[الرمال المتحركة]

رسالة الى الرئيس علي سالم البيض ( بقلم : صالح اليافعي )عدن برس

--------------------------------------------------------------------------------


سيدي الرئيس.!!!!!
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته ، وأسعد الله أوقاتك... وأنت تصافح أحرفي وكلماتي أن كنت تتابع وتطالع .. وسدد الله خُطاك... وحفظك ورعاك... ولطريق الخير والحق والعقل هداك...
ولتعلم سيدي.. أننا نكن لك من الود صافيه.. ومن الحب والتقدير والإجلال مالا شبهة فيه..ومن الاحترام مالا يعلى عليه... كيف لا نحبك وأنت احد قوادنا البواسل ثم قائدنا... وكيف لا نقدرك وأنت زعيمنا... وكيف لا نفتخر بك وأنت رمزنا وهامة من هامات الوطن العظام..
سيدي... ونحن إذ ننظر إلى أحوال البلاد والعباد.. التي انتشر فيها الفسق والفساد.. والظلم والاستعباد.. نتذكر من نحب فقط .. ونتهامس معهم وداً .. وليس كُرهاً...ونحن أد نتذكر زعيماً وفارساً ...وصنع وحده وطن وأمه ستخلد موقفه مدى الأزمان ولو كابر وعاند المزيفون للتاريخ..
نتذكرك يا سيدي... ونعاتب عليك.. موقفك الصامت... فقد فضلت الاختفاء.. والانعزال والانزواء... وتركتنا في الخلاء للذئاب تنهش لحمنا.. وللفاسدين تبيع وتشتري بأقواتنا وأرضنا ... شلة من السفهاء...سلمتننا إليهم... حباً في وطن... موحد وقوي ... يعيش فيه المواطن حراً كريماً... ولكن يا سيدي القائد.. منذ أن تركت البلاد.. ودخلت عصابة الشر والأوغاد... لينشروا الخبث والخديعة والمكر والفسق.. في كل البلاد.. أهانوا العزيز... واعزوا المفسد... رفعوا السارق وانزلوا الشريف... كرموا السفاح... وسجنوا المناضل... كمموا الأفواه... وقيدوا الحريات...نهبوا الثروات.. وتقاسموا الخيرات..دمروا كل المنجزات... وشردوا المواطن إلى الشتات وكأنهم وحدهم يعيشون في الوطن ...

سيدي المناضل البيض

لقد طال ابتعادك وفراقك عن البلاد والعباد.. وطال صمتك المخيف.. وأنت الفارس المغوار الذي لا يخاف....ونحن اذ نتلمس لك العذر في الابتعاد خلال الفترة الماضية.. التي اغتيلت فيها من أعمارنا ثلاثة عشر عاماً.. فبأي ذنب قتلت... ولكن الآن... تتكرر دعوات شعبك المظلوم.. شعبك الذي سلمته.. للأوباش .. وسلمت وطنهم بأكمله...أننا نطالبك أن تنهض وتقوم بمسؤوليتك التاريخية... أمام شعبك... فأنت الفارس الموحد.. والوطني البارز.. والزعيم المخلص لقد طغى الفاسدون وبغوا بفسادهم.. في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص.. وأنت المسئول الأول عن هذا...فأنت من يستطيع أن يوحد الصفوف... لترفع عن كاهل الشعب والوطن قسوة هذه الحياة التي كنت سبباً رئيسياً في صنعها مع هذا الطاغيه...
سيدي الرئيس:
لقد كنت الوحدوي الأول... ولكن تلك الوحدة التي ناديت وناضلت لأجلها وضحيت بكل شيء لتبقى على نهجها ومسارها ..قد انحرف بها المنحرفون.. وحولوا شعبنا الحر الأبي إلى شعب مطحون... تلك الوحدة التي .حلمت بها ... لم تكن وحدة عز بل وحدة إذلال...وحدة ضم وإلحاق ونهب واستغلال..لا يحكمها قانون.. ولا يسيرها نظام.. يظلم فيها البريء.. ويبرى فيها الظالم... لقد صارت وحده للنهب والاحتلال... والفيد والإذلال.. يحكمها العسكر العرابيد... ويهان فيها الصناديد...
يا سيدي أنت اعلم بهم... ولكن مالا تعلمه أن ثلاثة عشر عاماً من أعمارنا اغتيلت بسببك... وسوف تحاسب أمام الله يوم الحساب عن حال شعب الجنوب... أذا لم تنهض من عرينك أيها الهرماس الدهاس... لقد تشرد اغلب الناس.. ودنسوا تراب أرضنا بقايا الفرس والأتراك ... ليدنسوا أرضنا الطاهرة دناس...
سيدي: إننا نناشد فيك روح المناضل والوحدوي والزعيم الشريف الذي أحب شعبه فأحبه الشعب.. أن تصارحنا بما حصل .. احكي لنا عن اتفاق النفق الذي لم يقودنا الا المزيد من الأنفاق المظلمة..احكي لنا قصة الحرب وما حصل قبلها وكيف حدث ما حدث؟ ... احكي لنا عن قصة الوئام وألازمه والافتراق .
ومنذٌ رحلت عن الوطن تاهت معك الحقيقة وتاه الباحثون في أعمالهم البحثية عن أسرار الوحدة وألازمه والحرب ... وحتى اللحظة لم يتمكن البسطاء من الناس الذين فرحوا بالوحدة واعتبروك رمزها الاول والأوحد من معرفة الحقيقة ... وهل فعلاً كنتم تهربون للوحدة خوفاً من سقوطكم بحيث لم يكن لكم من طوق نجاه غير طاقية الرئيس الصالح ؟ .
ومنذٌ خروجكم الإجباري من الوطن تكاثرت السكاكين ذبحاً في خطواتكم الأولية للوحدة ومشروعية أحلامكم الوحدوية فهل هذا يرضيكم ؟ ومن يتحمل مسؤولية ما حصل من ضياع لحقوق أبناء الجنوب الذين تحملوا وصبروا وكدوا في ظل حكم الحزب الاشتراكي اليمني ثم جاء الهمج والتخلف ليبسطوا على كل شيء في الجنوب من البحر والبر والجو ؟ . لقد تاه أبناء الجنوب وحرموا من الكثير من حقوقهم ومن اجل ذلك أصبح الملعب السياسي لا يتسع إلا لشخص الصالح الطالح ... فأين أنت وأين الناس ومشروع حلمكم الوحدوي؟.
السيد المناضل البيض :
هل فعلاً اغترابكم أراحكم ؟ وإذا كان كذلك فمن يريح الشعب في اليمن شمالاً وجنوباً ؟ كيف استكنت للقيود وأنت الرجل الذي عرفناك وعرفك التاريخ بأنك لا تستكين للقيود لأن المناضل الدؤوب لا يقبل العيش مقيداً أم ان العمر قد بلغ بك عتياً بحيث أصبحت سهل الانقياد ؟ وفي الواقع حتى اللحظة لم نستطع ان نتوقع ان تكون كذلك ؟ كيف سمحت لك نفسك بأن تقفز على التاريخ النضالي لكم وتعتقد ان الشعب لا يستحق منك ان تحكي له الحقيقة بدلاً من الصمت الذي سمح للآخرين بتشويه حقائق الواقع وكتابة تاريخ مشوه ومبتور ولكنه مستمر في مسيرته محاولاً كتابة التاريخ بطريقته الخاصة في ظل واقع أمي متخلف وفقر مستمر جعل من النظر إلى السياسة والتاريخ مجرد ترف سياسي لا ضرورة له و في الوقت ذاته يستمر الاستبداد والقمع والقهر وعدم المساواة والحروب الداخلية وكأن الوحدة التي جاهدتم من اجلها هي تلك الأوضاع ؟ .
أن صمتكم يعتبر خذلان من شخصكم الكريم للشعب وللتاريخ وللوحدة ... ونحن في الحقيقة لا نقبل منك أن تخذلنا جميعاً وتسفه عقولنا وإرادتنا ... وصدقني ان التاريخ الذي ستكتبه الأجيال القادمة لن ترحمك او تغفر لك بل أنهم سيعاتبون الجميع وربما يطالبوا بمحاكمتكم ومحاكمتنا وحينها لن تنفعنا التوسلات والندم ... فمبروك لنا ولكم على تاريخنا المبتسر !!!.
فمن يعيد ألينا أرضنا المسلوبة... وحقوقنا المنهوبة...سيدي القائد الزعيم ابو عدنان.... عدن واليمن تنتظرك.. وشعبك في حاجه إليك....فعد ألينا... لتعود الحقيقة ألينا ولكي تساعد على عدم تزييف الحقائق... ويكفي 17 عام من تجاهل للواقع وصمت مريع على ما يعانيه شعب اليمن بشكل عام وأبناء الجنوب بصفه خاصة . .. وإذا لم تقوى على العودة فقم وتكلم عن ذلك الحلم المغتصب والجريح... وهذا هو أقصى حد من واجبكم تجاه ناسكم ووطنهم .
سلام من الله عليك سيدي.... ودمت بالخير...ونتمنى ان نراك قريباً
وأنت في أحضان شعبك واهلك وناسك ووطنك الذي يحتاج إليك اليوم قبل الغد