عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-30-2010, 09:20 PM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 371
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ((( الحضرمي .. خذوه فغلوه )))

الحضرمي .. خذوه فغلوه









مقدمة
ليس من الحصافة أن ترضى بنصف النجاح وفي مقدورك أن تبلغ النجاح كله
ــ الكاتب البريطاني جوردون بايرون ـــ








فيما يبدو بأن نظام صنعاء يعامل الحراك السلمي في حضرموت معاملة تختلف عن معاملته لبقية مناطق " الجنوب العربي " والتي تشهد هي الأخرى حالة حراك متواصلة في مطلبها السياسي القاضي بالاستقلال التام عن الجمهورية العربية اليمنية ، فالنظام اليمني المحتل عندما يصدر أحكامه بالسجن فهي تتجاوز بكثير الحالات الأخرى للمعتقلين في سجون ذلكم النظام ، هذه الملاحظة والتي يجدر بنا أن نتداولها لنتفهم مقصد النظام اليمني هي حالة لابد وأن تكون في القراءة السياسية والفكرية للمرحلة التاريخية الآنية وردات الفعل المحيطة بها ...

قضت محكمة من محاكم الدولة اليمنية المحتلة لبلادنا حكماً جائراً متعسفاً على المناضل أحمد محمد بامعلم لمدة عشرة سنوات بعد أن قضى أحدى عشر شهراً في المعتقل ، وهذه حالة من الحالات أعقبها نظام صنعاء بالحكم على المناضل الجسور فادي باعوم بالسجن لمدة خمسة سنوات ، كما أن حضرموت تعتبر المنطقة الأكثر اعتقالاً لكل العناصر المنظمة إلى الحراك السلمي ، وهذا ما يمكن الاستدلال به من البيانات التي تصدر عن هيئات ومكونات الحراك السلمي عموماً ...

كما أن حضرموت التي دخلت في مواجهات شعبية على مدار السنوات الثلاث المنصرمة شهدت تصعيداً عسكرياً هائلاً من تطويق لمدن المكلا والديس الشرقية وغيل باوزير ، ومن المطاردات المسلحة لعناصر الحراك في مختلف المظاهرات والاعتصامات التي تمت في المدن الحضرمية ، فما ان تنطلق مظاهرة حتى تتحول إلى مواجهات غير متكافئة بين عساكر الاحتلال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة والشبان الذين لا يملكون غير صدورهم العارية من غير الولاء للوطن وقضيته العادلة ...

في العام 1997م ظهرت أول حركة شعبية مقاومة للاحتلال اليمني في حضرموت والجنوب العربي ، عندما تواجهت الجماهير الحضرمية مع عساكر نظام الاحتلال اليمني بقيادات حضرمية شجاعة لتؤصل تأصيلاً له قيمته التاريخية لمسائل لها عمقها السياسي والحضاري والفكري آنذاك ، نعم لم تكن قضية " الجنوب العربي " مطروحة في إطارها الحالي ، ولم تكن الأفكار والتطلعات تنتهج التصعيد نحو فك الارتباط وغيرها من المفاهيم غير أن المنطلق كان تحديد هوية حضرموت في إطارها الصريح وهو ما تضيق به صدور الداعين إلى يمننة حضرموت جنوباً أو شمالاً ...

عندما تذكر حضرموت فهي لا تذكر على أنها محافظة من محافظات اليمن أكان جنوبياً أو شمالياً ، بل تذكر على أساس خصوصيتها وعمقها التاريخي ، لذا فأن التعامل مع هذا الكيان بحجمه الكبير يكون فيه شكل مختلف عن التعامل أو التعاطي مع غيره من المناطق سواء أكان في إطار هذا الحراك السلمي وما تمثله حضرموت فيه أو في إطارها المخصوص داخلها في تفاعلها الذاتي مع محيطها الجغرافي والسياسي ...

ليس من باب المزايدة بل من باب الاستحقاق التاريخي للجيل الحضرمي المعاصر ، فحتى مع نشوء الحراك السلمي وميلاده كانت نغمة الجماهير الحضرمية تضج بشعار ( حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية ) ، هو ذلكم الاستحقاق التاريخي الذي تنطلق منه القدرة الحضرمية خلال هذه المرحلة من تاريخ حضرموت بوجه الخصوص ، فما يدركه النظام اليمني المحتل يدركه الأشقاء في الوطن الجنوبي العربي وكذلك الأشقاء العرب في الإطار الأعم والأشمل ...

تتباين الأحكام تجاه عناصر الحراك السلمي ، وتتباين ردات الفعل تجاه المظاهرات والاعتصامات ، ويحاول من يحاول حتى من الأشقاء في الجنوب العربي غض البصر عن هذا الكيان الحضرمي بما فيه من تضحيات وتأصيل سياسي وفكري ، وهي مسألة لها اعتبارها في الضمير الحضرمي ، يدركها كل طبقات حضرموت بمختلف توجهاتهم ، فهذه حضرموت عندما ترتقي يرتقي المحيط حولها فهي مأخوذة بقدراتها وإمكانياتها وطاقاتها الذاتية ...

استشعار هذه الخصائص في هذه الحقبة الزمنية فهي تأكيد على خصوصية الهوية الحضارية الحضرمية ، وفيها مواصلة على منهجية حضرمية بالتأكيد لا تعني التخلي عن الأخوة في الوطن الجنوبي العربي بل ترتقي بالذات الحضرمية التي تواجه النظام اليمني المحتل الغاشم بكيفيته المجردة ، وتتعاطى مع منّ يتجاوز حضرموت لاعتبارات لا تمت لما يجب أن يكون عليه الحال النضالي المشهود في أرجاء الوطن الجنوبي العربي المحتل ...
رد مع اقتباس