عرض مشاركة واحدة
  #84  
قديم 05-30-2008, 09:10 PM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 261
افتراضي دعوة للنقاش : نحو قيام نظام فيدرالي لدولة الجنوب العربي العتيدة - أسد الشرق الخليفي

دعوة للنقاش : نحو قيام نظام فيدرالي لدولة الجنوب العربي العتيدة - أسد الشرق الخليفي

--------------------------------------------------------------------------------

الجمعة - 30/05/2008 - 10:49:19 صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم

نحو فيدرالية في دولة الجنوب العربي الواعدة ......دعوة لحوار مفتوح وصريح

أولا : في الحوار
ليست الشجاعة أن لا تخاف، الشجاعة هي في السيطرة على مخاوفك ( فرنسوا ميتران )
بادئ ذي بدئ علينا أن نتذكر إن مبدءا الحوار مبدءا قديم وقبل وجود البشرية ، لقد أخبر الله عز وجل الملائكة أنه سيخلق بشرا يجعله خليفة في الأرض ، بدأ الملائكة بالاستفسار ودار حوار بين الملائكة وبين المولى الخالق سبحانه وتعالى وجل شأنه ، قال الله تعالى في محكم كتابه ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ثم أمر الله الخالق عز وجل الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وبعد ذلك دار حوار بين الله عز وجل وبين إبليس الرجيم انتهى بطلب من إبليس بإمهاله إلى يوم القيامة فمنحه الله عز وجل هذه الفرصة ، إن الله عز وجل خلق الناس للتعارف والتآلف (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ( وهذا لا يتم إلا من خلال الحوار والنقاش بين الناس ، لذلك نقول إن الحوار ضرورة بشرية إنسانية ، وعليه فأن لغة الحوار والتفاهم هي اللغة الوحيدة لحل خلافاتنا ، حوارا ثم حوارا ثم حوارا الى ابعد نقطة ، حوارا واقعيا ايجابيا هادفا بناءا نلتزم فيه بالموضوعية والصدق ، حوارا تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات ونبتعد فيه عن التجريح والتخوين وخلط للأمور وان نبتعد عن الشخصنة وإطلاق الأحكام المسبقة
إن النقاش الجاد الشجاع للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات هو وحده الكفيل ببناء وتشييد أواصر الثقة وإن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الآخر، كما إن محاولات التوفيق بين المصالح والحاجات والأفكار المتضاربة يشكل منبعاً أساساً للأفكار المبدعة والحلول المبتكرة، فمواقف الخلاف تفجر مخزوناً هائلاً من الطاقة يمكن لفائدتها أن تكون عظيمة لو وجهت الاتجاه الصحيح.


ثانيا : نحو فيدرالية في دولة الجنوب العربي الواعدة
1 - إن هناك تعريفات عدة للفيدرالية تختلف في مظهرها الخارجي لكنها جميعا تتفق في مضمونها وجوهرها ، وترسم صورة مقبولة لشكل الدولة من قبل الشعب حيث ينبثق تحقق نظام الاتحاد الفيدرالي الذي يكفل التعايش القائم على أسس الوحدة والتعاون والتوافق والهدف المشترك.
2 - إن هذا النظام قديم وموجود في عهود الحكم من الدول التي قامت في صدر الإسلام من حكم الخلفاء وحكم الدولة الأموية والدولة العباسية وحتى الدولة العثمانية عملت بصورة أو أخري وفي فترات مختلفة بهذا النظام .
3 - الفيدرالية ـ ببساطة ـ تعني الاستقلال الداخلي ضمن الدولة الواحدة والسلطة المركزية الفيدرالية مع الأخذ بمبدأ المساواة.
4 - أن الفدرالية ليست قالباً واحداً جاهزاً يمكن نقله من مكان إلى مكان بدون مراعاة بعض الخصوصيات

5 - انه يمكن القول بأن الفيدرالية هي صيغة متطورة في تنظيم إدارة الدولة.
6 - أقوى دولة في العالم الآن هي الولايات المتحدة الأميركية تعمل بهذا النظام ومنذ أكثر من 200 عام , وان أكثر الدول المتقدمة علمياً وإداريا وسياسياً تعمل بهذا النظام
7 - إن تجريه الولايات المتحدة الأمريكية هي الأبرز والانجح في عصرنا الراهن
8 - انه يعيش اليوم ما يقارب 50% من سكان العالم في دول اتحادية
9 - ابرز الدول الفيدرالية
الأرجنتين - استراليا - بلجيكا - البرازيل - الإمارات العربية المتحدة - الهند - كندا
إثيوبيا - ماليزيا - المكسيك - نيجيريا - باكستان - روسيا - جنوب إفريقيا - ألمانيا
الولايات المتحدة الأمريكية - فنزويلا - سويسرا - صربيا والجبل الأسود

وعليه فاختيار الفيدرالية كنوع من أنواع الحكم له مسوغاته التي منها احترام التعددية والمشاركة الفاعلة الحقيقية في الحياة السياسية بصورة ديمقراطية وعادلة بعيداً عن التفرد في الحكم وحكر السلطات بيد شخص أو مجموعة أو منطقة تنتهك القانون وتهدر الحقوق ، ذلك لأن حكم الفرد يقود دائماً إلى الأخطاء والمشاكل والظلم ، بينما تؤدي المؤسسات في ظل حكم الجماعة دورها بصورة أفضل وأكثر عدالة في ظل القانون والرقابة الدستورية.
في النظام الفيدرالي لا تكون الشخصية الدولية إلا للحكومة المركزية مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة للاتحاد الفيدرالي ببعض الاستقلال الداخلي ، بينما تفقد كل منها مقومات سيادتها الخارجية التي تنفرد بها الحكومة الاتحادية ، كعقد الاتفاقيات والمعاهدات أو التمثيل السياسي، ويكون على رأس هذا الاتحاد ، رئيس واحد للدولة هو الذي يمثلها في المحيط الدولي.
فالنظام الفيدرالي يضمن للأقاليم أو الولايات المكونة للدولة الاتحادية حق إدارة أمورها بنفسها مع بقائها ضمن دولة واحدة ، وتعتبر وحدات دستورية ، وليست وحدات إدارية كالمحافظات في الدولة الموحدة أو المركزية ، ويكون لكل وحدة دستورية نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ولكن الدستور الاتحادي يفرض وجوده مباشرة على جميع رعايا هذه الولايات ، بغير حاجة إلى موافقة سلطاتها المحلية.
وفي النظام الفيدرالي يكون لشعب الإقليم حق الاستقلال الذاتي وحق المشاركة في إدارة الشؤون المركزية ، ومثل هذا النظام موجود في أمريكا وسويسرا والمكسيك وماليزيا وغيرها من الدول.
إنني أرى الفيدرالية خير، ولاشك في إن الجنوبيون جميعا حريصون على وحدة الجنوب العربي أكثر من أي وقت آخر ، ففي مايسود عالمنا اليوم من العولمة والاندماج لا ينبغي ، بل انه ليس من المنطق أن يفكر أي جنوبي بالانفصال من المتحد من الجنوب العربي ، إن الجنوبيون يعرفون جيدا بأن العالم اليوم هو عالم الدول الكبيرة والكيانات المتحدة ( طبعا لاينطبق هذا مع نظام متخلف وخارج من سياق التاريخ مثل نظام صنعاء )، بل انه عالم اندماج حتى للشركات والبيوت التجارية لتقوى على الصمود في وجه تحديات العولمة، فكيف يعقل أن تفكر شريحة من الجنوبيين بالانفصال عن الجنوب العربي، وهم أي الجنوبيون على يقين من أن الدولة الصغيرة ستضطر لأن تكون محمية لدولة عظمى أخرى إذا أرادت أن تعيش بسلام في هذا العالم .
إن من يعارض الفيدرالية في الجنوب العربي الجديد، ، يخفي وراء كل هذا التهويل من خطر التجزئة والتقسيم، مشروعا واحدا لا غير، انه مشروع العودة بالجنوب العربي الى سابق عهده، يحكم بنظام سياسي مركزي حديدي، يهمش المواطن، ويقضي على كل محاولات المشاركة في الحياة السياسية العامة، ويعيد الجنوب في ظله الى الصندوق الحديدي
إن المستبدين يمارسون جرائمهم تحت مسميات نبيلة وشريفة، إذ لا يوجد أحد في هذا العالم يضمر شرا ويفصح عنه، إنما يحاول دائما التستر عليه بشعارات عاطفية براقة تكسب ود الناس وعواطف الرأي العام لصالحه .
بصراحة، إنها محاولة بائسة ويائسة للاستحواذ على السلطة مرة أخرى، ليعود الجنوب لهم يتصرفون به كيف يشاءون، علينا العمل على تحقيق و ترسيخ مبدءا المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وفي التمتع بخيرات البلاد، في إطار شراكة حقيقية في السلطة، لا فضل لأحد منهم على الآخر، إلا بالخبرة والنزاهة والكفاءة والانجاز الوطني والحرص على خدمة الوطن والشعب .


ثالثا : في المصالحة وتحديد معالم المستقبل
إن أمام الجنوبيين اليوم فرصة تاريخية كبيرة، قد لا تعوض، لإعادة وحدتهم الوطنية حتى ينجحوا في الاستقلال وفي استرداد وطنهم وهويتهم ودولتهم ومن ثم في بناء الجنوب العربي الجديد على أسس وقواعد سياسية جديدة، تلغي الثوابت القديمة وذلك من خلال حوار
جنوبي - جنوبي صريح وواضح وطرح جميع الأفكار ولاينبغي أن يسود فكرا واحدا حتى لو كان صائبا وعلينا أن نحترم حق الاختلاف في الرأي مهما كان هذا الرأي، ومكاشفة موضوعية واستخلاص الدروس والعبر ليمهد الطريق الى مصالحة حقيقية عامة متينة وراسخة ومن خلال مؤتمر وطني عام أو ماشابه ذلك لنحدد معالم مستقبل الوطن الجنوبي ومعالم العمل السياسي في ميثاق شرف ورؤية سياسية مستقبلية لنظام الحكم وعلى أن يدرج النظام الفيدرالي لدولة الجنوب العربي كخيار من الخيارات في نصوص الميثاق والرؤية المستقبلية أو برنامج العمل السياسي المستقبلي ويستفتى الشعب حوله خلال فترة انتقالية قصيرة عند وصولنا محطة الاستقلال وقبل الشروع في تنفيذ الاستحقاقات الأساسية الأخرى والمؤدية لبناء الدولة العصرية .
إن المصالحة ليست فقط محصورة في شعار أو مؤتمر أو مهرجان بل إنها مواقف ايجابية وصادقة وشريفة من المصالح العليا للشعب الجنوبي واحترام إرادته والتزاما وفاءا بالعهود والمواثيق .
إن كل ماكان يطمح به شعبنا هو الاستقرار والعيش كبقية شعوب العالم في وطنه ، نعم كل ما يريده شعبنا هو الاستقرار والأمن والامان والتنمية العادلة والدائمة والمواطنة المتساوية .

رابعا : من ذاكرة الفن.... وفيها العبرة
المجد والخلود والرحمة والغفران بإذن الله للشاعر الكبير / حسين المحضار
وطول العمر والتحية والتقدير للفنان المبدع / ابوبكر سالم بلفقيه
********************

ولا ذي الاوله منك ولا ذي الثانية
واقبل مايجي منك ونفسي راضيه
ولكن قد تجي وحده وما تلقى قبول
ورى الأيام لك وحدك ... ومهما زااد بك عندك
مصيره ينتهي ويزول

وراك ضربتني يا خل ضربة قاضية
ولا هي في محل معروف من كل ناحية
ونصرت علي أهل السبب وأهل الفضول

منين الغيم لي كدر سماك الصافية
وللي خلاك تتناسى الليالي الماضية
زرعت أرضي عمل ومسيت والموسم سبول

أنا ما اقول ذا خاين حباله باليه
ولا بقول ذا كذاب ... ماله تاليه
أنا ما اقولها لكن غيري با يقول



ورى الأيام لك وحدك ... ومهما زااد بك عندك
مصيره ينتهي ويزول


عاش الجنوب العربي حرا سيد نفسه وعاش شعبه عزيزا كريما في وطنه والمجد والخلود لشهدائه

أسد الشرق الخليفي / الأربعاء 21 مايو 2008 م
رد مع اقتباس