القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
||||
|
||||
مصطفى الرافعي ونثرات الحروف
1
فالعيدُ إنَّما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه، و كما يفهم الناسُ هذا المعنى يتلقَّوْن هذا اليوم؛ و كان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة، فأصبح عيد الفكرة العابثة؛ و كانت عبادة الفكرة جمْعَها الأُمَّة في إرادة واحدة على حقيقة عمَليَّة، فأصبح عَبَثُ الفكرة جمعَها الأمة على تقليدٍ بغير حقيقة؛ له مظهر المنفعة و ليس له معناها.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
2
و تأمَّلتُ الأطفال، و أثر العيد على نفوسهم التي وَسِعَتْ منَ البشاشة فوق مِلئها؛ فإذا لسان حالهم يقول للكبار: أيتُها البهائم، اخلعي أرسانَكِ و لو يومًا... أيُّها الناس، انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يُوجِدون حقيقتهم البريئة الضاحكة، لا كما تصنعون إذْ تنطلقون انطلاق الوحش يُوجِد حقيقتَه المفترسة.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
3
هؤلاء الذين تعيشُ أنفسُهم في التراب، و يتمرَّغون بأخلاقِهم فيه، ينقلبون على الحياة من صنع التراب ناسًا دُودًا كطبع الدُّود لا يقعُ في شيء إلَّا أفسده أو قذَّره؛ أو قومًا سُوسًا كطبع السُّوس لا ينالُ شيئًا إلا نَخَرَهُ أو عابَه، فهم يُوقِعون الخَلَل في نظام أنفسهم، فإذا هي طائشة تخيِّل لهم كأنَّما اختلَّت نواميس الدنيا، و كأنَّ الله قبضَهم و بسطَ غيرَهم، و شَغَلَهم و فَرَّغَ مَن عداهم، و ابتلاهم على مُسكة الرزق بالشهوة المسعورة التي لا تتحقق، فضرَبَهم بالمجاهَدة التي لا تنقطع؛ و أنعَمَ على غيرهم في بسطة الرزق بالشجرة المسحورة التي لا تُقطَع منها ثمرة إلا نبتَ غيرُها في مكانِها.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
4
أولئك إخوانُنا المُجاهدون ف فلسطين؛ و معنى ذلك أنَّ أخلاقَنا هي حُلَفاؤهم في هذا الجهاد. أولئك إخوانُنا المنكوبون؛ و معنى ذلك أنَّهم في نكبتِهم امتحانٌ لِضمائرنا نحن المسلمين جميعًا. أولئك إخوانُنا المضطَهَدون؛ و معنى ذلك أنَّ السياسة التي أذَلَّتهم تسألُنا نحن: هل عندنا إقرارٌ لِلذلّ؟ ماذا تكون نكبةُ الأخ إلَّا أنْ تكون اسمًا آخر لِمروءة سائر إخوتِهِ أو مَذَلَّتهِم؟
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
5
ألا إنَّ المعركة بيننا و بين الاستعمار معركةٌ نفسيَّة، إنْ لم يُقتَل فيها الهزلُ قُتِل فيها الواجب!
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
6
ربّ إنّ لك عبادًا يستنجدون بك فأنجدهم, ويستغيثون بك فأغثهم, ويستصرخون بك فارحمهم.. اللهمّ سدد رميهم، وأيّد جمعهم، وثبّت أقدامهم, وتقبل شهداءهم واكتب لهم النصر والتمكين.. ربّ اغفر لنا عجرنا وتقصيرنا وقلة حيلتنا, وانتقم لهم يا جبّار.. الدعاء الدعاء..
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
7
و متى تحقَّقَتْ رحمة الجائع الغنيّ للجائع الفقير، أصبح لِلكلمة الإنسانيَّة الداخليَّة سلطانُها النافذ، و حَكَمَ الوازع النفسيّ على المادة؛ فيسمعُ الغنيُّ في ضميره صوت الفقير يقول: "أعطني". ثم لا يسمعُ منه طلبًا مِن الرجاء، بل طلبًا مِن الأمر لا مفرَّ من تلبيَتِه و الاستجابة لِمعانيه، كما يُواسي المُبتَلَى مَن كان في مثل بلائه.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
8
فقرٌ إجباريّ يُراد به إشعار النفس الإنسانيَّة بِطريقة عمَليَّة واضحة كل الوضوح، أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، و أنَّها إنِّما تكون على أتمِّها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، و حين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المُتعدِّدة.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
9
وتعلم الشعب من دفن شهدائه كيف يستنبت الدم فينبت به الحرية، وكيف يزرع الدمع فيخرج منه العزم، وكيف يستثمر الحزن فيثمر له المجد
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
10
و قد عرفْنَا أنَّ في السِّياسَةِ عجائب، منها ما يُشبِهُ أنْ يَلقَى إنسانٌ إنسانًا فيقول له: ياسيِّدي العزيز، بكلِّ احترام أرجو أنْ تتلقَّى منِّي هذه الصَّفعة..!
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:20 AM.