(حضرموت...الوطن الغآئب)

[العبد لله بو صالح]

(حضرموت...الوطن الغآئب)

ياموطني اني بكيتك مرّة
وبكيتُ مرّات عليك طويلا
ياحضرموت وفي الحنايا غصّة
لمّا رأيتكِ قد سقطتُ عليلا
وطنٌ حلمتُ بأن يسامر عشقنا
وطني ولن ارضَ سواه بديلا
وطن كأنّ الشمس تبعث نوره
ويبشّر الدنيا سناهُ جميلا
وطنٌ ويطربني ويطرب لحنه
سمع الزمان واصطفيه خليلا
سأظل اكتب موطني يامهجتي
وابيت انظم روعة وهديلا
وتصّفق الايام تطبع قبلة
لمّا رأتني متيّماً وقتيلا
واذا نظرتُ لموطني وجماله
يشدو الفؤاد بلوعة ترتيلا
ويرّتل التاريخ اروع اية
والمجد ردّد خلفه التنزيلا
رسمتْ لنا الايام اجمل لوحة
والله لم ابصر سواها مثيلا
ياموطني كل الحضارم اخوة
واليوم ابصرُ في الصفوف دخيلا
تتّجمع الاضداد عند مصالح
ويتيه قومي في الشقاق طويلا
ياقومنا انّ الصراع خطيئة
عانى بها طني وعاش كليلا
حصد المُنى ذاك الدخيل بارضكم
وحصدتمُُُ البؤس الوخيم وبيلا
ياسآئلي انّ الحضارم قومنا
يتفرّقون غداتهم واصيلا
ومضتْ بلادي حضرموت وحيدة
تشكو التشرّذم طعنة وعميلا
اوّآه!.ياوطني ويجتاح الاسى
اسوار قلبٍ قد تلّوى ذليلا
اين الحضارم؟..اين صولات القنآ؟
اني سأصرخ عبرة وعويلا
وخشيتُ من حتفٍ يعجّل منية
قلبي تمزّق بآئساً وقتيلا
واذا رحلتُ فانّ حلمي قادم
وطن الحضارم قد رجعتَ جميلا
وهناك قبري في شبام تضّمه
اضحى التراب على النحيل ثقيلا
ربّاه..من لي في التراب ووحشة
امسيتُ في جدث الظلام نزيلا
هل يذكر التاريخ بعض محاسن
عن شاعر عاش الحياة قليلا
اسماءُ..يابنتي الصغيرة انني
سأكابد اللأوا اعيش جليلا
واذا يئستُ من الحياة فانما
هي ضحكة بنتي نهيم طويلا
واضمّكِ بنتي واطبع قبلة
وملأتُ خدّكِ فرحة تقبيلا
سأظل اسرج من عيونك دائما
املاً يشعُّ بداخلي قنديلا

الشاعر/ابوسعدالنشوندلي
حضرموت