[روابي الجنوب]

ترتيبات لمشهد سياسي جديد في اليمن..أنصار الله يسيطرون على القصر الرئاسي





اصبحت دار الرئاسة بصنعاء تحت سيطرة جماعة الحوثيين “أنصار الله”، وذلك بعد الاشتباكات التي استؤنفت امس الثلاثاء بين مسلحي الجماعة والحماية الرئاسية، وأفضت الى سيطرة الحوثيين على المجمع الرئاسي والاستيلاء على ما بداخله من أسلحة وذخائر، الى جانب حصارها لمنزل الرئيس هادي.



كشف علي القحوم عضو المكتب السياسي لأنصار الله حقيقة ما حدث امس الثلاثاء في دار الرئاسة حيث قال: “اللجان الشعبية منذ البداية ليس لها اي نية للسيطرة على دار الرئاسة او اي مؤسسة حكومية بل هي منذ انتصار الثورة الشعبية وهي من تقوم بحماية مؤسسات الدولة من النهب او الفيد ولا صحة لما يروجه الاعلام الداعشي بان هناك سيطرة على دار الرئاسة كما يزعمون”.



وأضاف: “الذي حصل ان قائد اللواء اول حماية رئاسية وجه الضباط والجنود بنهب الأسلحة والمعدات التي بداخل دار الرئاسة وقام ايضا بخرق تثبيت اطلاق النار في محاولة لتهريب تلك المعدات والاسلحة التي قد نهبها هو ومجموعة من الضباط والجنود”، موضحا أن “ما قامت به اللجان الشعبية هو منع تهريب الأسلحة ونهبها ولم يسيطروا على دار الرئاسة بل هم يحمونها من النهب والفيد”.



وكان مسؤول عسكري يمني رفيع أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن مسلحي جماعة الحوثي سيطرت عصر الثلاثاء على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء، مشيرا إلى أنها “دخلت المجمع وقامت بنهب الأسلحة من المستودعات”.



وفي هذا السياق ذكرت نادية السقاف، وزيرة الإعلام بأن “منزل الرئيس عبدربه منصور هادي يتعرض لقصف من جانب “ميليشيا تسعى للإطاحة بنظام الحكم”، دون ان تذكر تلك الميليشيات بالاسم.



وفي تغريدة لها على موقع “تويتر” أضافت قائلة: “منزل هادي تعرض لقصف من جانب عناصر مسلحة متمركزة في البيوت المجاورة”، ولم تذكر بالاسم المقاتلين الحوثيين الذين خاضوا معارك بالمدفعية أمس ضد القوات الحكومية.



من جانبه قال رياض ياسين عبد الله، وزير الصحة اليمني: “إن أركان الانقلاب في اليمن بدأت تكتمل مع سيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة”.



وخلال اتصال هاتفي مع فضائية “CBC إكسترا” أضاف رياض: “لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في صنعاء خلال الساعات المقبلة”.



في المقابل قال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين “أنصار الله”: “ما حدث في صنعاء من اشتباكات ليس محاولة انقلاب وإنما جاء ردا على العدوان الذي قامت به الحماية الرئاسية”.



وأضاف البخيتي في حديث لقناة “الجزيرة”: “أن الرئيس هادي يتعرض لضغوط من قبل أطرافٍ لا تريد تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية”.



وأكد أنه قد يتم اللجوء إلى ما سماه “الخيار الثوري”، نتيجة “تلكؤ” الحكومة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، مبينا ان الوثيقتين تؤكدان بوضوح ضرورة التوافق في المسار السياسي، حسب قوله.



من جانبه أكد علي البخيتي المسؤول في جماعة الحوثيين في منشور على موقع (فيسبوك) ان “أنصار الله” “سيطروا على المجمع الرئاسي”، موضحا بأن المقاتلين يحمون قصر الرئاسة من عمليات نهب الأسلحة ولا يحتلونه، حسب تعبيره.



وجاء تصعيد الأوضاع من قبل الحوثيين وسيطرتهم على مراكز سيادية للدولة قبيل الكلمة التي ألقاها عبدالملك الحوثي مساء امس، وكذا صدور نتائج الاجتماع الذي عقده الرئيس هادي مع هيئة مستشاريه من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا وممثلين عن جماعة “انصار الله” لتهدئة الأوضاع، والترتيب للإجراءات القادمة المتصلة بالعملية السياسية وانتقال السلطة في اليمن.



من جانب آخر نشرت وكالة أنباء “سبأ” التي يسيطر عليها الحوثيون منذ يوم الاثنين خبرا عن اجتماع عقده الرئيس هادي امس الثلاثاء مع هيئة مستشاريه من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا وممثلين عن “انصار الله” ، مبينة ان الاجتماع ناقش المواضيع المتصلة بالوضع الأمني وأهمية استقراره وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والفتنة والاهتزازات.



وفي الاجتماع قال هادي: “نحن اليوم أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون، وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم قد لا يكون ممكنا يوم غد أو بعد غد”، معربا عن أمله في أن تعي كل القوى السياسية حجم المشكلة وأثرها على مستقبل اليمن والعملية السياسية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاقية السلم والشراكة الوطنية.



الى ذلك أكد مصدر رفيع أن جماعة انصار الله طرحت في اللقاء عددا من المطالب العاجلة لتنفيذها مقابل الإفراج عن احمد عوض بن مبارك، مدير مكتب الرئيس وسحب النقاط الامنية المستحدثة من قبل اللجان الشعبية في الاماكن الحساسة في اشارة إلى منزل الرئيس هادي ودار الرئاسة.



واوضح المصدر أن مطالب الحوثيين تمثلت بعدم تحديد عدد الأقاليم في مسودة الدستور الجديد بالإضافة إلى استبعاد العناصر المدخلة على المسودة من خارج وثيقة مخرجات الحوار الوطني.



وبحسب المصدر يطالب الحوثيون بإعادة تقييم وضع الهيئة العليا للرقابة على مخرجات الحوار واضافة ممثلين لهم بما يتناسب مع مكانتهم ونسبتهم في الحوار. إضافة إلى وضع آلية للشراكة في السلطة تضمن للحوثيين تمثيلا عادلا لا يقل عن المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح.



كما يطالب الحوثيون بتسريع وضع المعالجات في مأرب بحيث تشمل تغييرات شاملة في الجانب الإداري والأمني والعسكري، حيث يسعى الحوثيون إلى تغيير محافظ مأرب سلطان العرادة وكل القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة التي يتهمونها بتقديم الدعم لخصومهم بالمنطقة.



وقدم الحوثيون أيضا الى الرئيس هادي ومستشاريه مسودة شراكة وزعت على الحاضرين لدراستها، وتضمنت تلك المسودة مطالب للحوثيين اعتبرت ليست عاجلة، ومن تلك المطالب تمثيلهم في كل أجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة.



وقال المصدر ان الرئيس هادي دعا الى لقاء يعقد اليوم الأربعاء مع الأطراف السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، للوقوف أمام مطالب الحوثيين وكل القضايا الخلافية.



وبحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أكد الرئيس هادي أن الأمور ستحل بصورة نهائية ولا بد أيضا من العمل الجاد والمخلص والصادق من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن وعلى الجميع تقع مسئولية وطنية لا يستطيع أحد التنصل منها، داعيا الى تطبيع الأمور فورا بجميع الوزارات والهيئات والمؤسسات ومختلف مصالح الدولة بصورة عاجلة.



وفي وقت لاحق من يوم أمس الثلاثاء، أفادت مصادر في الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع المتلاحقة في اليمن.



وذكرت المصادر أن مبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن جمال بن عمر سوف يطلع أعضاء المجلس على الوضع الحالي في البلاد، غير ان بن عمر نفى ما تم نشره عن تلك الإحاطة، موضحا أن أي بلاغ صحفي يصدر عنه سيتم نشره عبر الموقع الرسمي لمكتبه.



الى ذلك أوضح مصدر في أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن وزراء خارجية المجلس سيعقدون اليوم الأربعاء اجتماعا استثنائيا بمدينة الرياض، مشيرا الى أنه من المرجح أن يناقش الاجتماع تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن.



* الأيام

اقرأ المزيد من شبوة برس | ترتيبات لمشهد سياسي جديد في اليمن..أنصار الله يسيطرون على القصر الرئاسي [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]