عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-19-2011, 06:57 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 170
افتراضي

الرجل الذى وصل إلى السلطة بطريق الصدفة فى لحظة استثنائيةفي نهايه السبعينات يتمكن من خداع الجميعولأنه لم يكن يملك من سمات القيادة أو الزعامة ما يؤهله للبقاء طويلا، فقد تصورنا أنه ضيف عابر وصدّقناه حين قال فى أول خطاب رسمى «---------»، إنه لا ينوى البقاء فى الحكم سوى شهر.
ثم اكتشفنا تدريجيا أن الرجل محدود القدرات والمواهب كان «يتمسكن» فى البداية ليتمكن، وحين تمكن تشبث، فجلس على مقعد الحكم ثلاثه وثلاثين عاما، ثم «استخسره» فى غيره فأصر على توريثه لابنه من بعده والشعب جالس يتفرج
وها هى نخبة منافقة من السياسيين والمفكرين ورجال القانون وأساتذة الجامعات تعرض خدماتها على الرجل، ثم تتقدم لاحتضان وتغذية طموحات ابنه، وبدلا من أن تنصحهما وترشدهما إلى الطريق القويم تزين لهما طريق الضلال وتساعدهما على العبث
وها هى مجموعة فاسدة من رجال المال والأعمال تعقد مع السلطه صفقة مشبوهة لاقتسام تركة وطن يريدان له أن يبقى مريضا ويظل فى غرفة الإنعاش لأطول فترة ممكنة
وها هى الأحزاب والقوى السياسية «المعارضة» تستسلم لأقدارها وتعيش على اجترار ذكرى أمجادها التاريخية، وتكتفى بدور محدود مُنح لها لإضفاء مسحة من التعددية الشكلية على لوحة الاستبداد، وما إن تظهر حركة أو جماعة هنا أو هناك تطالب بالتغيير حتى تسقط فريسة سهلة لشراك الانقسامات والمؤامرات المنصوبة حولها
كاد اليأس يستولى على هذه القلة الشريفة ( الشعب المغلوب على امره )، ولم تنتبه إلى أن قطرات مياهها تمكنت من الوصول إلى واحات وسط الصحراء المجدبة، وأن غرسها نما وترعرع وأصبح على وشك أن يثمر فنحن إزاء شباب يمني جنوبي كان او شمالي يحب بلده ويستلهم الموقف السياسى من إحساس مجرد بالوطن والأرض والناس وليس عبر رؤية أيديولوجية تختزل الوطن فى نظام أو زعيم أو مصالح طبقة اجتماعية أو نزعة دينية أو طائفية
فقد أصبح من السهل أن يشكلوا معا ( اقصد شباب الشطرين ) وعاء تنصهر فى إطاره مختلف التيارات السياسية والأيديولوجية المهمومة بإخراج اليمن من النفق المظلم الذى دخلت وسارت فيه لسنوات طويلة
رد مع اقتباس