ألا فليخرس المتشدقون والمسيسون للدين الإسلامي الحنيف
 

أن وحدة المسلمين ووحدة أمة العرب هي نعمة لا أ حد ينكرها .. لكن النعمة هذه أحيانا تتحول إلى نقمه عظيمة..

فمثلا الصحة والقوة نعمة لكن إن استخدمتها فيما لا يرضي الله كأن تستخدم قوتك لتفتك بالضعفاء عندها تتحول نعمة القوة لديك إلى نقمة عليك .. والمال نعمة إن أنفقته في أوجه الخير وابتغيت به وجه الله أما لو استخدمته في الرشوة أو الربا أو ما شابه من شراء المسكرات وشراء الأنفس والذمم فإنه ينقلب إلى نقمة عليك في الدنيا قبل الآخرة ..

وكذلك الوحدة .. فكما أسلفت سابقًا أن وحدة الأمة الإسلامية أو الأمة العربية أمر محمود ونعمة من نعم الله التي على الجميع شكرها وسؤاله إتمامها..

لكن ما هية الوحدة أصلاً .. كيف نحكم بأن ما يحدث في بلدنا هو الوحدة..

الرسول صلى الله عليه وسلم وحّد المهاجرين والأنصار وآخى بينهم على أساس الدين لكن هل طمس هوية الأنصار ودمجهم مع المهاجرين .. كلا لم يفعل بل كان يأخذ بأحسن الأمرين .. فلو رأى أن رأي الأنصار أصوب وعملهم أنفع وللحق أقرب اتخذه ولو رأى أن رأي المهاجرين أصوب أنفذه .. وهكذا حتى وحّد أغلب جزيرة العرب تحت راية الإسلام .. كان صلى الله عليه وسلم لا ينهى القوم عن عمل عملوه ما لم يخالف الشرع..

لكن الآن هل اتخذ المنسوبون للوحدة هذا الأمر على محمل الجد؟ ..

كلا .. بل كل ما أرادوه هو طمس لحرية شعب لثقافة أمة لهوية مجتمع لحضارتها لتاريخها .. ويدّعون بعدها أنهم يريدون الوحدة .. وأن ما يفعلوه من أجل الوحدة

لو نعود للوراء قليلاً لبداية اتقافيات الوحدة وبداية تطبيقها .. للشروط التي اتفق الجميع عليها .. ثم أسأل هل طبقت جميع الشروط؟..
وبعد الإجابة المعروفة وهي أن كلا لم تطبق .. أقول أن الوحدة نعمة أي نَعَم .. نعمة لما بدأناها صحيحة .. لكن الأكابر لم يرضهم ما وصلوا إليه بل أرادوا أن يضيفوا وطنًا إلى وطنهم فدمروا كل الاتفاقيات الوحدويه ووثيقة العهد والإتفاق بإعلانهم للحرب ..

وبرأي كل عاقل .. أتتحد دولتان بالحرب ؟.. أيمكن أن نسمي الغزو على دولة أخرى وسلبها لجميع أملاكها إتحادًا ؟..

كلا وألف كلا .. الاتحاد هو انسجام لاثنين معًا دون طمس لمعالم الآخر

أما ما يحدث الآن في الجنوب فهو بعيد كل البعد عن الاتحاد .. ما يحدث هو هدم لكل المعالم الجنوبية .. هو نهب لكل مقدرات الجنوب هو تجهيل للإنسان الجنوبي وتهميشه هو إستعباد للجنوبي في شتى مناحي الحياة هو إجبار على التخلي عن الهوية عن الثقافة عن الحضارة عن الوطن .. فهل نسمي هذا اتحادًا ؟؟..
نعم كانت الوحدة نعمة لكن ركلها المتشدقون وهاهي تعود إلى نقمة عليهم .. فهم لم ينعموا بوحدة كما يريدون ولن ينعموا بالهدوء وراحة البال
فهل ينام السارق قرير العين ؟؟.. أم هل يغمض للظالم جفن ؟؟..

وهاهي الوحدة التي أرادها الجميع نعمة تلتهب وتصليهم بلظاها وسعيرها وتتحول لنقمة لهم ولمن شاكلهم في فكرهم.. وهاهي تباشير الفرج بإذن الله تلوح في الأفق لشعب الجنوب العربي لينعم شعب الجنوب بالعيش الهني وركل هذه الوحده المبطنه بالنوايا الشريره ويبزغ فجر إستقلال جديد مغاير للذي تم في 67م مع إعتزازنا به وترحمنا لشهدائه الأبرار وإن شاء الله لن تكرر أخطاء الماضي فالكل قد وعى الدرس ولاخوف على الجنوب وأهله بعد التحرير ....