والحلول التي يسوّقها لم تذهب بعيدا عن ماتراه وتخطط له سلطات الاحتلال اليمني تتغير وتتناقض بحسب الوضع والحاجة, وفي كل الأحوال ظلت مجرد قراءات وتصريحات ومحاولات لم تثمر ولم تحدث صدى داخل منظمات الحزب التي تكاد تكون مشلولة في اليمن وخارجةما عن السيطرة وعن أي ارتباط تنظيمي على مستوى الجنوب بشكل عام .. هكذا ظلت تلك الأطروحات تدور في إطار ضيق على مستوى هيئات الحزب العليا التي انشقت هي نفسها وأصبحت قرارات الحزب تتخذ وتطبق في إطار ضيق نخبوي بعيدا عن قناعات القواعد وخاصة في الجنوب لذا وجد الحزب نفسه بعيد عن الشارع يدار من قبل هيئته العليا كمجموعة من الموظفين يصرف عليها القصر الذي كبلها بالتزامات لا تستطيع الفكاك منها أو مقاومتها. تلك الهيئة بدت عاجزة عن وقف حالة التدهور والانعزال الذي أصاب الحزب في مقتل, تقدم المبادرات والمشاريع لكنها لم تحض بآي نجاح يذكر مما دعي بقيادة الحزب إلى إصدار التصريحات وكيل التهم إلى أناس من كوكب أخر بالتأمر على الحزب وتاريخه ومحاولة إقصاءه من الحياة السياسية وبالذات عن دوره في الجنوب. إن الشئ المحزن والملفت أن أحدا من قيادات الحزب لم يدع إلى مراجعة نقدية لتاريخ الحزب وأخطاءه في محاولة لفهم عمق المأساة والكارثة التي أحاقت بالجنوب والمسئول عنها دون جدل الحزب وحده الذي تحكم بكل شئ منفردا في الجنوب واتخذ القرارات المصيرية التي نجمت عنها هذه الكارثة والمأساة.. في تقديري أن هول المأساة التي يعاني منها الجنوب اليوم صارت أكثر بكثير من أن تتم مراجعتها وتجاوز الأخطاء التي سببتها وبالتالي الخروج منها لأن الوقت قد صار متأخر جدا والحزب صار مشلول الأوصال فاقد البصيرة شطبته قيادته عمليا في نوفمبر 1989 بانقلاب ابيض أستكمل كل ما أبقت مأساة 13 يناير 1986 التي قضت على الغالبية العظمى من كوادر الحزب والدولة الجنوبيين بين قتيل ومشرد فجاء انقلاب نوفمبر ليشطب بجرة قلم كل المنجزات الاجتماعية والاقتصادية للجنوب والتي كان يتكئ عليها الحزب نفسه بما في ذلك هيئات الحزب الدنيا التي كانت مشلولة غير قادرة على مقاومة الانقلاب الذي كان بمثابة خروج السمك من الماء ليبدأ شعب الجنوب وقواعد الحزب الجنوبية في مسيرة التشرد والغربة التي ذهبت بهم إلى نفق مجهول. أدرك مسبقا أنني سأواجه بنقد وامتعاض كبيرين على كتابتي هذه من قبل عدد من أبناء الجنوب ممن يقدسون الوهم على حساب الحقائق, تحت مبرر أننا لا نريد أن ندخل مع أنفسنا في دوامة وانه من الأفضل أن نوجه سهامنا وجهودنا بمختلف اتجاهاتنا نحو سلطات الاحتلال.. وهو رأي فيه بعض الصواب فقط .. لكني أؤمن بأننا لن نتجنب الوقوع في الكارثة إذا لم نعتمد الشفافية والجرأة خاصة ونحن نخوض اليوم معركة مصيرية ليست مقطوعة عن الماضي وتقديسنا للماضي هو خطأ قاتل سيمكن أعداء الثورة الجنوبية من استغلال هذا الموقف ضد مصالح الجنوب الإستراتيجية. قد اتفق مع أننا في الجنوب رفعنا شعار التصالح والتسامح والتضامن من أجل إنجاز أولويتنا الأولى في الظروف الحالية وهي التحرر من الإحتلاال اليمني واستعادة الدولة المستقلة ووقف المشروع الجهنمي - الذي داهم الجنوب يجتث كل ماله علاقة بالجنوب وتاريخه ولا يميز بين الاشتراكي أو ألرابطي أو التحريري فالكل في مشروع الاحتلال اليمني أعداء لابد من تطهير الجنوب منهم والاحتفاظ بأرض الجنوب فقط أما الشعب الجنوبي في نظر المحتلين اليمنيين فهم جميعا ليسوا يمانيين أما وأن الاستعمار قد جلبهم من الهند والصومال وباكستان أو أن موج البحر قد جاءت بهم من غرب أفريقيا وجنوب شرق أسيا - لذا أجد نفسي غير موافقا على السكوت عن ذلك الماضي ونقده لأن ذلك خطا أخر سنكرره وسنقضي بهذا الخطأ على هذه الثورة المباركة التي وحدت الجنوب شعبيا من أقصاه إلى أقصاه في وجه الاحتلال اليمني في وضع لم يألفه الجنوب في تاريخ كله. بالإضافة إلى ماسبق أيضا أن ما دفعني للكتابة هنا وفتح الباب الذي ربما لا يتفق معي حوله بعض زملائي في قيادة (تاج) حول تجنب الخوض في هذه المسائل بسبب حساسية التوقيت وقد كنت أيضا أحمل نفس القناعة هي تجربة أربع سنوات من العمل الدءوب والمباشر قد وضعتني أمام هذه الفاجعة والقناعة وهي أن الأغلبية الساحقة من الكوادر العليا للحزب الاشتراكي اليمني ودولة الجنوب المتواجدون في الخارج هم اليوم من يحاول إعاقة مشروع الاستقلال الجنوبي بدأً من الوقوف موقف المتفرج السلبي حيال ما يتعرض له الجنوب وانتقالا إلى دور التشكيك والتحريض ضد هذه المشروع الشعبي وانتقالا للتقارب والتحالف مع أحزاب اللقاء المشترك التي تستخدم الحزب كمطية ضد الجنوب وأخيرا إلى الارتماء في أحضان السلطة في خدمتها ضد ثورة الجنوب وأهل الجنوب. الرؤية هذه ليست قابلة للتعميم لأن هناك ممن لم تتاح لهم الفرصة للتعبير عن موقفهم فآثروا الصمت وتجرعوا ويلات الغربة بكل ما فيها. في نفس الوقت يختلف الموقف بشكل شبه كلي حول ممارسات قواعد الحزب الاشتراكي الجنوبيين في الجنوب التي وحدتهم مع الجماهير الجنوبية المعاناة وألم الخيانة التي تلقوها من قيادتهم فانتصروا لوطنيتهم وهويتهم الجنوبيتين دون تردد واستخدموا الحزب الذي لم يعلنوا صراحة عن قطيعتهم معه كوسيلة فقط في صراعهم مع قوات الاحتلال وقيادة الحزب اللذان وحدهما الموقف والمصلحة المغلفة برداء الوحدة اليمنية الغائبة بعلم الجميع .. هكذا بدأ ملامح تقارب اشتراكي الخارج مع إخطبوط عصابة صنعاء المتعدد الأذرع ممثلا بالسلطة وأحزاب اللقاء المشترك والشخصيات التي ظلت تمثل دور العداء للسلطة تعارض وتتقمص الوطنية في خداع الجنوبيين خلال أربعون عاما.. هذا التقارب يجد مبرراته الواهية والمستهلكة في قضية الوحدة والقضية الوطنية والتغيير وغيره من الأسطوانات المشروخة. لكن الحقيقة أن مصالح منظورة يمكن أن تجمع هؤلاء مع السلطة خاصة وأنهم يدركون أنه في حالة عودة الدولة الجنوبية لن يكون حظهم وافرا أمام الشعب الجنوبي ولهم مصلحة في أي تسويات تتم عبرهم مع السلطة بغض النظر عن الضرر الفادح الذي ستلحقه تسوياتهم بمستقبل الجنوب. هكذا بدت الصورة قاتمة لكنها الحقيقة التي فاق الجنوبيون عليها في ثورتهم وهم يهتفون في كل شارع واعتصام بحياة هؤلاء دون صدى أو صمت قابل للتأويل الايجابي ولو كانوا هتفوا بحياة الولي إبن علوان لأغاثهم.. لم يقتصر الأمر على هذا فقط بل أنهم بدءوا يلوحون بالمشاريع الوهمية والهزيلة التي تختفي ورائها مصالحهم الضيقة حبا في السلطة. تلك المشاريع التي رفضها الشارع الجنوبي برمته فلم يجرؤ أصحابها على إخراجها. لذا لجئوا إلى الأساليب التآمرية والخداع يعملون دون كلل ضد كل من يخالفهم من اجل فرض الوصاية من جديد على الجنوب والانفراد به ضاربين عرض الحائط بكل تطلعات الجماهير الجنوبية.ا لقد صار السكوت يشكل خطرا جسيما على هذه الثورة لأن الحزب الذي وضع في الإنعاش في نوفمبر 1998م قد تسلمت زمام أموره سلطات السابع من يوليو 1994 بشكل مباشر وأبقت عليه شكليا لتسند له مهام يقوم بتنفيذها نخبه يتم اختيارهم من قبل القصر بعناية من الحرس القديم والموالين الذي دخلوا الحزب (بعد فتح مكة) وهنا مكمن الخطر الذي نواجهه اليوم فلابد من التخلص من الوهم فالحزب لم يعد ذلك الذي يتبنى قضايا الجنوب ويدافع عن مكتسباته كما دأبنا على قوله وقد صار اليوم أمره بيد نخبة البعض منهم يقفون دون مواربة ضد الجنوب وشعبه أكثر من سلطات الاحتلال نفسها والآخر ليس لهم حول ولا قوة ولا يهمه من الأمر غير من يدفع لهم فواتير الكهرباء ومن تبقى هم الذين أبو أن يكونوا إلا مع الجنوب وشعبه فقد رأيناهم في الصف الأول لمسيرات الغضب وفي المعتقلات .. اليوم بدأت تتعالى في الأفق ملامح مشروع الشراكة كما يروج لها البعض ولاحظت أنه المخرج الذي وجد ياسين سعيد نعمان ضالته فيه في حله لقضية الجنوب. تلك الشراكة التي نختلف معه في فهمها كما نختلف معه في مفهومه للوحدة أيضا .. فقد صار مصطلح الشراكة الذي يردده ياسين والبعض من قادة الاشتراكي يعزز قناعاتنا بالدور الذي رسمته سلطات السابع من يوليو لنفر من الناس باسم الحزب الاشتراكي وهو ذلك الدور الذي يوحي للعالم بأن حل قضية الجنوب هو بإعادة الاعتبار للوحدة بما يعني ذلك من عودة الشريك الوحدوي للمشاركة في الحكم واختزال قضية الجنوب وشعبه بعودة الحزب الاشتراكي اليمني إلى العرش المفقود ليكون مجددا وصيا على الجنوب وفي نفس الوقت اختزال الحزب الاشتراكي بنفر من قياداته الممولين من القصر يتزامن معه إعداد الحفر والدفن بإحكام للقضية الجنوبية وإلى الأبد. يتبع ... |
#2
|
||||
|
||||
نني وأنا أكتب هكذا نقد أدرك أني كثير من السياط ستلسع ظهري من قبل البعض الذين قد يسيئوا الظن بي أو يمسهم نقدي هذا وربما اتهم بما ليس أنا فيه من قبل البعض لكن الحقيقة كما يقال مرة وهي اكبر من أن تخفى وحتى وإن تهربنا من الخوض في هكذا تقييم فلن نخدم في هذا سوى أعداء القضية الجنوبية نفسها.. وحتى لا يتم فهمي خطأ فأنا لا أدعو لنصب محكمة للحزب الاشتراكي اليمني بل أني أدلي برأيي فقط مع إدراكي العميق بأن الحزب لاشتراكي الذي كنت عضوا نشطا فيه قبل الثالث عشر من يناير 1986 لم يعد هو نفس الحزب الذي يحمل نفس الاسم اليوم حتى وإن أحتفظ به لذلك فلا أرى وأنا أحد هؤلاء الذين تربوا في كنف الحزب وحلموا بمستقبل جميل تسوده العدالة في جنة الفقراء أن لاشيء من القضية التي كان يتبناها الحزب أو الفئات الاجتماعية التي دافع عنها أو البرنامج السياسي أو أي شئ حتى ولو يشبه ماكان موجودا في عهد الاشتراكي الغابر.. كيف تغير من حزب شمولي يرفض الرأي الأخر الذي سجن من أجله مدى الحياة أول رئيس للجنوب واحد ابرز مؤسسي الجبهة القومية التي استبدلت بالاشتراكي وشنق بسبب رأيه مؤسس حركة القوميين العرب في الجنوب التي ولدت منها الجبهة القومية والمنظر الأبرز فيصل عبداللطيف الشعبي. ثم كيف أنتقل من حزب ماركسي متشدد إلى حزب حزبا يؤمن بالتعددية ومن حزب طبقي يدافع عن الفئات الكادحة إلى حزب يفسح مكانا كبيرا لشيوخ القبائل الذين لايؤمنون بالدولة الوطنية .. كل هذه التحولات والمعجزات تمت فجأة وعلى الورق تم إقرارها في غرف مظلمة ودون الحاجة للدعوة حتى إلى اجتماع موسع للحزب للوقوف أمام هكذا قضايا كبيرة وهم الذي غيبوا عن الدنيا ابرز قادة الجنوب من كوادر الجبهة القومية بتصنيفات لم نستوعبها حتى اليوم كاليمين واليسار الانتهازي وفرشنا كل درجة في سلم الانتقال التدريجي للتنظيم السياسي للجبهة القومية إلى الحزب الاشتراكي بالجماجم دفع ثمنها الجنوب برجال يصعب علينا تعويضهم كفيصل عبداللطيف قحطان الشعبي وسالم ربيع ومحمد علي هيثم والضالعي والعولقي ومطيع والشاعر وعلي بن علي هادي وعشال والطابور طويل ولولا لطف الله وسقوط الاتحاد السوفيتي لكانت المسيرة مستمرة والحبل على الجرار..
كما قلت سلفا أني لا أدعو لمحاكمة الاشتراكي ولا أدعو الاشتراكي لمراجعة ونقد التجربة في هذا الظرف بالذات لأنه صار غير مؤهلا لذلك ولأن الحديث عن توجيه التهم للاشتراكي لن يفيد سوى سلطة السابع من يوليو بالذات وعملية تقويم ونقد التجربة التي خاضها الاشتراكي ليست مفيدة للقوى التي تنتسب شكلا للاشتراكي لكنها فعليا قد انحازت لمشروع الاستقلال الذي تتبناه حركة التحرير الجنوبي والتي تضم من كانوا في الاشتراكي الجنوبي وتركوه أو احتفظوا اسميا بانتمائهم له وهم أغلب الجنوبيين في الاشتراكي قيادة وقواعد ممن انضموا لبرنامج الحراك الذي يتعارض كلية مع برنامج الحزب الاشتراكي اليمني الذي أصبح برنامج للنخبة وللأعضاء من خارج الجنوب فقط.. وحتى لاأساء الفهم فإني أميز كليا بين الاشتراكي كحزب وموقف رسمي وبين من ينتمون للاشتراكي في الجنوب بالذات.. إن ما دفعني لكتابة هذه الورقة أو الرؤية هو الاستشعار بخطر الدور الذي رسمته السلطة ليتم تنفيذه بأسم الاشتراكي وهو وأد الحراك السلمي ومسيرة التحرير الجنوبية وقد فاحت رائحتها في كتابات الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للاشتراكي وتنقله من ضفة إلى أخرى على حسب الدور وحسب الطلب. كان الدكتور ياسين بالأمس القريب يصرح بأن ما ينادي به الجنوبيين هو عبارة مشاريع صغيرة وقزميه قاد عملية حرب شعواء ضد التيار الذي نادى بإصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي نفسه دون أن تتاح له أي فرصة للتنفس والتعبير عن الرأي وقدمت الأمانة العامة للحزب تقريرها أمام دورة اللجنة المركزية قبل الأخيرة وصفت فيه أصحاب الحراك السياسي السلمي الجنوبي بقطاع الطرق وأنهم مستقوون بالخارج وهو الذي أثار غضب الجنوبيين ممن حضروا الدورة لينقضوا على القيادة المتواطئة ويقوموا بصياغة بيان ناري صدر بأسم الدورة أقامت له السلطات اليمنية الدنيا ولم تقعدها.. واليوم نرى الدكتور يتحدث ببذخ عن إصلاح مسار الوحدة وعن القضية الجنوبية كحقيقة موضوعية ويقدم لها الحل السحري الذي يناقض طبيعة القضية التي يتحدث عنها, إذا يحاول حصر الحل بالشراكة بين اليمن والجنوب وهو ما نفهمه بشراكة المكتب السياسي والأمانة العامة للاشتراكي مع عصابة صنعاء بنفس الطريقة التي اشترك فيها الحزب مع نفس العصابة في مايو 1990م. تتكشف المؤامرة التي تحاك ضد الجنوب يوما عن يوما من خلال الكثير من الحلول والمعالجات التي تقدم بها الدكتور ياسين, فبعد صعود موجة الرفض الجنوبي وبروز الدعوة للعودة لوضع ماقبل نكبة مايو 1990م بدأ السلطات تستدعي الخلايا النائمة وبدأت تسند الأدوار لبعض الجنوبيين من خلال المناصب الشكلية التي وضعوا فيها وبات من الضروري وضع الحزب الاشتراكي في وضيفة جديدة عليه أن يؤديها كون اسمه ارتبط بالجنوب وبات ملحا أن يشترك الحزب الاشتراكي اليمني في العملية السياسية كمعارض في إطار اللقاء المشترك يدور في فلك الإصلاح كحزب وقد يتجاوز هذا الدور كأفراد لضرورة يقدرها القصر.. في البدء جاء الدكتور ياسين من بلد الإقامة الأمارات العربية المتحدة التي مكث فيها قرابة عشر سنوات بعد ترتيبات مع السلطات بعودة من تسميهم بالمعارضة وبالذات القيادات السياسية التي لا أرى أي إشكال لديهم مع السلطات اليمنية وفعلا بعودتهم سارت الأمور طبيعية بحسب الوضع المألوف في مجتمع تحكمه عصابة وكان الدكتور ياسين سعيد نعمان بما اكتسب من وقار لدى الناس في الجنوب واليمن منذ فترة ترأسه لمجلس النواب بعد نكبة عالم 1990م تبدد هذا الوقار وساحت الزبدة تحت حرارة الشمس الملتهبة بعد عودته مباشرة قد جاء وحضي بإجماع كبير داخل أروقة اللجنة المركزية من قبل اليمنيين والجنوبيين على حد سواء وحاز على منصب الأمين العام الذي تم الاتفاق عليه قبل عودته من الأمارات مسبقا.. كانت أول المآخذ التي تلبس بها الدكتور ياسين هي عودة الحرس القديم إلى واجهة قيادة الحزب وبالذات محسن الشرجبي الذي عرف عن علاقته المتميزة والطويلة بالدكتور ياسين وملازمته له في حله وترحاله وماترك ذلك من اثر في نفوس أعضاء الحزب من الجنوبيين بسبب الصورة القاتمة التي طبعت للشرجبي في أذهان الجنوبيين منذ أيام محاكم الشعب الثورية التي ارتبطت باسمه في سبعينيات القرن الماضي وحدوث حالات الخطف والسحل لعدد من أبناء الجنوب دون أي محاكمات واغتيال معظم قيادات الجبهة القومية دون أي ذنب.. كانت عودة الشرجبي لواجهة قيادة الحزب الاشتراكي ليست مصادفة أو بعيدة عن ترتيبات القصر فقد اسند القصر مع اشتداد حالة الرفض الجنوبي الإعتصامات السلمية في عدن أسند للشرجبي مهمة إحياء الملف الأمني للجنوب من قبل الرئيس شخصيا وهو الذي خبرّ الجنوب لعدة عقود خلت يقوم به الآن على أكمل وجه.. جاء الدكتور ياسين والحزب قد أثقلته تركة وهموم لا يقوى على حملها الأمين العام الجديد.. فليس ممكنا على ياسين أن يستطيع الحفاظ على توازن الحزب في ظل وجود انقسام حاد في صفوفه ولكن هذه المرة ليس بين اليسار واليمين التي يجيد ياسين فهم وشرح هذه المصطلحات النظرية بل أنه بين اليمن والجنوب عبّر هذا الانقسام عن نفسه بشكل حاد في المؤتمر الخامس الذي به أعتلى ياسين دفة الحزب.. ياسين الدكتور المثقف والدمث الإخلاق وجد نفسه هذه المرة محاصرا مرتين .. مرة بين جدران حزب لم يعد لبنيانه التنظيمي القدرة على معالجة ابسط الجروح ومرة أخرى بين التزاماته نحو القصر التي لم يستطع التنصل عنها. حال عودة ياسين وتنصيبه على هرم الحزب دعاه القصر لمصاحبة الرئيس في جولته الانتخابية في المحافظات والتي أراد منها الرئيس محو أي ذكريات جميلة لدى الجنوبيين عن الدكتور ياسين.. وتبعها بموقفه المتشدد ضد أبناء الجنوب من أعضاء الحزب الاشتراكي وهم الأغلبية المنضويين في تيار إصلاح مسار الوحدة تبعتها تنازلات وصفقات خطيرة عقدت معظمها بعيدا عن أعين هيئات الحزب كان آخرها صفقتي صنعاء والحديدة التي قضي بموجب الأولى توزيع دم الجنوب بين القبائل اليمنية وهو ما أشار له الأمين العام ل (تاج) في مقاله المعنون بالمخطط الجهنمي حيث قال: (ما نقوله هنا وما أوردناه هنا يستند إلى معلومات موثوقة تفيد بان اجتماعا سريا هاما عقد في منزل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في صنعاء حضره الشيخ عبدالمجيد الزنداني, الشيخ عبدالوهاب الإنسي, الشيخ حمود الذارحي, عن حزب الإصلاح,والدكتور ياسين سعيد نعمان محمد سعيد عبدالله محسن الشرجبي عن الحزب الاشتراكي اليمني والى جانب الرئيس اليمني حضر الدكتور عبدالكريم الإيراني علي الإنسي, وسجل محضر الاجتماع عبده بورجي. تقول المعلومات أن المجتمعين قد ناقشوا الخطط الكفيلة بتحصين الوحدة واستئصال خطر الانفصال في الاجتماع المؤامرة الكبرى اقر المجتمعون جملة من الخطط والتوجهات واتخذوا عددا من القرارات سنذكر بعضها للدلالة على صحة المعلومة ونتحدى أن ينفيه الآخرون:- - يؤكد المجتمعون على أهمية وخطورة المعلومات التي وردت في تقرير الأمن القومي ويفوض المجتمعون رئيس الجمهورية اتخاذ ما يلزم من قرارات وخطوات تنفيذية لتامين سلامة الوطن وصيانة وحدته المباركة. - يوافق المجتمعون على الخطة الخمسية الكاملة المقدمة من رئاسة الجمهورية لضمان رسوخ الوحدة واستئصال خطر الانفصال من جذوره -في ضوء الأخطار الواردة في التقرير يطلب المجتمعون من رئاسة الجمهورية التعجيل باتخاذ خطوات استباقية ثم تأتي خطتهم الجهنمية الإجرامية على توزيع محافظات الجنوب على قبائل اليمن ونورد ما ذكر نصا:- - تحدد محافظتي المهرة وحضرموت مجالا لتوطين وتوسع ونشاط استثماري وتجاري لقبائل حاشد اليمنية -تحدد محافظتي شبوه وأبين مجالا لتوطين وتوسع ونشاط استثماري وتجاري لقبائل بكيل اليمنية - تحدد محافظة لحج مجالا لتوطين ونشاط استثماري وتجاري لأبناء تعز -ينقل إلى عدن خمسمائة ألف مواطن من محافظات حجة عمران وذمار. -يعاد توطين خمسين ألف من أبناء عدن في محافظات الحديدة, تعز, وأب على أن تؤخذ ملاحظة الدكتور ياسين بعين الاعتبار عند التنفيذ...تعرف أخي القارئ ما هي ملاحظة أمين عام الاشتراكي... أن لا يتعرض أبناء اليمن الذين تواجدوا في عدن قبل الوحدة ضمن من يعاد توطينهم في إب وتعز والحديدة -تبقى الثروات النفطية والمعدنية الأخرى المكتشفة والمستثمرة حاليا من اختصاص الرئاسة فقط -تبقى المعابر والمنافذ الحدودية من اختصاص الرئاسة فقط المعروف أن الخطة أيضا أقرت اعتماد مبلغ مليار دولار على أن يكون من خارج موازنة الحكومة حتى لا تتأثر خطة التنمية ؟؟؟) لقد بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ أجزاء مما تضمنته الخطة وما مشروع توطين الشباب في عدن إلا عير دليل على هذا. أما الصفقة الثانية فبموجبها تم الاتفاق مع السلطة على مخطط عودة الحزب الاشتراكي للمشاركة في السلطة وهو المشروع الذي يتحدث عنه ياسين بوصفه شراكة طرفي الوحدة .. يتبع .... |
#3
|
||||
|
||||
رفع الدكتور ياسين أثناء عودته شعار انتشال الحزب من هذا الوضع الخطير وشخص الأزمة بأزمة الزعامات ومحاولة ابتزاز الحزب وإقصاؤه عن دوره.. لكنه لم يدرك عمق الأزمة التي يعاني من الحزب وأن الأمين العام الذي سبقه علي صالح عباد شكل عامل توازن قوي بما يمثله من حضور لدى الجنوبيين كقائد تاريخي وواحد من عمالقة الجبهة القومية الأوائل شكل هذه الحضور الذي صاحبه سلوك ثوري متأصل في خطاب وممارسة مقبل شكل عامل أمل وثقة لدى الكثير من الجنوبيين حتى ممن تركوا الاشتراكي وأنا أحدهم.. وقف الدكتور ياسين حائرا في أمره فالسلطة أيضا لن تسمح له بأن يتيح للخيارات الديمقراطية داخل الحزب أن تبقى فقد اجبر على اتخاذ قرارات مصيرية في إطار ضيق بعيدا عن اللجنة المركزية للحزب ومكتبها السياسي من قبل سكرتارية أللحنة المركزية ذات الأغلبية اليمنية مثل التوقيع على الوثيقة السياسية لأحزاب اللقاء المشترك والتي خلت من أهم المهام التي اقرها الحزب في مؤتمره الخامس وهو إصلاح مسار الوحدة .. فكان توقيع الحزب على هذه الوثيقة يعني التخلي عن برنامجه السياسي وبنفس الطريقة تمت الموافقة على المشاركة في مسرحية الانتخابات دون التصويت في اللجنة المركزية رغم أن الأغلبية كانت ترفض المشاركة بما تمثله من دعم سياسي لعصابة السلطة ومن كارثة تلحق بمستقبل اليمن والجنوب المحتل على حد سواء.. هكذا وجد الدكتور ياسين أن البرنامج الذي أعلنه في انتشال الحزب ومعالجة الخلل فيه قد فشل وان قضية الجنوب صارت حاضرة بقوة في دورات اللجنة المركزية استدعى معه تقديم ياسين الاستقالة في الدورة السابقة والانسحاب من الدورة الأخيرة مما يؤكد وجود المأزق الذي يواجهه الدكتور ياسين وقيادة الحزب في التصدي للأوضاع المتفاقمة والتي أخرجت الحزب من المعادلة السياسية بشكل شبه كلي وفي الجنوب بالذات.
إن عملية إقصاء الحزب من المعادلة السياسية في الجنوب ليس لأحد ذنب فيها كما تحاول قيادة الحزب توجيه التهم جزافا لقوى لانعرفها, فقد أقصى الحزب نفسه بنفسه وهي أيضا نتيجة طبيعية لأزمة عميقة عصفت بهذا الحزب المطبوع بالصراعات والتصفيات الدموية الداخلية التي جعلت منه حزبا مشلولا لم يستطع مواجهة المتغيرات التي شهدتها الساحة الدولية وبالذات ماآل إليه المعسكر الاشتراكي الذي كان يعتمد عليه الحزب الاشتراكي الحاكم في كل علاقاته.. تجلت هذه الأزمة في عجز الحزب عن الوقوف أمام المستجدات الكبيرة والخطيرة وتقييمها والخروج برؤية موحدة حيالها تحافظ على وحدة وبنيان الحزب.. وهذا شئ نادر لم يحصل لأي من أحزاب اليسار في الساحتين العربية والدولية وذلك مؤشرا على الانهيار والتداعي الذي صاحب الحزب منذ نوفمبر 1989م حيث اختزل الحزب بعدد من العناصر هي التي تتخذ القرارات الخطيرة والمصيرية دون حاجة للهيئات التي فقدت أغلبها الصلة بالحزب إما عبر تجميدها بقرارات سياسية حكومية مثل المنظمات في المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية أو بعدم وجود أي تواصل مع الأعضاء لسنوات طويلة. لقد عرجت بشكل عابر على بعض الأحداث في حياة الحزب ليس لأجل التقييم والنقد وإنما لارتباطها الوثيق بما هو جاري اليوم وهو ما أريد الوقوف أمامه لان محاولة الاستمرار في تزييف وعي الجنوبيين والانقضاض على تاريخهم وهويتهم هو ما يجب ان نقف أمامه اليوم ونتصدى له بكل قوة مهما تكن الذرائع التي تنفذ هذه الخطط باسمها كذريعة الحفاظ على الوحدة أو ذريعة أن استعادة الدولة الجنوبية أمر غير ممكن . في الأخير أن كل هذه المشاريع تصب في اتجاه كبح المد الثوري التحرري الجنوبي التي عجزت سلطات الاحتلال اليمني اليوم عن ترويضه ولهذا نشاهد انطلاق عدد من المشاريع الوهمية وتوظيف بعض الأطراف الجنوبية سواء في الحزب الاشتراكي الذي يحاول اليوم العودة مجددا كوصي على الجنوب تحت ذريعة أن الحزب مسئول أخلاقيا عن الجنوب وهي كلمة حق يراد بها باطل. فعلا إن الحزب الاشتراكي هو المسئول عما لحق بالجنوب من حيف لكننا لم نلحظ شئ من النية في مراجعة تلك الأخطاء والوقوف أمامها والاعتذار لشعب الجنوب وللقوى والشخصيات الجنوبية التي لحق بها الأذى من جراء سياسة الاشتراكي الذي حكم الجنوب أو بسبب المصير المأساوي الذي سيق إليه شعب برمته من قبل الحزب..ترى ما المقصود بالمسؤولية الإخلاقية التي يتحملها الاشتراكي كما يرددها بعض قادة الاشتراكي!! في الحقيقة أنني لا أرى شئ في الأفق مما يجب أن يكون في هذا الصدد وهو الاعتذار المسئول بما يعني من تكفير عن الذنب وعدم تكرار الخطأ.. وفي العرف السياسي أيضا الاعتزال السياسي إذا لم تكن المحاسبة أولى وهو ما لاندعو له لأننا رفعنا شعار التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي وفي ذلك مصلحة عليا لشعب الجنوب وثورته التحررية. الملفت للنظر في هذا الصدد أن الكثير ممن تحملوا وزر هذه المأساة وتسببوا فيها لا نراهم يشعرون بالندم بل وان منهم من يريد العودة كأوصياء رغم انعزالهم عن الحياة السياسية لفترة طويلة ورغم صمتهم الغير مقبول في الوقت الذي شعب الجنوب يتجرع الآلام والمرارة نتيجة لوضع هم مسئولين عنه. إن شعب الجنوب أيضا بأمس الحاجة لموقف مسئول جاد من هؤلاء المعنيين, لكنهم ويا للأسف أطلوا علينا من هنا وهناك يصدرون التصريحات التي تتقاطع مع تطلعات الشارع الجنوبي. في الوقت الذي حسم شعب الجنوب والشارع الجنوبي أمره بخروجه في مسيرات كبرى لم يعرفها الجنوب في تاريخه حتى يوم استقلاله عن بريطانيا ورفع شعار (الجنوب وطني , وبرع يا استعمار , وإستعادة الدولة الجنوبية المستقلة, ولا مشترك بعد اليوم) تشكل تصريحات المسئولين السابقين في الاشتراكي خذلانا كبيرا للشارع الجنوبي الذي صنع قيادته وفرسان أشداء في الميدان بعيدا عنهم متجاوزا الهزيمة ورموزها دون رجعه.. وعودة إلى الموضوع الرئيس وهو ما أريد تبيانه ودحضه تفاديا من الوقوع في الخطأ مرة أخرى والذي سيلحق ضررا بالقضية الجنوبية أيما ضرر. بين أيدينا قراءة حديثة تقدم بها الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين الاشتراكي اسماها رؤية في المستجدات السياسية" وهي ألقيت كمحاضرة بالمركز اليمني للدراسات الإستراتيجية يوم الأربعاء 14 مايو 2008. كرست الدراسة أو المحاضرة لطرح عدد من المغالطات والإيحاءات الخطيرة التي تشير إلى أن هناك مخطط جديد يحاك لضرب القضية الجنوبية حري بنا أن نقف أمامه لنعرف سر هذا التحول المفاجئ والكامل لموقف ياسين وموظفي القصر في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني.. الموقف الذي عبرت عنه قيادة الحزب دوما في التصدي الحاسم لمن يطرح شعار إصلاح مسار الوحدة بلغ حد التخوين. ذلك الموقف الذي كرّس خلال الفترة الماضية سواءً من قبل هيئات الحزب العليا أو من قبل الدكتور ياسين نفسه لنرى اليوم الدكتور ياسين وقيادة الحزب الاشتراكي وقد لبسا ثوب إصلاح مسار الوحدة وصارت القضية الجنوبية حقيقة موضوعيه لديهما. إن موقف كهذا يثير الشك والريبة فمن رفعوا شعار إصلاح مسار الوحدة لازال الحضر الإعلامي والسياسي ساريا عليهم من قبل الحزب بقوة وما يفعله موظفو القصر سوى أخذ زمام المبادرة من أصحابها الحقيقيين وبالتالي توجيه الدفة الوجهة التي تريدها السلطة وقيادة الحزب التي تتطابق رؤيتها مع السلطة حيال هذه المسألة. لا أجد تفسيرا لهذا سوى أن دجل سياسي يراد به تضليل الجماهير وبالذات في الجنوب نريد أخذ الحذر والحيطة والتنبه له. لمن يريد التأكد من هذا عليه العودة لتصريحات الدكتور مسدوس, باعوم والدكتور ياسين في مقابلات سابقة وكذلك التقرير المقدم لدورة اللجنة المركزية قبل الأخيرة التي وصفت أصحاب الحراك السياسي الجنوبي بقطاع الطرق ومستقوون بالخارج وهو ذات المنطق الذي رددته أجهزة إعلام السلطة. إن رؤية الدكتور ياسين التي بلورها في محاضرته المشار إليها تقدم لنا الدليل على إصرار ياسين على تكريس الفهم الخاطئ حيال الجنوب وتاريخه.. هذا الفهم الذي كان سببا في ما وصل إليه الجنوب وما لحق به من أذى يحاول ياسين وغيره تحميل المسؤولية لسلطة السابع من يوليو ويريدوا منا جميعا أن نتحول إلى حجاج نرمي الجمرات على نصب علي عبدالله صالح وعصابته وتنفض قيادة الاشتراكي أيديها من الآثام والذنوب التي اقترفتها بحق الجنوب.. إن سبب معانات الجنوب اليوم هو نتيجة مباشرة للخيار السياسي الخاطئ في فهم المشروع القومي واليساري المتطرف الذي تعسف الواقع الجنوبي في ستينيات القرن الماضي وما نتج عن ذلك من شطط وأخطاء أدت إلى تصفية الأغلبية الساحقة من قادة الثورة والدولة الجنوبيين كمقدمة لتصفية الجنوب وتسليمه لليمن كأرض بلا شعب .. إن العصابة التي تحكم الجمهورية العربية اليوم تقوم بتنفيذ المشروع الثابت والقديم الجديد حيال الجنوب ليس لأن علي عبدالله على هرم السلطة ولكن لأن الموقف ذاته موجود أصلا عند الأغلبية اليمنية سواءً من قيادة الحزب الاشتراكي أو غيره وهذا ما يفسر الموقف الموحد للأحزاب اليمنية والسلطة والنخب اليمنية جميعها اتجاه القضية الجنوبية واتجاه ما تطرحه حركة التحرير الشعبية الجنوبية اليوم..هذا الموقف الموحد ينطلق من المفهوم الذي تطرحه سلطات اليمن بأن الجنوب فرع من أصل وان من هم في الجنوب أجانب في معظمهم وهذا يلتقي بشكل كلي في نهاية الأمر مع ما يطرحه ياسين في محاضرته المذكورة وهو ما تردد على مسامعنا على مدى عقود أربعة.. يشير الدكتور ياسين إلى أن القضية الجنوبية في نظر البعض تعود إلى فترة ماقبل الاستقلال عن بريطانيا وهم الداعون للجنوب العربي ويقول ياسين أن من يطرح هذا الرأي اليوم ليسو مقطوعي الصلة عن أصحاب المشروع الذي طرح من قبل. ويطرح أن هؤلاء هزموا في الصراع التاريخي السياسي للجنوب في إشارة منه إلى أولئك الذين أصروا على مشروع الجنوب العربي ونعتوا حينها بالإتفصاليين وهو ما يتكرر اليوم مع أصحاب مشروع الاستقلال والمتشبثين بهويتهم الجنوبية التي حاول الحزب الاشتراكي تغييبها عن وعي الشارع الجنوبي لعقود خلت ويحاول اليوم الدكتور ياسين الاستمرار فيها وهو ما يرفضه الشارع الجنوبي اليوم برمته.. ترديد مصطلحات الشطر الشمالي والشطر الجنوبي والتجزئة بسبب الاستعمار من قبل ياسين وقيادة الحزب كلها مصطلحات غير واقعية ولا تسندها معطيات تاريخية وهو ما أراد لها الاشتراكي وعمل على بلورتها في رؤيته لقضية الوحدة. لا أشك في أن الاستمرار في تكريس مثل تلك المفاهيم الخاطئة هو عمل خالي من البراءة ويصب في المحصلة النهائية في صالح الاعتراف بشرعية الواقع المفروض بقوة الدبابات ومساندة حقيقية للوضع القائم اليوم .. فإذا سلمنا بأن الجنوب هو الشطر الجنوبي من الوطن وإن وجود دولتين هو واقع للتجزئة وكان قائما فقط بسبب الاستعمار فأني لا أرى مبررا للحديث عن الجنوب بخصوصيات ثقافية واجتماعية لأن ما يميز تعز عن الجوف أكثر مما يميز الجنوب عن تعز .. وإن الإكثار من الحديث عن القضية الجنوبية كواقع موضوعي دون الاعتراف بخصوصيات الجنوب والتفكير بقضية الوحدة من منطلق أن هناك دولتين مستقلتين كواقع سياسي وكحقيقة موضوعية دون التحجج بالذرائع والمبررات التاريخية الواهية يفرغ الدعوة للاعتراف بالقضية الجنوبية من مضمونها. يردد أمين عام الاشتراكي وهو المثقف الذي يعي معاني الكلمات ودلالاتها مصطلح المحافظات الجنوبية والشرقية في محاولة لإلغاء هوية الجنوب وعدم الاعتراف بأن هناك كيان جنوبي سعى للوحدة من اليمن, فالجنوب هو عبارة عن محافظات بما يعني ذلك بأنه جزء فقط لكن اليمن أو ماكان يسمى باليمن الشمالي أو الشطر الشمالي من اليمن فهو الكل أصلا ولهذا لم نسمع مطلقا منهم عن شئ أسمه المحافظات الشمالية, ثم إن وجود محافظات شرقية يقتضي وجود محافظات غربية بالضرورة وهذا مالم نسمع به مطلقا, لم يقولوا المحافظات الشمالية ولم يوجدوا المحافظات الغربية مقابل المحافظات الشرقية في إشارة واضحة إلى أن ما كان يسمى بالشمال هو شئ كلي ولا يمكن تقزيمه كما يفعلوا بالجنوب بأنه مجرد محافظات جنوبية وشرقية. كان بإمكانهم الاكتفاء بمصطلح المحافظات الجنوبية لكنهم إمعانا في مشروع إنكار الكيان الجنوبي فلا بد من إضافة الشرقية حتى تصبح المسالة مجرد جهات خالية من أي مدلول سياسي أو تاريخي. الحديث عن الوحدة يضعنا أمام خيارين الأول الاعتراف بوجود دولتين مستقلتين قبل الوحدة المزعومة والتسليم بوجود شعبين وتاريخين وكيانين لكل منهما خصوصياته, وإما أننا نقول أن اليمن واحدا عبر العصور وان الاستعمار جزأ اليمن وبانتهاء الاستعمار انتهت التجزئة ولذا عاد الفرع للأصل دون الحديث عن الوحدة بل إعادة التوحيد والتسليم بواحدية البلد واعتبار مشكلة الجنوب مشكلة ليست مختلفة عما يدور في الحديدة وتعز. يتبع... |
#4
|
||||
|
||||
في الواقع أن الوحدة اليمنية عبر التاريخ التي يتحدث عنها البعض ليست موجودة سوى في مخيلة من يرددها ممن لديهم مطامع في ارض وثروات الجنوب ويبقى الحديث عنها لمجرد ذر الرماد على العيون فقط وهو ما يقوم به عبثا المثقفين اليمنيين وبعض الجنوبيين الذي شربوا حتى الثمالة من هذا الوعاء ومنهم الدكتور ياسين.. ويبقى ذوي الدعوة للجنوب العربي هم من تسندهم الحقائق التاريخية وهم أيضا وحدويون ولهم رؤيتهم للوحدة تختلف كليا مع الوحدة التي قدمها الحزب لاشتراكي ويدافع عنها الدكتور ياسين وهي موجودة على الأرض حيه ولا تحتاج إلى شرح فهي تتحدث عن نفسها.. أما لماذا لا يعترف قادة الحزب الاشتراكي والدكتور ياسين بفشل مشروعهم السابق النابع من تعسفهم للتاريخ وإنكار هوية الجنوب ووقوعهم اليوم في هذا المأزق في معالجتهم لفشل الوحدة وتحولها إلى احتلال, فهذا يعبر عن عمق وشمولية الأزمة التي يعاني منها الحزب برمته. لقد لجأوا إلى أقرب واقصر الطرق في تفسيرهم للمشكلة والهروب من أي تبعات يمكن أن يتحملوها, وهو تحميل علي عبدالله وعصابته مسؤولية الفشل, رغم تسليمي بان هذا الطرح يبدو وكأنه صحيحا, لكن الحقيقة أن على عبدالله لم يكن في أي يوم يحمل مشروعا وحدويا بالمطلق ولم يسع لهذا حتى في الظروف التي آلت له فيه مقاليد الأمور وأنفرد كليا بالسلطة وكان بإمكانه استخدام الوحدة لصالح تثبيت سلطته وملكوته. لكن أن يسلم من بيده السلطة والدولة كل شئ لعصابة لا تحمل مشروع وحدوي ولا تؤمن بالوحدة, دون أي ضمانات ولوفي حدودها الدنيا فهذا يضع من يتحدث عن مشروع الوحدة بهذه الطريقة والفهم أمام أسئلة عديدة. هكذا نجد أن تحميل علي عبدالله صالح مسؤولية فشل الوحدة فيه تتويه لنا حتى لا نمسك بخيوط المشكلة ونبقى أسرى للدجل السياسي الذي تمارسه قيادة الاشتراكي في خدمة عصابة صنعاء..
إن ما جرى بعد حرب صيف 1994 هو نتيجة طبيعية لصفقة مايو 1990, وما كان يطرح قبل الحرب من قبل الجنوبيين بعد وقوع الفأس في الرأس كان يجب أن يطرح قبل مايو 1990م. في مايو 1990م اقتصرت الشروط على تقسيم المناصب السياسية وعندما بدأت عصابة صنعاء تتخلى عن التزاماتها اشتدت الأزمة وانفجرت الحرب. هكذا نصل على استنتاج أن ما تم في مايونفرد بكأ 1990م ليس له أي علاقة بالوحدة وأن ما تم فقط هي عملية إلحاق للجنوب باليمن وتذويبه وهذا ماهو موجود اليوم.. إن إحدى الدلالات الهامة في استنتاجنا هذا هو إلى أن الحديث عن حرب 1994 حولت الوحدة إلى ضم وإلحاق شئ لا تدعمه الأسانيد. لقد ألغيت مؤسسات دولة الجنوب وكل ما بقي منها تم الحاقة بمؤسسات الجمهورية العربية اليمنية وبشروطها ونظامها.. لم تقم أي مؤسسات للجمهورية اليمنية أصلا.. وما تبقى من تركه للدولة الجنوبية كانت عرضة للنهب المتنفذين الجنوبيين قبل اليمنيين والذين اثروا وأصبحوا في ضفة واحدة مع متنفذي صنعاء لاتهمهم معاناة أبناء الجنوب الذين بدأوا رحلة التشرد والضياع والبطالة المقنعة مباشرة في يوم إعلان الوحدة نفسه.. لا زال الكثير يتذكر كيف أن من انتقلوا إلى صنعاء لم يسمح لهم بممارسة مهامهم الموكلة لهم من ابسط موظف حتى نائب الرئيس, لكنه سكتوا نتيجة للنثريات والبدلات المختلفة التي كانوا يحصلوا عليه, فطالما وأن الامتيازات التي منحت لهم مؤقتا كانوا يتمتعون بها فلا بأس من السكوت من قبل الكثير عن تجريدهم من صلاحياتهم الوظيفية .أما من تبقى في عدن فقد تعرضوا للخنق والاستقطاعات وتاهوا سفرا في طريق عدن صنعاء جريا وراء الحقوق المسلوبة..وبدأت المعاناة الجنوبية منذ اليوم الأول لإعلان الوحدة وكان جيش العاطلين والمعطلين عن العمل في الجنوب في تزايد مستمر, كما بدأت أول انتفاضة جنوبية في عدن والتي قادها مناضلي الثورة واسر الشهداء وفيها وقعت حادثة رمي رئيس عصابة صنعاء بالنعال الذي قال قسمه الشهير بأنه سيرجع عدن إلى قرية.إذا جاءت حرب 1994 فقط لتختصر المسافات وتزيل العقبات أمام استكمال تسريح أبناء الجنوب ونهب ما تبقى من ثروة ومؤسسات للجنوب بل ولإعادة توزيع الثروة وسلبها من الأيدي الجنوبية التي كانت متنفذة بعد الوحدة. أيضا عندما نتأمل في الموقف الجدي لموظفي القصر من قيادة الاشتراكي واعترافهم بالقضية الجنوبية اليوم وتنبني إصلاح مسار الوحدة في هذا الوقت المتأخر.. هو حصيلة لفشل السلطات في ترويض المد الجنوبي وكبح مشروع الاستقلال القوي وتفكيك تيار إصلاح مسار الوحدة المقموع من قبل ياسين وقيادة الاشتراكي.وقد اهتدت السلطة ومعها موظفين القصر في قيادة الاشتراكي مؤخرا إلى أن تبني إصلاح مسار الوحدة كان يمكن أن يضع الحزب الاشتراكي قائدا وحيدا للشارع الجنوبي وبالتالي سيكون قادرا على ترشيده كما يقول الدكتور مسدوس الذي يقدم تفسيرا خاطئا أيضا لظهور الدعوة إلى تقرير المصير بأنها نتيجة لرفض الحزب الاشتراكي تبنى شعارا إصلاح مسار الوحدة. لقد غابت عن ياسين والسلطة أشياء مهمة وهو أن تيار إصلاح مسار الوحدة قد تجاوزه الشارع وان من يطرح إصلاح مسار الوحدة يتناقض مع ذاته بشكل لا يتيح له الاستمرار في تبني مثل هذا الطرح.. فالحديث عن إصلاح مسار الوحدة مع الحديث عن الوضع القائم بأنه ليس له علاقة بالوحدة وان الوحدة قد انتهت بالحرب وان والوضع الحالي أسوأ من الاحتلال كما يصوره الدكتور مسدوس وآخرين يبدو غير منطقيا بالبته. فإذا كانت الوحدة قد انتهت أصلا فكيف سنصلح شئ غير موجود.. ثم أن المشروع الحقيقي لإصلاح مسار الوحدة هو تلك المحاولة التي تمت قبل حرب اليمن على الجنوب في المشروع أو المحاولة في إصلاح مسار ما يسمى بالوحدة 1994 والتي تبلورت في وثيقة العهد والاتفاق والتي كان مآلها الفشل لعدم واقعيتها. يبقى الحديث عن إصلاح مسار الوحدة مجرد تكتيك يتم به إحراج السلطة لدى البعض للحصول على مكاسب وأسلوب لخداع الجماهير ومحاولة لاحتواء مشروع الاستقلال الجنوبي لدى البعض الآخر وهو ماادركه الشارع الجنوبي وتجاوزه بحنكة واقتدار.. ويبقى في النهاية أن ماآلت إليه الأمور من تدهور في الأوضاع وفساد في الخلطة الغريبة التي تمت عام 1990 ليس بسبب فساد حكم علي عبدالله كما يروج له البعض ولكن بسبب الفهم الخاطئ للوحدة لدى من حكم الجنوب والذين رفضوا حينه حتى مشروع الفيدرالية التي اقترحها علي عبدالله.. كفانا دجل ومزايدة اليوم ودعونا نصحح ذلك الفهم الخاطئ للوحدة والكف عن تزوير التاريخ الجنوبي وهذا وحده فقط سيضمن الخروج من هذا الوحل وسيعيد الأمور إلى نصابها وهذا ما يتبناه مشروع الاستقلال الجنوبي اليوم. أبرزت ورقة أو محاضرة الدكتور ياسين في تقييمها للوضع الحالي بخلفيته التاريخية شئ لم يعد مقبول وليس منطقيا وهو أن نقدا لم يوجه بالمطلق للأخطاء التي ارتكبها الحزب في تاريخه وكان شئ سار على ما يرام واكتفى برمي السهام نحو سلطة السابع من يوليو والوطنيين الجنوبيين والأخطر من هذا أن عملية تزوير وإصرار على الاستمرار في هذا من قبل الدكتور ياسين للواقع الحالي الذي نعيش فيه ونحن شهود عليه ولا نحتاج لمن يقدم لنا معلومات عنه.. دعونا نتأمل فيما يقوله عن الحراك الجنوبي كما ورد في محاضرته المذكورة: (والحقيقة أن النضال السلمي الديمقراطي للقاء المشترك شكل سياجا للحراك السياسي الجماهير حيث حرص أن يشارك فيه وان لا يكون وصياً عليه وأكد على أهمية الدفع بمثل هذه التفاعلات الاجتماعية والسياسية وتوسيع مساحتها أي مساحة تحالفاتها، ومن الممكن أن تنتج قياداتها الميدانية التي سترفد الحياة السياسية بدماء جديدة ويمكننا اليوم وبالوقائع إثبات وجاهه هذه النظرة. 11- جرى تفاعل سياسي جماهيري واسع على صعيد اليمن كلها مع الحراك في الجنوب وإن لم يمكن بالشكل المطلوب وأخذ هذا التفاعل يعمل باتجاه إنضاج موقف وطني عام بشأن بناء الدولة الوطنية الديمقراطية على أساس تلبي حاجة الشراكة الوطنية وتخرج الوحدة من المأزق الذي وضعتها فيه سلطة القوة والعنف.) كيف تجرأ على قول هذا وهو يدرك أن المشاركين في الحراك من مختلف الأحزاب السياسية قد التحقوا بهذه المسيرة بصفاتهم الشخصية وأن أحزابهم لا تتبنى ولا تقر بالمطلق شئ أسمه استقلال الجنوب ليس هذا فحسب بل أن المشترك بوسائل إعلامه بمن فيها تلك التابعة للحزب الاشتراكي قد تعمدت تشويه الوقائع والفعاليات وتجييرها لصالح المشترك..وقد كان تقرير الأمانة العامة المقدم أمام دورة اللجنة المركزية للاشتراكي قبل الأخيرة أكثر وضوحا بوصفه للحراك الجنوبي بأنه عبارة عن قطاع طرق وأصحابه أناس يريدون أن يستقوون بالخارج, ضف إلى أن الدكتور ياسين نفسه وصف الحراك الجنوبي بأنه مشروع أقزام وأصحاب الدكاكين الصغيرة.. كلنا نعرف أن المشترك لعب دورا خطيرا في محاولته الاستيلاء على الحراك الجنوبي فبدأ أولا بتفريخه من خلال افتعال عدد من الفعاليات المشابهة في اليمن كما حصل في تعز في محاولة لإظهار ما يدور في الجنوب بأنه شئ يعم اليمن والجنوب ومحاولة ربط ذلك بالفساد والأوضاع المعيشية وإفراغ مسيرة التحرير الجنوبية من مضمونها السياسي وهذا ما أكد عليه في محاضرته المذكورة بقوله: (وكان الحراك السياسي في الجنوب قد توفرت له عوامل وشروط الظهور والبدء على نحو مكنته من أن يتصدر الحراك السياسي والجماهيري على صعيد البلاد من حيث المبادرة وقوة الحشد وتماسك الروابط الداخلية وانتظامه في سياق متصل بظروف المعاناة الذاتية لمتسببه، وما شهده هذا الجزء من الوطن من ظروف حرب 1994 جعلت المشهد السياسي والاجتماعي فيه يبدو وكأنه غرفة عمليات طوارئ حتى استطاع الحراك أن يعيد بناء المشهد على النحو الذي جعله أكثر تعبيراً من الناحية السياسية والمعرفية عن حاجة الجنوب إلى احتشاد سياسي "وليس عصبوياً" يمكنه من إعادة الاعتبار لمكانته في المعادلة الوطنية كطرف أساسي في الوحدة، وهي المكانة التي خربها إحلال القوة محل الديمقراطية والسلام). بعد أن فشلت تلك المحاولات في إستنتساخ وإبهات مسيرة التحرير الجنوبية وبعد فشل السلطة في قمعها أسندت للمشترك مهمة قيادة المسيرة الجنوبية واحتوائها وهذا ما حاول فعله في فعالية 14 أكتوبر 2007 الكبرى في مدينة الثورة في ردفان وفي 30 2007نوفمبر في عدن وفي 13 يناير 2008 في عدن أيضا.. كل المحاولات باءت بالفشل حيث كانت ابرز شعارات المشاركين التي رددت بشكل جماعي وبقوة من قبل الجماهير الجنوبية هو ( لا مشترك بعد اليوم) ومنع أي من ممثلي المشترك من أن يلقوا كلماتهم وشتمتهم الجماهير بالألفاظ التي تليق بهم كصف متقدم لسلطة السابع من يوليو وعصابة صنعاء..وكان لفشل المشترك في تنظيم فعاليات خاصة به أيضا وقع سيئ في نفوسهم عندما حاولوا فعل ذلك في الضالع مع نهاية عام 2007 ولم يحضر أكثر من 25 شخص في الوقت الذي يحضر لفعاليات حركة التحرير الجنوبية ومشروع الاستقلال بشكل يومي ودون عناء في الترتيب في أسوأ الأحوال 30 ألف لكن بعض الفعاليات جذبت أكثر من نصف مليون مشارك , وكتبت الصحف عنها بالبنط العريض. كان لهذا الفشل الكبير للمشترك وتصدي الجماهير الجنوبية له ومنع ممثليه من حضور فعاليات الجنوب السياسية الداعية للاستقلال وقع الصاعقة لدى رئيس عصابة صنعاء أضطر أن يدعي بعض القيادات من المشترك للقاء خاص حضرة نفر من قيادة الإصلاح والاشتراكي بمن فيهم ياسين وقال لهم صالح بالحرف الواحد (أريد منكم قيادة المشترك اليوم أن تقدموا التزامكم بالتصدي للضالع وردفان فقط ولا أريد منهم أكثر من ذلك وشتمهم واصفا إياهم بأنهم لا يقدروا على فعل شئ وأنهم فقط يستولون من الرئيس دون أن يفعلوا شئ وان هذه ستكون آخر فرصة للمشترك ليقوم بمهامه وإلا فإن الوحدة سيحميها الجيش والأمن دون أي حاج للأحزاب). كان هذا الاجتماع الطارئ قد عقد على إثر الفعالية الكبرى التي أقيمت في الضالع في مركز الحصين رفعت فيها أعلام دولة الجنوب المحتلة وتوجه وفد رمزي لوضع البراميل على نقاط الحدود في منطقة سناح الحدودية التي تقع بين اليمن والجنوب .. انفض الاجتماع وحشد المشترك بإعلانه عن إقامة فعالية كبرى في الضالع كرد على ما حصل من قبل أبناء الضالع والجنوبيين..تم استدعاء قيادات أحزاب اللقاء المشترك من صنعاء بمن فيهم مرشح الرئاسة فيصل بن شملان والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي مقبل والدكتور ياسين الذي توجه إلى الضالع وتعمد عدم حضور الفعالية لعلمه المسبق بالنتائج. لكن عدد كبير من قادة المشترك حضروا مع الفرقة الساخرة لفهد القرني لإضفاء المرح والحيوية على الفعالية.توجه الجميع إلى ميدان الصمود في مدينة الضالع وفي نفس الوقت جلبوا معهم عشرة ألف مواطن يمني من خارج الضالع نيابة عن أبنائها الذي قاطعوا فعالية المشترك اليتيمة والتي فشلت في نهاية 2007م. أثار هذا الفعل المشين حفيظة أبناء الضالع فلا يعقل أن يأتي أناس من خارج الضالع للتعبير نيابة عن أبناءها فتحرك الشارع بشكل منظم يحمل رايات دولة الجنوب وتوافدت بشكل مذهل الجماهير التي زادت عن خمسون ألف اجتاحوا المهرجان المدسوس يرددوا شعارات ضد الاحتلال اليمني أسكتوا معه أصوات من حضروا من خارج الضالع الذين أصابهم الذعر من غضب الجنوبيين وتحول المهرجان إلى معركة بالأيدي رميت قيادات المشترك بالأحذية واللعنات وطردوا خارج الضالع وإلى غير رجع.. ترى ابعد هذا يأتي الدكتور ياسين ليقول لنا، اللقاء المشترك شكل سياجا للحراك السياسي وهو الحاضر الفاعل في الحراك السياسي.. ويكشف الدكتور ياسين أبعاد الدور القذر الذي أوكل للقاء المشترك بقوله: لقد برزت ملامح هذا التقدم الذي ساد الحراك السياسي في صيغ سياسته أخذ بعدها الوطني شكل الإطار الأوسع للمنخرطين في الحراك السياسي لكن السلطة سارعت إلى تعطيله باقتحام مساراته باستخدام القوة والاعتقالات والمواجهات المسلحة ويجيء تدخل السلطة في الوقت كان الحراك يُستكمل إعادة بناء خياراته الوطنية على الرغم مما كان يزدحم فيه من رؤى وتباينات. وكانت "القضية الجنوبية" قد أخذت تتبلور في سياقها الوطني الذي تمسكت به معظم فعاليات وقوى الحراك السياسي، وأعتبرها "المشترك" البوابة نحو حل الأزمة الوطنية والإصلاح الشامل". لقد أكد ياسين إن الحراك كان يستكمل إعادة بناء خياراته الوطنية.. وأن القضية الجنوبية قد بدأت تتبلور في سياقها الوطني وهو قول لا تدعمه الوقائع فقد بدأ الحراك يرفع شعارات مطلبيه حقوقية ما لبثت أن تبلورت إلى مطالب سياسية بلغت ذروتها في رفع شعار الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كحل وحيد للقضية الجنوبية,, بالتأكيد مايقصده ياسين هو ماكان يخطط له المشترك وهو إفراغ المشروع والثورة الجنوبية من محتواهما وتحويلهما إلى مشروع ملحق بما تطالب به تعز والحديدة .. ويتأسف ياسين على تدخل السلطة بتنفيذها للوعيد الذي وجهه صالح لقيادة المشترك في اجتماعه الأخير واستخدام العنف وتعطيل المسار الذي كان يخطط له المشترك. هكذا تبدو الصورة وتبدو المؤامرة التي يشترك فيها ياسين أكثر وضوحا بانتقاله إلى ضفة جديدة ليست ضفة المشترك الذي خسر كل أوراقة في الجنوب ولم يعد مستساغا لذا قرر صالح ومعه ياسين العودة للحزب لاشتراكي للقيام بهذا الدور كون الحزب جنوبي المنشأ والتاريخ وسيكون مقبولا بدون المشترك لتمثيل قيادة الحراك في الجنوب وتمثيله هذا هو مضمون الصفقة – المؤامرة بين صالح وياسين في لقاء الحديدة الذي ينص على إتاحة الفرصة للاشتراكي لتقديم الحلول والمبادرات التي تفضي إلى قطع الطريق أمام الثورة الجنوبية بإعلان السلطات اليمنية إعادة الاعتبار للوحدة من خلال إعادة الاعتبار للشريك الذي مثل الجنوب فيها وبالتالي اختزال الجنوب بالحزب الاشتراكي واختزال الاشتراكي بالدكتور ياسين ومحسن الشرجبي والصراري ونفر يتم اختيارهم بعناية للمشاركة في الحكومة على الطريقة التي نراها اليوم في تمثيل الجنوبيين لدى اليمن. ولهذا كرست دورة اللجنة المركزية الأخيرة للحزب الاشتراكي للحديث عن الشراكة وحل القضية الجنوبية عبر الشراكة.. يتبع ... |
#5
|
||||
|
||||
هكذا تتجلى الحقائق في إستمرا ر الحزب الاشتراكي في تكريس الأخطاء وتزييف الوعي وهو العمل المنظم الممنهج الذي شكل صرحا وجسرا عبرت من خلال عصابة صنعاء إلى المرحلة التي مهدت لها بالقيام بالاعتداء على الجنوب وتاريخه ورموزه ومهما حاولت قيادة الحزب الظهور بمظهر المعارض والناقد للسلطة الحالية فإن ذلك دور آخر لايقل خطورة عما قامت به خلال ثلاثين عام من تزوير لتاريخ الجنوب وهو إضفاء الشرعية على سلطات الإحتلا ل اليمني وإظهارها بأنها تفسح المجال للمعارضين في وضع صحي وديمقراطي وهو يصب في نهاية المطاف في خدمة السلطة وتكريس للواقع الحالي بالإضافة إلى المهمة التي أوكلت للحزب وهي التصدي لأي عمل حقيقي ينحو باتجاه استقلال الجنوب.
هناك تناقض وقع فيه الدكتور ياسين ولا يمكن تصوره من قبلنا بأنه زلة قدم أو لسان فهو أديب وسياسي مخضرم وحصيف لكنه تأكيد لقناعة راسخة يراد منها إفراغ القضية الجنوبية من محتواها الحقيقي. في محاضرته المذكورة وفي البيانين الأخير وما قبل الأخير لدورتي اللجنة المركزية أشارا إلى أن القضية الجنوبية هي قضية سياسية وهي حقيقة موضوعية, لكنه عندما قدم تفسير لنشوء القضية الجنوبية فقد بترها عن سياقها التاريخي بشكل متعمد ففي نظرة أن القضية الجنوبية ظهرت بعد الوحدة بفعل ممارسات السلطات اليمنية وهو تفسير له دلالة خطيرة إذا أن حل القضية الجنوبية وفقا لهذه الرؤية تكمن في حل مشكلة السلطة عبر إصلاحها أو تغييرها وهنا تصبح المسالة ذاتية وتتنافى مع قوله بأن القضية الجنوبية صارت حقيقة موضوعية..حيث قال(لم تستطع أن تفرق بين ما اعتبرته مشكلة الحزب الاشتراكي من ناحية ومن ناحية ثانية بين المشكلة الحقيقية المرتبطة بشراكة الطرف الآخر في الوحدة الذي هو الجنوب الشريك الفعلي الذي قاده الاشتراكي إلى الوحدة ورفض أن يكون شريكاً نيابة عنه. ولهذا السبب رحلت المشكلة إلى ما بعد الحرب، ناهيك عما أنتجته الحرب من مشكلات أخرى أعمق وأشد تأثيراً أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأزمة ليست مفتعلة، وأن جذرها يكمن في عدم القدرة على استيعاب حاجة الوحدة إلى دولة وطنية ديمقراطية تحقق شراكة فعلية لدولتيها السابقتين سكاناً وأرضاً ليس فيها غبن أو إجحاف أو استعلاء أو مناورة. والحقيقة أن هذه المرحلة مهدت بقوة لظهور "القضية الجنوبية" حيث أدت الحرب ونتائجها والسياسات التي أعقبتها إلى تكريسها كقضية حقيقية ذات بعدين: حقوقي مطلبي، وحقوقي سياسي.) هنا يتحدث عن مرحلة ما بعد نكبة 1990 وتعامل سلطات الجمهورية العربية اليمنية مع الشريك الذي نصب نفسه وصيا على الجنوب وكيف أن هذا السلوك السلطوي خلق الأزمة ومهد لظهور القضية الجنوبية في محاولة منه لبتر السياق التاريخي للقضية الجنوبية وتجنب تحميل الاشتراكي أي أخطاء أدت إلى نشوء هذه الأزمة وهو أمر مخالف للوقائع والحقائق. لقد تبلور وعي جنوبي يدرك هذه الحقائق عكس هذا الوعي نفسه بالحراك السياسي الجنوبي المتمثل بمشروع الاستقلال الجنوبي وإيقاظ الهوية الجنوبية وهذا ما يحاول الدكتور ياسين تغييبه على الورق. إن القضية الجنوبية لم تنشأ بسبب ممارسات عصابة سلطات صنعاء كما يضن البعض ويحاول آخرون تكريس هذا الفهم لأننا لو سلما بكذا استنتاج لصار الحل محصورا بتغيير عصابة صنعاء أو إصلاحها وهو أمر مستبعد لايمكن أن يتم وأن تم لن تحل القضية الجنوبية.. ولذا فإن القضية الجنوبية تعود جذورها لقرون وهي قرون الصراع بين الدويلات التي قطنت هذه الرقعة من الأرض في جنوب الجزيرة العربية تبلور هذا الصراع خلال القرون الثلاثة الأخيرة بغزوات الأئمة وصراعهم مع سلطنات ومشيخات جنوب الجزيرة العربية المعروفة بالجنوب العربي. لا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الصراع لكن مايهمني أن أعود إلى الخلف قليلا حتى مرحلة خمسينيات القرن الماضي مرحلة انبعاث الوعي التحرري والقومي في الجنوب وطغيانه على الحركة الوطنية الجنوبية التي نعتت بالانفصالية وكان للمد القومي والحماس الشعبي المتأثر بما يجري في مصر والجزائر دورا حاسما في انتصار تيار حركة القوميين العرب التي لاتؤمن بالحدود الوطنية للأقطار العربية و لا تؤمن بالحقائق على الأرض التي اعتبرتها صنيعة استعمارية. بدأت القضية الجنوبية تعبر عن نفسها في إطار التيار القومي نفسه لأن القضية الجنوبية حقيقة موضوعية لايمكن إلغائها بقرار أو بانتصار حزب ووصوله للسلطة وكانت الانقسامات التي حدثت في المؤتمر الرابع للجبهة القومية في زنجبار في عام 1968 وصنفت على أنها صراع بين اليسار واليمين في الجبهة القومية لكنها في حقيقة الأمر صراع بين النزعة القومية الوطنية الجنوبية وبين التيار اليمني الذي استقطب العدد الأكبر من الصف الثاني من قيادات الجبهة القومية وبالذات ممن شكلوا فدائي الجبهات والمناطق في الجناح العسكري.. فتم على إثره تصفية الصف الأول من أبناء الجنوب قادة الثورة بين سجن وتشريد واغتيال, واستمرت عملية تصفيات القيادات الجنوبية داخل اليسار نفسه حتى تمت تهيئة الأجواء بشكل كامل بعد اختطاف الجبهة القومية وتأسيس الحزب الاشتراكي الذي جل قيادته من اليمنيين سواء الذين عاشوا في عدن نفسها أو ممن يسمون بحزب الوحدة الشعبية اليمني الذي أخذ لوحدة نصف مقاعد أعلى سلطة سياسية في الجنوب حتى أحكمت السيطرة وأخرجوا مشروع الوحدة بالطريقة التي نعرفها جميعا.. أي وحدة تلك التي رفضت أن تتيح فرصة المشاركة للأطراف الجنوبية المغيبة لعقدين رغم إعلان تبنى واقتران الوحدة بالديمقراطية .. لم يشرك أحد من السياسيين الجنوبيين من خارج الاشتراكي أو الأحزاب السياسية الجنوبية في تشكيلة تمثيل الجنوب فقد ظل المكاوي والجفري وشيخان الحبشي ومحمد علي هيثم وعلي ناصر وغيرهم من أحزاب وشخصيات وطنية جنوبية ثورة مضادة وفقا لتصنيف عام 1970م بينما علي عبدالله صالح صار وطنيا يجب التحالف معه لضرب القوى الرجعية في اليمن وبالذات الجماعات الظلامية التي هي أصلا العمود الفقري لعصابة على عبدالله صالح, ومثلت الجبهة الوطنية اليمنية القشة التي قسمت ظهر الاشتراكي لعدم ترتيب أوضاع البعض منهم في توليفة الجنوب.. هكذا بدا المشهد عشية نكبة 1990 م فالوحدة فقط بين الأغلبية الشمالية من الحزب الاشتراكي ممثلين للجنوب وبين اليمنيين الذي خلت قائمتهم من جنوبي واحد من الذين خدموا بإخلاص في اليمن ردحا من الزمن.. لقد كانت الوحدة المسموح بها بين اليمنيين في اليمن والجنوب وليست مسموحة بالمطلق بين الجنوبيين في إطار الجنوب نفسه.. في عام 1989م عندما حاول الجنوبيين على استحياء تقديم مشروع الإصلاح الاقتصادي والسياسي الشامل والذي تضمن القليل من المساحة التي أفردت للرأسمال الوطني الجنوبي بالمشاركة في العملية الاقتصادية, انتفض تيار الشرجبي في قيادة الحزب الاشتراكي وقالوا أننا سنسلم منجزات الثورة ومكتسبات الكادحين لأعداء الوطن والثورة المضادة. رغم أنهم أوقفوا هذا المشروع لكنهم أدركوا بأن الوعي الجنوبي قد استيقظ فأسرعوا في توتير الأجواء بين اليمن والجنوب فيما سميت بأزمة المنطقة النفطية المتنازع عليها في شبوة وخلقوا الفتنة بين القيادات الجنوبية حتى تمكنوا من خلق وضع مهد لهم التحضير لانقلاب ابيض على الحزب والدولة الجنوبيين وتسليمهما لعصابة صنعاء على طبق من ذهب كما قال المرحوم جارالله عمر لصالح أمام الملا في تعز.. انقلاب 1990 حري بالتأمل عن الكيفية التي تم بها.. كان الحزب الاشتراكي حينها مركب تركيبا خاطئا فالحزب الاشتراكي أغلب قياداته هم من اليمنيين بينما قواعده هم في الجنوب أصلا لذا كان من الصعب تمرير انقلاب ما يسمى بالوحدة إذا ما طرحت المسالة لقواعد الحزب في الجنوب رغم أن الجنوبيين وحدويين وتربوا على هذا النفس الوحدوي أي أنه تم تمرير المشروع الذي سمي بالوحدة وبهذه الطريقة التي كانت غير واردة في أذهان القواعد الحزبية على ألإطلاق.. لذا فمن أجل تجنب فشل هذه المؤامرة وتنفيذ مشروع الانقلاب الأبيض كان لابد من تعليق الهيئات الحزبية الدنيا وقواعد الحزب وحصر المسالة في إطار الهيئات العليا- اللجنة المركزية- المكتب السياسي والأمانة العامة) ذات الأغلبية اليمنية حتى يضمن النجاح.تلك الهيئات العليا اللتان مارستا أساليب التكفير والتخوين على الجنوبيين( مجموعة صالح السييلي وسعيد صالح) الذين ابدوا تحفظهم على الطريقة التي يراد بها للوحدة أن تتم، ساعدهم في ذلك الوضع الهش في الجنوب والحماس الجماهيري الوحدوي والعفوي.. فكانت الفرصة سانحة لشطب الدولة الجنوبية وتجميد وإلغاء الحزب الاشتراكي اليمني والذي لم يبق منه سوى الهيئات العليا ذات الأكثرية اليمنية كل هذا حدث بين عشية وضحاها دون استفتاء شعبي ودون استفتاء أو تصويت حزبي في مخالفة صريحة لدستور دولة الوحدة واتفاقية 30نوفمبر 1989م.. من يقول أن عصابة صنعاء قد سرحت الجنوبيين في عام 1994م فقد أخفى نصف الحقيقة لأن الجنوبيين قد سرحوا في مايو 1990م هؤلاء اللذين ذهبوا إلى صنعاء خسروا وظائفهم بمن فيهم نائب الرئيس الذي لم يتمكن من تثبيت وضعه كنائب حقيقي حتى قيام الحرب, البعض منهم ظل في صنعاء بدون وظيفة أو بوظيفة شكلية والبعض عاد إلى عدن. على نفس المنوال أما الذين ظلوا في الجنوب فقد ألغيت مؤسساتهم وأحتفظ بها أسميا تستجدي صنعاء أو تعيش تحت رحمة اليمنيين القادمين من صنعاء والمسنودين ماليا وإداريا وقبليا. نفس الوضع ينطبق على الحزب الاشتراكي اليمني فقد جمدت المنظمات الحزبية وقواعد الحزب بطريقة غير معلنه فالبعض فقد الصلة بشكل كامل مع الحزب ولم تعد قنوات التواصل مفتوحة بين هيئات الحزب العليا والقواعد بشكل سليم ناهيك عن قرار شطب المنظمات الحزبية في المؤسسات العسكرية والدبلوماسية وهي التي كانت الأكثر فاعلية في التركيبة الحزبية والتي كانت دائما توظف كأداة للحسم أي خلافات داخل مؤسسة السلطة في الجنوب .. ما تبقى من قواعد للحزب صارت أشلاء ليس لها أي صلة أو تأثير بما يدور في قيادة الحزب التي يديرها بإحكام اليمنيين بالإضافة إلى نشوء ذلك الوضع السلبي الذي سببته سقوط المنظومة الاشتراكية التي أطفأت جذوة الحماس والروح الثورية المقاومة لدى أعضاء الحزب وجعلتهم لايبالون بشئ مما يجري رغم أن رؤوس طارت وحناجر خنقت تحت مسميات يمين ويسار انتهازي لمجرد التفكير في شئ ربما يفسر وفقا لبرنامج الحزب على انه خطأ, ولكن أن تسلم كل ممتلكات ومكتسبات الجنوب إلى عصابة في صنعاء ليس للدولة الغير موجودة أصلا أي سلطان عليها, وان يصبح عدد من المنظرين الماركسيين مستشارين لدى علي عبدالله وتبقى قواعد الحزب متفرجة ولا يعنيها في الأمر شئ فإن الأمر يدعو إلى التأمل. هكذا فقد تم شطب الحزب من قبل قيادته عام 1990م وابقي على الهيئات العليا للمشاركة في الفتات الذي يرمى لها من موائد عصابة صنعاء وهذا ما ينادي به الدكتور ياسين باسم الشراكة وأكدت عليه اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة في مايو 2008م.. بقي أن نشير إلى أن قواعد الحزب الاشتراكي الجنوبيين قد ذهبوا بعيدا عن قيادة الحزب ووجدوا ضالتهم في مسيرة التحرير الجنوبية ومشروع الاستقلال.. ومازال ياسين مصرا على أنهم في الحزب الذي يموله ويوجهه القصر. وحتى قائد الثورة الجنوبية حسن باعوم ورفاقه ممن اختطفتهم عصابة صنعاء في سجونها تريد قيادة الحزب تجيير رصيده لصالح الحزب من خلال الإدعاء أنه من قادة الحزب الاشتراكي اليمني رغم خلافه الشهير معهم وانقطاعه عن الحزب في موقف تاريخي أتهم فيه الحزب بخيانته للقضية الجنوبية وهو أمر تحاول قيادة الاشتراكي بطريقة انتهازية فجه تجيير رصيد المناضلين وفي مقدمتهم باعوم لصالحها وفي نفس الوقت ألظهور بمظهر المدافع عنهم والادعاء أن السلطة استهدفت باختطافه الحزب الاشتراكي.. وفي الواقع لم تفعل قيادة الاشتراكي شئ يذكر وتخلت عمن تدعي انتمائهم لها وخانتهم كما خانت الجنوب وشعبه .. هكذا ياسين تنفس الصعداء بوجود المناوئين له من الجنوبيين في الأقبية والمعتقلات ونقل دورة اللجنة المركزية المقرر لها الانعقاد في عدن إلى صنعاء في نهاية مايو2008 م وافتتح دورة اللجنة المركزية التي عقدت بمناسبة ذكرى الوحدة بتوجيه تحية للوحدة في ذكراها المجيد.. إذن القضية المركزية التي نختلف بها مع الدكتور ياسين وقيادة الحزب الاشتراكي أليمنيي هي في مفهومنا للوحدة و للقضية الجنوبية التي جعلت من ياسين وقيادة الحزب من اليمنيين يعزون فشل الوحدة لانقلاب علي عبدالله صالح عليها في حربة ضد الجنوب في 1994م وهو قول عاري من الصحة لان الوحدة لم تقم أصلا وأعلن عنها فقط وفشلت فشلا ذريعتا قبل الحرب نفسها والسبب يعود إلى الطريقة التي بها نظرت قيادة الحزب للوحدة ولم تحقق منها شئ. أما حرب 1994م فليست كما يقال موجهة ضد الاشتراكي ومن اجل إقصاء الشريك في الوحدة لأن الاشتراكي انقسم على نفسه فقواعده في اليمن كانت إلى جانب علي عبدالله صالح وإما الجنوب فقد كان مهلهلا ممزقا رغم الاصطفاف الذي حصل بين القوى الجنوبية من مختلف الأطياف.. لذا نجد اليوم أن من ينتمون إلى الاشتراكي من اليمنيين رغم اقتناعهم أن الوحدة لم تقم وقد قضت الحرب على أي أمل بقيامها إلا أنهم يقفون إلى جانب علي عبدالله باستماتة ضد أي تحرك جنوبي للتحرر والأنعتاق من هذا الظلم والاحتلال ومازال الدكتور ياسين مصرا على أن الاشتراكي هو الذي يقود الحراك في الجنوب في مسعى وتخطيط لتنصيبه وصيا على الجنوب تحت مسمى إعادة الاعتبار للوحدة واستعادة الشراكة. يقول الدكتور مسدوس في نداء وجهة إلى الرأي العام في إبريل الماضي حول هذه المسالة(أن أكثر السياسيين المنحدرين من الشمال هم معترفين بغياب الشراكة الجنوبية بعد الحرب، و لكنهم بسبب فهمهم الخاطئ للوحدة يصرون على وجودها . و هذا منطق متناقض ، لأنه إذا ما كانت الشراكة الجنوبية غائبة فمن البديهي بأن تكون الوحدة غائبة و ان يكون الوضع القائم أسوأ من الاحتلال . فعلى سبيل المثال كان الوضع في عهد الاحتلال البريطاني أفضل من الآن و كنا نسميه احتلال ، فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ ؟؟؟. و هل يعقل بأن نسميه وحده و هو أسوأ من الاحتلال البريطاني ؟؟؟. و بالتالي فان من يدّعي الدفاع عن الوحده ، فانما هو يدافع عن الاحتلال و ليس عن الوحده بالضروره) ينطلق ياسين وقيادة الحزب الاشتراكي من موظفي القصر في فهمهم لإعادة الاعتبار للوحدة واستعادة الشراكة بأن الحزب الاشتراكي كان شريكا في تحقيق الوحدة وأن الحرب استبعدته وأقصته كشريك لذا فإصلاح مسار الوحدة هو بإعادة الوضع إلى ماقبل الحرب نفسها بما يعني تشكيل حكومة ائتلاف بين المؤتمر والحزب وتوزيع الحقائب الوزارية وعودة الحكم الشمولي بجلباب وحدوي ودفن القضية الجنوبية مع قناعتي التامة أن من هم في السلطة بعد إعلان الوحدة لن يتركوها عبر الصناديق كما يدعوا فقد خرج الاشتراكيين من السلطة بالصواريخ والدبابات ولن يخرج من تبقى من أفردا العصابة التي استولت على السلطة إلا بالطريقة نفسها مع أن بقائهم لا يعنينا نحن في الجنوب بالبته .. أما وكيف تفتق ذهن ياسين وقيادة الحزب من موظفي القصر فجأة على مصطلح إصلاح مسار الوحدة وهو الذي وقف له في كل مرصد وأقصى كل من يتكلم عن هذا المصطلح على الرغم من انه فرض في المؤتمر الخامس للحزب كبرنامج عمل للحزب تم الالتفاف عليه كلية بتجميد برنامج الحزب والتوقيع على وثيقة مشتركة مع أحزاب اللقاء المشترك دون العودة للهيئات المخولة. تلك الوثيقة التي أعدها حزب الإصلاح – يد السلطة في المعارضة- المسيطر على اللقاء المشترك تتناقض كليا مع برنامج وتوجهات الحزب التي أقرت في المؤتمر الخامس للحزب ذلك ليس فقط لأنها لم تذكر إصلاح مسار الوحدة لا من قريب ولا من بعيد بل وإنها تؤكد على حرب الحفاظ على الوحدة!! ومازال ياسين وجماعته يقولوا أنهم سيناضلون من أجل إصلاح مسار الوحدة.. دعونا نتأمل فيما قاله عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الدكتور مسدوس عن موقف الحزب من هذه المسالة وهو العالم بخفايا الأمور. الحديث مقتبس من مقابلة له مؤخرا مع صحيفة الشارع حيث يقول(و فوق كل ذلك أن جميع أطراف المعارضة المنحدرة من الشمال ظلت تتصدى لقضية إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة أكثر من السلطة ذاتها . و لولا هذه الاصطفاف السياسي الشمالي المعادي للقضية الجنوبية لما رفع الشعب في الجنوب شعار حق تقرير المصير.)) ويضيف أيضا حول التيار(تم تأسيسه من قِبل أشخاص من الكوادر القيادية في الحزب الاشتراكي عندما فوجئنا برغبة الشماليين في قيادة الحزب بالمشاركة في انتخابات 1997م و نحن مازلنا نعيش الصدمة النفسية لمأساة الحرب و نتائجها . و قد فهمنا من ذلك بأنها محاوله لتطبيع الوضع السياسي مع صنعاء على حساب عدن ، و أشهرنا التيار برسالة للامين العام للحزب علي صالح عباد مقبل في نفس العام . أما الآلية التظيميه فلم تسمح لنا قيادة الحزب و لم تسمح لنا السلطة بذلك . و اذكر بأنني قد استدعيت إلى اجتماع طارئ للاماته ألعامه للحزب في بيت الدكتور ياسين سعيد نعمان لمحاسبتي على لقاء تشاوري عقدتاه في عدن ، و اذكر أنهم منعونا من استخدام أي من مقرات الحزب لمثل هذه اللقاءات التشاوريه ، ) وقال أيضا في معرض ردة على سؤال صحيفة الشارع (قلت في مقاله صحفيه أن صناع القرار في السلطة و في أحزاب اللقاء المشترك هم من الشمال .. ألا ترى أن هذا الكلام غير دقيق .. بعيدا عن الأحزاب الأخرى فقيادة الصف الاول في الاشتراكي جنوبيه ؟ فرد قائلا * ما كنت قد قلته كان صحيحا ، و الواقع قد أكده ،لأنني ظللت ثلاثة عشرة سنه و أنا اطرح قضية الحرب و نتائجها على قيادة الحزب الاشتراكي و هم يسقطونها بالأغلبية الشمالية . و اذكر ذات مره بأننا حاولنا إدخالها في البيان الختامي لدورة اللجنة المركزية و أسقطوها بالاغلبيه ، و تدخل الأمين العام علي صالح عباد مقبل و قال : ادخلوها إرضاءً لمدسوس . و إثناء طباعة البيان ذهب جار الله عمر و شطبها من البيان . و عندما احضروا البيان لمراجعته من قِبل ((مقبل)) قال مقبل : (( أين حقت مسدوس )) ، فقالوا شطبها جار الله عمر ، فأرجعها مقبل بخط يده . و الأكثر من ذلك أنهم ظلوا يقولون لا يشرّف الحزب بان يتبنى قضية إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة، لأنها تتعارض مع تاريخه. و هكذا أدوا بمواقفهم هذه إلى اجتثاث الحزب من الجنوب الذي هو منبع وجوده . و بعد أن يأس الشعب في الجنوب من الحزب الاشتراكي و من بقية الأحزاب الأخرى قام من ذاته للتعبير عن قضيته بذاته بعيدا عن كل هذه الأحزاب الموجودة ، و سوف يفرز طلائعه السياسية بعيدا عن هذه الأحزاب التي خذلته ، بكل تأكيد ، بل بالضرورة كذلك.) ترى هل بعد كل هذا الوضوح يستطيع ياسين وصحبة بيع الكلام داخل اسواق الجنوب!! قطعا لا أظن ذلك فلم تعد ثقافة تقديس الحزب الاشتراكي قائمة في الجنوب.. وقد صار الجنوبيين مسلحين بالوعي ولم يعد الجنوبي يقبل كل ما يأتيه بيسر وبأعين معصوبة.. المشكلة ليس في الشارع بل أنها في قيادة الحزب التي ترمي الكلام على عواهنه دون أن تدرك أن الكلام لم يعد مقبولا ولن يصدقه الجنوبيين. والمشكلة الأخرى أن تلكم القيادة التي تتخبّط خبط عشواء لم يعد معها من يقدر على توجيها وتقييم حالتها وهذا يعني أن الحزب صار مشلولا وغير قادر على تقييم ونقد ذاته.. حقا أنها أزمة مستفحلة في إطار القيادة والحزب ككل. *كاتب جنوبي مقيم في بريطانيا [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل].uk رابط المقال / [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
#6
|
|||
|
|||
المقال طويل ولكنه صريح اعتمد صاحبه الاستاذ النقيب على دلائل
ووقائع يدركها الانسان العادي فمابلك باصحاب السياسة والمتمرسين فيها النظام اليمني لصاحبه الرئيس الطالح هالك لامحاله ولذلك يبحث عن مخارج وحلول مؤقته حتى يتشافأ ومن ثم يعود الى ماكان عليه قبل المرض العضال الذي الم به لقد وجد في المشترك وفي الاشتراكي خاصة طوق للنجاة فتمسك بها وللاسف الشديد مد الاشتراكي يده لانقاذه ممتطي الشعارات القديمة التي لاتسمن ولا تغني وسرعان ما يمزقها من ساهمت في انتشاله عند السيف هذا اذا سلمنا بذلك مع إن المتابعين شككوا في جدوى تلك المحاولات وذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا إن الجميع سيغرق بمن فيهم من يدعي تقديم المساعدة وصاحب العصاء السحرية... وعلى كل حال اهل الجنوب لايهمهم الغريق ولا المنقذ ولايعنيهم ذلك كل مايهمهم هو اعادة وطنهم الذي سلب منهم وكان للاشتراكي دور كبير في ذلك فمنهم من اعترف وكفر عن ذلك الخطأ الجسيم فذاك محل ترحيب فخير الخطائين التوابون ومنهم من لايزال في غيه وذاك مالا يغفر له خطاياه وشطحاته شعب سحق وطمس وخدع وسيق الى وهم . شكراً يادكتور والشكر موصول الى الاخ الكريم الاستاذ النقيب ونقول له اثبت فكثرة السهام المتجه صوبكم لديل على سلامة توجهكم وقوة حجتكم وتجاوزكم حواجز القفز المشروعة لنقل قضيتكم قضية امتكم الصابرة والمنتظرة والمتعطشة لنسائم الحرية ولكننا ايضا نقول لاتتضايقون من النقد مهما كان لاذع وهذا ماعهدناه فيكم... |
#7
|
|||
|
|||
للاسف الشديد كلام غير مسؤل من شحص مسؤل
اصبحت قضيتك هي تصفيه حسابات مع الجنوبين كان المفترض منك توفر جهدك هذا لمهاجمه السلطه المحتله وليس الجنوبين يعني اصبح كل من يختلف معكم خائن وعميل هذه لغه غيرمسؤله ولاعقلانيه انت بهذه الطريقه توسع الهوي بين الجنوبين وتفرقهم اكثر مما هم متفرقين لاتفتح الماضي لان فيه نكي للجروح واجهاض التصالح والتسامح تذكر ان التاريخ لاينسي علي نفسها جنت براقش |
#8
|
|||
|
|||
إنت لا دخل لك وهذ شي يخص أبناء الجنوب العربي (ألعب غيرها)يا,,,,...... |
#9
|
|||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||
اسلوبك مثل اسلوب المحتل كل من يختلف معك في الراي هو غير جنوبي وخائن وعميل الاستقلال لن ياتي بمعادات كل الناس حتي الجنوبين دم الجنوبي علي الجنوبي حرام تخوين الجنوبي للجنوبي حرام |
#10
|
|||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||
ياريت تحترم القسم فإنت سبق وكذبت الأخ أبوعهد في ما ذكره عن الشهيد الأقطع : ونزعت منه حق المواطنه (وهوشهيد جنوبي)* |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:40 PM.