عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-16-2009, 12:17 AM
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,935
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

السفيرة الأمريكية السابقة تشبه النظام بقاذف الصحون وجونسون ينتقد الثقة العمياء في النظام والركون على "الأمل"
باحث أمريكي: حرب صامتة تدور في الكواليس على خلافة الرئيس صالح وحل مشاكل اليمن في إعادة هيكلة النظام

المصدر أونلاين- خاص


ثمة قلق أمريكي متصاعد تجاه الأوضاع في اليمن، وفي نفس الوقت تبدو الحيرة الامريكية واضحة إزاء هذا الوضع وكيفية التعامل معه ومع سيناريوهات المستقبل.


ذاك القلق وتلك الحيرة يتبديان في الاهتمام الامريكي ـ الغربي اللافت بما يحدث في الفترة الأخيرة؛ سواء كان ذلك الاهتمام من خلال وسائل الإعلام أو عبر مراكز البحث التي تعتمد عليها واشنطن ـ إلى حد كبير ـ في رسم سياستها الخارجية.

الخميس الفائت نظم المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية ـ العربية ندوة سياسية لمناقشة الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في اليمن.


الندوة التي عقدت في مبنى ريبون التابع للكونجرس الامريكي؛ شارك فيها كل من: بربارا بودين السفيرة الأمريكية السابقة بصنعاء، كريستوفر بوسيك؛ الخبير بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جريجوري جونسون؛ الباحث في الشئون اليمنية؛ بالإضافة إلى جيمس لاروكو من مركز دراسات الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.



تحديات اليمن لا يمكن حلها بدون إعادة هيكلة النظام وتأهيل بنيته التحتية



في الندوة وصف الباحث جريجوري جونسون السياسة الأمريكية تجاه اليمن بأنها مزيج من الغطرسة والجهل، وقال إن ربط كل القضايا اليمنية بملف الإرهاب وتجاهل الأمور الأخرى قد أجج من وتيرة الأوضاع.


وخلافاً لما يطرح في وسائل الإعلام؛ أكد الباحث أن اليمن لن ينفجر داخلياً إذا استمرت الأوضاع كما هي، بل ان الانفجار سيكون خارجياً، معتبراً ما تشهده السعودية اليوم من مواجهات مع الحوثي مجرد بداية.


جونسون الذي زار اليمن خلال الفترة الماضية أكثر من مرة حذر من أن الثقة العمياء في سياسة النظام الحالي والركون فقط إلى نظرية الأمل لم تعد مجدية.


وقال " ان اليمن اليوم شهد حرباً صامتة تدار من خلف الكواليس وفي دهاليز ساسة البلد حول من سيخلف الرئيس صالح والخيارات المطروحة اليوم تنحصر بين أولاده وأبناء أخيه من قادة عسكريين وأمنيين واستخبارات، من جهة، وبين أولاد الشيخ عبدالله الأحمر العشرة من جهة أخرى".


وأضاف: هناك طرف ثالث قوي وهو اللواء علي محسن الأحمر أقوى شخصية عسكرية ويبدو أن الأخير امتعض من إبعاد الرئيس صالح قادة مقربين منه عام 2008م.


واعتبر جونسون أن السبب الرئيسي للصراع القائم بين النخبة الحاكمة يكمن في انخفاض الموارد النفطية، وقال ان "الرئيس لم يعد يستطيع توفير المبالغ المخصصة لشبكة رعاياه من النخبة ويحاول هؤلاء الصيد في المياه العكرة واختبار قدرة الرئيس في الإمساك بزمام الأمور.


ورأى الباحث الأمريكي ان التحديات التي تواجهها اليمن اليوم لا يمكن حلها بدون إعادة تأهيل البنية التحتية لهيكلة النظام القائم، مشيراً إلى أن التنسيق بين الحكومتين اليمنية والأمريكية ما بين 2001-2004 أثمر في القضاء على تنظيم القاعدة آنذاك، لكنه قال ان الحكومتان تجاهلتا خطورة بزوغ نجم القاعدة مجدداً بعد أن هرب الوحيشي ورفاقه من سجن الأمن السياسي عام 2006م.



حرب صعدة دمرت الاقتصاد وتعجل بانهيار الأوضاع

من جانبه قال الدكتور كريستوفر بوسيك، الخبير بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن حرب صعدة دمرت الاقتصاد اليمني وأنها تعجل بانهيار الأوضاع. مشيراً إلى أن اليمن أصبحت اليوم في مقدمة أولويات الأمن القومي الأمريكي بعد أفغانستان وباكستان.


وإذ طالب بوسيك واشنطن بالعمل على "تجنب سقوط الدولة في اليمن"، فقد أوصى الإدارة الأمريكية فقد أوصى الإدارة الأمريكية بدراسة خصوصيات المجتمع والتركيبة السكانية، وقال ان مشاكل اليمن تتركز في ثلاثة محاور، الأول اقتصادي كانخفاض الإنتاج النفطي من 450 ألف برميل إلى 180 ألف برميل، وارتفاع نسبة البطالة إلى 35% أو أكثر، وكذلك دخل الدولة من الغاز المسيل، والذي قال إنه لن يغطي الفارق من الدخل النفطي، مع ضعف قدرة الاستيعاب لدى الحكومة.


والمحور الثاني ديموغرافي، مثل شحة الموارد المائية (أشار إلى أن 80% من الحروب القبلية متعلقة بالموارد المائية)، وانخفاض معدلات تحويلات المغتربين وزيادة معدل نمو السكان.


أما المحور الثالث ـ حسب باحث كارنيجي ـ فهو أمني وعسكري، ويتمثل في الحرب على القاعدة، والحرب على الحوثيين، وكذلك الحراك في الجنوب، وحذر الباحث من أن الوضع في الجنوب ربما ينفجر بعد أن تهدأ الأوضاع في صعدة. مضيفاً أن التدخل السعودي في اليمن غير واضح ولم تعد المملكة طرفاً محايداً يستطيع تهدئة الأوضاع وإبرام اتفاقية سلام.


وإذ قال ان الوساطة القطرية لن تنجح في الحرب الدائرة بصعدة بدون مباركة السعودية، قال إنه لا توجد أي أدلة واضحة للتدخل الإيراني المباشر، لكنه أشار إلى أن الإعلام الإيراني يقف مع الحوثي، كما أن المنظمات الشيعية تدعم حركة التمرد.



نظام يلعب بالصحون

السفيرة الأمريكية السابقة في اليمن بربارا بودين شبهت النظام الحاكم في اليمن بالشخص الذي يقذف ويلعب بالصحون، معتبرة الصحون هنا هي التحديات التي تواجه اليمن، كما شبهت اليمن بولاية مونتانا الأمريكية والمشهورة برعاة البقر، والذين يتمتع سكانها بنزعة استقلالية عالية، أي "دعونا ندير أمورنا بأنفسنا".


وحسب تقرير نشرته صحيفة الناس حول الندوة اليوم فقد أوضحت السفيرة الأمريكية السابقة أن النظام الحاكم في اليمن ليس ملكياً، لكنها وصفته بأنه في مرحلة بدائية لمشروع السلطة اللامركزية.


وبينما أشارت إلى أن اليمن كانت ولا زالت على مر الثلاثة العقود الماضية، دولة آيلة للفشل بسبب مقومات الفقر والمساحات الجغرافية الشاسعة وشحة الموارد والتضاريس الصعبة، فقد أكدت السفيرة التي تعمل حالياً رئيسة مبادرة الباحثين في السلك الحكومي لدى جامعة برينستون، ان "اليمن ليست الصومال ولا العراق ولا أفغانستان"، وقالت ان من الخطأ مقارنتها بأي دولة أخرى نظراً لخصوصيات المجتمع وطبيعة إدارة الحياة السياسية في اليمن.


ورأت بودين ان الحرب في صعدة ليست طائفية كتلك التي في العراق بسبب أن اليمنيين كلهم شوافع وزيود متصاهرين ومتزاوجين وما يميز اليمنيين هو تمسكهم واعتزازهم بوطنيتهم من صعدة إلى سقطرة ومن المهرة إلى مأرب.


وعارضت بقوة الأصوات التي تنادي بتبني الولايات المتحدة استراتيجية ما يسمى بـ"الصحوة العراقية" في اليمن، وطالبت الإدارة الأمريكية بمساعدة الدولة في فرض شرعيتها من خلال توفير الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية في المحافظات التي تسمى بالأطراف وكذلك رفع قدرات الكادر الحكومي اليمني.


وبلغة أخرى متفائلة، قال جيمس لاروكو من مركز دراسات الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، انه مغرم باليمن، وطالب الرئيس أوباما بإصدار بيان صريح وقوي يعلن عن شراكة جديدة مع اليمن، كما طالبه بتوجيه دعوة لاستضافة الرئيس اليمني في البيت الأبيض بالقريب العاجل، مضيفاً "يجب علينا أن نعلن بكل وضوح أننا شركاء مع اليمن قيادة وشعباً، كما علينا أن نقارب من المصالح المشتركة لنجفف المستنقع ونواجه القاعدة ونكافح الإرهاب.


واقترح تخصيص 10 ملايين دولار لجلب 2000 طالب وباحث يمني إلى الولايات المتحدة والرفع بمستوى التبادل الثقافي والفكري والتعليمي بين البلدين. وقال "على سبيل المثال لنأخذ الاستراتيجية القائمة على باكستان ولنستبدل اليمن بباكستان، هذا ما نريده بالضبط".


واستبعد تأثير الولايات المتحدة على اليمن بدون مساعدة المملكة العربية السعودية. وقال "على السعودية أن تفهم أنها الخاسرة في نهاية المطاف إذا استمرت الأوضاع في التدهور باليمن، والخطر المحدق بالمملكة من جهة اليمن لا يتوقف عند الحوثيين نظراً لوجود تنظيم القاعدة الذي أخذ يتنامى نشاطه مؤخراً باليمن".


يذكر أن الندوة شهدت حضوراً من الدبلوماسيين العرب والأجانب وكذا ساسة واشنطن من الشخصيات الرسمية والأكاديمية والمثقفين يتقدمهم مسؤولون في البيت الأبيض والكونجرس ووزارات الخارجية والدفاع والأمن الداخلي والعدل.



الوضع الاقتصادي أم المشاكل ومطالب الحوثيين غير صريحة

وفي سياق متصل استضاف مركز هنري إم ستمسون في ندوة منفصلة الدكتور مصطفى العاني، وهو مدير برنامج دراسات الأمن والإرهاب لدى مركز الخليج للأبحاث بدبي، وجاء طرحه مشابهاً لما ذكره السابقون.


وقال العاني بأن أم المشاكل تكمن في الوضع الاقتصادي الهزيل بسبب الكثافة السكانية وشحة الموارد الطبيعية. مشيراً إلى أن الأوضاع في الجنوب وصعدة أخطر على النظام والدولة من 50 إرهابياً.


وأضاف العاني: أنا شاركت في اتفاقية الدوحة عام 2007 ومطالب الحوثي لم تكن واضحة أو صريحة. هم جماعة تنادي لهلاك أمريكا وإسرائيل، وتريد أن ترفع الدولة أياديها عن مناطقهم لتصبح صعدة ملاذاً آمناً لهم ولتكون لهم صلاحية مطلقة أشبه بوضع حزب الله في جنوب لبنان".



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس