عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-09-2009, 03:12 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 640
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

فشل الدولة، والأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب

مما يزيد التحدي الإرهابي اليمني تعقيداً هو الإحتمال القوي بأن تستسلم البلاد بصورة تدريجية لـ [مؤشرات] فشل الدولة. فالاقتصاد اليمني آخذ في الانهيار بصورة مطردة، وسيؤدي نقص الوقود والطاقة خلال الإطار الزمني الممتد من عام 2012 إلى عام 2018 إلى انخفاض مستوى معيشة السكان الآخذ عددهم في التزايد (والمنتظر أن يتضاعف بحلول عام 2020).

ومن منظور أوسع للأمن الإقليمي، من الأهمية بمكان منع تحوّل اليمن إلى دولة فاشلة. فاليمن تواجه تهديداً إرهابياً نشطاً جداً من قبل منتسبي «القاعدة»، وتمرداً قبلياً متقطعاً في الشمال، وتوتراً متزايداً في جميع أنحاءالبلاد يتعلّق بالمظالم الاقتصادية والسياسية. وقد يصبح اليمن المنهار بمثابة سوق سلاح، وملاذ للإرهابيين، ومساراً اقتصادياً للمهاجرين من شأنه أن يعقّد الأمن في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي.

إن التعاون الأمريكي-اليمني لمكافحة الإرهاب هو أيضاً معرض للتهديد إذا كانت هناك دولة يمنية ضعيفة. وكلما يتضعضع حكم صالح، تتطلّع حكومته إلى الوصول إلى الحلفاء الإسلاميين الراديكاليين لكي يسندوها. ومنذ عام 2004، استفادت الحكومة من الجهاديين السابقين لمحاربة المتمردين من جماعة الحوثيين شمالي اليمن، بينما رُفِعت الإقامة الجبرية عن هؤلاء المقاتلين، وسلّمت لهم رواتب، وحتى سُمِح لهم بالسيطرة على أراضي ومساجد الحوثيين. ويلعب الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهو إرهابي عالمي حسب تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية في شباط/فبراير 2004، دوراً رئيساً في حزب الإصلاح اليمني، الذي من المحتمل أن يتطلع إليه المجلس العسكري لجنرالات صالح كشريك سياسي عندما تقترب من نهايتها فترة رئاسة صالح الثالثة والأخيرة (حسب القانون) في عام 2013.

إعادة بناء النفوذ الأمريكي

عندما يتم القبض على النخبة الخبيرة الراهنة من قادة المقاتلين -- وهي لحظة وشيكة -- قد يبدو من جديد أن "المهمة قد تمت"، وأنّه من المرجح أن تركز السياسة الأمريكية على القصورات التي ترافق سلوك الحكومة اليمنية: عدم استعداد البلاد لإدانة اليمنيين العائدين من العراق؛ وميلها إلى تخفيف شروط التوقيف وإسقاط التهم عن الإرهابيين فور تحوّل الاهتمام الدولي عن اليمن؛ وعدم قيامها بتسليم الإرهابيين المطلوبين من قبل الولايات المتحدة أو ضمان بأن المائة وثمانية محتجزين الذي يتم إطلاق سراحهم من معتقل غوانتانامو لن يعودوا إلى إرتكاب جرائمهم. كل هذه الشكاوى مشروعة لكنّ تكرارها هو أقل قيمة من إيجاد طرق عملية لاستعادة النفوذ والتأثير الأمريكي على الحكومة اليمنية.

قد يكون من الممكن ربط المساعدات الأمريكية والبريطانية والسعودية بقدر أكبر من الرقابة على السجناء الإرهابيين اليمنيين، لكنّ هذا في جوهره تفصيل تكتيكي. فمن غير المرجح أن تقدِّم حكومة يمنية تزداد ضعفاً تنازلات مؤلمة ما دامت المساعدات الأمريكية غير العسكرية أقل بكثير من تلك التي يحصل عليها اليمن من بلدان أخرى دون فرض أي شروط. وفضلاً عن ضمان التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، هناك أساس منطقي استراتيجي قوي لزيادة المساعدات الأمريكية غير العسكرية للحكومة اليمنية لمنع فشل الدولة. من الناحية التأريخية، إن فرص الحصول على تعاون في مجال مكافحة الإرهاب من قبل حكومة يمنية منهارة تصل إلى الصفر، وتكلفة إعادة بناء دولة فاشلة تتجاوز كثيراً التكاليف المترتبة على منع مثل هذا الانهيار.


مايكل نايتس

مايكل نايتس هو زميل دولي لِليفر، بمعهد واشنطن، مختص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج الفارسي.



معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى • 1828 L Street NW Suite 1050 Washington DC 20036

التعديل الأخير تم بواسطة نهربناء ; 07-09-2009 الساعة 03:17 AM
رد مع اقتباس