في خضم الاحداث وفي منتصف الطريق الصحراوي وفي ظلمة الليل ترى الى أين نحن سائرون .. وهل سنبلغ مبتغانا والطريق الى منتهاه إذن نحن عالقون ... ؟؟؟ !!!! .
نحن نمتلك قناعاتنا .. هذه القناعات تتبلور في ضرورة قيام ثورة ذات طابع استراتيجي نمارس فيه النضال السلمي المسلح , كيف السبيل بعد أن تم إفراغ جبهتنا الداخلية من محتواها السياسي والعسكري ؟ !! .. لنغدو كمناضلين بالأبواق مجرد مناضلين صوتيين أكثر منه مناضلون صانعون للخرائط السياسية والعسكرية إن مشكلة الأرض يجب أن تواجه بمنطق الوطنية الصادقة كمبدأ ومنطلق يقتضي قيام ثورة .
إن الذين يقومون بالثورة هم الشجعان والمغامرون سواء كانوا على عقل تام أم دون ذلك .. لكن الفكر !! لا يقوم به إلا الشجعان العاقلون والمفكرون بل والمؤثرون .. يسيطرون على القلوب والعقول .. وإن الثوار المناضلون يحتاجونهم .. بل هم في حاجة ماسة لهم لأنهم هم الذين سيحققون لهم النصر والاستمرارية وإذا لم يكن كذلك فستنتحر هذه الثورة في مهدها والتاريخ مليء طافح بتلك الشواهد
إننا يجب أن نسعى لبناء تقنية ثورية .. تتضمن التأثير على الأفكار لتبديل العقليات وتحقيق الانتصار وعلينا أن نجد لحنا جديدا لنطاع لأن معزوفة الأمس قد استهلكت وبسببه كانت هزيمتنا , لكن علينا أن نتابع وأن نعطي الاتجاه شكلا جديدا .. كما لا ينبغي أن نبني قرارا على فرضيات تنسب للخصم بصورة اعتباطية .. ومن الخطيئة أن ندخل حرب ونضال بعقيدة الحرب السابقة والذين يتبعون الخط المستقيم لا يهمهم بعد المسافة ولا طول الزمن .
إنه لمن الأهمية .. إسقاط الأقنعة عن الوجوه حتى نميز الخبيث من الطيب .. ولا نأمن لمن شرب حتى الثمالة فهو قد باع وسيبيع والقانون لا يحمي المغفلين كما أن الدعاية لا تستطيع أن تعيش إلا على الانتصارات لكنها تعجز عن تحمل الهزائم ونستطيع أن نكسب الانتصار إذا برهنا على قيمة التوافق والتعاون وطريقة العمل في الميدان ربما نحقق انتصارات غير مرئية وذلك بالتأثير النفسي وشئ من الهندسة النفسية .. ولا يعني هذا أن حب الوطن قد تناقص , إنما يعني أن يكون هذا الحب الفطري معللا ومقنعا وذاتيا وواعيا ولو بطريقة فلسفية .
يجب أن نرسم سياستنا بوضوح ونضع لها الخطوط الفاصلة ونقسمها بحسب ما تقتضيها المواقف سلبا وإيجابا ووضع خط أحمر لا نتجاوزه .. لأن بغير هذا سيطفو الى السطح وتظهر اختلافاتنا وقد يتفجر سوء فهم مرير!! ؟؟ .. وبالضبط والربط ستستقيم خطوطنا و سيحفزنا ذلك الى ممارسة الصراع المتواصل ما يعطينا إمكانية المناورة على كل الأصعدة والسبل .. حتى المناورة التراجعية قد تكون أحيانا أفضل وأقوى تأثيرا على الخصم من الهجوم المباشر .. إذن .. فلنبني قدراتنا بطريقة نوعية وخطوط متواصلة في الفعاليات موجهة نحو الهدف وأن نبني ما يمكن حمايته .
الخصم يستعمل من هذه الوسائل بل ويستفيد مما نكتب .. فيستعمل العمل النفسي والإعلام المعبأ وإطلاقية المغنم الأمر الذي انتقص من حريتنا وكرامتنا .. ومع ذلك نحن نحترم المنتصر لسعة حيلته وذكاءه وفنه المزدوج في الغلبة والإقناع لأطراف أخرى .. ولو كان ذلك باستغلال الظروف .
