[العبد لله بو صالح]

ولا يكفّ شاعرنا عن إنهاض الهمم والهاب المشاعر في شعبه:

بني وطني أرى الأيام تطوي * حمانا والجميع رهين رمس
وبتنا كالغنائم بين جهل * وأدواء وقد فقد المؤسي
كفانا ذلة وكفى الليالي * بان قد حكمت فغضت بعكس
فمن رام الحياة سعى اليها * على جسر المنية لا الدمقس
وياوطني الحبيب كفاك إني * نفثت من اليراعة ذوب نفسي

ويستعجل دور الجماهير الشعبية لرفض الخنوع للحكام المأجورين ورفض الانكسار أمام المستعمر وصيحة لمواجهتهم والثورة عليهم.:

إنا سئمنا من حياة * كل مافيها أليم
جهل وفقر مدقع * والداء بينهما مقيم
والغل ينخر عظمنا * والحقد والبغض الذميم

ويستفزّ حماس شعبه أكثر:

حتى متى ياقومنا نحيا حياة الخاملين؟
البرق يضحك من تخاذلنا على مر السنين
والسحب تندبنا وتركب قومنا الدمع السخين
والرعد يخطب كي يثير العزم في أهل اليقين
والشمس تكشف سرنا بين الملأ في كل حين

ويدفع بنفسه وشعبه إلى الثورة اندفاعا ويطلب منهم عدم تصديقهم والركون لوعودهم:

حتى متى نرضى بالهوان ونحسى * كأس المذلة من أثيم جاني
ماضاع حق طالبوه قد امتطوا * ظهر الخطوب بمهمة وتفاني
طعم المنية نحو تحقيق المنى * كالشهد بل كحلاوة الايمان
لاتخدعنكم الوعود فإنما * هي كالسراب خديعة الظمآن

كم صاح وثار عبد الله هادي سبيت واشعل في ثورة الجزائر:

تلكم الثورة في ارض الجزائر * هل خبا يوما لظاها
ضاق صبر الحلف حتى بالحرائر * حين جادت بدماها
فالدماء ببين الترب * تصنع اليوم العجاب
انها فصل الخطاب * فالى التاريخ ياشعب الجزائر

ووقف شاعرنا مع جمال عبد الناصر في العدوان الثلاثي على مصر العروبة عام 1956 في قصائده: "أشرقي يا شمس من أرض العروبة" و "حيّا الله ابطالك يا بور سعيد".....