[العبد لله بو صالح]

لم ترحل برحيل جسدك الطاهر:



اعذرني ابتي لااستطيع ان افيك بحرف واحد مما اعطيتنا اياه ، عشت معنا ولم تبخل علينا يومأ بكلماتك التي اسعدتنا وانارت دروبنا وستعيش معنا بعد رحيلك لان امثالك لايرحلون مع اجسادهم الى الاخره،
عرفتك منذ صغري وكان لي الشرف ان اجلس وياك واتشبع من افكارك وعطاءك الذي لاينضب ، فكنت لي والدآ ومعلمآ ، فأنت مدرسة للاخلاق والحب والتسامح والمشاعر النبيله .
ابتاه ان قلبي يتمزق اربآ على رحليك واكثر مايؤلمني هو عدم قدرتنا على مد ايادينا لك في اوقات محنتك العصيبه ، فاخترت الرحيل الى جوار ربك بصمت ،

كماكان الصمت خيارك الاول في دنياك ، عشت انسانآ فقيرآ في منطفة المحل بزنجبار مع انك اغنى الاغنياء بكلماتك التي تركت اثرآ طيبآ في نفوس الاغنياء والفقراء وتغنى بها شعب بأكمله ، وتركت ثروة انسانيه لاتنضب وهي حب واحترام ملايين البشر .

تركت لنا الجرس الذي كان يرن ايذانآ بالطابور الصباحي ومواعيد الحصص الدراسيه وتركت لنا ايضآ علب الطباشير الذي حملتها يديك الطاهرتين اعوامآ فكنت لنا الاب الروحي في دور المعلمين والمعلمات في زنجبار ، ولم نسمع شكواك في يومآ على مر السنين فكنت ذلك العامل المثابر مع انك تستحق ان تكن وزيرآ للتربيه .

وموتك لايعنى رحيلك من الدنياء لان كلماتك الرائعه لاتزال تخاطب الثوار وتخاطب قلوب المحبين والمفارقين والعشاق وتخاطب الطير والزرع والسبول وتخاطب الشارح .

فسلامآ عليك شاعرنا الغنائي الكبير عمر عبدالله نسير يوم ولدت ويوم مت .
ونسأل من الله ان ينير قبرك كما انرت قلوبنا بعطاءك ودماثة اخلاقك وانسانيتك الفريده .

فيصل السعيدي
14سبتمر2014م