نص البيان السياسي الصادر عن مليونية المكلا باحتفال الذكرى ال51 لعيد 14اْكتوبر ...

[راجع ياوطني]

نص البيان السياسي الصادر عن مليونية الذكرى 51 لثورة 14 اكتوبر-2014م في عــدن

بسم الله الرحمن الرحيم

البيان السياسي الصادر عن مليونية شعب الجنوب العربي في الذكرى 51 لثورة 14 أكتوبرالمجيدة "1963-2014م"، والصادر في "عدن "العاصمة السياسية للجنوب و"المكلا" العاصمة الاقتصادية للجنوب المحتل

قال تعالى"والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون"

صدق الله العظيم

يا جماهير شعب الجنوب العربي العظيم:

اليوم تحتفون بالذكرى 51 لثورة 14اكتوبر الخالدة التي مثلت نقطة تحول تاريخي في مطلع ستينات القرن الماضي، تلك الثورة الخالدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء والتي قدم فيها ابناء الجنوب التضحيات الجسام في سبيل التحرير من الاستعمار البريطاني , إن هذا الحضور والحشد العظيم في كل من عاصمة الجنوب العربي السياسية مدينة "عدن" الثائرة وعاصمته الاقتصادية مدينة "المكلا" الباسلة، هذا اليوم التاريخي ليس من أجل إحياء ثورة تحرره من الاستعمار البريطاني وحسب،بل وهو الأهم لتأكيد تمسكه الواعي بهويته ,وبتاريخه السياسي والحضاري والكفاحي المستقل من جهة ,و لمواصلة اسماع صوته الثائر الى المجتمعين الاقليمي والدولي ,برسائل حية من ساحات وميادين ثورته الشعبية السلمية التحررية من جهة اخرى, رسائل تستوعب التطورات والاحداث والمتغيرات الراهنة على كل الأصعدة, وفي ظل الأوضاع الاستثنائية الراهنة،لا سيما الاحداث والتطورات الدراماتيكية التي شهدتها وتشهدها عاصمة دولة الاحتلال اليمني الهمجي"صنعاء"وتداعياتها التي تكشف كل يوم عن سقوط سلطة الاحتلال المتسارع الى هاوية الفوضى السياسية والأمنية..شعب الجنوب العربي يبعث برسائل إلى الاحتلال اليمني والعالم اليوم كما كانت في الامس أبرزها الآتي:-

الرسالة الأولى :

إن الوقائع ومجريات الأحداث والتطورات قد اثبتت أن مشروع الوحدة السياسية بين دولتي ج ي د ش (الجنوب العربي) والجمهورية العربية اليمنية المعلن في 22مايو1990م المشؤوم ,قد احتضر في مهده، وتم الاعلان عن وفاته في اعلان قيادة دولة الجنوب عن فك الارتباط في 21مايو1994م وهيل عليه التراب يوم احتلال دولة الجنوب عسكريا في 7-7-1994م الأسود من قبل الجمهورية العربية اليمنية, أي أن قضية شعب الجنوب العربي الوطنية هي قضية دولة تحت الاحتلال اليمني الهمجي التدميري .

الرسالة الثانية :

يؤكد شعب الجنوب العربي الثائر سلميا تمسكه اللا محدود بحقه الشرعي العادل في تحرير أرضه واستقلاله واعادة بناء دولته وسيادته على كامل ترابه الوطني بحدوده الدولية المعروفة ما قبل 22مايو 1990م المشؤوم.

الرسالة الثالثة :

إن شعب الجنوب العربي المحتشد بكل اطيافه وشرائحه الاجتماعية،الثائر بإرادة حرة واعية يلفت عناية المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية, وفي المقدمة دول مجلس التعاون الخليجي وكل المنظمات المعنية بحقوق الانسان والحريات الى أن المواثيق والعهود الدولية ,فضلا عن شرائع كل الأديان السماوية لا تقر القوة بأي شرعية لا قانونية ولا سياسية ولا أخلاقية زد أن شعب الجنوب العربي أُخضع لمأساة ترقى إلى مصاف الفاجعة الانسانية للأسباب التالية:

أ‌- شرعنة استباحة واستحلال الأرض والعرض والنفس في الجنوب بفتاوى دينية تكفيرية لعل اشهرها فتوى الديلمي سيئة الصيت والسمعة اثناء حرب غزو الجنوب واحتلال دولته, حيث صار الدين السياسي غطاءً للمطامع السياسية والاقتصادية ما دفع حلف قوى الحرب الظلامية المتخلفة بوصف حربه ضد دولة الجنوب العربي بـ "حرب الردة والانفصال" ناهيك عن شعار "الوحدة او الموت" ليغدو الجنوب العربي فيد حرب وغنيمة نصر منذ احتلاله في 7-7-1994م..

ب- اخضاع الجنوب العربي للنهب والسلب المتعمد والممنهج للأرض وما فوقها وما تحتها من ثروات وتدمير مقومات دولته..

ج- التسريح القسري للجنوبيين من أعمالهم عسكريين ومدنيين وعمالا والاستيلاء على مؤسساتهم ومزارعهم..

د- حرمان شعب الجنوب العربي ليس من كافة حقوق المواطنة وحسب بل وممارسة سياسة ممنهجة لطمس هويته وصولا إلى محو وجوده ليبدو غريباً في أرضه..

هـ- لم يتعرض شعب الجنوب العربي للقهر والاذلال والحرمان فحسب بل ارتكب الاحتلال بحقه جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وجرائم ابادة جماعية ومظالم وتصدير جماعات الموت الارهابية الى الجنوب ,لقتل وارهاب سكانه ,واستخدامها كفزاعة للخارج لاستدرار هباته ومساعداته

الرسالة الرابعة :

إن شعب الجنوب العربي ومن ساحات ثورته السلمية التحررية ,الذي ضحى بآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والأسرى في سبيلها من أجل نيل حريته واستقلاله، لديه الاستعداد العالي للتضحية لبلوغ هدفه, ويجدد تأكيده المرهون بالدم الزكي, والإيمان بعدالة الله ونصره على ما يلي:

أ‌- ليس رفضه لتفسير قضيته الوطنية .. السياسية والقانونية والاخلاقية , يتناقض ومضامينها المذكورة وحسب بل وسيقاوم كل الحلول المنتقصة من حقه في الحرية والاستقلال ,والسيادة على أرضه كباقي شعوب العالم.

ب‌- أن الصورة الاعلامية الكرنفالية ,بل الدراما, العبثية لمؤتمر حوار الاحتلال ,الذي انتهى بعملية قيصرية لمولود مشوه وميت سُمي "بمخرجات الحوار" قد اثبتت الاحداث صواب موقف شعب الجنوب العربي وقوى ثورته التحررية من رفضها المشاركة فيه, من منظور سياسي وقانوني متعلق بقضيته الوطنية من جهة وبوعي وادراك منها لغياب الحاضن الثقافي والاجتماعي لفكرة سياسية عصرية في الجمهورية العربية اليمنية من جهة أخرى.

ج- واذ برهنت الأحداث الراهنة على سقوط المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار المسرحي, بما فرضته الأحداث بتوقيع اتفاق السلم والشراكة فإن شعب الجنوب العربي لم ولن يقبل بما ليس شريكا فيه, سواء بالحل الفيدرالي حسب مخرجات حوار الاحتلال ولا بأكذوبة الحل الفيدرالي الثنائي ناهيك عن تقسيم دولته المحتلة..

د-أن شعب الجنوب العربي يستهجن ويدين بقوة استمرار مساعي تزوير ارادته عبر افراد يدورون في فلك الاحتلال، وفي ظل تواصل العملية ذاتها اليوم فإنها تضفي على الأحداث والتطورات التي افضت إلى السقوط الدراماتيكي لعاصمة الاحتلال بأيدي انصار الله ظلالا أشد قتامة..

هـ-أن شعب الجنوب العربي الذي يخوض صراعاً ليس من أجل حريته واستقلاله وحسب , بل ومن أجل حقه المقدس في الحياة من احتلال دولته، يعلنها بصوت عال: لا للتعاطي مع قضيته الوطنية كقضية ضمن قضايا ازمة سلطة الاحتلال السياسية ,أو قضية حقوق ومظالم, أو كل ما لا يقر بحقه في الاستقلال غير منقوص, فذلك لا يساوي قطرة دم زكية سفكت في ميادين النضال الوطني الجنوبي برصاص الاحتلال اليمني..

الرسالة الخامسة :

إن المجتمعين الدولي والاقليمي يدركان أن بنية مجتمع الجمهورية العربية اليمنية السوسيو-سياسية هي بنية مجسدة عمليا للثقافة الماضوية الظلامية المتخلفة وعليه هذه البنية لم ولن تسمح ببناء دولة مدنية عصرية, وأن ما وصلت اليه الأمور اليوم المنذرة بالصوملة هي نتاج احتلال دولة الجنوب العربي وتدمير مقوماتها من قبل مجتمع ينتمي الى مرحلة ما قبل الدولة بقرون ولذلك لم يتوقف الانحدار الى هاوية الفوضى السياسية والأمنية والتي ستشكل خطراً على السلم والأمن في المنطقة إلا في حالة الإقرار بحق الجنوب الشرعي والعادل في استعادة واعادة بناء دولته المستقلة كاملة السيادة

الرسالة السادسة :

إن التطوات والاحداث التي تجري في الجمهورية العربية اليمنية تجعل شعب الجنوب العربي يؤمل في اعادة دول الجوار والاشقاء العرب النظر في سياساتهم ازاء قضيته وثورته السلمية التحررية ، ابتدءا من اسقاط الحصار السياسي والتعتيم الاعلامي ,وانتهاء بمساندته السياسية والمعنوية في تحرير ارضه واستعادة دولته المستقلة لتشكل عامل امن واستقرارفي المنطقة ولا سيما وهي تشرف على أهم ممر ملاحي دولي هو مضيق باب المندب ..

الرسالة السابعة :

إن شعب الجنوب العربي الثائر في سبيل حريته واستقلاله اذ يدين كل اشكال التطرف والارهاب الفكري والمادي, يؤكد بأن الجنوب كان وما زال وسيظل بيئة غير حاضنة للارهاب بل كان ولازال هدفا من اهداف هذه الجماعات الاسلامية الارهابية ويزيد التأكيد على أن صنعاء هي بؤرة تفريخ هذا الفكر وهي التي صدرته الى الجنوب لاجندة خاصة بمراكز قواها السياسية والدينية..

الرسالة الثامنة :

يتوجه بها شعب الجنوب العربي الى كل ابنائه الذين ما زالوا في اجهزة دولة الاحتلال اليمني العسكرية والمدنية بأن يستوعبوا المتغيرات حولهم ويعودوا الى وطنهم المحتل للالتحاق بصفوف ثورته, للمساهمة في توفير عوامل مواكبة التطورات الراهنة واستغلال الفرصة المواتية للخلاص من هذا الاحتلال

الرسالة التاسعة :

يثمن شعب الجنوب العربي عاليا موقف الرئيس المناضل علي سالم البيض الملتزم باخلاص لإرادة شعبه وتطلعاته في التحرير والاستقلال..هذا الموقف الشجاع الذي اكد عليه اليوم في رسالته الى شعب الجنوب العربي بمناسبة الذكرى51 لثورة 14 اكتوبرالمجيدة

الرسالة العاشرة :

إن شعب الجنوب العربي المحتل في هذه المناسبة المجيدة إذ يدين بشدة جرائم الاحتلال, فإنه يستهجن استمرار أسر الناشطين الجنوبيين السلميين وتلفيق التهم الباطلة ضدهم بينما جماعة الإرهاب والقتل والتدمير تسرح وتمرح على طول البلاد و عرضها.

الرسالة الحادية عشرة :

بخصوص الجهود المخلصة لتوحيد إرادة قوى الثورة التحررية، تشيد الجماهير الثائرة بتجربة المجلس التنسيقي لقوى التحرير والاستقلال في حضرموت وتدعو إلى الأخذ بهذه التجربة في بقية المحافظات ومن ثم تشكيل إطار تنسيقي موحد خلف هدف التحرير والاستقلال المجسد لإرادة شعب الجنوب العربي وتطلعاته العادلة .
واخيرا وليس بآخر
المجد والخلود والجنة لشهداء ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني وشهداء ثورة شعب الجنوب العربي السلمية ضد الاحتلال اليمني المتخلف..
ونسأل الله أن يشفي جرحانا ويفرج عن أسرانا..
وإنها لثورة حتى النصر ..

• صادرعن مليونية الذكرى 51 لثورة 14 أكتوبر في كل من "عدن" العاصمة و"المكلا". - في 14اكتوبر2014م.