عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-17-2016, 06:05 AM
الصورة الرمزية ماريا
مــشــرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: لبنان
المشاركات: 2,523
افتراضي انت والعقد الثمين



انت والعقد الثمين
أعظم مطلوب تسعى إليه فرحة القلب هو رضا الله عز وجل والجنّة، وأروع أمثلة الاستجابة أن تكون واقعاً يُرى قال تعالى { وَعَجِلتُ إلَيكَ رَبِّ لِترضى } ( 1 ) وعجلت إليك ربي لترضى: أي استعجلت المجيء إليك طلباً لرضاك عني.

وظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضا ربه وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها.

قال الشيخ الشنقيطي – حفظه الله – :- إياك أن يزول عن قلبك ولو طرفة عين الشعور بطمعك في رحمة الله - عز وجل -، دائما تحمل همّ كيف تكون عند الله بأفضل المنازل، { وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِترضى } أن تعجل إلى الله، والعجلة السرعة وأن تبادر وتسير حثيثًا إلى ملك الملوك وجبار السماوات والأرض إلى من يرحمك ولا يعذبك إلى من يحسن إليك ويكرمك ويرفعك ويفتح لك من أبواب رحمته ما لم يخطر لك على بال، إلى هذا الرب الحليم الرحيم الكريم، الذي علمك ما لم تكن تعلم وكان ولم يزل فضله عليك عظيما، إلى هذا الرب الذي هداك من الضلالة، وأنقذك من الغواية وأرشدك إلى سبيل الحق والهداية، إلى هذا الرب الذي أحسن وأفضل { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطعِمُنِي وَيَسقِينِ * وَإِذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ } ( 2 ) من يفعل هذا غير الله - جل جلاله - تبارك رب العالمين، تحس بقرارة قلبك أنك تعجل إلى الله، أنك تريد أن تكون عند الله بخير المنازل، فإذا كان عنده هذا الشعور سأل عن الأعمال التي تقرب إلى الله - عز وجل - وبحث عنها وتشوق وأصبح يبحث عن تجارة مع الله رابحة لا يرضى بالقليل، أبدا بل يسمو إلى الكثير، إن علم أن التسبيح فيه حسنات، وأن لا إله إلا الله أفضل ما ذكر به الله؛ اختار لا إله إلا الله، فنطق بها لسانه، واعتقد بها جنانه، ولهج بها في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، فإذا علم أن قراءة القرآن أفضل من ذكر باللسان؛ قدم قراءة القرآن، فتجده يطمع من مغفرة إلى مغفرة، ومن رحمة إلى رحمة، ومن خير إلى خير ومن بر إلى بر، فينصرف قلبه بالكلية إلى الله - جل جلاله -، ويشتغل بطاعته عن معصيته، وبمحبته عما يغضبه .

والقرآن يا غالية يعطيك بمقدار ما تعطينه، ويُفتح لك بكل مرة تقرئينه إشراقاتٍ وإيحاءاتٍ بقدر ما تُفتح له نفسك، ويبدو لك في كل مرة جديداً كأنك تتلقينه اللحظة .

قال النباجي: « لو لم يكن لله ثواب يرجى ولا عقاب يخشى لكان أهلاً أن لا يعصى، ويذكر فلا ينسى، بلا رغبة في ثواب ولا رهبة من عقاب، لكن لحبه؛ وهو أعلى الدرجات أما تسمع قول موسى عليه السلام: وعجلت إليك ربي لترضى؟ و أن من عمل لحبه أشرف ممن عمل لخوفه.

وقال: حكيم: إني لأستحي من ربي أن أعبده رجاء الجنة فأكون كالأجير، أو خوف النار فأكون كعبد السوء إن خاف عمل وإن لم يخف لم يعمل، لكن يستخرج مني حب ربي ما لا يستخرجه غيره ».
__________________















ربما ذات ربيع
بين شدو الطيور
ونثر الزهور
قد يُخلق لنا لقاء
رد مع اقتباس