أخي الفاضل الغريب
معضلتنا أننا لم نعد نميز بين الحقيقة والخيال
والجميع أصبح يحب المحاباة والمجاملة
وتقديس الأشخاص
من خلال سنوات في التعامل مع الكتابة
والحوارات أرى أن هناك شبه إجماع
إلا من رحم ربي
على أن يكتب من أجل أن يقولون فلان كاتب
فلان أجاد الكتابة
فلان مثقف
فلان كذا وكذا
بينما أن الإختلاف والطرح الصحيح
هو ما يدفع بالجميع نحو الإبداع
وهو عبر النقد المؤطر بالأدب
والمعلومة والرؤية الصحيحة
أنت هناك تستدل بشيطان بدر
لعمري لقد نهلت في الدين رغم ضعف النحو لدي والصرف
إلا أني لم أرى أن شيطان بدر فتن في معركة بدر
على أساس أنهم كانوا أهل بدر رضي الله عنهم
وقريش على طريق سوي بل إن الشيطان
كان العدو لأن قريس جانبها الصواب
ولم تسمع لترى الطريق الصحيح
وما إنكارها للرسالة إلا تعنة ً ومكابرة
وكانت النتيجة جندلهم أهل الحق في القليب
ونادهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فردا فردا
ومن هنا تتجلى لنا الحقيقة بعد أن قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لقد وجدت ما وعدني ربي حقاً،
فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟
فستغرب الصحابة مناداة رسول الله صلى الله عليه وسلم
للموتا وهي من الغيبيات
فقالوا يا رسول الله وهل يسمعون ؟
والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم
غير أنهم لا يستطيعون جوابا . أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وها نحن نخاطب منذ سنوات بأن الحقيقة يجب أن تظهر كما هي
إلا رسم السياسات فهي حينما يسمعون يكتوبنها كما يريدون
إلا أن تكرار " نهج العظمة والغطرسة نراه أمام العين .
ولا أدري لما أوردت هذه المقارنة فإن كان الحق يقارن هكذا
فما نادى المنادي :
وما رفعت الأمم في حضارة يتحدث عنها التاريخ حينما كانوا صادقين
أخي الغريب " وهل تعلم ماهو جزاء المداحين " وهل نسيت [ احثوا التراب في وجوه المداحين ]
فمن يورد المدح بغير مكانه فعلم أنه يريد أن تستمر في السقم .
وبالتالي بدر الكبرى لم يكون للشيطان فيها نصيب
لأنها بأمر إلهي للفصل بين الحق والباطل .
تحياتي