عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2009, 03:57 PM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 351
افتراضي لا تجعلونا عبرةً مرتين !!!

لا تجعلونا عبرةً مرتين !!!
بقلم / كاتب العدل

بيان يافع للتحرير والاستقلال ، ولادة رائدة للنضال الجنوبي ، توضحت الملامح الرئيسية لنضال شعب الجنوب وأهدافه ، واتجاهاته ، ولا ندعو الجميع إلى الانضمام إلى المجلس الوطني لتحرير الجنوب واستقلاله ، بل تبني هذه الأهداف وجعلها منارات لنضالهم الوطني ضمن مفهوم التنوع والتعدد ، إن لم يكن الانضمام إليه ممكنا ، ولكن المهم هو التصريح والإعلان في العمل في نطاق طموحات وتضحيات شعب الجنوب المحتل ، والتنسيق المستمر والعمل بوتيرة واحدة ونفس واحد ، وضمن مفاهيم متصلة بالقضية الواحدة والمصير الواحد ، ولا يجوز جعل المصالح الحزبية والشخصية تطغى فوق مصالح الوطن ، من وراء ستار ومسميات تضليلية وخادعة ، فلم تعد مثل هذه الشعارات والأكاذيب تقنع طفل صغير في الجنوب الحالم بلحظة فرح أو بساحة ألعاب ، يلهو بها مع أطفال الجنوب ، الساحات اليوم تدوسها أحذية جحافل المغتصبين والفاتحين الجدد ، لم نعد نصدق ونثق بكل الدعاوى الزائفة نحو مشاريع لا تحقق الحرية والاستقلال للجنوب ، فكل تلك المشاريع التي يتبناها أهل النفاق السياسي ونزق مثقفي الصالونات الخربة . فالوطن لن يمنحه لنا هؤلاء ، فالوطن أنا وأنت وهذه الجبال الشامخة وحضن الجنوب الدافئ من المهرة إلى باب المندب .
ألم يحن الوقت بعد لبعض المحسوبين على الحراك الجنوبي الخروج من حالة التململ والتردد التي يبدو فيها البعض منهم بين الحين والآخر ، والتخلص من ذهنية المراوحة في دائرة خرقاء من الانزواء والجمود .
يخطئ أيضا من يتوهم أنه معني ومستغرق مع أطراف حزبية أو خارجية في صناعة أوضاع أخرى تعيد للوطن وضعه الطبيعي في ظل سيطرة واحتلال عتاولة الفساد والنهب والتخلف ، إنها لعبة خرقاء بامتياز، لان اختيار هذا النمط في التعاطي مع القضية الجنوبية وهي قضية وطنية خالصة هو نمط عبثي ومضيعة للوقت وهدر للدماء التي سقطت وستسقط من أجل أهداف سامية وواضحة وهي قضية تحرير واستقلال الجنوب ، وهذا الطرح مرجعه أن اللاعب سيكون واحد فقط وهو نظام صنعاء الهمجي المتخلف ولا يمكن الوثوق به أو الركون إليه باعتباره مجرب وفاشل وطنيا طوال السنوات ال 18 الماضية ، بل ويزداد كل يوم سعاره نحو مزيد من النهب والهيمنة والفساد وتدمير الجنوب على كافة الأصعدة .
لا يوجد نظام على الأرض كما هو الحال في صنعاء أدمن القتل والتدمير ونهب الثروات وتشريد أهل الجنوب الوطنيين ، وأدمن شراء الذمم بالرشاوى وتوزيع الأراضي والسيارات وبيع الوظائف العامة ليحول هؤلاء المرتشين إلى عبيد في حظيرة النظام
ولذلك فإن محاولات تصوير وجود الفرص والإمكانية لفرض واقع آخر في ظل دولة لها شكل آخر مثل الفيدرالية أو غير ذلك لم يعد من خيارات الشعب الجنوبي وقيادته الوطنية ،
كما أن الحديث عن تفاهمات وترتيبات ضمن أحزاب اللقاء المشترك بقدر ما تبدو هذه الفكرة غير واقعية وغير ذا جدوى ، بقدر ما تبدو أيضا في معظمها، مشاريع مضلله ومغلوطة، وتضاعف الإرباكات والبلبلة في الشارع الجنوبي ، وهي الفخ الأكبر والأخطر لسحب البساط من تحت مناضلي وجماهير الجنوب ، لتضييع القضية برمتها ، كما أنها ستعطي رسائل سلبية إلى العالم الخارجي أهمها أخراج قضيتنا الجنوبية من جوهرها الأساسي وهو الحرية والاستقلال .
إننا اليوم جميعا مطالبون بعصامية فذة ، للاهتداء إلى الخلاص الصحيح، والتصالح الحقيقي مع أنفسنا ومع التاريخ ، لإنقاذ الحاضر من أجل المستقبل .
لقد جربنا اللدغ القاتل من جحر صنعاء مئات المرات.. ألم نتعض ؟
وخير القول يمكن الإشارة إليه والاستفادة منه وأخذا العبرة منه _ وخاصة أولائك الذين يعلقون آمالا على حلول وهمية _ ، قوله تعالى في هذه الآية الكريمة
(( .. إِلاُ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ .... )) الرعد – الاية 14
رد مع اقتباس