عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 06-02-2010, 11:40 PM
حضرمي جدآوي حضرمي جدآوي غير متواجد حالياً
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: " جدهـ غيررر" وقلبي في الجنوووب يحوووم كـالطير .!
المشاركات: 2,299
قـائـمـة الأوسـمـة
Question بسم الله الرحمن الرحيم

أسباب إنهيار اتحاد الجنوب العربي



ربما كان من الصواب القول أن بعض تنظيمات الجبهة القومية لديها من الأسباب ما يدعوها إلى الإعتقاد بأنها أحرزت إنتصارا عسكريا على بريطانيا .. وتسلمت السلطة في الجنوب العربي بعد كفاح دام أربع سنوات . والمنتصر عادة يمنح إهتماما أقل للعناصر الموضوعية اللي يكون يكون إنتصاره نتيجة من نتائجها .

وهؤلاء الذين يمكن أن يخالجهم هذا الشعور هم الذين يقرأون ويكتبون .. ولكنهم لا يفكرون .. لقد تلقوا على أيدي أساتذتهم .. التربية الضرورية التي تجعلهم يؤمنون بأن الوسيلة المناسبة لتصفية الإختلافات مع خصومهم هي الإحتكام إلى (( الرصاص )) .

ولئن كنا نحن نرى الأمور بنسبة من الوضوح أكبر ونمتلك حدود رؤية أوسع .. فإن (( المتعصب )) يواجهنا على الطرف الاخر مسلحا بوجهة نظر جاهزة ) لا تقبل المناقشة .. ولا تخضع لحكم العقل .. وحتى المصلحة الوطنية العليا .. فإنها تأتي في المرتبة الأخيرة من قائمة إهتماماته فالمهم والعاجل في رأي (( المتعصب )) هو إنجاح فكرته . وتحطيم القوى الإجتماعية والسياسية التي تعترض طريقه .. حتى ولو ترتب على هذا تدمير أسباب التقدم على أرضه .. وإرجاعها إلى الوراء عشرات السنين .. وهو يتغلب على هذه الصعوبة النظرية بفكرة ثابتها تلقنها : تقول ان ماتدمره الحرب شيء يمكن تعويضه .. ولكن ما لا يعوض هو أن تضيع عليه فرصة الوصول إلى الحكم .

يقول أرنست شي جيفارا المواطن الأرجنتيني الذي أصبح الان رجلا مشهورا محترما في منظور كل الشيوعيين في العالم .. والتي أضحت بعض كتائب الحرس الشعبي تحمل إسمه في الجنوب العربي . يقول :

(( .. وتستخدم العصابات عمليات التخريب لشل جيوش بكاملها .. ووقف الصناعة .. وجعل الناس بلا عمل . وبلا نور . وكهراء . وماء . ومواصلات مما يشجعهم على الخروج إلى الشارع .. ))

(( وإذا تحقق هذا كله .. فأن معنويات العدو وقواته في الجبهة الأمامية لا بد وأن تنهار في حين تبدأ المظاهرات والإضرابات ضده في المدن .. وعندئذ يصبح عرضة للإنهيار النهائي )) .

ومن المقطوع به أن المواطن العادي إذ يقرأ هذا (( النص )) سيقول يا للشيطان أين سحر البلاغة التي تخلق الرجل المتعصب .. المؤمن النموذجي .

وهذا سؤال معقول .. ولكن في (( التكتيك الشيوعي )) لا شيء من هذا كله .. فهناك دائما خطوات عملية محددة .. واضحة تبين السبل التي يتوجب إعتمادها والعمل طبقا لها لتقويض دعائم الإستقرار في أي بلد .. وإسقاط الحكومة القائمة بعد إنهاكها بشتى الوسائل .. وإجبارها على تبذير مواردها .. في مقاومة العصابات ..

وقادة العصابات عادة يتقنون أساليب الدعاية والإستفادة من أي خطأ ترتكبه الحكومة .. أو في الواقع من كل خطوة تخطوها .. أثناء مقاومتها للعصابات .. فإذا أعلنت مثلا حظر التجول في منطقة معينة بسبب وقوع بعض الحوادث فيها ولغرض تمكين الشرطة والجيش من نفتيش الأماكن المشبوهة ... وإستجواب بعض ممن تحوم حولهم الشكوك .. فأن منشورات العصابات تطلق صرخة مدوية في كل الشوارع .. أن الحكومة الكذا والكيت .. تسجن الشعب .. تعكر صفوه .. إلخ .. !

وإذا طلبت مثلا من كل شخص يرغب في الإنتقال من منطقة إلى أخرى .. أن يحدد دواعي إنتقاله لمفوض الأمن في المنطقة التي يريد الإنتقال منها .. ويقدم نفسه لمفوض الأمن في المنطقة التي يفد إليها .. فإن العصابات تعلن اليوم التالي .. تحصى على الشعب أنفاسه ..

وإذا أحتجزت الحكومة عدة أشخاص لإستجوابهم تعلن قيادة العصابات .. هذا ليس عدلا .. هذه أحكام كيفية .. وإعتقال إعتباطي .. وعودة إلى شرائع الغاب .. بعبارة أخرى أن العصابات تحيط الحكومة بشروط الإثم .. وتقول لها لا تأثم ..

والغرض النهائي هو (( شل )) قدرة الحكومة على الحركة خشية أن تتهم بتشديد قبضتها على الأعناق .. وبالفعل إذا كان رجال الحكومة يفتقرون إلى الرغبة في العمل .. وإذا كانت درجة ملاحقتهم للعصابات تتسم بالوهن .. فإن كل خطوة تخطوها الحكومة تنقلب ضدها .. ولا يلبث بعض موظفيها الصغار أن يشعروا باليأس من إمكان عمل شيء لإنقاذ الموقف .. ويتجاهلون النشاط العلني لرجال العصابات في مناطقهم .. لا لشيء .. إلا لأن الأجهزة الفوقية لا تقدم لهم الحماية الكافية .. ولا تضع تحت تصرفهم إمكانيات تعينهم على أداء واجبهم .

يقول كرين برنتون (( انه لاتوجد حكومة في العالم يمكن أن تسقط ، وهي لازالت تسيطر على قواتها المسلحة .. ورجال الأمن فيها .. وإدارتها المدنية تعمل بنفس حيادها السابق .. وولائها للحكومة . ))

وهذا صحيح إلى حد كبير .. فهناك دولا كثيرة لم يحصد فيها الشيوعيون ودعاة التقويض غير الخيبة المرة .. والهزائم المتعاقبة .. وأبرز هذه الدول اليونان .. الملايو ( ماليزيا ) .. اندونيسيا .. بوليفيا .. وصحيح أن الشيوعيين عادوا إلى الظهور في بعض هذه المناطق ولكنهم عادوا وقد بالغوا في تنكرهم حتى لا يستطيع تبينهم إلا بصعوبة بالغة ..

ولا أستطيع مع الأسف أن أهتدي (( بالنصوص المختارة )) في كل متن .. لأن المصادر غير موجودة .. وإن وجدت فهي تكلف مالا .. لا أملكه ..

ولكن القاعدة التي أردنا إستخلاصها .. أوشكت أن تكتمل .. وهي أن المجتمع المتماسك عادة لا يمكن تقويضه .. والحكومة القوية المسيطرة سيطرة حقيقية .. على قواتها المسلحة .. وجهاز أمنها الداخلي لن تسقط فريسة للشيوعيين .. ودعاة التقويض .. بل في جميع الحالات مستكلمة لهذه الشروط .. أستطاعت أن تصمد في وجه أعمال التخريب .. والتقويض من الداخل .. وأن تتغلب على الشيوعيين .. وجيفارا نفسه يعرف ذلك .. فما نجح فيه مع (( باتيستا )) في كوبا .. وجعل منه أسطورة في منظور أتباعه .. هو نفسه الذي دعاه ليلقى مصرعه في بوليفيا .. وقد كانت الأمور هناك مختلفة كما يبدو .. وكان البوليفيون يملكون مثلا عليا جعلتهم يحسنون الذود عنها .




- 2 -

وفي الجنوب العربي حقق التقويض نتائج باهرة .. ووصل الشيوعيون إلى الحكم .. وهم الان يؤلفون الأغاني .. التي تشيد بأمجادهم .. وتنسج حولهم الهالات ..

وأثناء المسيرة التي قطعوها للوصول إلى السلطة أضطروا إلى تدمير كل شيء .. حتى الشعب ذبحوا من أفراده المئات على مل أن يصار إلى إنجاب أحسن منهم في المستقبل ... ( !! )

ولم تكن الدولة الإستعمارية ( بريطانا ) أكثر من عنصر إثارة لرجل الشارع والتغرير به .. أما هدفهم النهائي فهو تقويض السلطة المحلية ... وتصفية الحركة الوطنية التحررية .. ودعاة التمثيل النيابي .. والديمقراطية السياسية .. والحكم الوطني المستند إلى تراث شعب الجنوب العربي .. كجزء من الأمة العربية المسلمة .

وقد نجحوا لأسباب أجملناها من قبل ( هنا ) بأن اتحاد الجنوب العربي . لم يكن أكثر من ناد لا يعرف أعضاؤه الأهداف الحقيقية لعضويتهم فيه .. ولذلك فعندما كان يعترض للهجمات الدعائية من الخارج والتقويض من الداخل .. لم يجد الأعضاء أسبابا معقولة تدعوهم للدفاع عنه بحماس يتناسب وحجم الخطر الذي كان يتعرض له ..

كانت تنقصهم _ أعني حكام الإتحاد _ وحدة الرأي .. ووحدة الصف .. ووحدة أسلوب المواجهة .. وتنقصهم كذلك الجدارة الطبيعية في الحاكم .. والأهلية الضرورية لمزاولة مهام الحكم .. وتصريف شئونه ..

وكانوا كذلك يتحاسدون فيما بينهم .. ويتبادلون عدم الثقة .. ويلتمس كل منهم - عن سوء تقدير - وسائل وقاية لنفسه .. وليس للجنوب العربي .. كشعب .. وأرض .. ودولة . ومعتقد .

وكان النقص الفاضح في تكوين الإتحاد .. وفي دستوره وبروز اللكنة الإستعمارية في لهجة أجهزته .. وعلى ألسنة المسئولين فيه من العوامل التي أدت إلى حرمانه من الولاء الشعبي وإمتناع القوى الجنوبية الشعيبة من مساندته ..

وكان الشيوعيون مسلحون بوجهة نظر متعصبة هي ( شيوعيتهم ) .

وكانت أجهزة إعلام متفوقة كرست نفسها لخدمتهم وترويج أفكارهم .. والتبشير بجنتهم ..وكانوا يملكون جهاز عنف متطور وفعال .. يستطيع العمل لحسابهم ..

ومن النظرة الأولى لنا إختلال واضح في ميزان القوى لمصلحة الشيوعيين ودعاة التقويض ..

أ - وجود إستعماري في الجنوب يصفي نفسه .. ولا توجد لدبه دوافع جدية لمقاومة الإرهاب .. لأنه لا يستهدفه .. فهو راحل .

ب - حكومة مشبوهة ( الاتحاد ) .. لا تعمل شيئا .. ولا تريد لأحد أن يعمل .. لا هي ( أسد شجاع .. ولا ثعلب ذليل ) كما يقول المثل الحضرمي .

ج - وأقلية منظمة حسنة التدريب من الشيوعيين نجحت في التغرير بالكثيرين وحملهم على الإلتفاف حولها .. لأنهم فقط يريدون التخلص من هذا الإتحاد الرديء .. والتعجيل بالرحيل البريطاني من المنطقة .

وفي ذلك الوقت بالطبع .. كان شعب الجنوب العربي يتكلم .. ولكنه لم يجد من يسمع صوته .. أو يحاول على الأقل الإستماع إليه ..

كانت القطاعات العظمى من شعب الجنوب العربي ترى الأحوال وهي تزاد سوءا .. دون أن يكون بمقدورها أن تفعل شيئا .. فهي تحتاج إلى الكثير لتصبح قادرة على العمل .. ولم يكن القليل من هذا الكثير المطلوب موجودا .. وإلا لكان بمقدورنا أن نصنع من الليمونة الحامضة شرابا حلوا كما ينصح بذلك ( كارنيجي ) ..





- 3 -

بهذا الفصل .. نكون قد عرضنا كل الأسباب والعوامل التي ساعدت (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني )) على الوصول إلى سدة الحكم في الجنوب العربي ..

عرضنا كل شيء بما في ذلك ضعف وسائلنا في المقاومة عرضناه .. لأنه سبب يجب علينا إستيعابه جيدا إذا عن لنا يوما أن نستفيد من التجارب .. وتمحيص كل جوانب القوة والضعف في أساليب عملنا .. وطرق تفكيرنا .. لنكون على ثقة من الإنتصار في الجولة القادمة .

والثقة في النصر تجعل المرء محاربا جيدا .. في معظم الحالات _ لا في جميعها _ ولكن التزود بالعناصر الموضوعية للنصر تجعل النتائج مضمونة .

وفي كل هدف عظيم يحتاج إلى جهد عظيم .. ليصبح الوصول إليه ممكنا .. وإذا كان هدفنا إنقاذ الجنوب العربي وتصحيح مسيرته في دولة الإستقلال وإزالة التشويه الذي لحق بوجهه العربي المسلم .. فإن هذا الهدف يدعونا إلى التعصب من أجله .. والسخاء بالنفس في سبيل الوصول إليه ..






يتبع ... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية
__________________
صفحتي على اليوتيوب :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

صفحتي على تويتر :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

صفحتي على انستقرام :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

صفحة برنامج تول بآر الجنوب العربي الشخصية :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس