الحكمي ينظر إلى الصورة من زوايا تنظيرية شأنه شأن الجفري ، وينسى أو يتناسى بأن الأوضاع الحالية وصلت إلى لونين اثنين هما الأبيض والأسود ، وعليه أن يحدد بوصلة اتجاهه وفقاً لهذا المنظور ، وهو يتكلم عن إمكانية تلافي الإنفجار الذي لا وجود له إلا في خياله بحسب تقديري ، هؤلاء الساسة يثيرون رعب السلطة لمجرد لفت نظرها إليهم ، وتمكينهم من الإغتراف من حوض المكارم الذي يتصرف فيه صاحب الفخامة بحسب تقييمه لأدائهم السياسي ، والدولة بكاملها تمارس هذه النظرية مع دول الجوار ، فالكل ينتهج سياسة التخويف ، والتحذير من المجهول .. اليمنيون يدركون مصلحتهم التي تتقاطع مع مصلحة السلطة ، وقد رأيناها في صعدة ، حيث كان دور القبائل في مناصرة الحكومة مجرد لعب أطفال ، فإما أن تمنحني مقابل التعب وإلا ( يفتح الله ) عمليات الإستلام والتسليم كانت هي الطابع الذي ساد موقف المواطن اليمني من الحوثيين ، فتحت جنح الليل تتم الإتفاقات ، ومع بزوغ الفجر يتم التنفيذ بناءاً عليه ، حتى وجدت الحكومة نفسها في وضع حرج لا يسمح بالإستمرار ، ولولا انخراط الطرف السعودي على جبهات القتال ، وتولي مهمة الدفع بالنيابة عن النظام اليمني لاختزلت المعركة في يومين ولصالح الحوثيين بإسقاطهم النظام ، حيث وصلوا إلى مشارف العاصمة ، وكادوا أن يستولو على أجزاء منها - وكلنا نتذكر هذا - بالمقابل فإن الوجود القبلي في حرب صيف 94 لم يكن ذا فاعلية لو لم ينخرط الجنوبيون الموالين للنظام على خلفيات ثأرية جنوبية جنوبية ، وكان لهذا العامل أثره في حسم المعركة ، وإذاً فأي تحذير من شلالات الدم التي تنتظرها أزمة المنطقة في ظل غياب حلول توافقية ، لا وجود له إلا في أدمغة الحكماء ، ولم تكن هذه التخوفات سائدة بين اليمنيين وأبناء الجنوب العربي على مدى قرون ما قبل الوحدة العرجاء ، لأن لا مصلحة للشعب في العراك ما دام ( الفائدة لمن مسبهُ فاتح ) .
تحياتي
طائر الاشجان
|