[العبد لله بو صالح]

استطلاعاً من المليونية الأخيرة في تاريخ نضال الشعب..
الجنوبيون يؤكدون المضي نحو استعادة دولتهم بتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي
2017/05/23م الساعة 09:33 am
(استطلاع/ علاء عادل حنش)

غلبت على بعض التكهنات التأكيد بأن الجنوبيين لن يحضروا للساحة في يوم الأحد21 مايو/أيار 2017م؛ فبعضهم قال بأن الجنوبيين متنازعون، وبعضهم قال بأنهم مختلفون، ولكن الشعب الجنوبي ضرب بكلّ هذه التكهنات بعرض الحائط ضربةً قويةً؛ وخرج بحشود وجماهير كبيرة لم يسبق لها أي مثيل خلال كلّ فترة نضال الشعب الجنوبي الممتدة منذُ يوم 2007/7/7م, -إبان انطلاق الحراك الجنوبي السلمي- وإلى يوم الخميس 4 مايو/أيار 2017م, المنصرم، والذي تم بهذا اليوم إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي من ساحة العروض، والذي سُمي بــ "إعلان عدن التاريخي"، لينبثق للوجود هذا المجلس الانتقالي الجنوبي من مسيرة نضالية طويلة، حافلة بالتضحيات والمعاناة ، وليحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بتأييد جماهيري وقيادي كبيرين، وبتأييد رموز وقيادات جنوبية مهمة سابقة، ليكون يوم الأحد21 مايو/أيار 2017م, هو اليوم الذي التف الجنوبيون بعضهم حول بعض، وأوصلوا رسالة قوية لكلّ أقطاب العالم أجمع؛ بأن الأمن في المنطقة العربيَّة، وفي الإقليم الدولي لا يكون آمنًا إلا بإعطاء الشعب الجنوبي حقه في تقرير مصيره (والذي يتبلور باستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة، بحدود ما قبل 22 مايو/أيار 1990م..
من أعماق محيطات جزيرة سقطرى
ومن هذا المنطلق أجرت "الأمناء" هذا الاستطلاع الذي ابتدأه "محمد علي ناصر العوس" أمين عام اللجنة التنسيقية لمكونات الحراك الجنوبي في محافظة سقطرى، والذي قال لنا: "لقد أتينا اليوم من أعماق محيطات جزر أرخبيل سقطرى لنؤكد للعالم أننا لسنا ضد أحد، وأن هدفنا هو استعادة أرضنا, ووطننا, وهويتنا الجنوبية المتمثلة ببناء الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة"…
فيما يؤكد على تأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي بقوله: "نحن مؤيدون ومباركون ﻷي إجماع جنوبي، والمتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي رغم وجود بعض الهفوات، وهذا شيء طبيعي؛ فبأي عمل كان تحدث بعض الأخطاء والزلَّات؛ لكنها ليست إلا مرحلة انتقالية حرجة، ولا نؤاخذ عليها، لأن الهدف أعمق وأعظم، ويجب أن نعي الأولويات كجنوبيين وألا نختلف بمناسبة وبدون مناسبة"…
ويواصل قائلًا: "فها هو الحلم الذي كان يراود الجنوبيون قد تحقق؛ وهو بإيجاد المجلس الانتقالي الجنوبي"…
فيم يوجه برسالة للرئيس "هادي" بقوله: "إننا لسنا ضد الرئيس "عبد ربه منصور هادي"، وضد شرعيتك كرئيس جنوبي؛ فأنت قدّمت للجنوب ما لم يقدمه الآخرون، ولكننا نريدك أن تعود إلى حضنك الدافئ (الجنوب العربيَّ)؛ فهو الذي عزك ورفع رأسك أمام الجميع، وهو من سوف يعزك يا ابن الجنوب "هادي"…
ووجهة رسالة لأبناء الجنوب كافة بالقول : "رسالتي لأبناء الجنوب أنهُ لا بد من التلاحم، ووحدة الصف الجنوبي؛ لأجل حقنا المشروع، والذي هو استعادة الدولة الجنوبية القادمة التي يحلم بها كلّ الجنوبيين -وليس الذي نتمناه مثلما السابق- بل دولة جنوبية فدرالية يتساوى فيها كلّ أبناء الجنوب، من باب المندب وإلى المهرة وإلى سقطرى، وإلى أعماق ثكنات كلّ منطقة جنوبية"…
ويختم حديثه بتوجيه رسالة لدول التحالف العربيَّ بقوله: "يجب أن تعلم دول التحالف العربيَّ بأن أمن الجنوب, واستقراره مرتبطً باستقرار الأمن العربيَّ؛ فإن استقر الجنوب فسوف يستقر الوطن العربيَّ، والإقليم الدولي، والخطر ليس من أبناء الجنوب؛ وخير دليل اختلاط دمائنا كجنوبيين بدماء أشقائنا بدول التحالف العربيَّ؛ فقد حررنا أرضنا, وشاهدتم بأنفسكم بطولاتنا الجسام التي قدمتها المقاومة الجنوبية في تحرير المحافظات الجنوبية، وسنظل أوفياء لأمن الخليج، وأمن الوطن العربيَّ بشكل عام؛ فأمن الجنوب مرتبط بأمن المنطقة كافة"…
فرصتنا الأولى والأخيرة
أما المناضل العقيد "سالم فاضل العبادي" فيتحدث عن ضرورة التفاف الجنوبيين حول المجلس الانتقالي الجنوبي بقوله: "هذه هي فرصتنا الأولى والأخيرة كجنوبيين، فالالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي لأجل استعادة الدولة الجنوبية"…
ويواصل قائلًا: "نحن من أوائل المناضلين في حرب التحرير، وكنا نناضل من أجل تحرير الجنوب العربيَّ، وليس من أجل اليمنية"…
ويواصل قائلًا:" نسأل الله أن يفرجها على أبناء الجنوب، ونحن نأمل من دول التحالف أن تقوم بواجبها الأخوي والإنساني والعربيَّ أمام قضية شعب الجنوب، فشعب الجنوب محتل منذُ العام 1990م، ونحن نناضل, وسوف نظلّ نناضل حتى نستعيد دولتنا الجنوبية التي كان لها مقعدين في كل من (مجلس الأمن، والجامعة العربيَّة)... "
ويختم حديثه شارحًا عن ماذا قال الأمين العام للجامعة العربيَّة ؟ بقوله: "أنا بنفسي تقابلت -مرة من المرات- مع "سليم اليافي" الأمين العام للجامعة العربيَّة في حرب 1972م، في الضالع، وأكد لي بقوله (أنتم من الناس الأحرار الوطنيين الذين تناضلون على مبادئ وإيمان من أجل قضيتكم)"…
وللنساء حقوقهن المسلوبة
فيما تتحدث الدكتورة "أنجيلا علي صالح" - طبيبة نساء وتوليد بعدن - من منظور نسوي خالص قائلةً: "هذا اليوم (21 مايو/أيار) يمثل لنا كنساء جنوبيات يومًا مهمًا؛ فنحن نسعى لاستعادة حقوقنا التي سُلبت منذُ أكثر من خمسة وعشرين عامًا"…
وتضيف قائله: "نحن نريد أن نستعيد دولتنا، ونستعيد حقوق الشعب كاملة التي ضاعت ونفيت، ونحن كنساء جنوبيات -خاصة- عانينا كثيرًا جراء الوحدة"…
وتواصل حديثها عن النساء الجنوبيات, ودورهن الفعال في المجتمع الجنوبي بالقول :"نحن نشجع ونؤيد دور المرأة في الدولة الجنوبية، وسيكون دورًا فعالًا في الدولة الجنوبية المُستعادة إن شاء الله، وهذا من المؤكد حدوثه، ولن تكون هناك أي حقوق مهضومة في الدولة الجنوبية القادمة"…
واختتمنا حديثنا مع الدكتورة "أنجيلا" بسؤالها عن : هل يؤيدن المجلس الانتقالي الجنوبي؟! فقالت لنا: "أكيد.. نحن نؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي، ونبصم عليه بالعشر"…
من جانبه يقول الأستاذ "محمد سعيد قاسم" رئيس مجلس الحراك الثوري بمركز ( يسري) بمديرية حالمين عن يوم 21 مايو/أيار بالقول: "مبروك للشعب الجنوبي العربيَّ، ومبروك لدول التحالف العربيَّ على ضمانها هذا الموقع الاستراتيجي الهام في قلوب الجنوبيين، وهو بتحقيق فك الارتباط؛ الذي سوف يكون صمام الأمان للمنطقة"…
ويواصل حديثه بقوله: "فإذا لم يتم فك الارتباط يومًا ما، فسوف تكون انتخابات، وسوف يصبح الزيدي في هذا المكان، وإن أصبح الزيدي هنا, أصبحت إيران هنا.. فمبروك للجنوب العربيَّ، ومبروك للدول العربيَّة، ومبروك لهذا الشعب الجنوبي العظيم بعودته للخط العربيَّ الحقيقي الذي حُرم منه لمدة خمسين سنةً؛ بسبب حسد الروافض والمجوس، وبعض القوى التي لم تتحرّر منها اليمن حتى بالفتوحات الإسلامية"…
ويواصل حديثه بتوجيه رسالة لكافة الشعب الجنوبي بقوله: "رسالتي للشعب الجنوبي التماسك، ورص الصفوف، ونبذ المناطقية -إن وجدت- ودخولنا في الوحدة يعتبر درس لنا"…
ويختم حديثه بإلقائه قصيدة شعرية قصيرة, قال فيها:
"وحدة مع منحط دخلناها غلط..
زيود وشوافع ويونة الانحطاط..
البيض فك القيد ذي فيه ارتبط..
يا شعبنا جاهد وفك الارتباط"…

رسالة تأييد ممزوجة بألم
فيما تذهب الوالدة "إنتصار حسن عوض الزُميلي" أم الشهيد (سند صالح علي حمود) -خبير ألغام في سلاح المهندسين- بحديثها من جانب بسيط، ممزوجًا بألم وحرقة دم, حيث قالت لنا: "نحن جئنا إلى الساحة من أجل تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي، ولنشارك "عيدروس الزُبيدي" في بناء الدولة الجنوبية"…
فيما توجه رسالة شديدة الّلهجة لدول التحالف العربيَّ بقولها: "نقول لجميع الدول العربيَّة أن تقف معنا، وتقف مع عيدروس، وأن يعيدوا لنا وطننا، فنحنُ كنا دولة مستقلة، فجاء عفاش وآخذ علينا كلّ ممتلكاتنا, بل وبلدنا كلها"…
وتواصل بتوجيه رسالتها للدول العربيَّة بشكل مؤثر للغاية، حيث قالت: "نرجوكم.. بدم الشهيد، وبدم الأمهات، وبدم الأطفال، وبدم الشيوخ، أن تسترجعوا بلدنا (الجنوب)، وأن تقفوا مع عيدروس الزُبيدي"…

وحول حضور النساء الجنوبيات لهذه المليونية تقول لنا: "لا بد أن تكون المرأة الجنوبية جنب أخوها الجنوبي في الساحة -وفي أي مكان كان- سواء في الساحة أو في الجبهات، فلا بد أن نشارك كنساء جنوبيات في أي شيء في الجنوب، ومع المجلس الانتقالي الجنوبي"…
وتختم حديثها بتوجيه رسالة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي, اللواء "عيدروس الزُبيدي" بقولها :"يا ابني العزيز عيدروس .. أنت أوقف، وامشي، واصمد فوراك جدران, وجبال صامدة، فمهما ضربوا, ومهما عملوا فنحن وراك .. وراك ..حتى ينزف الدم وينتهي، وحتى الموت"…
ويقول مدير التخطيط والتعاون الدولي لمديرية المضاربة ورأس العارة, الأستاذ "عز الدين محمد محيي الدين الصبيحي" حول المجلس الانتقالي الجنوبي بالقول: "أتينا في هذه المناسبة لنؤيد ونبارك للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولنحتفل بالذكرى الثالثة والعشرين لإعلان فك الارتباط من الجمهورية العربيَّة اليمنية"…
ويختم حديثه بالقول: "رسالتنا للعالم أن الشعب الجنوبي كافة خلف هذا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي انبثق من رحم الثورة الجنوبية، والذي يمثل تطلعات وطموحات الشعب الجنوبي لنيل حقه بتقرير مصيره، وباستعادة دولة الجنوب العربيَّ كاملة السيادة"…
لُحمة واحدة وجسد واحد
بدوره الأخ "عبود شايف محمد " تحدث لنا قائلًا: "هذه المليونية هي لتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، ونائبه هاني بن بريك"…
ويقول كذلك :"شعب الجنوب أوصل رسالة لقيادة التحالف العربيَّ بأننا يدًا بيد، وإننا معكم، وإن شاء الله تكونون أنتم معنا كذلك يا دول التحالف، ومع خيار شعب الجنوب الذي عانى كثيرًا، وما زال يعاني، وهو اليوم خرج تحت أشعة الشمس الحارقة، ونحن سوف نكون سندكم في كلّ وقت وحين"…

وختمنا استطلاعنا -المتواضع- بلقاء الأخ "عادل العدلي" من أبناء حضرموت, الذي قال فيه :"نحن جئنا لنؤيد ونبارك للمجلس الانتقالي الجنوبي"…
وأضاف بقوله: "شعب الجنوب لُحمة واحدة، وجسد واحد، ويجب السير بهذه الخطوات لنيل استقلالنا, لاستعادة الدولة الجنوبية ."