[ابو عهد الشعيبي]

اقتباس كما أن الحديث عن تفاهمات وترتيبات ضمن أحزاب اللقاء المشترك بقدر ما تبدو هذه الفكرة غير واقعية وغير ذا جدوى ، بقدر ما تبدو أيضا في معظمها، مشاريع مضلله ومغلوطة، وتضاعف الإرباكات والبلبلة في الشارع الجنوبي ، وهي الفخ الأكبر والأخطر لسحب البساط من تحت مناضلي وجماهير الجنوب ، لتضييع القضية برمتها ، كما أنها ستعطي رسائل سلبية إلى العالم الخارجي أهمها أخراج قضيتنا الجنوبية من جوهرها الأساسي وهو الحرية والاستقلال

اخي باعتقادي إن ما ذهبت انت إليه بهذا الإيجاز الرائع للمطلوب ولتلخيص المشهد الراهن لنضالنا وثورتنا بالفعل يحمل إجماع في النظر إلى الوضع الراهن هكذا من جانب كل العقلاء داخل الساحة الوطنية الجنوبية وما يشوبها من فوضى ..
فالواجب إن نعمل لإستنهاض الإمكانات وتفعيل الجهود والإستمرار في العمل المناهض للمحتل بشكل مخطط وسليم وبقوة وتلاحم حقيقي بين أبناء الشعب وقياداته وحاملي برامج التغيير والتحرير تماشياً مع النقلات التي لا بد إن تكون موجودة لإستمرار العمل ولكن مع الأسف ما حصل ويحصل إن هناك من لا يشعر بهذا كله ولا يفكر بأبسط أولويات الإلتزام الوطنية تجاه الشعب الجنوبي وقضيته العادلة من منطلقات المسؤليات الكبيرة الملقاه على عاتقه وكأن مهمته قد انتهت بقرائت بيان أو إنزال تصريح وبعض آخر ربما تقوقع في حساب الأنانيات والضيق بالآخر وأغلق على نفسه الباب ورفض حتى مجرد قبول الحوار مع زملاءه لتدارس الأمور وآخر ذهب لممارسة أعمال ونشر دعايات بغية التشوية ببعض الرموز والقيادات والجهات الجنوبية الفاعلة والمؤثرة وبإنسجام واضح مع رغبات المحتل وسلطاته القمعية والإعلامية الهادفه شقنا وتناحرنا حتى وصل الأمر عند البعض بالتهجم على القيادات الفاعلة بطريقة هستيرية غير إخلاقية في بعض المقالات والمواقع وشعارهم وهم يمارسون هذا السفور"الديمقراطية وحرية الراي "!

التململ الحاصل وتعدد المسارات والخطابات المختلفة ربما أربك الكل في مرحلة ما كان ينبغي إن يسود فيها كل هذا العبث والغثاء .
وحين نتحدث عن جوانب قصورنا وسلبياتنا كجنوبيين مؤمنين بالإستقلال لا ينبغي إن نفصل الأمر عن السياق الطبيعي للضروف والاحداث المتداخلة المتداخلة على الارض والتي هي مجتمعة منتجة لكل هذه الحالة والمعطيات !

فالعدو له مخططاته وأساليبه وهو يسابق الزمن أكثر منا ويعمل بقوة غير عادية على ساحتنا وبمليارات الدولارات وعلى مسارات مختلفة داخلياً وخارجياً منها ما هو لشق الصف ومنها ما هو لتكريس النزاعات القبلية بين القبائل الجنوبية ومنها ما يتعلق بالإستيطان وأخرى للترويج الإعلامي الكذاب وحجب الحقائق عن العالم ، وقد أستغل العدو تبايناتنا بشكل جيد ومن خلال " أحزاب اللقاء المشترك " نفذ وينفذ مخططته المشبوهة بطرق شيطانية وخبيثة جداً ومع الأسف لا يزال يوجد جنوبيون من بين صفوفنا لا يدركون خطورتها وربما هناك من يتعاطف ويدافع عن هذه الجهات وينساق بغير بصيرة وإذا ما قيل له عيدروس النقيب يعمل لشق صفنا ونحر قضيتنا أنتفض وقال تخوين الجنوبي للجنوبي حرام وكأن ما يعمله هذا وأمثاله حلال في حلال !

إن حالة الفراغ المزعجة التي سادة الساحة الجنوبية بعد حملات الإعتقالات في 31 مارس 2008م كانت لكل هذا الذي نشوفه ونمارسه اليوم مع الأسف وإلى حد ما نجح الاعداء بخلخلة الصف الجنوبي وتغليب أمور ثانوية تافهه بتفكيرنا على غيرها من الأمور ذات الأهمية والمرتبطة بعملنا الوطني الحقيقي! وإذا كان العدو ممثل برأسي الإحتلال علي عبدالله والمشترك هو من أراد خلق هذا الوضع لتمرير المشاريع الإستعمارية ومحاربة الثورة السلمية فأننا نأسف إن يكون البعض من الجنوبيين يرى بهذة الفوضى المتعمدة " الراي والديمقراطية "وهو ما أُستغل بخبث شديد من جهات لا تؤمن بتطلعات الشعب الجنوبي وقضيته الحقيقية التي تسعا وبقوة لإستغلال شعارات رفعها الجنوبيون أنفسهم لأجل قضيتهم وطي صفحات ماضيهم لأجل تغلغلها ونفث سمومها ومنها الشعار الجنوبي الشهير الذي أطلقه بن فريد في اكتوبر 2007م بردفان بتحريم تخوين الجنوبي .
أخي كاتب العدل قضيتنا بهذا التوقيت بحاجة لجهود كبيرة ورغم كل ما قد بُذل ولا يزال يُبذل من الشرفاء فأني لا أزال أراها في بداية مراحلها " القضية" إذا ما أخذنا بالحساب الإمكانات والسياسات والتراص الحقيقي المطلوب لهذا العمل الكبير وأبعاده المستقبلية وضعف التحركات الخارجية وكلها أمور إلى الآن لا تزال بسيطة ولا تفي بما هو مطلوب أساساً لكي يكون العمل مطمناً للإنتصار وحده وليس للمغامرات .
ولان الحديث قد يطول بشأن تفاصيل كثيره عن أمور كهذه فأني أقول من وجهة نظري البسيطة ولقناعاتي الشخصية إنه لا بد من وجود إدراك حقيقي لهذه المخاطر والصعاب عند الجميع وأقصد بالجميع القيادات المؤثرة والفاعلة بالساحة بحجم كل هذا العمل وحاجياته وبحجم المطلوب للمستقبل من إستحقاقات وواجبات بإيمان حقيقي وعلى الذي لا يزال يعتقد إننا قد نعود لمربع دعس الرقاب والإستضعاف حتى يبقا بموقفه بين البين إن يصحا ويشد أزر نفسه ويشمر عن ساعده ، وعلى الكادر الجنوبي تحديداً أخذ المهام والمسؤليات على العاتق بإلتزام لأن الزمن زمن إن نكون أو لا نكون بحق وحقيق وعلى باعوم والنوبه ومن خلفهما كل قيادات المناطق الجنوبية إن يذهبوا باقرب وقت ممكن إلى طاولة الحوارات والنقاشات الجادة بحظور الأكاديميين والاساتذة الجامعيين للوقوف على كل الأمور بحثاً وتفصيلاً بود وإحترام لوضع المخارج والحلول والإتفاق على أليات للعمل وصيغه ومتطلباته ..

شكراً جزيل وكل عام والجميع بخير