الموضوع: ازمة اخلاق
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-08-2009, 05:04 PM
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,568
افتراضي

الاميره نور بنت العفيف والطبل النحاس



حكايه نور بنت عفيف تشبه حكايه (جان درك) (1412-1431م) القديسه عند الفرنسيين.فهذه قاتلت الانكليز ذودا عن وطنها فرنساء وهي في مطلع شبابها وحكم عليها بالموت حرقا وتلك كما تقول الحكايه الذي ظلت تروى حتى عهدا قريب كانت في مقدمه رجال يافع في مقاومه حكم الامامه.



كان الطبل النحاس على جبل (جار) المجاور لجبل (القارة) وحينما دخلت جنود الامام قرية (مسجد النور) تحرك الطبل وسمعت دقاتة على طول الطريق من جبل (جار) الى (مسجد النور) دون ان يراه احد وسارت الاميره نور بنت عفيف حامله سلاحها مقتفية صوت دقاته وسمعتها قبائل يافع فاقبلت من كل حدب وصوب وزحفت خلف الاميره في محطه عسكر الامام في مسجد النور والطبل امامهم لا يسمعونه ولا يرونه وحينما سمعت جنود الامام دقات الطبل ورات كثافه رجال يافع تتقدم نحوهم ارتاعو وولو الادبار,فتبعتهم الاميرة الى جبل (العُر) حيث تحصنت جنود الامام باعلى الجبل ورابطت الاميره وجيشها بالاسفل وبالادوات البدائيه شرعت تنقر سردابا في الجبل من اسفله الى اعلاه وضلت تقاوم هجمات عسكر الامام وتحفر السرداب طيله خمس عشره سنه حتى بلغ السرداب تحت ارض احد الحصون باذرع قليله فسمع الامام ضربات الحفر تحتهم فولو هاربين الى منطقه البيضاء فعاد الطبل الى جبل جار وكان هذا الجبل عامر قديما اما الاميره فقتلت في احدى المعارك وقبرت في مسجد النور.



تلك هي باختصار قصه الاميره نور بنت عفيف والطبل النحاس وهي باستثنا خروج الطبل من مكانه على جبل (جار) الى ساحات المعارك وعودته الى الجبل بعد انتصار يافع دون ان يراه احد تبدو معقوله فالمراه اليمنيه كانت تشارك الرجل في الحرب ولا تنقص عنه الشجاعه ولامثله على ذلك كثيره في كتب التاريخ والسرداب باق الى الان في جبل (العر)



اما الطبل النحاس فكان طبل الحرب عند يافع كلها وهو طبل اثرى هيكله من معدن الصفر عثر عليه كما قيل بين انقاص اثريه بشعب في وادي حطاط وكان يحفظ عند شيخ القبيله ولا يضرب الا في حرب او امر هام ويضرب فوق قمم الجبال فتسمعه القبيله فتاتي رجالها او اعيانها الى شيخ القبيله لمعرفه الامر الذي دعاهم من اجله فدقات الطبل كانت بمثابه دعوه الى رجال القبيله للحضور الى ديوان الشيخ.



فهل كانت الاميره نور بنت عفيف هذه هي زوجه السلطان معوضه التي قبض عليها جنود الامام المتوكل اسماعيل وبعثو بها رهن الاعتقال الى قلعه رداع !! ان ذلك يبدو محتملا عند بعضهم

فاعتقالها حصل عند هزيمه زوجها سنه 1066 هـ فاذ كان سنها انذاك عشرين سنه تكون حين تولى الامام المؤيد محمدفي سنه 1093هـ في سن السابعه والاربعين تقريبا وهي سن تكون الواحد من نساء القبائل غالبا محتفظه فيها بكامل قوتها.



والمراه اذا اعتقلت يضل حقدها على من اعتقلها اسد من خقد الرجل لذلك فمن المحتمل ان تهب زوجه معوضه الى الانتقام من جنود الائمه حينما حانت ساعه الانتقتام منهم وكان من الطبيعي ان تلهب حماس رجال القبيله وهي تتقدم نحو العدو شاهره سلاحها وطبل القبيله يضرب استنفارا للقتال امامها فيقبلون مسرعين باسلحتهم ويتبعونهافهي اميرتهم.



اما حركه الطبل من تلقاء نفسه وسماع صوته دون ان يراه احد فمن المحتمل ان من كان يحمله ويضربه كان يتعمد وهو يسير به فوق التلال ان لا يراه احد وان الطبل النحاس كانت له حرمة عندهم فهو لا يحمل جهره كبقيه الطبول.



فحكايه نور بنت عفيف ليست خرافه وان كان فيما ورد فيها عن الطبل شيء من ذلك فالطبل اثري اعني هيكله لا جلده ولا يعرف سر حرمته عندهم ولا اعلم ان كان المتحف الحربي في عدن لا يزال يحتفظ به في مكانه الذي شاهدته فيه قبل ثلاث وعشرين سنه ام انه قد نقل الى مكان اخر فالمتحف مغلغ منذ بضع سنوات؟



المصدر: كتاب يافع--- في عهد سلطان آل عفيف وهرهرة
رد مع اقتباس