[روابي الجنوب]

الجنوب ينزلق للمجهول وقيادات شبابية من رحم ساحات الاعتصام تتشكل






لاشك بأن أستمرار تجاهل دول الأقليم ودول العام لمأساة شعب الجنوب خصوصا واليمني عموماً وهو يمر بدوامة العنف والعنف المضاد وسط سكوت وتجاهل العالم سيُفضي لأمور لايستطيع أحد التكهن بها أمام كل ذلك الاحتقان التي يلف صنعاء وعدن ، أذا كانت دول الأقليم اليوم تتجاهل المعضلة الجنوبية واليمنية فليس هذا معناه بأن الأمور تسير وفق ما هو متوقع أو ضمن نطاق حدود السيطرة ، وأذا كان المجتمع الدولي يعتقد بأن الأمور في صنعاء وعدن لم تصل لمرحلة الخطوط الحمراء فهذا أيضاً لا يمكن الاعتماد عليه ولايمكن ضمان خروج الأمور عن نطاق السيطرة ، ففي سوريا مثلا تجاهل المجتمع العربي والدولي المأساة التي تراكمت يوماً بعد يوم ربما كان الاعتقاد بأنها تحت السيطرة واتضح جلياً بأن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة واصبح هناك فراغاً سرعان ما ملئ ذلك الفراغ قوى الشر التي عاثت بسوريا فساداً وقتلاً وتدميراً وها هو الشعب السوري يدفع ثمن ذلك التجاهل ، اليوم المجتمع الخليجي والعربي والدولي يكرر نفس المأساة والخطأ في الجنوب العربي ولمُ يعر أي من المطالبات والتحركات السلمية الشروعة أي اهتمام حتى وصلت الأمور اليوم حد نقطة الصفر أو نقطة ألا عودة كما تشير كل التوقعات ، فمن المستحيل اليوم أن يتراجع شعب الجنوب العربي بعد كل متقدمة من تضحيات طوال ربع قرن ومستحيل أن يتراجع بعد أن سيطر المتظاهرين على ساحات الاعتصامات سواء بخور مكسر أو بغيرها من ساحات اصبحت بيت اخر لشباب وشيوخ الحراك الحنوبي ناهيكم عن عدد الشهداء الذين يسقطوا يومياً على يد قوات الاحتلال الشمالي .



ليستُ من طلاب الأنفصال والتشرذم والتفتت وتقسيم المقسم وإنما الحقيقة على الأرض تناهض وتناقض ما يتطلع له أي عربي ينشد الوحدة العربية والتي أنا أتبناها ولكن ليس على اساس القهر والضم وبالقوة فأي وحدة أن لم تحقق مصالح مجتمعاتها فهي ليست وحدة وإن تمت بالقوة فهي احتلال لارادة المجتمع وهذا مايحصل للجنوب العربي وهذا ماحصل أبان الغزو العراقي للكويت ، فأي وحدة تتحدثون عنها فأذا كانت دول الخليج العربي ذات المرجعيات المتطابقة بكل شيئ تقريبا فشلت في وحدتها وها هي تلفظ انفاسها الأخيرة على قارعة طريق الوحدة الخليجية ، لذلك اليوم أصبح من حق الشعب الجنوبي بعد أن ذاق الذل والفقر والتجهيل وتحطيم وتدمير كل المكتسبات التي تحققت فيما قبل الوحدة أن يطلب باسترداد حقه المغتصب ومن حقه أيضا أن يُدير نفسه بنفسه وفق القواعد والاسس الدولية التي تكفل له حق تقرير مصيرة اسوة بباقي شعوب المعمورة وهذا ما ادعوا له واتبناه ، والأمر الأخر وهو في غاية الخطورة ألا وهو عجز قيادات الجنوب التي عول ولازال شعب الجنوب العربي يعول عليها لانقاذه ونقله نقلة حضارية نوعية وأن كانت هناك بعض الأصوات التي تخرج من هنا وهناك تطالب بتشكيل قيادات شبابية من واقع ساحات الاعتصام وهي دعوة بدأت تجد لها أنصار وترتفع يوماً بعد يوم على أثر مشاعر اليأس التي تتملك الشباب خصوصاً بين الاكاديميين والمثقفين الذين ضجروا من مماطلة القيادات التقليدية وخلافاتها التي لم تطوها السنون لابل اصبحت اليوم أكثر وضوحاً مما سبق بعد أن لاح بالافق الجنوبي بوادر استقلال ، وعليه وبعد فشل الثلاثين من نوفمبر الماضي وهو اليوم الذي كان ينتظره شعب الجنوب وقد مر دون أن يلوح بأفقه أي حل يضمن حق شعب الجنوب بالحرية والاستقلال اصبحنا نسمع كل يوم عن سقوط شهيد جنوبي ولازال خبر سقوط الشهداء مستمراً إلا أذا اتخذت قيادات الحراك التقليدية مبادرة تكفل حق الجنوب وشعبه الاستقلال أو ظهور قيادات شبابية من رحم ساحات الاعتصام ، عدا ذلك سينزلق الجنوب للمجهول قد يستمر سنوات طويلة بهذا الانزلاق وستسيل بها دماء عزيزة غزيرة وهذا ما لا اتمناه.



الكاتب الكويتي : أنور الرشيد



اقرأ المزيد من شبوة برس | الجنوب ينزلق للمجهول وقيادات شبابية من رحم ساحات الاعتصام تتشكل [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]