تصالح الجنوب وهيجان السلطة

[شفيع العبد]

لم تكن مبرره تلك الحملة الاعلامية الشرسة التي شنتها وسائل اعلام السلطة وحزبها الحاكم تجاه تصالح وتسامح ابناء الجنوب..والتي دفعت بدورها رجال الامن والجيش الى افراغ مخازن اسلحتهم الرشاشه في ساحة الهاشمي بعدن والتي اصابت بعض رصاصاتها المشاركين واسقطت شهيدين وعدد من الجرحى..
موقف السلطه العدائي من حراك ابناء الجنوب السلمي يكشف عن حقيقة السلطه والطريقه التي تفكر بها تجاه مجمل أوضاع الجنوب..وان ثقافة الوحدة التي عمدت بالدم هي التي تتحكم في إدارة الأمور المتعلقة بأبناء الجنوب.
ماالذي يزعج السلطة من ملتقيات التصالح والتسامح ؟ ولماذا حالة الهيجان تلك التي تصيب السلطة قبل أي فعاليه جنوبيه وكأنها ثور هائج يحطم كل مايجده أمامه؟
إن قيم التصالح والتسامح يجب إن تسود المجتمع كقيم ومثل سامية بدلاً من تكريس الكراهية وتنفير القلوب المتشظيه جراء حرب اجتياح الجنوب..وما أحوج اليمن اليوم لقيم التصالح والتسامح أكثر من أي وقت مضى..ووحدها القادرة على تهدئة النفوس..بعكس الخطاب المتشنج المتكئ على عكاز نبش المقابر ونفث الأحقاد ، والواقف على أرضية التذكير بالماضي بهدف إحياء صراعات تم السمو فوقها من المعنيين بها وإهالة تراب معطر بروائح التصالح والتسامح فوقها..
الخطاب الرسمي يعزف سيمفونية نشاز من قبل جوقة ماسحي الاجواخ ..وأبناء الجنوب ينطلقون نحو فضاءات التصالح والتسامح غير مكترثين بما يردده أولئك..وهنا يكمن الفرق..وتظهر الحقيقة عارية حتى من ورق التوت..
إن الحملة التي سبقت ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي الذي شهدته عدن يوم 13يناير الحالي وكذا الحملة التي تلته ومحاولة إلصاق تهمة الشغب الذي أحدثته السلطة بأصحاب القلوب الجميلة الذين احتشدوا في ساحة الهاشمي مسالمين وبصدور عارية..لن تجد من يصدقها حتى في أروقة السلطة ذاتها..والمخزي في الأمر إن يتم استخدام بعض الجنوبيين الموجودين في السلطة لتبرير قتل إخوانهم الأحرار الذين يناضلون من اجل استعادة الحق المغتصب..وسيسجل التاريخ مواقف هؤلاء وسيقفون ذات يوم أمامها يندبون ماصنعوا..
الحراك الجنوبي لم يكن فعل صادر من دوائر العبث والرغبة في إيجاد فوضى كما يصوره البعض أو انه ناتج عن فئة فقدت مصالحها وتحاول عبثاً خداع الجماهير..بل هو حراك صادر من عمق معاناة وطن تم إقصاءه من الوحدة بحرب شنت عليه ودمرت كل مقدراته وإحالته إلى مجرد دخيل يتعامل معه النظام كفرع عاد إلى الأصل وليس له إي اعتبار..وإذا ماثار فيمكن إسكاته بتعيين هذا أو ذاك في منصب قيادي..هكذا يفكر الحاكم متناسي بأن الجنوب هو ارض وثروة وهوية ورجال..وانه لايمكن أن يقبل بغير الشراكة الحقيقية..ألقائمه على قاعدة الاعتراف بقضيته كقضية سياسيه والاعتذار عن الحرب التي شنت عليه وإعادة الحقوق إلى أهلها ورفع حالة البسط على الأراضي ونهب الثروة وغيرها..
الحراك الجنوبي سيتواصل وسيستمر وما على الحاكم سوى التفكير في وسائل حضاريه للتعامل معه..مالم فأن خيارات قادمة ستحدد مصير الحراك والتي من بينها مالا يسر الحاكم.
Shfm733@hotmail.com
المقال نشر صباح اليوم في جريدة(الثوري)