عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-30-2015, 11:29 PM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
Arrow

طلعوا جبابرة عليك و ثاروا
و وقفت أنت ، و روحك الجبّار

عصفوا ببابك فاستبيح فلم يكن
إلاّ جهنّم هاجها الإعصار

حرب إذا ذكرت وقائع يومها
شاب الحديد ، لهولها ، و النّار

لو قيل أبطال العصور فمنهمو
لحمايتك الإعظام و الإكبار

أو عاد هومير و سحر غنائه
و رأى ملاحمهم و كيف تثار

و همو حماة مدينة محصورة
دكّت على حرّاسها الأسوار

نسي الذي غنّاه في طروادة
و شدا بهم ، و ترنّم القيثار

كم من أخيل فيهمو لكنّه
ردّ المغير به ، و فكّ حصار

لم تجر ملحمة بوصف كفاحه
لكن جرت بدمائه الأنهار

نادته من خلف الشّواطئ أمّة
هو عن حماها الذّائد المغوار

إن يسألو عنه ، ففارس حلبة
لم يخل من وثباته مضمار

أو يقرأوا تاريخه ، فصحيفة
إمضاؤه فيها على و فخار

أو يبحثوا عن قبره ، فمكانه
فيما تعرّي الرّياح و الأمطار

هو مهجة فنيت بأرض معادها
ليتّم غرس أو يطيب ثمار

هو موجة ذابت ببحر وجودها
كيما يثور بروحها التيار

في شاطئ وقف العدوّ إزاءه
يبغي العبور و دونه أشبار

ما زال يدفع عنه كلّ كتيبة
حتّى تلاشى الجحفل الجرّار

و هوى و في شفتيه بسمة ظافر
أودى ، و تمّ يكلّل مفرقيه الغار

يا ربّة الأبطال لا هان الحمى
و سلمت أنت و قومك الأحرار

أ أقول أبناء الوغى أم جنّة ؟
و أقول آلهة أم الأقدار ! ؟

يستنقذونك من براثن كاسر
ماجت به الآجام و الأغوار

متربّص السّطوات تختبئ الرّبى
و تفرّ من طرقاته الأشجار

قهر الطبيعة صيفها و شتاءها
حتّى أتاه شتاؤك القّهار

مجد المدائن و القرى ! إنّ الذي
أبدعته ، فيه العقول تحار

عجبا أأنت مدينة مسحورة
أم عالم حاطت به الأسرار ! ؟

طرق محيّرة على قدم العدوّ كأنّما
من زئبق صيغت بها الأحجار

ة منازل مشبوبة ، و كأنّها
للجنّ في وادي اللّظى أوكار

و ترى زبانية الجحيم ببابها
ضاقت بهم غرف ، و ناء جدار

يتصارعون بأذرع مخضوبة
و السّقف فوق رؤوسهم ينهار

يتنازعون بها الطّباق خرائبا
دميت على أنقاضها الأظفار

ما زلت صامدة لهم حتّى إذا
سهت العقول ، و زاغت الأبصار

و تقبّض المستقتلون ، و عربدت
أيدي الرّماة ، و عرّد البتّار

و تقوّض الحصن المنيع و لم يكن
إلاّ جدار يحتويه دمار

و قسا عليك المرجفون و حدّثوا
أن ليس تمضي ليلة و نهار

أطبقت كالنّسر المحلّق ، ما لهم
منه و لا من مخلبيه فرار

و تفرّستك قلوبهم فترنّحوا
رعبا ، و أنت الخمر و الخّمار

و خبت مدافعهم و ذاب حديدهم
و الثّلج يعجب و اللّظى موّار
__________________






رد مع اقتباس