[بدر الضياء]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار في ساعة متاخرة من ليلة البارحة ارتطمت بموضوع صغير كدت أن أودي بحياته ، لولا أن مستوصف ( صوت الجنوب ) في نفس الحارة ، فسارعت بنقله إليه علي أن أجد بيطريا ( مناوباً ) متخصص في علاج المواضيع المصدومة ( آخر الليل ) ؟؟ ولحسن الحظ تبين لي أن المستوصف مليئ بأخصائيين من الدرجة الأولى ، و الأغلبية تحمل شهادة من جامعة ( الحجام يتعلم في ظهر جدته ) ؟؟؟ كان الموضوع الصغير ينزف بشدة ، مما جعلني في حالة شبه هستيرية على بعض الأطباء ، والحقيقة عذري معي فأهل الموضوع فقدوا جميع مواضيعهم في حوادث مرورية مشابهة ، والأدهى من ذلك أنهم فارقوا الحياة جميعا في هذا المستوصف ، لا لشيء إلا لأن أخصائي التخدير يخطئ دائما في تحديد الجرعة المناسبة لتخدير الموضوع ( المصدوم ) مما يتسبب ذلك في القضاء عليه ؟؟؟ أحيط الموضوع الصغير بعدد من الأطباء ، فسأله كبيرهم : - ما اسمك يا صغيري العزيز ؟؟؟ قال الموضوع الصغير بلهجة الخائف الضرير ، و المدنف الكسير : - أنا موضوع صغير . قال الطبيب و هو يلوح بــ ( الشاكوش ) : - أعلم أنك موضوع صغير ، لكن السؤال عن اسمك وليس حجمك ؟؟؟ قال الموضوع الصغير و قد بدأ يفقد وعيه جراء النزيف المستمر : - أنا يا دكتور موضوع صغير كنت البارح ألعب وسط شارع ( الكيبرود ) جنب عمود ( الماوس ) ، فجأة نقرني واحد بشدة ، و من شدة النقرة ( لصقني ) في كشك عمو ( جديد ) ، بعدها فقدت وعيي ولم أستيقظ إلا هنا .. كعادة المواضيع الصغيرة وشقاوتها ، كان الموضوع الصغير يدافع ضحكته وهو في غرفة العمليات ، وما ذاك إلا لأنه تأمل في حال الأطباء فوجدهم بازياء غريبة مختلفة فأحدهم كان يحمل في يده ( مجرفة ) و آخر كان يلبس قفازات ( مليّس ) ، و ثالث يرتدي مريال ( بنشري ) ، ورابع بيده طبشور و كراسة تحضير ؟؟؟؟ لاحظ أخصائي التخدير شقاوة الموضوع الصغير ، فما كان منه إلا أن ملأ ( دبة )التخدير بجرعة زائدة و صبها دفعة واحدة في جوف الموضوع الصغير حتى أنه من شدة ( الصب ) وسرعته أصابت الجرعة بعض الأطباء ففقدوا الوعي و تمددوا على السرير بجانب الموضوع الصغير ؟؟؟ لفهم أخصائي التخدير جميعا بكفن كبير أعد خصيصا للتكفين الجماعي ، بعده مباشرة أضيأت ( اللمبة ) الخضراء معلنة انتهاء العملية . خرج الأخصائي وهو ينزع الكمامات ( الفموية ) ، فأحطنا به جميعا قائلين : - بشر يا دكتور ، بشر يا دكتور ؟؟؟ وضع يده على كتف والد الموضوع الصغير وربت عليه عدة مرات قائلاً : - العملية نجحت و الموضوع لقي حتفه ؟؟؟ صحنا به جميعا : - لقي حتفه ؟؟؟ - نعم لقي حتفه ، أيش هي غريبة ؟؟ أول مرة تشوفوا موضوع يلقى حتفه هنا ؟؟؟ وبعدين أنتم زعلانين على الموضوع الصغير بس ، ما كل الأطباء المشاركين في العملية لقوا حتفهم معه كذلك ؟؟؟؟ - بس يا دكتور إصابة الموضوع الصغير كانت خفيفة ، وليس من المتوقع أن تكون خطيرة إلى هذا الحد ؟؟؟ وعلى افتراض أن إصابته كانت قاتلة فما سبب وفاة الأطباء ؟؟؟ أزاح الطبيب النظارة عن عينيه بشدة قائلاً : - يا ولدي أنت ما تفهم ؟؟؟ أنت ما تتأمل ؟؟ أنت ما تقرأ ؟؟؟ - يا دكتور أفهم أيش وأقرأ إيش ؟؟؟ - أنت ما قرأت على بوابة المستوصف أن التخدير ( جماعي ) ، فنحن حتى تعم الفائدة قمنا بتعبأة المخدر في ( دبة ) رش زراعي ؟؟؟ - طيب يا دكتور وما الضرر على الأطباء من مرض الموضوع الصغير ؟؟؟ - ليس هناك ضرر ، كلما في الأمر أننا نخشى عليهم الانزعاج من جراء صراخ المواضيع المصدومة ، وبالتالي نقوم بــ ( رشه ) جماعية في غرفة العمليات بشكل عام حرصاً منا على راحة الأطباء ، أما المواضيع فمصيرها معروف مسبقا ؟؟؟؟ وقع الطبيب على شهادة إثبات الوفاة الجماعية ، ثم استلمتها منه بحرقة ،،، وعند الباب لفتت انتباهي لوحة مكتوب فيها ( في المواضيع الندامة ، و في المستوصف مع السلامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لاحول ولا قوة الا بالله

سلامات