متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا

[ابو عهد الشعيبي]

أكثر من اثنين مليون جنوبي نجحت جلودهم تحت سياط القمع والإرهاب والإستبداد الشمالي، لكن ضروف تخلصهم من هذا الوضع لم تنضج بعد وإن بدأت ملامح تشكلها أكثر وضوحا اليوم .. فعلى مدى اكثر من خمسة عشر عاما هي سنوات المحنة التي ذهبنا اليها كجنوبيين في كامل رغبتنا تحت مسمى الوحدة ولأجل بناء دولة واحدة لشعبي الجنوب والشمال كانت كل سمات الضيم والباطل أبرز تعاملات وفرضيات لوبي صنعاء على ابناء الجنوب ، وبغباء ليس له مثيل كنا نتعاطئ السذاجة صبرآ وكإنا غير مصدقين إننا امام مخطط تأمري واضح من اليوم الاول .. حيث لم نجد في الواقع الجديد الذي حلمنا بالوصول اليه وتحقيقة سنينا إلا شتئ اصناف وانواع الغدر والتدمير للفكر والوعي والوطن ..
وجدناهم بإسم الديمقراطية يمررون كل الاعيبهم وخططهم الخبيثة ومن الوهلة الاولى لتوحدنا معهم فكانت كل تحركاتهم المفضوحة توحي بإنهم غير مؤهلين لألقاء حتى خطب المناسبات الوطنية والمعدة سلفآ للتأثير والتغيير الإيجابي على عقول الناس وصناعة الرأي وإحداث تحول نوعي في وعي المجتمع كي يواكب الواقع والعهد الجديدين فضلآ عن ان يكونوا اصحاب وعي حقيقي بثوابت الوحدة وإتفاقياتها وردائفها الإستراتيجية كالديمقراطية وغيرها من لوازم التطور الوطني وبناء الحياة الكريمة للشعوب ..
كانوا بالفعل على قدر كافي من التجهيز والخطط وساروا إلى المرابض خطوة خطوة على مرئ ومسمع كل الجنوبيين وحين لاحة في الأفق بوادر الكارثة ماكان لدى الجنوبيين من حيلة تكفي لفك الإرتباط الذي دمر الجنوب شعب ووطن ..
فكل ديموقراطية في العالم لا يمكن أن تعني غير سيادة القانون وعدم توقيف إنسان إلا بنص قانوني واضح ولكنها في قاموس شيوخ وعساكر صنعاء وشمالها تعني حرية إغتصاب حقوق الناس ومصادرتها وضم شعوب بكل إرثها وحضارتها وتاريخها إلى املاك القبيلة وبصائرها الباطلة .. كل ديموقراطية لا يمكن أن تعني تعذيب الناس وجلدهم وإخفاءهم في السجون لسنوات ولكنها أي ديمقراطية صنعاء لا ترضا إلا بإقتلاع كل حر وكل كريم وإمتصاص حتى دمه ونهش عرضه وعدن بما فيها من تفسخ ودمار إجتماعي وإتنحلال خلقي وبسياسة رسمية معتمدة خير شاهد على النوذج الصنعاني في الديمقراطية ،
وإذا ماكانت هذه هي الحقيقة وفي أقل وصف لها وبشق بسيط جدآ من حقائق لا حصر لها .. فلماذا إذآ تعترضون يا مثقفوا الشمال على اللجوء إلى الخارج لإنتزاع حقوق شعب الجنوب من تحت سطوة هذة العصابات وجبروتها بعد إن تقطعت كل سُبل الحوار وتمزقت كل أواصر الود والتراحم بفعل حرب ضروس طالت كل شي ؟؟
فإذا كانت ساحتكم لايسودها إلأ قطعان اللصوص وقطاع الطرق وكبار فاسدي هذه الارض وفرق التعسف من العساكر والمليشيات الخاصة وهي من أوكلت اليها مهام سرقت وإفساد الجنوب ونهب ثروات اهلها الضاهرة منها والباطنة وإذلال كل جنوبي شريف .. في الوقت الذي فيه تُغيب القيم وتُهدر الحقوق الشخصية والعامة وتجُمد القوانين الوضعية ..فأين لنا إن نجد حقوق وهبنا اياها الله تعالى على ترابنا وارضنا في وضع كهذا .. ان التعذيب والاستبداد والقهر ، مفردات لا جنسية لها ، لكنها توشك في هذه الأيام، أن تصبح مفردات صنعانية سنحانية مئة بالمئة ..
ومع واقع كهذا لا يسعنا إلأا القول .. إلا ما قال الخليفه عمر رضي الله عنه ..

" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا "
إبن الجنوب
عدن