عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-13-2006, 05:34 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 11
افتراضي


منذ الوحدة اليمنية، أخذ ساسة من المحافظات الجنوبية يتباكون على أحوال أبناء تلك المحافظات ويحملون الوحدة كل السلبيات برغم أن كثيراً من أبناء المحافظات الشمالية يعانون وضعاً معيشياً وأمنياً.. الخ مشابهاً.
ويدعي بعضهم تمثيل أبناء الجنوب مستغلاً سلبيات عديدة في المجتمع (لا ينكر أحد وجودها) ومنهم ساسة جنوبيون "فاشلون" يقيمون بالخارج ويمارسون ما يمكن أن نسميه "المعارضة السياحية" وسينتهي بهم العمر –كأمثالهم- دون أن يحققوا إنجازاً سياسياً.
المعارضة الجنوبية السياحية
مرت عقود من الزمن، لكنها لم تكن كافية لبعض الناس ليكتشف الفشل الذي يلازم سياسيي المعارضة السياحية، إذ لا وجود حقيقي لهم على الساحة السياسية اليمنية، ومنهم من نجده فقط بصحف يمنية تنشر له صوراً فوتغرافية وهو في أوضاع مختلفة!
إن قادة تيار إصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي اليمني يتصفون بجدية أكثر من قادة المعارضة الجنوبية السياحية وقادة التيار يتبنون قضايا واضحة ومن داخل اليمن وبذا فإنهم أشجع من قادة المعارضة السياحية الذين في معظمهم يتاجرون بقضايا أبناء الجنوب، وتتم هذه المتاجرة تحت أسماء لهيئات مختلفة تستغل كستار لتحقيق مكاسب شخصية، وبينما يكافح معظم أبناء المحافظات الجنوبية للحصول على لقمة العيش بكرامة ينعم "ممثلو الجنوب!" بالخارج بحياة الترف والبذخ.
فانظروا إلى أولئك "الممثلين" لأبناء الجنوب المتواجدين –أي الممثلين- في الخارج ما هي انجازاتهم –غير الشخصية- التي حققوها لأبناء الجنوب من خلال تواجدهم في الخارج منذ أعوام كثيرة؟ بالطبع لا شيء.
ولا يستحي كثير من رموز المعارضة الجنوبية –السياحية والداخلية- أن يطالب بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية متناسياً أن العهود التي كان هو في ظلها أحد أقطاب السلطة في الجنوب قبل الوحدة كانت عهود ظلام أهدرت فيها كل الحريات والحقوق.
مع الحسني وحديثه في ذكرى الوحدة
بثت فضائية عربية في 22 مايو الفائت حواراً آخر مع الأخ السفير السابق أحمد عبدالله الحسني، وكنت أتمنى أن لا يستمر في تكرار عرض طروحات ليست مقنعة كالمطالبة بتحرير الجنوب من "الاحتلال الشمالي" بينما هو قاتل في 94م في صف القوات الحكومية للقضاء على حركة الانفصال.
ليس بيني وبينه خلاف شخصي، بل أنني دافعت عنه في صحيفة "الثوري" عقب أن غادر دمشق في العام الماضي إلى لندن طالباً اللجوء السياسي، فحينئذ وصفته صنعاء بأنه مضطرب نفسياً فأوضحت في مقالي عدم صحة ذلك، ودافعت عنه بأنه لم يكن منطقياً أن تدعّي صنعاء بأنها رفضت طلبه للتمديد له في دمشق عملاً منها بقانون السلك الدبلوماسي فقلت بأن هناك سفراء تمدد لهم صنعاء وبعضهم لا تنتهي مدته بعاصمة ما إلا وقد جهزت له عاصمة أخرى لينتقل إليها، وغير ذلك قلته للدفاع عنه.
لقد دافعت عنه مفنداً ما قاله فيه "المطبخ" لكنني بالطبع لم أدافع عن طروحاته وإدعاءاته السياسية حتى إنني أشرت إلى أنه وغيره من المعارضة الجنوبية لن يؤثروا على صنعاء التي تستطيع أن تمد رجليها ولا تبالي فلا يوجد بين المعارضين الجنوبيين فيصل عبداللطيف آخر.
كنت أتمنى أن تهدأ فورة غضب الحسني ويعود لليمن ليعارض عبر الحزب الاشتراكي أو كيان سياسي آخر أو كمستقل، لكنه للأسف أصر على البقاء في عاصمة الضباب ليمارس المقابلات المتلفزة من خلال انتمائه لما يسمي اختصاراً "تاج" (تنظيم للمعارضة الجنوبية بالخارج).



يمكنني القول بأن الحسني يتحلى بمزايا لا تتوفر في كثير ممن هم أقدم منه في المعارضة الجنوبية بالخارج أو أقدم منه في عالم السياسة أو كانوا أعلى منه مرتبة في نظام الدولة بعدن، إنه يتميز عنهم مثلاً بالثقافة العامة (ويستخدمها أحياناً للمغالطة أثناء حواراته المتلفزة) ويتميز عنهم بعدم الانفعال أثناء النقاش، لكنه رغم ذلك لم يكن مقنعاً فيما يطرحه.. فأولاً هو يلجأ للمبالغة، وثانياً هو يلجأ لسرد وقائع لا يمتلك دليلاً على صحتها، وهو ثالثاً يردد ما تنشره الصحافة في اليمن من معلومات غير سليمة.
أما أهم ما يضعف موقفه فهو أنه يتبنى قضايا الحرية وحقوق الإنسان في الجنوب بينما يظل يطارده شبح الدور الذي قام به كقائد للقوات البحرية في أحداث يناير 1986م في عدن التي حصدت أرواح الآلاف من المواطنين ناهيك عن الجرحى ومن أصبحوا معاقين (غير معروف عددهم، لكن منذ نحو 10 سنوات وبعد انصراف الناس من مقيل الأخ علي ناصر محمد بقينا هو وأنا نتجاذب أطراف الحديث فعلمت منه بأنه كان قد شكل لجانا لحصر عدد القتلى فأفادته بأنهم نحو 8000 فطلب التدقيق فاتضح بأنهم نحو نصف ذلك ، فطلب التدقيق مجددا فوصل العدد إلى حوالي 1600 وهؤلاء دون قتلى الطرف الآخر) .
لذلك عندما يهاجم الحسني في لقاء تلفزيوني (من قبل المشاهدين المشاركين هاتفياً) حول دوره في تلك الأحداث الأليمة وما أحدثته القوات البحرية من دمار في مدينة عدن، فإنه يتجنب الرد.
وحدة لا اتحاد
في حديثه التلفزيوني الأخير (22 مايو 2006) يذكر الحسني بأن الوحدة تمت بين نظامين كل منهما كان عضواً في جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية مشيراً إلى أنه لا يجوز بالتالي أن ينتهي النظام الذي كان قائماً في الجنوب!
إنه بذلك الطرح يخالف الحقائق السياسية، فما حدث في 22 مايو 1990 لم يكن "اتحاداً" كونفيدرالياً بحيث تحتفظ كل دولة عضو في الاتحاد بكامل سيادتها الخارجية والداخلية.. ولم يكن "اتحاداً" فيدرالياً بحيث تزول الشخصية الدولية عن الدول الأعضاء في الاتحاد مع احتفاظ كل عضو في الاتحاد ببعض جوانب السيادة الداخلية.
فما حدث كان "وحدة" أي تنشأ بموجبها دولة جديدة تزول معها الشخصية الدولية للدول التي دخلت في الوحدة وتفقد فيها هذه الدول كل مظاهر السيادة الخارجية والداخلية لصالح الدولة الجديدة.



تحقيق الوحدة لا إعلانها وحسب
وهو يقول بأن ما حدث في 22 مايو 90م كان "إعلانا" للوحدة وليس تحقيقاً لها (أي أنها لم تتم فعلاً!) وهو تفسير جديد لم نسمعه منه منذ أن قامت الوحدة حتى لجوئه إلى بريطانيا.
إن الوحدة تحققت في مايو 90م بدليل أنه بنفسه كان في عام 94م يقاتل في صفوف القوات الحكومية (الشرعية الدستورية) دفاعاً عن الوحدة.
في بناء الدولة الحديثة!
ومن مبالغاته إشارته إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح كان بإمكانه أن يستفيد من إرث كبير كان موجوداً في الجنوب ليبني به الدولة اليمنية الحديثة!
وذلك الطرح دفع مقدم البرنامج (رغم إنه ليس يمنياً) أن يرد عليه مستنكراً ومتسائلاً عما إذا كان يقصد بإن إرث لدولة "شيوعية شمولية ديكتاتورية" يصلح لبناء دولة عصرية؟
والحقيقة أن اتهامه للرئيس بإضاعة الفرصة لبناء دولة حديثة عقب 22 مايو 90م يعتبر تحاملاً على الرئيس لا طرحاً موضوعياً، فهو يوجه ذلك الاتهام إلى الرئيس وحده ولم يذكر شركاء الرئيس في تحقيق الوحدة وفي السلطة منذ 22 مايو ولأعوام وهم علي سالم البيض وحيدر العطاس أو قياده الحزب الاشتراكي بشكل عام.
انجازات صنعها الاستعمار لنفسه
ولم يكن لائقاً أن يفاخر على أبناء المحافظات الشمالية بإنه كان في عدن في أربعينات القرن العشرين تعددية سياسية وانتخابات للمجلس التشريعي، وكان بها منذ الخمسينات أكبر مصافي ومستشفى بالشرق الأوسط.
والحقيقة هي أن أبناء المحافظات الشمالية ليسوا مسئولين عن التخلف المريع في ظل المملكة المتوكلية اليمنية ولكنهم كانوا ضحايا لذلك التخلف الذي فرضه عليهم نظام الحكم المتخلف.
كما تجاهل الحسني أن معظم سكان الشطر الجنوبي سابقاً كانوا يعيشون خارج عدن حياة شديدة التخلف.
ومن جهة ثالثة، تناسى بأن تلك الانجازات وغيرها مما لم يذكرها مثل شبكة الطرق الحديثة في عدن وإدخال الكهرباء ومياه الشرب النقية للمنازل وشبكة الصرف الصحي ومد خطوط الهاتف وإنشاء محطة إذاعية وأخرى تلفزيونية ومطار دولي وميناء عظيم.. الخ يعود الفضل في إيجادها إلى الاستعمار البريطاني وليس إلى سكان عدن، وقد أوجدها الانجليز لخدمة إستراتيجيتهم في البقاء بعدن إلى الأبد.
خلاصة القول
لن يكون الحسني مقنعاً عندما يطالب بتحرير الجنوب وإقامة دولة مستقلة على أراضيه فقد قاتل في 94م ضد حركة كانت تسعى لتحقيق نفس ما يطالب هو الآن بتحقيقه!
إن طروحات الحسني الحالية تتعارض مع مواقفه السابقة القريبة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن نفس الشيء يفعله الأخ عبدالرحمن البيضاني، فقد أعلن ترشيحه لنفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة وملأ الدنيا تصريحات وكتابات حول ذلك بل أطل من فضائية مصرية على حلقتين يتحدث عن ترشيحه وقرأ مقاطع من برنامجه الانتخابي وأعلن عدم خشيته أن يغتال نتيجة لترشيحه لنفسه قائلاً بأنه يحمل كفنه في حقيبة يده! وبعد أن كتبت في "الناس" مقالين أوضحت فيهما عدم أهليته للترشح لمخالفته شرطين دستوريين (متزوج بأجنبية، ووالدته غير يمنية) انقلب وأخذ يكتب في "الثوري" أسبوعياً مهاجماً الانتخابات الرئاسية ومطالباً بمقاطعتها بحجة أنها لن تكون حرة ولا نزيهة وستكون أحادية، وغير تنافسية.. الخ فصارت المطالب الحالية للبيضاني هو الآخر تتعارض ومواقفه بالأمس القريب جداً.. وعموماً فهذا ليس بجديد عليه!

نجيب قحطان الشعبي................... 14/6/2006م


التعديل الأخير تم بواسطة أنا أنا ; 07-13-2006 الساعة 05:50 AM
رد مع اقتباس